المغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية

(تم التحويل من الريگولارس)
الريگولارس Regulares
Emblem of the Spanish Indigenous Regular Forces.svg
الدرع
نشطة1911 - الآن
البلدFlag of Spain.svg إسپانيا
الولاءالملك، الوطن
الفرعEmblema Ej Tierra.jpg الجيش
النوعمشاة
الدورقوات الطليعة
مقر الحاميةسبتة، مليلة، صخرة قميرة، الحسيمة و الجزر الجعفرية.
الشعار اللفظيA España servir hasta morir
(نخدم إسپانيا حتى نموت)
تواريخ هامة12 اكتوبر
القادة
أبرز
القادة
داماسو برنگوير

أهم فرق الجيش المغربي المشاركة في الحرب الاهلية الاسبانية، وهما مجموعة قوات الريگولارس Regulares الأهلية، وقوات المحلات الخليفية، من حيث اعداد الجنود او من حيث العمليات الحربية التي انيطت بهما، في حين، سوف نتوقف بعدد من المحطات البارزة في مشاركة المجندين المغاربة في الحرب الاهلية الاسبانية. البداية كانت سنة 1911، وهي السنة التي تأسست فيها مجموعة قوات الريكولاريس الاهلية من طرف الجنرال مارينا، من اجل حقن دماء الجنود الاسبان بعد اندلاع المقاومة المسلحة بقيادة الشريف محمد امزيان، ثم بسبب أسبوع برشلونة الأسود، حين امتنع الجنود الاسبان من الذهاب الي المغرب. وقد جاء هذا التأسيس كتقليد لفرنسا التي قامت بتجنيد اهالي مستعمراتها في صفوف جيشها من اجل تعويض الجنود الفرنسيين.

في نفس السياق، شهدت سنة 1913 تأسيس اول فرقة من المحلات الخليفية، والتي ستشارك، الي جانب مجموعة قوات الريكولاريس، في الحرب الاهلية الاسبانية سنة 1936. اذ ستعرف الفرقتان توسيع قاعدتهما من اجل استيعاب العدد المتزايد من المجندين المغاربة، خصوصا عند الشهور الاولي للحرب، بفعل ضراوة المعارك والاحتياج الكبير للمتطوعين. في نفس الوقت، ستشهد سنة 1937 صدور الظهير الشريف للسلطان محمد الخامس يمنع فيه المغاربة من المشاركة في الحرب الأهلية الاسبانية.

مع انتهاء الحرب سنة 1939 سوف تبدأ معاناة قدماء المحاربين المغاربة مع الحكومة الاسبانية الجديدة، التي انهكت الحرب مقدراتها، ولم تعد مستعدة لاستيعاب هذا الكم الهائل من المجندين. وقد سلكت في هذا الشأن طرقا مختلفة من اجل التخلص منهم، كاستخدامهم في الاعمال الشاقة، كالبناء، قلع الاشجار، قلع الاحجار، كذلك، اصبحت التغذية اقل جودة علي مستوي الكم والكيف، مما جعل اكثريتهم يفرون من الجندية او يطلبون الاعفاء من الخدمة. اما الباقون، فقد انتقلوا الي صفوف القوات المسلحة الملكية عند تأسيسها سنة 1956. وبهذا فقدوا معاشهم من الحكومة الاسبانية، ولم يبق لهم سوي المعاش الهزيل من الدولة المغربية بحكم عدد سنوات الخدمة القليلة بالجيش المغربي، ثم التعويض عن الميداليات التي حصلوا عليها ابان الحرب الاسبانية.

ان الميزة التي يعاني منها قدماء المحاربين المغاربة هي الاهمال والتهميش علي عدة مستويات:

1- المستوي الاكاديمي:

