التنوع الحيوي في مصر

تضم مصر مجموعة كبيرة من الموائل ذات الطابع المحلي مثل بيئات أشجار المانجروف والشعاب المرجانية والجبال والكثبان الرملية والواحات والوديان وغيرها، ويقطن هذه البيئات العديد من الأنواع النباتية والحيوانية والمجتمعات البشرية التي تمثل كل من البيئات الاستوائية والمتوسطية، يرجع تاريخ بعضها إلى ملايين السنين، مثل الهياكل العظمية للحيتان في وادي الحيتان بالصحراء الغربية (موقع التراث الطبيعي العالمي في منطقة محمية وادي الريان)، في حين تمثل بعض المواقع الأخرى العصر الحجري منذ حوالي 10000 عام.[1]

وبالإضافة إلى بقايا بعض أنواع الحيوانات والنباتات المعمرة التي ترجع إلى الفترات القديمة عندما كانت البيئة ملائمة. إلا أنه عندما أصبحت الظروف البيئية قاحلة، التجأت بعض هذه الأنواع للمناطق المناسبة للحماية. على سبيل المثال، لا تزال توجد تجمعات صغيرة من أشجار من فصيلة عاريات البذور مثل العرعر الفينيقي (Juniperus phoenicea) في المواقع الجبلية في شمال سيناء (مثل جبل المغارة، يلج، لابنى، والحلال). وبالمثل، يمكن العثور على عدد قليل من الفهود في منخفض القطارة في الصحراء الغربية، ولكنها على شفا الانقراض.

ونظراً لموقعها الجغرافي الفريد في منتصف الطريق بين أفريقيا وآسيا، تعد مصر موطناً لمجموعة واسعة من النظم البيئية والحياة البرية والمائية. وتتمتع مصر بتنوع حيوي فريد يساهم في الاقتصاد ويدعم رفاهية الإنسان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تنوع الأنظمة البيئية

أشجار وثمار العرعر الفينيقي.

يقصد بالنظام البيئي أي مساحة طبيعية بما تحتويه من كائنات حية نباتية أو حيوانية أو مكونات غير حية، ويتم تقسيم كل نظام بيئي إلى مجموعة من البيئات، اعتمادا على الخصائص المورفولوجية والمجموعات الهامة من الحيوانات والنباتات التي تسكنها. ويمكن تقسيم الأنظمة البيئية والبيئات الرئيسية في مصر إلى خمسة أنواع، وهي بالترتيب التنازلي من حيث المساحة:

1- النظام البيئي الصحراوي: (868860 كم2 بنسبة 86.89٪)

2- النظام البيئي البحري: (269204 كم2)

3- النظام البيئي للأراضي الرطبة: (70177 كم2 بنسبة 7.02٪)

4- النظم البيئية الاصطناعية "الأراضي المستصلحة للزراعة والمزارع السمكية وغيرها من الأنشطة": (51938 كم2 بنسبة 5.19٪)

4- النظام البيئي للمياه العذبة: (7156 كم2 بنسبة 0.72٪)

تتضمن خريطة البيئات المصرية نحو 20 مجموعة رئيسية مثل المناطق الحضرية والجزر والواحات والكثبان الرملية والصخور المتحولة والصخور الرسوبية والمياه المفتوحة وقنوات المياه العذبة والينابيع الدافئة (العين السخنة – عيون موسى) والشعاب المرجانية وأشجار المانجروف.


النظام البيئي الصحراوي

تغطي البيئات القاحلة وشبه القاحلة أكثر من 90٪ من أراضي مصر التي تضم نظم بيئية متباينة، مثل الصحراء الساحلية المتوسطية، والصحراء الغربية (التي تحتل حوالي ثلثي مساحة البلاد) وتعتبر الواحات أكثر السمات البارزة في الصحراء الغربية وهي المصدر الوحيد للمياه والنباتات في معظم هذه المناطق الصحراوية، والصحراء المتاخمة للبحر الأحمر المعروفة باسم الصحراء الشرقية وهي جافة جداً (223 ألف كيلومتر مربع) والنباتات السائدة في هذه المنطقة معظمها محصور في مناطق مداخل الوديان الكبرى وعلى طول ساحل البحر الأحمر حيث توجد المستنقعات المالحة، ومعظم النباتات المسجلة تقترن بالمعارف التقليدية في صحراء سيناء والساحل الشمالي والشرقي والغربي.

