اعتقالات كرداسة 1965

مذبحة كرداسة 1965، هي حملة اعتقالات واسعة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وبعض أهالي في كرداسة، محافظة الجيزة، مصر، حدثت في 21 أغسطس 1965.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث

بدأت الأحداث باقتحام مسلحين لمنزل السيد نزيلي، من كبار قيادات الإخوان المسلمين في إمبابة ويقيم في كرداسة، وقاموا بتفتيش المنزل والتعدي على شقيقه وزوجته، حسب رواية شقيقه، عبد الحميد نزيلي. تجمع الأهالي على صوت استغاثة شقيقه وحاولوا القبض على المسلحين، كانوا 8 فر منهم 7 وسقط الثامن مغشى عليه، ونجحوا في تخليص زوجة السيد النزيلي من أيديهم. بعدها قام شقيقه عبد الحميد بالتوجه إلى نقطة القرية لعمل محضر، وعندما علم الضابط بالحادث أمر العساكر بالإسراع بالقبض على الخاطفين، وعندما وصل الشاويش والعسكر واستطلع الرجل المغشى عليه، قال للواقفين: خربت يا كرداسة. مصيبة وحلّت عليكم يا أهل كرداسة، إن هؤلاء الرجال ليسوا لصوصاً إنهم من رجال الشرطة العسكرية.[1]

لم يدرك الأهالي ما يقوله الشاويش غير أنه بعد ساعة وصلت مجموعات من العربات المملوءة بالضباط والجنود من رجال الشرطة العسكرية إلى مكان الحادث، فنادى أحد الضباط على الأهالي يستفسر منهم ما حدث فتشجع ثلاثة من الشباب وأخبروه فما كان من الضباط إلا أن انهالوا عليهم ضرباً باللكمات: وكانت بداية الأحداث.

وتم القبض على عمدة القرية ومعظم رجال عائلته رجالاً ونساء ومشايخ البلدة والأعيان والوجهاء وجميع الإخوان المسجل أسماؤهم من عام 1948 حتى عام 1965، وأغلقت البيوت والمحلات لمدة 72 ساعة لا يخرج أحد من بيته، ولا يسير في الطريق، ولا يذهب لعمله أحد، وتم حبس الجميع في منازلهم حتى الحيوانات لم تسلم من ذلك فلم تخرج للمرعى، حتى الموتى لم تدفن إلا بعد جهد جهيد واستئذان هذه القوات، وعاشت البلدة في رعب وذعر رهيبين. وكانت هذه القوات والتي كان على رأسها كبار قادة الشرطة العسكرية كما حضرها وزير الداخلية آنذاك عبد العظيم فهمي والذي كان موجوداً في نقطة القرية ليطمئن أن الحادث لم يمتد للمباحث العامة والتي تقع تحت سلطته.

وعلى حسب ما جاء في مصادر تنتمي للإخوان المسلمين، تعرض القرية لحملة اعتقالات واسعة، بدأت بوصول جيش مجهز بالعدة والعتاد، وأهل القرية المساكين الذين لا يملكون إلا عزتهم والتي أهدرها ضباط ورجال عبد الناصر، وتم تفتيش كل منزل ونهبت الأموال ورُبط الرجال في الحبال كقطيع الماشية واقتادوا الزوجات والأمهات إلى السجن الحربي، وفي فناء السجن الحربي.. جمعوا الرجال ووقف الفريق محمد فوزي يستعرض السبايا، وصرخ فيهم صفوت الروبي أن يركعوا أمام القائد وأن تمتطي كل امرأة ظهر زوجها أو أبيها أو أخيها أو جارها، وعلى الجهة الأخرى اصطف البعض أمام بعضهم وصدرت الأوامر أن يضربوا بعضهم البعض على وجوههم، وأن يبصقوا في وجوه بعض، وظل الحال هكذا طيلة تسعة وعشرين يوماً، هذا ما كان يحدث داخل السجن، أما القرية فقد تحولت إلى ثكنة عسكرية فغلقت المساجد وعطلت الصلاة، حتى عندما توفي الشيخ محمد عبد العزيز رفض رجال المباحث العسكرية دفنه فظل ثلاثة أيام حتى تعفنت الجثة، وبعدها وافقوا أن تخرج على أكتاف أربعة رجال إلى المقابر.

ويقول أحد المعتقلين: "وصلنا إلى السجن الحربي، حيث أقيمت أفظع مذبحة بشرية لشباب مصر ورجالها، ولقد كان في استقبالنا حمزة البسيوني، والعميد سعد زغلول عبد الكريم قائد الشرطة العسكرية وعساكر السجن الحربي الذين ساقونا كالبهائم تحت لهيب السياط، وجاء الحلاق والذي حلق لكل رجل منا ناحية من شنبه وحاجباً من حاجبيه، ثم أدخلونا الزنازين وأدخلوا معنا الكلاب لتنهش لحومنا، ومات تحت التعذيب صلاح رزق ومحمد أبو السعود وأصيب الكثير بالجنون من جراء هذا التعذيب، وكان شمس بدران يقول: "أنا معي كارت بلانش لتدمير كرداسة وإزالتها من على الخريطة" كما كان يقول: "سأعطي كرداسة درساً لن تنساه مدى أربعين عاماً.


انظر أيضاً

المصادر