العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة

طابع تبرعات للعصبة.
وصلا تبرعات للعصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة.

العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة American League for a Free Palestine هي منظمة صهيونية تأسّست عام 1944 على يد پيتر برگسون[1] (وُلِد باسم هيلل كوك، وانتمى لمنظّمة إرگون)[2]، وذلك من أجل المساهمة في تأسيس دولة يهوديّة في فلسطين. لم تقتصر العضويّة في هذه العصبة على اليهود، كما وأنّ معظم منتسبيها كانوا إمّا سياسيّين، أو من المنضوين في القطاع التّرفيهي. أبرز إنجازاتها مسرحيّة وُلِد عَلم، الّتي ألّفها بن هكت، بهدف التّأثير على الرّأي العام الأمريكي لدعم إقامة دولة يهوديّة في فلسطين.[1] وقد كانت هذه العصبة الدّاعم الأساسي لمنظّمة إرگون في الولايات المتّحدة الأمريكيّة.[3] في عام 1945، أصبح السناتور الأمريكي گاي جيلت رئيس العصبة، واستمرَّ برئاستها حتى حلّها عام 1948.[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقة بإرگون

كانت العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة عبارة عن واجهة لمنظّمة إرگون في الولايات المتّحدة، لكن حصلت بعض الخلافات بين العصبة والمنظّمة من حينٍ إلى آخر.[5] فقد طالب مناحيم بيگن (الّذي كان قائد إرگون) هيلل كوك بالتّوقّف عن التّرويج لدور العصبة في نقل المهاجرين اليهود الغير شرعيّين إلى فلسطين الانتدابيّة عن طريق البحر، بحجّةِ أنّ التّرويج لمثل هذه الأخبار قد يعيق عمل إرگون.[5] كما وطالبه بتركيز جلِّ جهوده على تأمين السّلاح والذّخيرة لمقاتلي إرگون،[5] وحذَّرهُ من الإشارة إلى "أرض إسرائيل" بـ"دولة فلسطين الحرّة"، بحجّةِ أنّ استخدام اسم فلسطين، دون الإشارة إلى "الشّعب اليهودي"، قد يشكّل خطراً كبيراً على القضيّة الصّهيونيّة؛ لذا فضّل بيگن أن يستخدم كوك لفظ "دولة أرض إسرائيل الحرّة".[5]


التأثير على الرأي العام في الولايات المتحدة

ملصق من العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة، لجمع التبرعات لتسليح المنظمات اليهودية.
غلاف برنامج مسرحية وُلـِد علـَم. مقارنات مع الثورة الأمريكية. (يهودا ماگنس عارضها).[6]

في عام 1945، مع تصاعد أعمال العنف الّتي نفّذتها المنظّمات الصّهيونيّة ضدّ سلطات الانتداب البريطاني، قامت العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة بإطلاق حملة دعائيّة لكسب تعاطف الرّأي العام الأمريكي مع المنظّمات الصّهيونيّة في فلسطين الانتدابيّة.[7] فوظّفت رموزاً وصوراً وشعاراتٍ بهدف أمركة تمرّد المنظّمات الصّهيونيّة على سلطات الانتداب البريطاني، ليصبح شديد الشّبه بثورة المستعمرين الأمريكيين ضدّ بريطانيا في ذهن الجمهور الأمريكي.[7] فأصبحت عبارة "إنّه العام 1776 في فلسطين" صرخة الحشد الّتي استهلّتها العصبة للتّرويج لأجندتها، كما وتطوّع بعض المواطنين الأمريكيّين للقتال في صفوف إرگون، حيث شكّلوا فيلقاً أُطلِق عليه اسم فيلق جورج واشنطن.[7] وإثر هذه الحملة الإعلاميّة، إلى جانب مسرحيّة وُلِد عَلم، ازداد تأييد الرّأي العام الأمريكي لإقامة دولة يهوديّة في فلسطين، وفاق عدد المواطنين الأمريكيّين المتعاطفين مع اليهود أولئك المتعاطفين مع العرب، بما يقارب ثلاثة أضعاف.[7] جدير بالذّكر أنّ أعضاء هذه العصبة كانوا يسيرون على خطى التّيّار الصّهيوني السّائد في الولايات المتّحدة، الّذي كثيراً ما حاول أمركة المشروع الصّهيوني، وتشبيه الاستيطان اليهودي في فلسطين باستيطان الپيوريتان (التطهريين) الإنگليز في أمريكا الشّماليّة.[7]