من الجانب الاسباني، نجد بان جميع الكتابات التي عالجت موضوع مشاركة المغاربة في الحرب الاهلية الاسبانية الصقت بنية مبيتة تهما سلبية بالمغاربة، لا زالت تطبع الي اليوم المخيال الجماعي للشعب الاسباني، كالقتلة، المغتصبين، المتخلفين، اللصوص، المرتزقة...الخ. وهي تهم ترجع في الاصل الي الحملات الدعائية للجانبين المتحاربين، اذ حاول الجمهوريون التأثير علي لجنة عدم التدخل التي تم تأسيسها في آب (اغسطس) 1936 من اجل سحب المتطوعين الاجانب من اسبانيا، في اظهار المغاربة بصورة سلبية كفرق عسكرية لا تحترم اتفاقيات الحرب. في حين، حاول الفرانكويون من جانبهم زرع الرعب في نفوس خصومهم الجمهوريين عن طريق بث اشاعات عن وحشية المغاربة وعدم رأفتهم بالعدو. اما من الجانب المغربي، فلم يتوان المؤرخون المغاربة في الانسياق وراء هذه الطروحات الاسبانية في تشويه وتهميش دور المغاربة في هذه الحرب.

2- المستوي السمعي- البصري:

يلاحظ من خلال البرامج الوثائقية والافلام السينمائية، او في جميع الوسائل السمعية - البصرية الاسبانية تهميشا وتجاهلا للدور الفاعل للجنود المغاربة في هذه الحرب.

3- الكيل بمكيالين:

اذاً فـــــي الوقــــت الذي يكــــرم فيه قــــدماء المحــــــاربين بصفــــوف الالوية العالمية Las Brigadas Internacionales فوق الارض الاسبانية، والسماح لهم بزيارة اصدقائهم الاحياء منهم والاموات، واستقبالهم استقبال الابطال، كان آخرها التكريم الذي حظوا به خلال شهر تشرين الاول (اكتوبر) 2006 داخل البرلمان الاسباني، ترفض جميع طلبات قدماء المحاربين المغاربة في الحصول علي تأشيرة الدخول الي التراب الاسباني بدعوي عدم التوفر علي الوسائل المادية الضرورية لتغطية مصاريف مدة الاقامة باسبانيا، وهي خطة مقصودة من اجل تبرير رفض الطلبات، خصوصا وان جميعهم لا يستطيع تغطية مصاريف ما يسد به رمقه. ويبلغ الكيل بمكيالين اوجه اذا علمنا بان الاسبان من اصل مغربي يحصلون علي معاش بقــــيمة 12.000 بســـيطة، في حين يحصل متطوعـــــو الالوية الدولية الاسبان من اصول مختلفة علي 90.000 بســــيطة، اي 6 اضعاف ما يحصل عليه الاسبان من اصل مغربي. في نفس السياق، فالقانون 37 / 1984 المتعلق بالقوات المسلحة وفرق الجمارك اعترف للاشخاص المشاركين في الحرب الاهلية الاســـــبانية بالخدمات التي ادوها و منحهم الاعتراف القضائي الي كل الاشخاص الذين التحقوا بصفوف الجيش ، لكن، يظهر بان هذا القانون لا يشمل المجندين المغاربة.

4- التغطية الصحية:

لا يتوفر جميع قدماء المحاربين المغاربة علي تغطية صحية تسمح لهم باجراء فحوصات طبية وعمليات جراحية، خصوصا وان اغلبهم، مع تقدم العمر، اصبحوا يعانون من امراض مزمنة سببتها الظروف الصعبة والجروح التي اصيبوا بها خلال الحرب الاسبانية، ومع ذلك، رفضت جميع طلباتهم من اجل العلاج بدعوي ان القانون لا يشملهم في هذا الشأن.

5- المستوي المادي:

يعيش قدماء المحاربين المغاربة في فقر مدقع، اذ المعاش الذي يتلقونه كل آخر شهر لا يكفي لسد الرمق. فهذا احد قدماء المحاربين المغاربة يعلق مستهزئا: لم نكن سوي اكباش فداء، بيع واشتري فينا بثمن بخس. وها نحن الآن نجتر مأساتنا...مشوهين معطوبين...يظل الواحد منا يترقب آخر الشهر ليتقاضي ما لا يكفيه لشراء كفنه.... . في نفس الاطار، نجد في لائحة اجور معاشات ارامل قدماء المحاربين المتوفين في الحرب التي يحتفظ بها الضابط الاسباني المكلف بالمعاشات 570 ارملة، حسب احصاء سنة 1985، اما اللواتي توفي ازواجهن بعد الحرب، فليس لهن الحق في المعاش، اذ حسب الضابط الاسباني المكلف بالمعاشات: هؤلاء الارامل يعشن في فقر مدقع ، ويضيف مصدر من السفارة الاسبانية: ان تراهن يتسولن بشـــوارع شمال المغرب، فذاك امر مألوف .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القانون المنظم لمعاشات قدماء المحاربين المغاربة

