التصديع الهيدروليكي في مصر

التصديع الهيدروليكي- صورة توضيحية.

بدأ التنقيب في مصر باستخدام تقنية التصديع الهيدروليكي في التسعيينات وتحديداً عام 1998. وتستخدم تقنية التصديع في عدة دول عربية منها المغرب، الجزائر، السعودية، تونس، اليمن، والأردن. تحظر بعض الولايات الأمريكية هذه التقنية وكذلك فرنسا وألمانيا وبلغاريا. وهي معلقة في مقاطعة كويبك بكندا، وأجزاء من استراليا، ومن المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، بحسب موقع إدارة المعلومات الأمريكية للطاقة ودراسة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

عملية التصديع الهيدروليكي هي وسيلة لتحفيز استخراج الغاز من الطبقات الغير مسامية عن طريق تدفق سائل بين الصخور في باطن الأرض. وقد تمكنت التقنيات الحديثة في الحفر والتنقيب للوصول الي استخراج الغاز الطبيعي من طبقات أرضية كان يتعذر الوصول اليها سابقا باستخدام التقنيات التقليدية في الحفر والتنقيب. وتشمل هذه التقنيات ضخ سوائل غنية بالماء في بئر حتي يسبب ضغط السائل في عمق معين من التربة الي كسر وتشقق هذه الصخور. السائل الذي يتم ضخه يحتوي علي جزيئات صغيرة، مثل الرمال الغنية بالكوارتيز أو مواد كيميائية التي تعمل علي خلق الشقوق والكسور في طبقات التربة الغير مسامية.[1]


عمليات التصديع الهيدروليكي في الشرق الأوسط

الشرق الأوسط يظهر استحسان لتقنية التصديع الهيدروليكي. حيث تتوافر الامكانيات الكبيرة لانتاج الغاز بالطرق الغير تقليدية والحديثة في العديد من بلدان المنطقة، مثل السعودية، سلطنة عمان، الأردن، الجزائر وتونس. بالنسبة لسلطنة عمان فهي تبذل جهودا واضحة في تطوير اساليب تنقيب و استخراج الغاز الغير تقليدية لاحد المشاريع.

مشاريع التصديع الهيدروليكي في حقول خزان ومكارم بسلطنة عمان تتوقع أن تنتج علي الاقل 1 مليار متر مكعب من الغاز يومياً بحلول عام 2017. اخر تصريحات وزارة البترول السعودية أشارت إلي أن شركة أرامكو السعودية ستبدأ قريباً باستكشاف خزان الغاز الصخري بالبلاد، والذي يقدر أن يكون 600 تريليون متر مكعب.

استخدام التقنية في مصر

على غرار فارس تعاني قرية شوبك المشارقة (ثلاثة آلاف نسمة) في محافظة بني سويف بشمال الصعيد من آثار التصديع الهيدروليكي. عمليات التنقيب والاستخراج التي تنفذها شركة دانه غاز الإماراتية تبعد عن قرية فارس عشرة كيلومترات، فيما تبعد أنشطة شركة قارون المشتركة 20 متراً عن قرية المشارقة.[2]

تندرج هاتان الشركتان ضمن سبع شركات كبرى تعلن رسمياً على صفحاتها، استخدام هذه التقنية. يحدث ذلك وسط صمت رسمي وتضارب في المعلومات والتصريحات حول بدء العمل بالتصديع الهيدروليكي في مصر. معدة التحقيق توصلت إلى أن استخدام هذه التقنية يتم خارج رقابة الجهات المسؤولة عن هذا القطاع (وزارة الري والبيئة والبترول) في بلد ينتج سنوياً قرابة 225 مليون برميل نفط ومليار 962 مليون قدم مكعبة من الغاز.

