الخروبة، شمال سيناء

(تم التحويل من الخروبة)

الخروبة تقع منطقة خروبة شمال شرق العريش , وتمتد على مساحة صغيرة حوالى 4-5 كم2 , تبعد تبعد حوالى 12 كم شرق العريض في منطقة عبارة عن كثبان رملية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع الجغرافى

تقع شمال شرق مدينة العريش بحوالى 12 كم .


الاهمية التاريخية

موقع هام يدل على التواجد المصرى والسيطرة المصرية على هذا الاقليم فترات طويلة .

الأكتشافات الأثرية

  • قلعة عسكرية من الدولة الحديثة .
  • موقع ادارى يبعد حوالى 400 م شمال القلعة العسكرية

الخامات الاثرية

عدد كبير من الفخار المحلى والمستورد .

تاريخ الحفائر والبعثات التى عملت بالموقع

يعثة جامعة بن جوريون برئاسة البروفسور اليعازر د. اورين (1972-1982) .

قام بالتنقيب في هذا الموقع بعثة جامعة بن جوريون , حيث امكن الكشف عن مجمع هام لمواقع من عصر الدولة الحديثة في هذه المنطقة . وقد تم التركيز في الحفائر على موقعين يمثلان العمار الحربية المصرية طريق حورس الحربى , وكذلك نموذج لمبانى الحياة المدنية .

-الموقع الأول : (القلعة العسكرية) :

بالنسبة للموقع الأول وهو القلعة العسكرية , فقد كشف عنه ووجد انه يحيط به مجموعة من البقايا الاثرية , مثل افران صناعة الخبز واعداد الطعام .

وقد بنيت قلعة خروبة على مسطح كتلة رمال سوداء على حوالى ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً , تتوسط الرمال الداكنة . ونجد ان البناء الفعلى للقلعة يمتد على حوالى 2500 م2 .

وقد بنيت قلعة الخروبة باطوال 50م X 50م على مسطح من الرمال ذات مدخل يقع في الشرق من السور الشرقى للقعلة , وسمك الاسوار 4م ومبنية بالطوب اللبن من الطفلة الرمال بالمنطقة ذاتها .

*فى الحائط الشمالى : في الركن الشمالى الشرقى للقلعة , يوجد كتف ضخم حيث يمكن ان يكون قاعدة لبرج مراقبة .يعتقد ان المبنى جميعه يمكن ان يكون ارتفاعه على الأقل 6م , وقاسات الطوب اللبن المستخدم 45X 22X 12 سم , هذا البناء يماثل تماماً البناء المحلى في مصر خلال عصر الدولة الحديثة . وذكر د. اورين بأنه ما شك في ان عملية المبانى الرسمية الأخرى والموجودة تحت مسئولية الادارة المصرية في طريق حورس قد تم توظيف حجم المبانى واسلوبها بطريقة تحمل شهادة تفوق على المشاكل الهندسية والادارة المحلية الممتازة . هناك الى جانب الالات والخامات الضرورية المشرفة على العمال , ولو عرفنا ان اسوار القلعة والبوابة وحدهم يحتويان على 50000 م2 من الطوب (بما يعنى 65 طوبة في المتر المربع) بدون ذكر عشرات الالاف من الطوب الذى يمكن الاحتياج اليه في المبانى في مساحات الحوائط .


والمدخل الوحيد للقلعة عبارة عن بوابة حوالى 13 X12 م تفتح في الحائط الشرقى للقلعة . ويبلغ طول ممر المدخل 16م وعرضه 3.70م , وقد انشئ ليسمح تماماً بمرور العربات الحربية , والكتفان البارزان اللذان يحيطان بالمدخل يكونان معغ البوابة وحدة دفاعية قوية مقاساتها 8مX13م . وطبقاً لما تم كشفه اثناء الحفائر بالقلعة يذكر المكتشف انه يعتقد ان الجزء الشرقى من القلعة وجد خالى من المبانى , وربما استخدم ذلك المكان او الحيز لاقامة مخيمات للعسكر واماكن للعربات الحربية , وبينما لم تظهر أى بقايا مبانى في الجناح للعسكر واماكن للعربات الحربية , وبينما لم تظهر أى بقايا لطهى الطعام وحبوب متفحمة .