إس‌إس أپريل

استخدمت العصبة الأمريكيّة من أجل فلسطين حرَّة عائدات مسرحيّة وُلِد عَلم (الّتي ألَّفها بن هيكت) لتمويل أنشطة إرگون، ولشراء سفينة لتهريب يهود أوروبيّين إلى فلسطين.[3] أُطلِق على هذه السّفينة اسم إس‌إس أپريل، ثمّ غُيِّر اسمها إلى "إس‌إس بن هكت". وفي الثّامن عشر من فبراير عام 1947، غادرت السّفينة ميناء مارسيليا وعلى متنها 620 مهاجراً يهوديّاً غير شرعي، رافعةً علم هندوراس، ورُوِّجَ أنّها متوجّهة إلى بوليڤيا، لكنّها سرعان ما توجّهت إلى فلسطين بهدف تهريب رُكّابها اليهود.[3] وفي الثّامن من مارس عام 1947، تمّ اعتراض السّفينة من قبل مدمّرتين بريطانيّيتين، فأُلقي القبض على ركّابها وطاقمها، الّذين تمّ احتجازهم في قبرص.[3] وقد تألّف الطّاقم البحري لهذه السّفينة من مواطنين أمريكيّين، الأمر الّذي استغلّته العصبة الأمريكيّة من أجل فلسطين حرّة لإطلاق حملة إعلاميّة لذمّ السّلطات البريطانيّة، ولإثارة عواطف الجمهور الأمريكي.[3] ولاحقاً، أطلقت السّلطات البريطانيّة سراح الطّاقم الأمريكي، وأرسلتهم إلى نيويورك، حيث أقامت لهم العصبة حفل استقبالٍ في فندق أستور، واستغلَّ بن هكت الحفل كفرصة للتّرويج لمنظّمة إرگون أمام الرأي العام الأمريكي.[3]

حلّ العصبة

في 30 نوفمبر عام 1948، أعلنت صحيفة "نيويورك وورلد تلگرام" عن حلّ العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة، وذلك خلال حفل عشاءٍ أُقيم تكريماً لمناحم بيگن في فندق والدورف-أستوريا بمدينة نيويورك.[3] وقد حضر الحفل بن هكت، الّذي صرّح أنّ مهمّة العصبة تمّت بنجاح.[3]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب American League for a Free Palestine Records; I-278; American Jewish Historical Society, Boston, MA and New York, NY.https://archives.cjh.org/repositories/3/resources/1634 Accessed February 18, 2021
  2. ^ https://www.jewishvirtuallibrary.org/hillel-kook-aka-peter-bergson
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Saidel, J.M. (1994). Revisionist Zionism in America: The campaign to win American public support, 1939-1948. https://core.ac.uk/download/pdf/215520056.pdf
  4. ^ https://www.jta.org/1945/08/02/archive/ex-senator-gillette-accepts-presidency-of-american-league-for-a-free-palestine
  5. ^ أ ب ت ث Kaplan, E., 2005. A Rebel with a Cause: Hillel Kook, Begin and Jabotinsky's Ideological Legacy. Israel Studies, 10(3), pp.87-103. https://muse.jhu.edu/article/189530
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة wymaninstitute.org
  7. ^ أ ب ت ث ج Medoff, Rafael. (2006). Militant Zionism in America: The Rise and Impact of the Jabotinsky Movement in the United State, 1926-1948 (Judaic Studies Series). University of Alabama Press. http://americanjewisharchives.org/publications/journal/PDF/1994_46_02_00_medoff.pdf