الخطة قاهر

الخطة قاهر

الخطة قاهر هى خطة اعدتها هيئة العمليات التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية وتم التصديق عليها عام 1965-1966 أى قبل حرب 1967 و لكن للاسف الشديد لم يتم تنفيذها خلال الحرب (بسبب رفض عبد الناصر للخطة وذلك لاسباب سياسية ومظهرية) مما أدى الى احداث حرب يونيو المؤسفة.[1]

يصف اللواء طه المجدوب (رئيس التخطيط في هيئة العمليات بالقيادة العامة اثناء حرب العاشر من رمضان) الخطة قاهر كالتالى :

الفكرة الاساسية للخطة تعتمد على اسلوب الدفاع المرن او الدفاع المتحرك في عمق مسرح العمليات مع حشد الجهد الرئيسى للقوات في وسط سيناء وتوفير قوات مناسبة للدفاع عن الخط الامامى والاحتفاظ بالعقد الدفاعية الرئيسية مثل العريش وابو عجيلة والقصيمة على ان يسمح للعدو الصهيونى المهاجم بالاختراق الى عمق سيناء حيث جهزت مناطق قتل في وسط سيناء لتدمير القوات المهاجمة (راجع الخريطة) ...

كما ربطت الفكرة الدفاعية للخطة الاعمال القتالية الخاصة بالقوات البرية مع القوات الجوية والبحرية ، وكان هدف الخطة الذى يمكن ان يتحقق بنجاح في حدود الامكانات العسكرية المتوافرة هو العمل على امتصاص الصدمة الاولى لهجوم العدو وكسر قوته الدافعة تمهيداً لانتزاع المبادأة ثم التحول للهجوم بتوجيه الهجمات والضربات المضادة بواسطة احتياطى استراتيجى عام كبير يعتمد اساساً على الفرقة الرابعة المدرعة ووحدات اخرى من المشاة والمدفعية والمظلات ... وبالتعاون الوثيق مع قوات الجبهة يتم تدمير القوات المهاجمة ...


وليس ثمة شك في ان هذه الخطة قد اخذت حقها كاملاً من الوقت والدراسة الجادة والاعداد السليم سواء من قبل اجهزة القيادة العامة او من قبل قيادة الجبهة الشرقية كما نفذت لخدمة هذه الخطة الكثير من الاستطلاعات الميدانية التى استغرقت عدة اشهر قبل ان تأخذ الخطة شكلها النهائى وتصبح معدة للتنفيذ في اول ديسمبر 1966 ...

لقد كانت هذه الخطة الواقعية سليمة تماماً بكل المقاييس العسكرية والاستراتيجية والتعبوية كاملة الاركان متماسكة البناء في حدود الامكانات الحقيقية المتاحة ومن ناحية اخرى فقد درستها جميع التشكيلات والوحدات المشتركة فيها ودرب بعضها على تنفيذ مهامها بل واجريت بعض التجارب العملية على تنفيذها في بعض القطاعات الهامة من الجبهة .

ولقد ابدى الكثير من المحللين العسكريين الاوربيين والامريكيين ممن اطلعوا على هذه الخطة دهشتهم لاهمال خطة سليمة البنيان والالتجاء الى تظاهرات هشة لا معنى لها بينما الوضع خطير وجاد ولا يحتمل اضاعة الوقت .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أى الاسلوبين الدفاعيين افضل لمصر ؟

  • ربما كان الاسلوب الاكثر أمناً (وربما الافضل) هو الاسلوب الاول (القائم على مزيج من الدفاع الثابت والمتحرك) وليس اسلوب الخطة قاهر بسبب ما ينطوى عليه اسلوب الدفاع المرن في العمق من مخاطرة كبيرة حيث يُسمح للعدو بالاختراق في العمق وفى ظل التفوق الجوى المعروف عن العدو فان النتائج المرجوة منه ستكون غير مضمونة العواقب إلا اذا نجحت مصر في تحييد سلاح الجو الصهيونى او على الاقل تقليل فاعليته لدرجة مناسبة ...
  • مع العلم ان مصر لم تلجأ إلي الخطة قاهر عامى 65-1966 إلا بسبب قلة عدد القوات البرية المصرية (اجمالى القوات البرية المصرية في حرب 67 بما فيها قوات الاحتياط بلغ 80 ألف جندى فقط) وعدم كفايتها لتنفيذ الخطة ظافر بسبب تواجد 40% من القوات المصرية في اليمن(50-70 ألف جندى) ...
  • رغم ما سبق ذكره فلا يُستبعد اسلوب الدفاع المرن في العمق حسب الخطة قاهر كليةً ً وذلك لاحتمال عدم توفر الوقت الكافى للقيام بالتجهيزات الهندسية الكاملة للنطاقات الدفاعية الامامية واللازمة للاسلوب الاول او نجاح العدو في اختراق بعض النقاط الدفاعية الامامية والنفاذ الى العمق مما يلزم معه استخدام مواقع قتل في العمق معدة مسبقاً لتدمير قوات العدو وهو الاسلوب المتبع في حال الدفاع المرن.
  • ملحـوظــة :