اما باقى الفراغ داخل المساحة الحائطية , فهى تحتوى على عدد كبير من الحجرات المتاخمة للحائط الخارجى , وتفتح داخل الفناء . هذه الحجرات بالرغم من انها كانت مزودة بوسائل راحة لساكنيها , فانها قد استعملت لتخزين التجهيزات او الطعام او المطابخ . فى الركن الشمالى الشرقى من القلعة :

توجد مساحة المبنى من الطوب اللبن بمقياس 3مX6م ويوجد واضحاً الدرج , ويؤدى الى قمة الحائط في هذا الركن من القلعة , والاكتاف البارزة بدون شك تخدم المكان كبرج للركن . الجناح الشمالى من القلعة يتضمن مجموعة حجرات وصوامع ومخازن وفناء صغير متاخم للسور وظيفته واضحة كمطبخ حيث كشف فيه عن سبعة افران , كل واحدة قطرها حوالى 70سم وهذه الافران محفورة ومبنية في الأرض . اما الجناح الغربى للقلعة فقد بنى من مجموعة من الحجرات استعملت كمكان للاقامة , وللتخزين , كما بنيت الارضيات من الطوب اللبن والدكة الطينية , ويعتقد ان الجناح الغربى استخدم للمعيشة والتخزين ونشاطات أخرى داخلية . وهذه الحجرات السابقة الصغيرة منها في حدود 12م2 , للمعيشة او للمبيت , اما الاوسع ففى حدود حوالى 25م2 محتمل انها للوظائف العامة , اما الصالات الطويلة الضيقة فهى مستودعات للتجهيزات (المعدات) و التخزين , بالاضافة الى بيت التخزين ذات الفناء الواسع التى بنيت في قبالة السور الخارجى للقلعة , وفوق ذلك مجموعة اخرى من الافران قد بنيت باقلرب من الحوائط . كما ان بقايا المبانى والارضيات تدل على ان اعادة استعمال تمت بتركيز للمبانى الاساسية .

كما شغل جزء واسع من الجانب الغربى ببقايا المبانى , منها مبنى من المجح انه كان لبعض الوظائف العامة , وربما مثل مركز ادارى , والمبنى محاط بحائط عرضه حوالى 1 متر , ويشمل عدد من الحجرات الواسعة وفناء . وهذا المبنى قد دمر بحريق , والبقايا من هذا التدمير هى اكوام الطوب اللبن وفى أى حادثة يكون الحكم من خلال حفى المهملات الكثيرة والدفنات في اماكن المبيت . وقد اسفرت اعمال الحفائر عن الكشف عن ما يوضح هجرها , واستخدمت جزئياً في مرحلة لاحقة على تاريخ الاستخدام الاساسى . كما تم الكشف عن مايثبت مرحلة واحدة على الأقل لوجود تدمير في مبانى القلعة . وقلعة الخروبة فريدة سواء في حالتها الممتازة من الحفظ او مجموعتها الفنية من الفخار والدفنات , والتى مكنت الاثريين من تأريخ مواقعها المختلفة , حيث يمكن الان التعرف على طرق بناء العمارة الحربية بدقة وعلى وجه صحيح في طريق حورس بشمال سيناء , وكذلك مقارنته واختباره مع الحصون التى حددت في نقش الكرنك للملك سيتى الأول بالاقصر . حيث يوضح النقش حوالى 20 محطة منها احدى عشر منشآت حصينة من مختلف الابعاد والتخطيط قد ظهرت في النقوش .

