الحرب النمساوية التركية 1716-1718

الحرب البندقية-النمساوية العثمانية
Guerre turcs autrichiens 1716-18.jpg
الحرب التركية النمساوية 1716-1718. زيت على كانفا، معروضة في المتحف الوطني المجري
التاريخ1714-1718
الموقع
النتيجة انتصار النمسا
التغيرات
الإقليمية
المورة-بنات-صربيا septentrionale-ولاخيا الغربية
المتحاربون
 الدولة العثمانية  جمهورية البندقية
 النمسا
القادة والزعماء

علي سلاح‌دار

خليل پاشا
أوجين دى ساڤوا-كارينيان
القوى
120٬000 70٬000

الحرب النمساوية التركية نشبت بين النمسا والدولة العثمانية

غادر علي باشا إستانبول في (جمادى الأولى 1128هـ= إبريل 1716م] وتوجه إلى المجر، ودخل بلجراد، ولم يستمع لنصح من أشاروا عليه بقضاء الشتاء في بلجراد، والاستعداد لفتحها بقوات أكبر في الربيع، وكان يرى أنه من الممكن تشتيت الجيش الإمبراطوري في معركة ميدانية، أما النمساويون فأرسلوا قائدهم البارز "أوجين دي ساڤوا" لقتال العثمانيين، الذي كان يعد أكبر عسكري في أوروبا في ذلك الوقت.

والتقى الجمعان في "پتروڤارادين" في يوم (15 شعبان 1128هـ= 5 أغسطس 1716م)، واستطاع العثمانيون تحقيق تفوق في بداية المعركة، غير أن استشهاد علي باشا، أدى إلى نتائج عكسية؛ حيث تركت الوحدات العثمانية القتال، وبدأت في الانسحاب من بلجراد فأحرز "أوجين دي سافوا" نصرًا كبيرًا، وغنم سرادق علي باشا وعدة آلاف من كتبه القيمة المخطوطة بثلاث لغات شرقية والتي اعتاد اصطحابها معه في حملاته العسكرية.

وسار "أوجين" فور انتصاره في بتروفارادين مع (180) ألف جندي نحو مدينة "تمسوارا" وحاصرها (44) يومًا واستولى على قلعتها المنيعة، ثم دخل بلجراد بعد تغلبه على الصدر الأعظم "خليل باشا" وسقوط (20) ألفا من العثمانيين بين شهيد وجريح وأسير، وعرض "أوجين" الصلح خلال (42) يومًا.

وقد أدت عدم حنكة خليل باشا إلى ضياع بلجراد واستيلاء الألمان والنمساويين عليها لمدة (22) عامًا، علاوة على فقد "تمسوارا" نهائيًا، وغادر المسلمون بلجراد في شكل قوافل كبيرة، ولم تعد تلك المدينة مدينة عثمانية إسلامية، ونزح المسلمون أيضًا من تمسوار واستطونها الرومانيون، وعُزل خليل باشا عن الصدارة، وتولى الصدارة بعد فترة "إبراهيم باشا" زوج ابنة السلطان أحمد الثالث، وكان من مؤيدي الصلح، لاقتناعه بعدم إمكانية الحرب بمثل هذا الجيش، ولأن تقوية الجيش تحتاج إلى معدات تكنولوجية حديثة، ولتحقيق ذلك فإن الدولة تحتاج إلى فترة صلح طويلة الأمد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

معاهدة بساروفيتش

وقد بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا، وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح بساروفيتش في (22 شعبان 1130هـ= 21 يوليو 1718م)، وأنهت هذه المعاهدة المكونة من (20) مادة خاصة بألمانيا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، حالة الحرب مع البندقية التي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضى هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوارا وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الولاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية.

وقد عدّلت هذه المعاهدة في (المحرم 1133 هـ= نوفمبر 1720م) –بناء على طلب من روسيا- بما يتيح لتجارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سلعهم فيها، وأن يتوجه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفع خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم.

وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة تعهدت فيه الدولة العثمانية وروسيا بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعل منصبه وراثيًا في عائلته، ومنع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب.

وقصد بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكل حلف بين مجاوريه الأقوياء (السويد وپولندا والدولة العثمانية) يحاربه، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولونيا والدولة العثمانية، ووضع أول حجر في مشروعه لإضعاف بولندا مع الدولة العثمانية.


الحرب مع النمسا مرة أخرى

تجدد القتال بين الدولة العثمانية وكل من النمسا وروسيا في عهد السلطان محمود الأول، واستطاع العثمانيون بقيادة الصدر الأعظم "محمد باشا" إيقاف تقدم الروس، واستطاعت الجيوش العثمانية الانتصار على النمساويين الذين أغاروا على البوسنة والهرسك وصربيا، وتقهقر النمساويون بعدما ملأت جثتهم أرض المعركة إلى ما وراء نهر الدانوب سنة (1150هـ= 1737م).

وطلبت النمسا من فرنسا التوسط للصلح مع العثمانيين، فقبل محمد باشا، وفرض على النمسا شروطًا قاسية، وافق عليها القائد المهزوم "وليس" في (ربيع آخر 1152هـ= يوليو 1739م) حيث تنازلت النمسا للدولة العثمانية عن مدينة بلجراد، وما أعطي لها من بلاد الصرب والڤلاخ بمقتضى معاهدة بساروفيتش.

أما روسيا فوقّعت صلحا مع الدولة العثمانية تعهدت فيه بهدم قلاع ميناء آزوڤ، بل تكون تجارتها على مراكب أجنبية وبأن تردّ للدولة العثمانية كل ما فتحته من الأقاليم والبلدان، وبذلك انتهت هذه الحرب باسترداد جزء عظيم مما فقدته العثمانية بمقتضى معاهدة بساروفيتش.

المراجع

المصادر

  • Ćirković, Sima (2004). The Serbs. Malden: Blackwell Publishing. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Ingrao, Charles; Samardžić, Nikola; Pešalj, Jovan, eds. (2011). The Peace of Passarowitz, 1718. West Lafayette: Purdue University Press. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Hochedlinger, Michael (2013). Austria's Wars of Emergence: War, State and Society in the Habsburg Monarchy, 1683–1797. London & New York: Routledge. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)

قالب:Hungarian conflicts