فكرة السماح للعدو بالاختراق في بعض النقاط ومن ثم اعداد وتجهيز مواقع قتل في العمق على مستوى عملياتى كبير (تشبه الكمائن) لاصطياد قوات العدو المدرعة والميكانيكية (كما حدث في معركة الفردان الشهيرة في حرب رمضان المجيدة والتى تم فيها إبادة حوالى لواء مدرع صهيونى واسر قائده عساف ياجورى) تعبر عن فكر عسكرى رائع وخاصة انها تخدم اهم المتطلبات الاستراتيجية المصرية والعربية وهى تكبيد العدو افدح الخسائر البشرية التى لا يتحملها بالاضافة الى الحصول على عدد كبير من الاسرى ولكن يشترط لنجاحها تحييد سلاح الجو الصهيونى بصورة مشابهة او مقاربة لما حدث في حرب 1973 وفى حال تحقق هذا الشرط فأنا افضل هذا الاسلوب الدفاعى (الدفاع المرن في العمق) عن الاسلوب الاول بكثير ... (هذه الفكرة الرائعة طالما راودتنى وحلمت بها قبل ان أقرأ او حتى اسمع عن الخطة قاهر بسنوات طويلة وكان غرضى الاساسى منها هو تكبيد العدو آلاف القتلى والاسرى ومن ثم مقايضة هذا العدد الكبير من الاسرى بالاراضى المحتلة مثل القدس وغيرها) .


مهام القوات الجوية

تشمل جميع المهام السابق ذكرها بالاضافة الى ما يلى :

1- في حال قامت مصر بضربة اجهاض ضد قوات العدو فستقوم القوات الجوية المصرية بتوجيه ضربةمركزة ضد القواعد الجوية للعدو ومراكز القيادة والسيطرة وشبكات الاتصالات وغير ذلك من الاهداف الاستراتيجية الهامة وعلى وجه الخصوص مراكز التعبئة والحشد .

3- استهداف مقر قيادة سلاح الجو الصهيونى الكائن بقاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب والتى لا تبعد كثيراً عن الحدود المصرية وكذلك محطة رادار الانذار المبكر البعيد المدى المتواجدة بها بالاضافة الى مقر القيادة الجنوبية العسكرية في بئر سبع وذلك باستخدام القصف الجوى بالاضافة الى استخدام الصواريخ التكتيكية ارض/ارض وعمليات القوات الخاصة والابرار الجوى .


2- اعادة استخدام المطارات العسكرية في سيناء مثل مطار المليز ومطار تمادا بالاضافة الى انه يمكن الاستفادة من المطارات المدنية مثل مطار العريش والطور وشرم الشيخ وغيرها من المطارات .


مهام القوات البحرية

وتشمل جميع المهام السابق ذكرها بالاضافة الى ما يلى :

1- اعادة استخدام المرافىء البحرية في سيناء كقواعد تمركز وانطلاق مثل شرم الشيخ وجزيرة تيران عند مدخل خليج العقبة والعريش على البحر المتوسط .

2- نصب منصات صواريخ موجهة ارض/سطح والمدفعية الساحلية في منطقتى شرم الشيخ والعريش بغرض اغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الصهيونية واستهداف القطع البحرية الصهيونية داخل المياه الاقليمية للعدو في البحر المتوسط بل واستهداف القواعد البحرية الصهيونية نفسها مثل اسدود (يبلغ المدى بين ساحل العريش واسدود حوالى 100 كم) .

3- يمكن للقوات البرية مساعدة القوات البحرية في بعض المهام وذلك باستهداف ميناء ايلات الصهيونى والقاعدة البحرية فيه باستخدام المدفعية بعيدة المدى وراجمات الصواريخ والصواريخ ارض/ارض قصيرة المدى وخاصة من منطقتى الكنتلا ورأس النقب او التمد .

مهام القوات الخاصة

سيقع على عاتق القوات الخاصة المصرية ( الصاعقة والمظلات وقوات الابرار الجوى وغيرها ) تحمل عبء كبير في المعركة من خلال تنفيذ عدد كبير من المهام الصعبة ومنها على سبيل المثال الآتى :

1- الابرار خلف خطوط العدو وضرب احتياطياته وتعطيل تقدمها وتنفيذ الكمائن وبث الالغام مما يؤدى الى ارباك قوات العدو وقطع او تعطيل عمليات الامداد والتموين عنها بالاضافة الى امكانية استهداف محطات الكهرباء والمياه ووسائل الاتصال المختلفة وغيرها من الاهداف الهامة .

2- تنفيذ عمليات نوعية مثل استهداف مراكز القيادة (على سبيل المثال مقر قيادة المنطقة الجنوبية في بئر سبع) والقواعد الجوية في صحراء النقب (قاعدة نيفاتيم الجوية والتى بها مقر قيادة سلاح الجو الصهيونى ورادار الانذار المبكر بعيد المدى).

3- تنفيذ محاولة السيطرة على مفاعل ديمونة (بقصد التهديد وردع العدو عن استهداف المواقع الاستراتيجية المصرية او بقصد السيطرة الفعلية على المفاعل كرد فعل على استهداف العدو للعمق المصرى وخاصة المواقع الاستراتيجية ... لمزيد من التفصيلات راجع الصفحة رقم 48 المشاركة رقم720) .

4- المساعدة في السيطرة على خط المضائق والسيطرة عليها والدفاع عنها ضد قوات العدو بالاضافة الى السيطرة على غيرها من الهيئات والمرتفعات الحاكمة وتقاطعات الطرق .

5- هــام جـــدا:

يجب تطبيق الدروس المستفادة من الحروب الماضية وخاصة توريط العدو في حرب المدن (مثل رفح والعريش) وهذا ما ثبت نجاحه بصورة باهرة في مدينة السويس 1973 والفلوجة 2004 وقرى جنوب لبنان عام 2006 وجروزني 1999 وجنين 2004 وغيرها وستقوم بالدور الرئيسى في ذلك قوات الصاعقة .


المصادر والهامش

  1. ^ الإيمان (2009-08-31). "السيناريو الدفاعى المتوقع للحرب بين مصر والكيان الصهيونى". الواحة المصرية (موقع إلكتروني).