كما ان بعض القلاع ظهرت صغيرة جداً ولها ابراج ركنية , والبعض الآخر يعتبر اوسع واكثر تعقيداً في التصميم – يبدو ان لهم غرض آخر . ووضع المدخل أيضاً يختلف في النقوش من حصن الى حصن . حيث مازالت هناك مناقشات علمية حول ظهور الحصون في نقوش الكرنك وحقيقة حصون شمال سيناء وكيفية رسمها . ويعتقد في ضوء الدلائل التى ظهرت في الاكتشفات الخاصة بجامعة بن جوريون , وكذلك الاكتشافات المصرية بتل حبوة لبعثة المجلس الاغلى للآثار ان الفنان كان يعتمد على موديل اساسى للحصن او حصن اساسى ثم يغير بعد ذلك بحرية , وهذا الاستنتاج وجد ما يؤكده في النقوش المصرية المعاصرة ورسوم الحوائط التى تصور الحملات العسكرية الى فلسطين . فى هذه المناظر , يلاحظ ان المدن المحصنة تماثل الحصون التى خططت وبنيت بواسطة الفنانين المصريين في شمال سيناء مما يؤكد ان المصرى استعمل نفس النموذج لمعالجة كل من المدن الواسعة والكثيفة التحصين , مثلاً عسقلان في فلسطينو قادش في سوريا والقلاع والحصون الصغيرة والمتوسطة على طريق حورس فىشمال سيناء , حيث الحصون في نقوش الكرنك هو تكرار متواصل لنفس الوضع , استخدم ليظهر قليلاً او كثيراً على طول نفس الخط , أى موقع حربى خارج مصر . والاختلافات في احجام او تخطيط القلاع لابد انه يعكس فقط رغبة الفنان للتنويع والحركة والاختلاف للمنظر او حجم الفراغ المسموح لتركيبة المنظر . والمحصلة , الدلائل الاثرية التى اعطتها قلعة خروبة في ترادف مع باقايا من مبانى حصينة مماثلة سجلت في أى مكان في شمال سيناء , تتكامل مع الصورة المرسومة بواسطة المصادر الكتابية والنقوش المتعلقة بفاعلية النظام الحربى او العسكرى المصرى في شمال سيناء او طريق حورس .


الموقع الثانى

فى مجمع خروبة وليس بعيداً عن القلعة , يوجد الموقع الثانى . وهو موقع مؤثر يضيف معانى لاعادة بناء الصورة للادارة المصرية في شمال سيناء في موقع من مواقع طريق حورس , هذا الموقع يبعد حوالى 400م شمال القلعة او الحصن وقريباً من خط الساحل , ويقع في وسط الكثبان الرملية الساحلية , وفى الحقيقة فإن معظمه دفن تحت سلسلة تلال ضخمة من الكثبان الرملية , بعض هذه الكثبان يرتفع اكثر من 20م , الحدود الاصلية للقرى او المستوطنات غير معروفة , لكن بقايا المبانى والمتبقى من الفخار اعطى فكرة ان المساحة تغطى اكثر من 24000م2 , اكتشف من هذه المساحة حوالى 2000م2 , وقد تم تحديد ثلاثة وحدات مبانى :

  • مجموعة من المخازن في وسط الموقع .
  • مساحة حائط واقى به فتحات منها السهام في الشمال الغربى .
  • منطقة صناعية في الشرق .

التصميم او التخطيط متماثل , وحوائط المبانى رصت بعناية . الملامح التصميمية والمعمارية مصرية خالصة من حيث تصميم المجموعة , وطريقة البناء وحجم الطوب . مجموعة المخازن في وسط الموقع يتضمن سلسلة من الصالات الطويلة والتى تفتح في وسط فناء حجمه 20مX15م , الفناء ينقسم في الوسط بحاجز حائطى رفيع ومحاط بحائط آخر سمك طوبة واحدة رفيعة . الصالات في المخزن ابعادها 10مX3م , وارضيتها من الطوب , والحوائط ذات دهان جصى جيد , وهى من طوبة واحدة سمكها 36سم وتحتفظ بارتف6اع حوالى 1 متر .