لم تعلن مصر رسمياً استخدام هذه التقنية على أراضيها قبل 4 مارس ،حين صرح وزير البترول المصري السابق شريف إسماعيل ورئيس الوزراء فيما بعد، بأن الشركات العاملة ستبدأ العمل بالتصديع الهيدروليكي (لاستخراج الغاز الصخري) في مايو 2015، بحسب موقع سبوتنيك الإخباري. ولم تستطع معدة التحقيق تأكيد هذه المعلومة رسميا لدى الوزير السابق وطاقم وزارته رغم محاولاتها المتكررة.

لكن تسريبات وتصريحات تدل على أن تطبيق التصديع الهيدروليكي الثانوي” بدأ دون إفصاح عام 1998، حسبما يؤكد فنيّ سابق في قطاع البترول. وذكر وزراء بترول سابقون – منهم سامح فهمي – أن مصر”تستخدم التصديع الهيدروليكي لزيادة الانتاجية”.

على مدى ثلاث سنوات، جالت معدة التحقيق، من موقع أريج للصحافة الاستقائية في أربع قرى متضررة – أكثرها قريتا شوبك المشارقة وفارس- وتحدثت مع سكانهما ومع مسؤولين، لترصد غياب رقابة وزارتي الري والبيئة.

وتوصلت إلى أن شركات خاصة ومشتركة (شراكة بين القطاعين العام والخاص) تعمل بالتصديع الهيدروليكي قبل تصريح وزير البترول السابق بقرب استخدامها رسمياً مطلع مايو. تشمل الشركات الخاصة شلمبرجير، سي دراجون، دانه غاز، أباتشي، شل وميدي تيرا، فيما تضم المشتركة شركتي قارون وخالدة، وفق إقرار مهندسين مختصين في تلك الشركات ومهندسين عاملين سابقاً في الهيئة العامة للبترول. وكذلك من خلال ما ينشر على المواقع الإلكترونية الرسمية للشركات العاملة بتلك التقنية.


القوانين والتنظيمات

تجيز الحكومة المصرية العمل وتحمل الشريك الأجنبي لجميع المخاطر وفقا لقانون 135 لعام 1956، المذكور في موقع وزارة البترول على الانترنت. ينص القانون على تحمل الشريك الأجنبي جميع تكاليف ومخاطر عملية البحث والتنقيب، ولدى ثبوت اكتشاف تجاري وبدء الإنتاج تساهم الهيئة العامة للبترول مناصفة مع الشريك الأجنبي في إنشاء شركة مشتركة تقوم بالعمليات على أن يسترد الشريك الأجنبي نصف تكاليف البحث ويوزع الإنتاج مناصفة.

وحسب م. السيد أبو طالب مدير العمليات بشركة قارون: "إن تقنية التصديع الهيدروليكي ليست مكتوبة بشكل واضح في قوانين وزارة البترول بالرغم من ذكرها في نصوص تصميمات المشروع الفنية لدراسة تقدير التكاليف المالية للعملية قبل البدء فيها".


الهيئة العامة للبترول هي المشرف الرئيسي على شركات البترول الأجنبية والتي تدخل مع الهيئة في مشاريع مشتركة. في هذه الحال تصبح الرقابة “ذاتية” لأن معظم العاملين بشركات البترول هم بشكل أو بآخر تابعون للحكومة، كما يقر أبو طالب.

يتفق معه د. إبراهيم زهران المدير الأسبق لشركة خالدة للبترول قائلا إن “الهيئة العامة للبترول لا تتدخل في الرقابة على التقنيات لأنها تشجع كل ما يؤدي إلى زيادة إنتاجية النفط”.

وكانت شركة خالدة، بحسب د. زهران “حفرت 154 بئراً استُخدمت فيها عملية التصديعالهيدروليكي” في الصحراء الغربية وغيرها من المواقع خلال 2003 و 2004، حين ساهمت تلك العمليات في رفع إنتاج الآبار من 37 ألف إلى 90 ألف برميل يومياً.

ويرتبط إنتاج النفط بظهور المياه،إذ يظهرالماء في البداية ثم يتم استخدامه لتصديعالطبقات فيما يُعرف بــ”الحقن المائي” بحسب زهران.