توجد بشمال المغرب وجنوبه جمعيات لقدماء المحاربين وضحايا الحرب بالمدن التالية: تطوان، العرائش، القصر الكبير، اصيلا، الشاون، الحسيمة، الناظور وسيدي ايفني (تاريخ 23 ايار ـ مايو 2002) في حين، وصل عدد المغاربة الذين يتقاضون معاشا الي 1866، بينما وصل عدد الارامل اللواتي يتقاضين معاشا بفعل وفاة ازواجهن في العمليات العسكرية الي 160. في نفس الوقت، تحصل مثيلاتهن اللواتي توفي ازواجهن خارج نطاق العمليات العسكرية علي تعويض قيمته تساوي راتب المتوفي لمدة عامين، وذلك طبقا لقــانون 5 ايار (مايو) لسنة 1948.

في نفس السياق، فبموجب قانون 16 تشرين الاول (اكتوبر) 1941، الذي دخل حيز التطبيق في فاتح كانون الاول (ديسمبر) 1942، تم منح ارامل وايتام المتوفين في العمليات العسكرية وامهاتهم والمختفين تعويضات ومعاشات، وكذلك تعويض لمرة واحدة للأرامل اللواتي لم يكن لهن اطفال. وتوسع هذا الوضع بموجب قانون آخر صدر في 29 تموز (يوليو) 1943 يستفيد بموجبه اقارب المتوفي في العمليات العسكرية من امتيازات والاولوية في عدة مصالح. اما فيما يتعلق بالمعاشات التي خصصت لمعطوبي الحرب، فقد تم تقنينها بموجب مرسوم 4 ايار (مايو) 1938، الذي دخل حيز التطبيق بموجب ظهير 2 تموز (يوليو) من نفس السنة، وتم خلق جهاز الاستحقاق لمعطوبي الحرب المغاربة، اي حرب افريقيا (1909 ـ 1927)، والحرب الاهلية الاسبانية (1936 ـ 1939)، حيث يتم التعويض حسب درجة الاعاقة.

في نفس السياق، تمنح بعض المساعدات الجزافية علي الشكل التالي:

  • المسرحون: 180 درهما في الشهر.
  • جنود المحلات الخليفية: 150 درهما في الشهر.
  • الأرامل: 150 درهما في الشهر.

من جهة اخري، واستنادا الي تاريخ 23 ايار (مايو) 2002 السالف الذكر، كانت قيمة معاشات قدماء المحاربين المغاربة علي الشكل التالي:

  • قبطان: 2700 درهم في الشهر.
  • ملازم أول: 2500 درهم في الشهر.
  • ملازم: 2130 درهماً في الشهر.
  • رقيب: 1900 درهم في الشهر.
  • عريف: 1600 درهم في الشهر.
  • جندي: 1400 درهم في الشهر.

يضاف الي هذه القيمة شـــــهران كمكافأة اضافية.

حسب احصاء 1985، هناك تقريبا خمسة آلاف من قدماء المحاربين من مجموعة الريكولاريس محالون علي المعاش، ويكلفون حكومة مدريد حوالي 80 مليون بسيطة شهريا. اما من جانب نظام المعاشات الذي يخص قدماء المحاربين المغاربة واقرباءهم، فان اصله يرجع الي احكام القانون 172 / 1965، والذي يستند الي البنود التالية: ہ ان القانون 172 / 1965 يعطي الحق في التعويضات ومعاشات التقاعد الي الاشخاص المغاربة الذين خدموا بصفوف الجيش الاسباني والقوات المخازنية. ہ ان القانون 172 / 1965 لا يعطي حق المعاش لافراد عائلة الجندي، الا في حالة وفاته في حروب افريقيا (1909 ـ 1927)، او في الحرب الاهلية الاسبانية (1936 ـ 1939)، ضمن البنود المعمول بها في قانون الاقسام السالبة Clases Pasivas (اي الاشخاص الغير العاملين). اما فيما يخص قوات المخزن المغربي، اي قوات المحلات الخليفية والقوات المخازنية المسلحة، فان قانون المعاشات الاسباني يحدد ما يلي:

