الشخصية الوطنية المصرية: قراءة جديدة لتاريخ مصر

الشخصية الوطنية المصرية: قراءة جديدة لتاريخ مصر
غلاف كتاب الشخصية الوطنية المصرية.jpg
المؤلفطاهر عبد الحكيم
البلدFlag of Egypt.svg مصر
اللغةالعربية
الناشردار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع
الإصدارط 1 (1986)، ط 2 (2012)
عدد الصفحات240

الشخصية الوطنية المصرية: قراءة جديدة لتاريخ مصر، هو كتاب من تأليف طاهر عبد الحكيم، صدرت الطبعة الأولى منه في 1986 عن دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، والطبعة الثانية في 2012 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عن الكتاب

يقدم د. طاهر عبدالحكيم في كتاب الشخصية الوطنية المصرية دراسة تدور في الأساس حول الاستمرارية التي اتسم بها تاريخ مصر الاجتماعي عبر حقبه المختلفة. فمن المعروف أن الحقب المختلفة من تاريخ مصر ـ سواء كتاريخ أو كتاريخ اجتماعي ـ حظيت باهتمام العديد من الباحثين، المصريين وغير المصريين.[1] وقدموا فيه دراسات رائدة؛ إلا أن تلك الاستمرارية التي اتسم بها تاريخ مصر الاجتماعي لم تحفّز الدارسين بعد على تقديم دراسات تتناول هذا التاريخ كوحدة، فهناك دراسات عن الحقب المختلفة لمصر القديمة، الدولة القديمة أو الوسطى أو الحديثة، وهناك دراسات عن مصر الهيلينية، وعن مصر الرومانية، وعن مصر العربية أو الإسلامية، وعن الدول المتعددة التي توالت على مصر؛ ولكل باحث منهجه ورؤيته النظرية الخاصة للحقبة التي درسها، وتصوره الخاص للتاريخ الذي ينطلق منه في معالجة الحقبة المعينة؛ لذلك ظل تاريخ مصر الاجتماعي مفتقداً إلى معالجة شاملة تتعامل معه كوحدة متطورة.

يقسم الباحث الكتاب إلى قسمين القسم الأول يتناول الشخصية المصرية في ظل الدولة المركزية والشخصية المصرية في ظل الملكية الخاصة راصدا رؤية أهم الاتجاهات العلمية الي الدولة المركزية و اسباب نشأة تلك الدولة العتيدة مثل الاتجاه البيئي الذي يعظم من دور البيئة النهرية في نشأة الدولة المركزية والاتجاه الاجتماعي-الاقتصادي التي تركز على حركة العوامل الداخلية المكونة للظاهرة ويعطي الدور الحاسم لبروز المركزية للانقسام الطبقي في المجتمع الزراعي البدائي. يشير عبد الحكيم ان مصر شهدت العديد من الثورات العنيفة ضد الحكام برغم ما يشاع عن المصريين من المهادنة والاستسلام وكانت اول ثورة فلاحية في عام 2280 قبل الميلاد في عهد بيبي الثامن وهي الثورة التي أمكن تسجيلها تاريخيا وقد استمرت الثورات ضد الحكام مرورا باستشهاد المصريين في ذروة اضطهادهم على يد الرومان بعد دخول الكنيسة المصرية في صراع وطني ديني ضد الكنيسة الغربية.[2]

وتحدد ما هو ثابت وما هو متغير في هذا التطور، والعوامل المؤثرة فيه سلباً وإيجاباً، وفوق كل شيء تحدد المكونات الأساسية لتلك التشكيلة الاجتماعية التاريخية التي نشأت منذ آلاف السنين على ضفاف النيل في مصر، وكيف تعاملت هذه المكونات الأساسية مع ظروف سياسية واقتصادية مختلفة، الأمر الذي يساعد على فهم الحركة التاريخية لهذه الجماعة من الناس التي سكنت مصر منذ فجر التاريخ؛ أي أن التاريخ الاجتماعي لمصر ظل مفتقداً لنظرية متكاملة تفسر تطوره.