من جانبه يؤكد د. محمد الجزار مدير شركة ترايكون الخاصة للخدمات البترولية انعدام الرقابة من وزارة البترول أو أي وزارة أخرى – أثناء الحفر بتقنية التصديع- للتأكد من مدى صلاحية البئر أو مراقبة العملية من الأساس.وكذلك للكشف عن أخطاء فنية بالبئر، والتي قد تؤدي إلى تسريب المياه المختلطة بالكيماويات، وحساب كميات المياه الجوفية المهدرة. ويرى الجزار أن الحكومة تستمر بالعمل في تلك التقنية إرضاءً للمستثمر.

ولمنع استنزاف الموارد المائية يشترط لاستخدام التصديع الهيدروليكي ألا تقل إنتاجية الآبار عن 10 آلاف برميل يومياً كما يحدث في الولايات المتحدة، بعكس ما يحدث في مصر إذ يستخدم التصديع في آبار تقل إنتاجيتها عن 1000 برميل يومياً أي أقل من 10% من الحد المسموح به، وهو ما يعد استنزافاً للموارد المائية بحسب الجزار.

يشير الجزار إلى تضارب معلومات البدء في عمليات التصديع الهيدروليكي في مصر. فالهيئة العامة للبترول بدأت العمل بتقنية التصديع الهيدروليكي الثانوية منذ التسعينيات وإن كانت على نطاق عمليات مبدئية أو Mini Frack وتحدث للتأكد من قوة البئر وتحمله للضغط.

باحثة العدالة البيئية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ريم لبيب تُعلق قائلة: “عندما بحثنا في الموضوع وجدنا أن عددا من الشركات ومنها شل، أباتشي، دانه غاز، خالدة، عجيبة، وقارون تنفذ تقنية التصديع الهيدروليكي في عدة مواقع بالصحراء الغربية”.

حقن فائض المياه في البئر الموازية كان من المخاطر، التي أشارت إليها دراسة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إذ تطالب الحكومة بتحديد “شروط ومعايير معالجة والتخلص من الخلطة الكيميائية المستخدمة في عملية التصديع ووضع ضوابط وإجراءات فعالة لضمان الالتزام بها”.

مسؤول تقنيات الحفر بمعهد بحوث البترول الدكتور محمد عبده إبراهيم يتفق مع الباحثة لبيب، مؤكداً أنه ” ليس من الطبيعي استخدام التصديع الهيدروليكي في دولة كمصر تواجه مخاطر نقص المياه مستقبليا ودخولها في فقر مائي”.

وتبلغ تكلفة عملية التصديع الهيدروليكي الواحدة قرابة المليوني دولار، بحسب المسؤول السابق، الذي يطالب الحكومة بــ”وقف التعامل نهائياً بتلك التقنية أسوة بمنعها في بعض الولايات الأمريكية بسبب انخفاض المكاسب مالية فضلاُ عن تلوث وإهدار المياه الذي تُسببه”.

أما المهندس صلاح حافظ نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق فيقول إن استخدام عمليات التصديع الهيدروليكي يحدث في مناطق المياه الجوفية العالية الملوحة. ويصر على أن الشركات الكبرى تلتزم بالقوانين خوفاً من العقوبات.

ويؤكد أيضا أن استخدام عمليات التصديع الهيدروليكي الثانوي بدأت في مصر منذ أوائل التسعينيات. ويستطرد حافظ قائلاً: “يستخدم التصديع في الصحراء في صخور الطفلة ويتم ضخ كميات كبيرة من المياه الجوفية ونسبة من الكيميائيات لاستخراج النفط المحبوس فيها باستخدام عمليات تصديع أولية أو ثانوية بغرض زيادة الإنتاجية النفطية”.