توجد اكوام من الطوب المتساقط وقطاعات كاملة تخص باقيا المنشآت الكبيرة التى بين المخازن , والحطام كلها مستقرة في الرمال بعد ان هجر الموقع . ارضية المخازن عليها اكوام من طبقات الحبوب المتفحمة , ومثلها توجد في الفناء امامهم حيث تعتقد بعثة جامعة بن جوريون التى اكتشفت المكان انها تناثرت من كيس من اكياس الحبوب اثناء شحنها او تحميلها . انواع من الحجرات والمقصورات الصغيرة ترقد الى الشرق والجنوب والغرب من المخازن , كثير منها ارضيتها معبدة بالطوب . يحتمل انها قد استعملت كسكن او مبانى ادارية او اماكن حفظ (ارشيف) , فتحات الحجرات دائماً محاطة من الجانبين بمبانى متماثلة من اكتاف من الطوب ذات اركان مستديرة , حددت بطبقة رفيعة من الجص . الاكتشافات في الجناح الشمالى الغربى هو عبارة عن بناء حائط دفاعى طوله على الأقل 25متر , مغطى بطبقة من الجص رقيقة , كما كشفت عن مقاعد طوب مدهون بالجص بنيت مقابل الحوائط , والبناء الداخلى مقطوع بحوائط كتفية رفيعة . بقايا الطوب المتساقط متراكم حتى ارتفاع 1.5متر .

ويعتقد ان الموقع ربما لم يكن محصناً , ويدعم هذا الاقتارح حقيقة ان حوائط هذه المبانى كانت غير سميكة , وهى تشكل حدود الموقع من الناحية الشمالية , وليست ذات غرض دفاعى . ويقول دز اورين ان واحد من اهم الاكتشافات في المقوع هو المنطقة الصناعية والتى تحتوى على ورش صناعة الفخار – وهذه المنطقة منفصلة عن باقى المستوطنة او القرية ببناء جديد قاطع من الطوب , بدون شك ليمنع تلوث المخازن ومنطقة الخدمات من الدخان الدائم المنبعث من الافران .


اما موقع الورش في النهاية الشرقية للمكان تعطى شعوراً بأن الرياح السائدة في شمال سيناء هة شمالية غربية الى جنوبية شرقية , وبذلك تحمل الهواء الملوث خارج المستوطنة , وهذا الاكتشافات جعل من الممكن التتبع التفصيلى لكل الطرق والاجراءات التى تتم في افران صناعة الفخار , وتتضمن تحضير الطفلة (الطين) , وتشكيل الاوانى وحرقها في الفرن . ان اكتشاف افارن الفخار من الدولة الحديثة ساعد على فهمنها تكنولوجيا صناعة الفخار في هذه الفترة في شمال سيناء وفى الحقيقة في مصر كلها . اما الجزء الشمالى للحى الصناعى كان مشغولاً بمجموعة من المعسكرات التى تخدم في كل الاحتمالا تخزين الطينة .

(كانت الطفلة تحضر الى المكان خزان ماء , وفى النهاية تلين تحت ارجل الخزاف حتى يصبح قوامها مرن او مطاط , ويمكن بسهولة تشكيلها على عجلة الخزاف) . ان الاضافات الكثيرة والابنية التى اعيدت في هذه المستوطنة او القرية تفترض ان الاستعمال المكثف للمكان اعطى الغرض للاحتايج المتكرر للتعديل والصيانة والترميم . وقد كشف في موقع الخروبة عن موقعين لصناعة الفخار والافران المكتشفة توضح نوعية أخرى من النشاط عن الاستخدام الحربى للموقع على طريق حورس الحربى القديم . وبدراسة الافران المكتشفة اصبح هناك فكرة واضحة عن النماذج والاشكال التى تم الكشف عنها بالموقع والمصنعة محلياً بالخروبة شمال سيناء .

المنقولات من موقع الخروبة

اما بالنسبة لما وجد من اشياء منقولة مثل الفخار او الخزف والزجاج , فقد وجد من حطام الاوانى المتبقية , انها صنعت اما من طين الدلتا او طينة ذات مكونات كلسية (عالية الجير) , هذه الاشكال التى كشف عنها بالموقع تمثل الشخصية المصرية في صناعة الفخار . ويعتبر فخار (خروبة) ذو اسلوب استنتج مباشرة من الفخار المصرى , ونجد منه الاشكال المختلفة للقطع الفخارية وخاصة الاوانى , والقطع الفخارية تتكون من حامل طويل ذو ارتفاع له قاعدة تشبه المزمار مع قمة على شكل سلطانية , واوانى الزهور ثقيلة ودائماً قاعدتها مثقوبة وكذلك الجرار المصرية .