ويرى المؤلف أنه بتحليل مسار النضال القومي المصري نجده ينقسم إلى حقبتين مختلفتين اختلافاً كيفياً، الحقبة الأولى: هي تلك الحقبة التي كان النضال القومي في أثنائها يدور في إطار نظام اجتماعي قِوامه احتكار الدولة المركزية لوسائل الإنتاج وممارستها أتوقراطية مطلقة تبررها ثيولوجية، والحقبة الثانية هي تلك التي اتجه فيها النضال القومي لإنهاء احتكار الدولة المركزية لملكية وسائل الإنتاج ولإقرار مبدأ الملكية الفردية، وإرساء نظام سياسي ليبرالي، وتشكيل ثقافة علمانية؛ وفي ضوء هذا التقسيم فإنه يصبح من الممكن اكتشاف نقطة البدء الحقيقية لتاريخ مصر المعاصر.

ويناقش المؤلف ما دأب عليه معظم الباحثين المعاصرين من وصف الفلاح المصري بالخنوع والسلبية، ويؤكد أنه لما كان هذا الفلاح يشكل تاريخياً الجسد الرئيسي لشعب مصر، فإن هذا الحكم ينسحب بالضرورة على مجمل الشخصية الوطنية المصرية، ويصل إلى أن المصري عبر التاريخ لم يستطع أبداً أن يعيش حياة فردية، القرية هي دائماً عالمه، حيث يعمل عملاً جماعياً ويعيش حياة جماعية.

وهذه الجماعية في العقل المصري هي وحدها التي كان من الممكن، حيث لا تكون الثورة ممكنة، أن تواجه القهر بالتحمل، ولكن هذا التحمل للقهر مشروط بأن يكون القهر ذاته عاجزاً عن أن يغيّر من طبيعة الكائن الذي يتحمله؛ أي أنه عندما يصل القهر إلى الدرجة التي يهدد فيها طبيعة الإنسان المصري وتكوينه فإنه لا مجال عندئذٍ للتحمل؛ هذه الجماعية الصلدة التي تولّد تلك القدرة على التحمل تزداد قوة وثراءً وتجدداً من خلال العمل المتواصل الذي يؤديه الفلاحون، والذي يجدد علاقة الشخصية المصرية بالطبيعة، كما تستمد قوتها وثراءها من تركة ماضٍ هائل تتسلمها الأجيال جيلاً بعد جيل..

والمصدر الآخر لقوة وثراء الشخصية المصرية هو قدرتها على أن تجمع في لحظة واحدة فرعونيتها ومتوسطيتها وشرقيتها. وحول الدين والشخصية المصرية يرى المؤلف أن وقائع تاريخ مصر الحديث تأتي دليلاً على أن الإنسان المصري يعتبر موقفه الديني علاقة خاصة وفردية بينه وبين الله، وأنه كما يرفض الوساطة في هذه العلاقة، فإنه على استعداد لتقبل مواقف سياسية واجتماعية، حتى وإن كانت على أسس غير دينية طالما أن ذلك يحقق مصالحه الاقتصادية والاجتماعية.

فقد التف المصريون بقوة حول القيادة العلمانية للثورة العرابية رغم أن أول برامجها كان ينص على أن هذا الحزب هو حزب سياسي غير ديني. وحول الإسلام والتعريب في تاريخ مصر يوضح المؤلف أن اعتناق المصريين للإسلام كان يشكل استمرارية لبعض المكونات الأساسية للشخصية الوطنية المصرية، وأساساً للموقف من الدين، فعدم وجود مؤسسة دينية دنيوية في الإسلام كان يتلاءم تماماً مع نزوع الفلاح المصري للاستقلال بإيمانه عن أي جهة وسيطة بينه وبين إلهه الذي يعبده، كما أن هذه الفردية والاستقلالية في التدين أزالت أي شرعية دينية عن عملية استغلاله، وألغت أي قداسة للعلاقة الاستغلالية بين الحكام وبينه، وبذلك أصبحت ثورته عليهم أو تهربه من أداء التزاماته إزاءهم عملاً مشروعاً.



المصادر

  1. ^ "قراءة جديدة في تاريخ مصر". جريدة البيان الإماراتية. 2012-10-21. Retrieved 2018-02-14.
  2. ^ "طاهر عبد الحكيم في كتابه "الشخصية الوطنية المصرية": تاريخ مصر نضال من أجل التحرر". البداية. 2012-10-21. Retrieved 2018-02-14.