وينص القانون رقم 84 لسنة 1982 على مسؤولية وزارة الري عن حماية المياه الجوفية. ووفقأً لذلك تحدثت معدة التحقيق إلى مفتش الري بالمكتب الفني لقطاع المياه الجوفية في وزارة الري م.عماد شنب، والذي يؤكد عدم ورود شكاوى من المواطنين تُفيد بحدوث حقن مائي أو استخدام للمياه الجوفية بُطرق غير مشروعة من قِبل شركات البترول.

ويؤكد شنب أنه “إذا اكتشفنا مصادفة وجود تلوث في منطقة ما أو عن طريق شكوى من من أحد المواطنين، يتم توجيه لجنة من وزارة الري لمتابعة ما يحدث”.

وبمواجهته بما حدث في قرية فارس بمحافظة أسوان في أقصى الجنوب التي صرفت لها تعويضات من المحافظة، وبمشكلة غرق وتلف أراض بعد تنقيب وحفر شركات البترول، يؤكد المفتش الذي يقع مكتبه في مقر الوزارة بالقاهرة:”أنه لم يعلم بأمر القرية إلا من معدة التحقيق”.

على ذات النسق، يؤكد وكيل جهاز شؤون الري بقسم المياه الجوفية سابقاً سعيد فريج أن من يحفر بئرا جوفية دون استصدار تصريح بذلك تصدر بحقه غرامة.ويضيف أن معظم شركات البترول تحقن المياه الفائضة مرة أخرى في مكامن المياه الجوفية، لافتا إلى أن”كُبريات الشركات مجبرة على العودة إلى وزارة الري خوفاً من المسؤولية”.لكنه يتحدث عن “صعوبة لدى مفتشي الري في الوصول إلى بعض المناطق البترولية نظراً لبعدها الجغرافي وخطورة تلك الأماكن”.

في وزارة البيئة، يعمل المفتشون في إدارة التفتيش البيئي المفترض أن تشمل مهامهم جولات متكررة وغير معلنة للتأكد من التزام الشركات بالاشتراطات البيئية وإلزامها بتوفيق أوضاعها وتقييم الأثر البيئي الخاص بالمشروعات الجديدة، طبقاً لقانون رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009 ولائحته التنفيذية. وفي حال استخدمت شركات المياه الجوفية، فعليها الرجوع لوزارة الموارد المائية والري، وفق بريد الكتروني أرسلته وزارة البيئة لمعدة التحقيق بتاريخ 5 فبراير 2013.

د.أحلام فاروق رئيس الإدارة المركزية للتفتيش بوزارة البيئة تؤكد معرفتها بتقنية التصديعالهيدروليكي، وتؤكد أنه يتم اتخاذ التدابير اللازمة من تحليل عينات مياه لوقف المخالفين. أما مدير المكتب الفني والشؤون القانونية بالإدارة المركزية للتفتيش مجدي فتحي، فينفي وجود أي اخطارات أو شكاوي تُفيد بحقن واستخدام مياه جوفية جوفية من قِبل شركات البترول.

الشركات العاملة بتقنية التصديع الهيدروليكي في مصر

منطقة حفر بئر البركة بالقرب من قرية فارس بكوم أمبو محافظة أسوان. المصدر: دنا غاز.

أباتشي وشل ودانة غاز ثلاث شركات خاصة تستخدم التصديع الهيدروليكي وفق دراسة المبادرة المصرية لحقوق الإنسان (نشرت عام 2012)، ووفقاً لما توصل له التحقيق، فإن 7 شركات خاصة تقر بإستخدامها التصديع الهيدروليكي عبر مواقعها الإلكترونية الرسمية، وهي:

شركات سي دراجون وقارون وخالدة وأبتاشي وشل تعمل بالتصديع الهيدروليكي أيضاً، وفق إقرار مهندسين ومسئولين من هذه الشركات، وتعد دانة غاز سادس أكبر شركة منتجة للغاز في مصر، وفي عام 2014 رفعت الشركة متوسط معدل إنتاج عملياتها من الغاز والغاز النفطي المسال والمكثفات والنفط الخام إلى حوالي 40.000 برميل نفط مكافئ يومياً. بزيادة 8% عن متوسط إنتاجها خلال 2013.