كما كشف بالموقع على صومعة من الفخار عليها خرطوش كبير باسم الملك يستى الثانى ( 1216 ق.م – 1210 ق.م) . وبقايا قطع الاوانى الفخارية وخاصة التى عليها نقش خرطوش الملك سيتى II تماثل ما كشف عنه بواسطة فلندرز بترى على ارضية البناء الخارجى لمقر الحكم في (تل الفرح) . ووجود هذه الاوانى بدون شك يوضح خاصية الادارة في شمال سيناء و جنوب فلسطين ويحمل دليل على تواجد الادارة والسيادة المصرية على هذه المناطق في تلك الفترة من عصر الدولة الحديثة .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أهمية الكشف عن قلعة الخروبة على طريق حورس

الدلائل الحديثة والاكتشافات بالخروبة تدل على ان التواجد المصرى على طريق حورس له دلالة على سيطرة مصر على هذا الاقليم فترة اطول مما كان معتقداً , ولاشك ان الشبكة المصرية في شمال سيناء وظفت بشكل احسن خلال أيضاً الأسرة 20 حيث اعطت الحالة التى وجدت عليها قلعة خروبة من التفكك . جزء من مبانى القلعة ربما خدمت كمركز ادارى لهذه الفترة , وفق ذلك اجزاء أخرى من القلعة استعملت فعلاً قبور تتسع لعد جثث ودفنات , وقد سدت البوابة الرئيسية مما يعنى ان الموقع قد هجر جزئياً .

-الاكتشافات من شمال سيناء الان تكمل تلك التى من كنعان تماماً وتؤيد الدلائل من الوثائق المصرية لمرحلة أسرة الرعامسة فيما يتعلق بسيطرة مصر على أغلب الطرق السريعة في كنعان، كما في مناجم جنوب سيناء الغربية. -أيضاً وان الاكتشافات من شمال سيناء تكمل مسيرة الصورة من الوثائق المصرية مثل بردية انسطاسي 6.5 من أواخر الأسرة التاسعة عشر , فيما يتعلق بالسيطرة على طريق حورس .

-وقد اصبح واضحاً الان ان اغلب نظم التحصينات المصرية بنيت في الأسرة 19 , الفترة التى ذكرت بواسطة نقوش الكرنك لنظم الاصلاحات على طريق حورس بشمال سيناء تحت حكم سيتى الأول. ووجدت صهاريج من الفخار في قلعة (خروبة) باسم سيتى الثاني.

-ان الدلائل الحديثة في شمال سيناء والدلائل المكملة لها من مناجم الفيروز والنحاس في جنوب سيناء وفى العربية من مواقع غرب النقب ووادى الأردن ضحضحت المناقاشات التى زعمت بأن مصر قد مرت بفترة فوضى فيما بين موت مرنبتاح وتولى رمسيس الثالثالحكم , وفقدت مصر وضعها المهم في ميدان الصراع وسيطرتها على كنعان , ان الكشوف تثبت ان مصر ما بقيت محافظة على قبضة مغلقة على شمال سيناء , وحضور قوى في كنعان تحت حكم سيتى II وارملته وخليفته (تاوسرت) .

-الاكتشافات الحديثة في شمال شرق سيناء والنقب الغربية اكملت صورة الادارة المصرية والنظام العسكرى في الاقليم الساحلى لشمال سيناء واثبتت النفوذ القوى للثقافة المصرية في هذا الاقليم .

كما ان الاكتشافات التى تمت بواسطة بعثة جامعة بن جوريون في "تل سيرا" على الضفة الشمالية من "نحال جيرار" قد كشفت عن مستوطنة من القرن 14-12 ق.م. , تحتوى على كمية كبيرة من الخامات المصرية . على وجه الخصوص مبنى ضخم بنى على الطريقة المصرية حيث الاحتمال الاكبر انها استراحات لحكام مصريين محليين اثناء فترة حكم رمسيس الثالث.

طبقات الحطام في هذه المبانى تتضمن مجموعة من السلطانيات ذات نقوش حروف مطبوعة باللغة الهيراطيقية تصف الطرق الادارية , نوعية المكاييل المتنوعة للقمح واذلى يمكن ان يكون محصول او جزية للحكام المحليين او المعابد . هذه الوثائق المرتبطة بمجموعة من القطع المصرية من الخزف والالباستر والفايانس والزجاج يمكن ان تدل على ان هذه المبانى مراكز ادارية مصرية .