النظام البيئي البحري

تتميز النظم البيئية البحرية لكل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر بالعديد من البيئات والأنواع المهددة بالانقراض وخاصة جميع الثدييات البحرية (17 نوعًا) والسلاحف البحرية (4 أنواع) وأسماك القرش (أكثر من 20 نوعًا) وأشجار المانجروف والعديد من الطيور (النورس أبيض العين، صقر الغروب، والعقاب النسارية). هذا بالإضافة إلى التنوع البيولوجي البحري الكبير (أكثر من 5000 نوع) ممثلة في 800 نوع من الطحالب والأعشاب البحرية، و209 نوعًا من الشعاب المرجانية، وأكثر من 800 نوع من الرخويات، و600 نوع من القشريات، و350 نوعًا من الجلد شوكيات، بالإضافة إلى مئات الأنواع التي لم يتم اكتشافها حتى الآن.

النظام البيئي للأراضي الرطبة

تتمتع الأراضي الرطبة بوظائف بيولوجية وإيكولوجية (بيئية) حيوية، من خلال توفير بيئة مناسبة دائمة للعديد من مجموعات التنوع البيولوجي، وخاصة الطيور المائية المهاجرة. وتقع الأراضي الرطبة أو البحيرات الساحلية المصرية على طول ساحل دلتا النيل (المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط) وشرق قناة السويس (بور فؤاد والبردويل). وترتبط جميعها مباشرة بالبحر المتوسط باستثناء بحيرة مريوط.

وتمثل الحيوانات المائية للبحيرات الشمالية مزيج من أنواع المياه العذبة والأنواع البحرية. وتعتبر أنواع سمكة البلطي التي تعيش في المياه العذبة هي المصيد السائد في تلك المناطق. كما يسكن العديد من أنواع الأسماك النيلية هذه البحيرات مثل: القراميط، البني، قشر البياض، البياض النيلي، المبروك. كما توجد العديد من الأنواع البحرية المتحملة للمياه العذبة في بحيرات الدلتا بما في ذلك أسماك البوري، موسى، الدنيس، القاروص، لوت، الحنشان والجمبري.

النظام البيئي الزراعي

أخذت بيئات الأراضي الزراعية في التقلص منذ أواخر الثمانينات. ويعتقد أن هذه الانخفاضات مرتبطة بالتغير في استخدام الأراضي وتغير الممارسات الزراعية. كما أدى إدخال الأصناف ذات الإنتاجية العالية واستخدامها على نطاق واسع إلى إهمال واختفاء الأصناف التقليدية وتآكل التنوع الجيني النباتي للمحاصيل. حالياً، تعتمد مصر على 4 محاصيل (القمح، الذرة، الأرز، البطاطس) لـتوفير 50٪ من غذائها النباتي و14 نوع من الثدييات والطيور لـتوفير 90٪ من البروتينات الحيوانية.

النظام البيئي للمراعي

تعتبر المراعي الموجودة في منطقة جبال علبة ووادي العلاقي في الجنوب وفي منطقتي العميد على البحر المتوسط وسيناء في الشمال أكثر مناطق المراعي في مصر. ويخضع استخدام هذه الموارد في كل من هذه المناطق لشيخ القبيلة حيث يضع قواعد لاستغلال مياه الآبار وقطع الأشجار المستخدمة في بناء المنازل أو الوقود.

النظام البيئي الجبلي

توجد البيئات الجبلية في ثلاثة أماكن في مصر: جنوب سيناء، والعوينات، والبحر الأحمر وعلبة. وهي تغطي 0.7٪ من أراضي مصر وتشتمل على أمثلة حصرية من التنوع البيولوجي النباتي والحيواني.

تنوع الأنواع النباتية والحيوانية في النظم البيئية

تضم كل من البيئات المذكورة أعلاه أنواعاً فريدة من الحيوانات والنباتات. تم تحديد أكثر من 22000 نوع من النباتات والحيوانات في النظم البيئية المتنوعة في مصر، وهناك المزيد من الأنواع الأخرى التي لا يزال يتعين إجراء المزيد من البحث العلمي عليها. وتتراوح هذه الأنواع من الأنواع المعروفة جيداً من النباتات والثدييات والزواحف والبرمائيات والأسماك والطيور إلى اللافقاريات المائية والأرضية والفطرية والبكتيريا ذات المستوى الأقل في المعرفة، على الرغم من كونها على نفس القدر من الأهمية. وتتميز أغلب هذه الأنواع بأنه متوطنة نتيجة لطبيعة شمال أفريقيا الجافة على مدى الخمسة آلاف سنة الماضية، والذي يتسبب في تفتيت الموائل وعزل تلك الحيوانات والنباتات، مما سمح بتطور العديد من أشكال الحياة الفريدة. حيث توجد مناطق معزولة للتنوع البيولوجي في واحات الصحراء الغربية وعلى قمم جبال سيناء، كما أن التنوع البيولوجي الثري نسبيًا لجبل علبة يضم العديد من الأشكال المستوطنة. ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتقييم تفرد تلك الأنواع بالنسبة إلى مناطق أخرى من غابات البحر الأحمر الضبابية المتاخمة لدولة السودان.

انظر أيضاً

المصادر