سي دراجون

سي دراجون هي شركة استكشاف وتطوير حقول نفط دولية تتركز أنشطتها في الشرق الاوسط وافريقيا، من بينها مصر. أما شركة قارون فهي شركة مصرية تؤول ملكيتها للهيئة العامة للبترول وشركة أباتشي الأمريكية، وتعد قارون من أوائل الشركات العاملة في عمليات التصديع الهيدروليكي في مصر منذ عام 1998، بحسب موقع المكتبة الإلكترونية للنفط والغاز وهو موقع بحثي مستقل. ميدي تيرا، تأسست عام 2011 لتنشط في الشرق الأوسط بما في ذلك مصر. مقرها كندا، بحسب موقعها الإلكتروني.

لكن معدة التحقيق زارت شركة (سي دراجون مصر) لمقابلة أحد المسؤولين. المسؤول – الذي رفض الإفصاح عن هويته–اكتفى بالرد بأن الشركة باعت جزءاً من حصتها لشركة (ميدي تيرا) الكندية الخاصة، بسبب ضعف الإنتاجية. وسجل مستوى استخراج النفط 412 برميلاً يومياً،مناصفة بين الشركتين “رغم استخدام التصديع الهيدروليكي في 11 بئرا بحقل “البركة” المتاخم لقرية فارس.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دانه غاز

وباعت (دانه غاز) حصتها المتبقية بـ ( كوم امبو) لشركة (ميدي تيرا) في فبراير/شباط 2013.شركة (ميدي تيرا) الخاصة أحجمت هي الأخرى عن الرد على الأسئلة المُرسلة عبر الإيميل.

دانه غاز المصنفة سادس أكبر شركة انتاج غاز في مصر، باعت نصف امتياز التنقيب لشركة سي دراجون في حقلي البركة والبركة غرب في إبريل 2012. وفي تشنوفمبر 2013، باعت الأخيرة جزءا من الامتياز لشركة البترول الكندية “ميدي تيرا” لضعف إنتاجية الآبار”، بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني الرسمي للشركات وتصريحات أحد المسؤولين.

شل

امتيازات شل في مصر، 2014

تشير التصريحات الصحفية إلى عمليات شركة شل وعن لسان بابتكو/شل حيث تم بالفعل تطبيق التصديع الهيدروليكي على الأقل في أحد الآبار (بئر 18/3 في شعبة في منطقة علم شاويش،[3][4] وطبقاً لبابتكو/شل، فإن الاستخراج تم عبر التكوينات الطفلية اللزجة مرورا بالرواسب الجيرية في طبقات الطفل الصفح والرمال لأعماق تصل إلى 3500 متر.

أوقفت الشركة التنقيب عن النفط الصخري في الصحراء الغربية بعد حفر عدد من الآبار الاستكشافية وإثبات وجود الخام بكميات صغيرة. لم تكن عملية الإنتاج مجدية اقتصادياً.

تقدر الاحصائيات العالمية احتياطيات النفط الصخري بـ650 تريليون طن عالمياً، لا يمكن أن يستخرج منها سوى 26 تريليون طن فقط. يبلغ حجم النفط الصخري المحتمل إنتاجه أكثر من 13 ضغف من كمية النفط المعروفة أو التقليدية، وسيستمر لمدة 300 سنة.

ومع ذلك ، فالأمر صعب، حيث أن احتياطي النفط يعتبر مجدياً اقتصادياً بمعدلات أقل بكثير من هذه الاحتياطيات. الاستثمار في معظم الاحتياطيات ليس مشروعاً مجدياً بسبب التكاليف المرتفعة مقارنة بالعائدات.


التأثيرات البيئية

في إحدى قرى أسوان، فارس، ذكر السكان انهيار أكثر من 100 منزل، ومنازل أخرى على وشك الانهيار، خلال ثلاث سنوات ونصف من بدء أعمال الحفر. ويؤكد الأهالي أنهم شاهدوا عمليات أولية للتنقيب داخل القرية وبجوارها أسفرت عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية. معدة التحقيق لاحظت آثارها وكادت أن تغرق حين غاص جزؤها السفلي في المياه المتحركة.