إن تحليل مجموعة من الفخار من هذا الموقع اوضحت ان نسبة الخزف المصرى الى الكنعاني يختلف بشدة عن مواقع الأسرة 20، حيث في الأخيرة معظم المواد كانت كنعانية، وهذه النسبة مهمة لتحديد درجات التفاعل الثقافي المتداخل بين كنعان والدلتا المصرية في الأرض التى تعتبر المعبر لشمال سيناء.

-أيضاً اكتشاف المراكز الادارية على طول المواقع الحربية , اضافت بعداً لفهم الحكومة المصرية في شمال سيناء . فظهر ان هناك ارتباط بين النظام الحربى ونظام مراقبة بيروقراطى للتجارة لتجميع الاعمال والضرائب واشباع احتياجات العساكر في الحايمة وفى معسكرات الجيش , والتى تتوقف هناك لتزود بالمؤن او لتعسكر , عندما احتفظت القوات العسكرية بمركزها مرة ثانية لى الاقاليم التى كانت قد ضعفت من الأسرة 19 في هذه الفترة كانت كثير من المحطات هجرت وبعضها لم يستعمل ثانية , ثم بعد اعادة بناء النظام ظهر ان بعض المواقع اعيد تعيينها مثل قلعة خروبة بنيت اكثر من نصف كم من المراكز الادارى .

-ان التفاوت بين الأسرة 19 والأسرة 20 في كميات المكتشفات الكنعانية وترواحها بين التواجد القليل والكثير يعكس التداخل المتنامى منذ القدم بين كنعان ومصر , الاكتشافات في مواقع شمال سيناء اثبتت ارتباط شديد في فترات بالعمارة والخامات الثقافية للدولة الحديثة المصرية , تكنيك المبانى , وخرائط المسطحات , وفوق ذلك التخطيط المتماثل في اكثر المواقع المصرية العديدة مثل العمارنة وغراب , وملقطة في غرب الاقصر .

هذا التشابه يرجح ان يكون هذا الموقع مركزاً ادارياً او حكومياً في شمال سيناء , فالمجمع الادارى (فى العمارنة) و (ملقطة) كما في خروبة , جهز بمجموعة من المحلات لتخزين القمح (يبدو انه جمع كضرائب) والوحدات المعمارية في العمارنة احيطت بنفس حوائط ال enclosure الرفيع , وتكونت من محلات او مخازن مثل الصالات الطويلة التى اعدت في صفوف وتفتح في افنية فسيحة , هذه الوحدات المجتمعة تستعمل كأماكن اقامة , مكاتب واماكن حفظ ارشيف كما وانها مخازن غلال .

-أيضاً في توازى مهم للعمارة المصرية على حافة شرق الدلتا (النهاية الغربية لطريق حورس) اكتشف كليدا عام 1917 في (جبل الحسا) بين البحيرات المرة ومدينة السويس مبنى في (جبل الحسا) يتكون من 3 صالات طويلة , واحدة منهم تحتوى على مقصورة خصصت للمعبودة حتحور والمعبود ست (وهم يحددوا شخصية الناحية الشرقية للمصريين) , المدخل لهذا المبنى من خلال فتحة صغيرة محاطة من الجانبين بكتفين غليظين , كل واحد منهما يبلغ عرضه 2 متر , حجم المبنى وسمك حوائطه الخارجية تدل على انها لم تكن حصنا . اوانى الفخار الواسهة للتخزين انطمرت في ارضية الصالت الطويلة , كشف عن كثير من (الشقافات) للدولة الحديثة خصوصا في فترة سيتى الأول و رمسيس الثاني والى سجلت في هذا الجزء هى قطعا نقطة مفيدة في طريقة بناء الحاجز (القاطوع) الخارجى والاستعمال الواسع للاكتاف الداخلية في جبل الحسا يمكن مقارنتها بتلك التى بموقع المركز الادارى , وفى موقع خروبة .

المصادر

المدخل الشرقي لمصرز يسرية عبد العزيز حسني القاهرة 2003