  • ان الجــــندي المغربي المنتمي الي المحلة الخليفية والمخازنية المسلــــحة، لا ينتمي الي الجيش الاسباني. ومن ثمة، فان حقوق المعاش قد تقننت من طرف المخزن المغربي حسب ظهير 19 مايو 1939 (الظهير رقم 15 المنظم لمنطقة الحماية الاسبانية).
  • قانون 172 / 1965 ليوم 21 كانون الاول (ديسمبر) (الجريدة الرسمية رقم 292، بتاريخ 24 كانون الاول ـ ديسمبر)، ينظم الامتيازات التي يمكن الحصول عليها من طرف الشخص المغربي الذي خدم في صفوف الجيش الاسباني (الريكولاريس ورماة ايفني).
  • فيما يخص قوات المخزن (المحلات الخليفية وقوات المخازنية المسلحة)، فان قانون 172 / 1965 يمنح لهم فقط في فصله 12 دية لسنة واحدة من الخدمة ولمرة واحدة، وفقط للذين شاركوا في الحرب الاهلية الاسبانية.
  • فيما يخص الميداليات، فان ميدالية الصليب الاحمر Cruz Roja وميدالية الاستحقاق العسكري Mژrito de Guerra وميدالية العمليات العسكرية Medalla de Campa–a، تبقي ذات صبغة شرفية لا يتم التعويض عنها.

حاليا، تنظر الغرفة الثانية لمحكمة العدل العليا بمدريد في قرابة 150 ملفاً يتعلق بتسوية تعويضات الاسبان من اصل مغربي مع تعويضات الاسبان، من ضمنها ملفات توفي اصحابها منذ زمن وهم في انتظار انصافهم. لكن، مرة واحدة استجابت المحاكم الاسبانية لمطالب قدماء المحاربين، وذلك في سنة 1991، في ملف العريف محمد مهيد، الذي كان قد حصل علي الجنسية الاسبانية قبل ذلك بسنوات قليلة، بحيث نص قرار المحكمة علي الزامية صرف مستحقاته المتأخرة ورفع اجرة معاشه من 12 الف بسيطة الي 70 الف بسيطة. في حين في المغرب يتقاضي قدماء المحاربين المغاربة واسرهم من الخزينة العامة بتطوان تعويضات هزيلة تتفاوت ما بين 50 درهما و1600 درهم.

لقد مرت 71 سنة علي انتهاء الحرب الأهلية الاسبانية، ومن ثمة، فالعدد القليل الذي بقي منهم، وهو في اغلبيته مهمش، يشتكي من ضعف قيمة المعاشات مقارنة مع الجنود الآخرين الذين شاركوا في الحرب الاسبانية. البعض منهم ممن حصل علي الجنسية الاسبانية، قدم طعنا امام المحكمة المختصة من اجل تفعيل وتسوية معاشاتهم مع زملائهم الاسبان، لكن جميع الطعون تم رفضها اعتبارا لكونهم قد تقاعدوا قبل حصولهم علي الجنسية الاسبانية، وان نظام المعاشات الذي تم تطبيقه عليهم يعود الي قانون الفترة التي تمت احالتهم فيها علي المعاش. في نفس السياق، وحسب المؤرخة ماريا روسا دي مادارياغا، في كتابها باللغة الاسبانية، المغاربة الذين اتي بهم فرانكو برشلونة - اذار (مارس) 2002 - ص.ص 343 / 344، ان هناك من اراد وضع مقارنة ما بين المعاشات الهزيلة التي يتقاضاها المغاربة مع التي يتقاضاها الجمهوريون الاسبان ومتطوعو الالوية الدولية. من جهة، لا يمكن وضع مقارنة بين فرق عسكرية مرتزقة، كالمغاربة، وبين الذين حاربوا الي جانب الحكومة الشرعية لوطنهم، كالجمهوريين الاسبان، والذين حاربوا من اجل الدفاع عن الحرية والديموقراطية، كمتطوعي الالوية الدولية. من جهة ثانية، حسب القانون الجاري به العمل حاليا، فانه من اجل الحصول علي معاش من الدولة الاسبانية، يجب الحصول علي الجنسية الاسبانية، والتي، حسب المعلومات المحصل عليها من طرف جمعية اصدقاء متطوعي الالوية الدولية، الذين يصل عدد الاحياء منهم حاليا الي حوالي 1000، والذين في غالبيتهم تعدوا الثمانين سنة، لم يقم الا نصف دزينة منهم بطلب الجنسية الاسبانية، لانهم سيفقدون بذلك جنسيتهم الاصلية، وبالتالي معاشاتهم التي يتقاضونها من بلدانهم، وهي تعويضات، الا في حالات قليلة، اكثر من المعاشات التي تقدمها الدولة الاسبانية كقدماء محاربين في الحرب الاسبانية. بصفة عامة، بالنسبة للقلائل الذين حصلوا علي الجنسية الاسبانية، يتقاضون معاشا قيمته 90.000 بسيطة شهريا.