محافظة أسوان تقر بالأضرار وتصرف تعويضات، بحسب قرار المحافظ الأسبق مصطفى السيد. الكشوف الصادرة عن المجلس المحلي بمركز(كوم امبو) تُشير إلى تعويضات حكومية قدرها نصف مليون جنيه (حوالي 64 ألف دولار) صرفت لمصلحة 64 أسرة من المُلاك المتضررين لكن دون ربط بين الضرر وأعمال الحفر.

على أن متضررين يؤكدون لمعدّة التحقيق أن التعويض لم يُصرف كاملاً لبعض العائلات كما ورد في الكشوف.

أما فلاحو قرية (شوبك المشارقة) ببني سويف الذين أجر بعضهم أراضيه بالتراضي للشركة، بحسب ما أفادوا لمعدة التحقيق فقالوا إن شركة قارون تدفع بدل إيجار سنوي عن كل فدان تعمل فيه يناهز 20 ألف جنيه/ 2600 دولار، ويتم تجديد العقد سنوياً.

لكن الأهالي يشتكون من أضرار الحفر بجوار قريتهم نتيجة انبعاث زيوت متطايرة والضجيج المستمر لآلات الحفر.


رغم الصمت الحكومي، أرجع تقرير مستقل عن جامعة أسوان (2014) والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية (2012) الأضرار في قريتي فارس وشوبك المشارقة إلى تقنية التصديع الهيدروليكي.

يفيد تقرير لكلية العلوم بجامعة أسوان عام 2014 من إعداد أربعة أساتذة جيولوجيا بأن السبب الرئيسي لارتفاع منسوب المياه الجوفية في قرية فارس- التي تتشابه مشاهداتها مع قرية شوبك المشارقة- هو أعمال التنقيب وإهدار المياه بطرق عشوائية في تلك المناطق، والتفجيرات التي حدثت بفارس، إذ تقترب أعمال إستخراج النفط من قرية شوبك المشارقة بحوالي 20 متراً، بينما تبتعد الأعمال النفطية بقرية فارس حوالي 10 كيلومترات.

ويرجع أستاذ مساعد جيولوجيا الهندسة والميكانيكا بكلية العلوم في جامعة قنا، د. هاشم أحمد ظهور المياه بكثرة في تلك المناطق إلى وجود خزانات مياه جوفية محبوسة تحت الأرض تستمد تغذيتها من مياه نهر النيل، وبسبب أعمال شركات بترول في المنطقة تأثرت طبقات الأرض فظهرت المياه بكثافة في قرية فارس.

وتفيد دراسة عن تقنية التصديع الهيدروليكي نشرتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في سبتمبر 2012 بأن البئر الواحدة التي يتم تشغيلها بعملية التصديع الهيدروليكي في مصر تستهلك بين 24.5 و36.3 ألف متر مكعب من المياه، أي ما يعادل استهلاك المواطن المصري بين 35 و52 عاماً.

انظر أيضاً

مرئيات

شرح لعملية التصديع الهيدروليكي.

المصادر

  1. ^ "التكسير الهيدروليكي لطبقات التربة وآثارها". إيكومنا. 2017-10-04. Retrieved 2019-01-18.
  2. ^ مها البديني (2015-10-17). ""التصديع الهيدروليكي".. تقنية تهدد الخزان الجوفي لمصر". أريج. Retrieved 2019-01-18.
  3. ^ "600 مليون دولار لحفر 65 بئرًا للبحث عن البترول وإنتاجه بالصحراء الغربية". جريدة الأهرام. 2012-07-26. Retrieved 2014-04-06.
  4. ^ "Shell to invest $600m in Western Desert operations". dailynewsegypt.com. 2012-07-26. Retrieved 2014-04-06.