اعادة النظر بمصطلح المرتزقة

المؤرخة ماريا روسا دي مادارياغا كاسبانية لا تأخذ الحدث في زاويته التاريخية من جهة، بحيث ان تدخل المغاربة في الحرب الاسبانية جاء بشكل قانوني، لانهم كانوا يشكلون جيشا اسبانيا مرابطا بالمغرب، والذي كان يسمي في حينه بجيش افريقيا، وبالتالي، فمسألة نعتهم بالمرتزقة يجب ان يعاد فيها النظر. من جهة اخري، فان سيطرة احفاد الجمهوريين علي مقاليد الحكم باسبانيا كان طبيعيا ان يعمل علي عرقلة كل ما يكون في صالح تسوية وضعية قدماء المحاربين المغاربة، لهذا، تذكر ماريا روسا ان القانون المنظم لمعاشاتهم الجاري به العمل حاليا يعود الي الفترة الفرانكوية، وهو دليل قاطع علي ما نشير اليه. ثم قضية اخري لم تقم بذكرها المؤرخة الاسبانية ماريا روسا، وهي انه عند تأسيس لجنة عدم التدخل في غشت 1936 من اجل سحب المتطوعين الاجانب من اسبانيا، قامت الحكومة الجمهورية بتجنيس، اي اعطاء الجنسية الاسبانية الي عدد مهم من متطوعي الالوية الدولية من اجل عدم سحبهم من اسبانيا باعتبارهم جنوداً اسبانيين. وما لم تذكره ماريا روسا، هو ان لجنة عدم التدخل لم تدخل المغاربة ضمن خانة المتطوعين الاجانب، وبالتالي، لم يتم سحبهم من اسبـــانيا، مما يزيل تهمة الارتزاق عنهم.

لعله بفعل صعوبة تغيير القانون المنظم لمعاشات قدماء المحاربين المغاربة المشاركين في الحرب الاهلية الاسبانية، يبقي النظر الي وضعيتهم المأسوية بصيغة انسانية هو السبيل الوحيد لرد الاعتبار لهم. فقضية الزيادة في معاشاتهم تبقي بدون معني بسبب وفاة الاغلبية القصوي منهم. في هذا السياق، افتح قوسا لأشير الي ان مشروع القانون الفرنسي في زيادة قيمة معاشات قدماء المحاربين المغاربة يبقي دون الطموح اذا لم يأخذ بعين الاعتبار القيمة الاجمالية للراتب، والذي يضم بالاضافة الي المعاش، التعويض علي الميداليات. لهذا، فالاهتمام بأراملهم واولادهم هو السبيل الوحيد لضمان عيش كريم لهم، وذلك عن طريق تعويض الارامل بقيمة مالية محترمة تمكنهن من انجاز مشروع يضمن لهن القوت اليومي. اما بالنسبة للاولاد او الاحفاد، فيمكن ان تعطي لهم الاولوية في الاستفادة من تأشيرات الدخول الي التراب الاسباني من اجل العمل، او علي الاقل، الاستفادة من عقود العمل الموسمية التي توفرها اسبانيا كل سنة.

المصادر

مصطفي المرون (1 سبتمبر 2007). "قدماء المحاربين المغاربة في الحرب الاهلية الاسبانية بين التهميش الاكاديمي والمادي". صحيفة القدس العربي.

انظر أيضاً

المصادر

Bueno, Jose. Los Regulares ISBN 84-86629-23-3