اتفاق الدوحة 2020

زلماي خليل زاد والملا عبد الغني برادر أثناء التوقيع على اتفاق الدوحة، 29 فبراير 2020.
مايك پومپيو يصافح قائد وفد طالبان، ستانكزاي، بعد التوقيع على اتفاق السلام في الدوحة.
وزير الخارجية الأمريكي مايك پومپيو يلقي كلمة أثناء التوقيع على اتفاق الدوحة، 29 فبراير 2020.

اتفاق الدوحة، هو اتفاق تم التوقيع عليه في الدوحة، 29 فبراير 2020 بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية، لسحب القوات الأمريكية وقوات الناتو من من أفغانستان خلال 14 شهراً، في حال إيفاء حركة طالبان بالتزاماتها من الاتفاق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

الحرب في أفغانستان

بدأت الحرب في أفغانستان حين شنت الولايات المتحدة غارات جوية بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة. ورفضت طالبان تسليم الرجل الذي وقف خلف تلك الهجمات، أسامة بن لادن.[1]

وانضم إلى الولايات المتحدة إلى تحالف دولي وتمت الإطاحة سريعاً بحكومة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان. فتحولت طالبان إلى حركة تمرد وشنت هجمات دامية، وزعزعت الحكومات الأفغانية المتلاحقة.

وبينما أنهى التحالف الدولي مهمته القتالية في 2014، لكنه أبقى آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية. لكن الولايات المتحدة تابعت عملياتها القتالية الخاصة بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية.

مع ذلك، استمرت طالبان في كسب الزخم، وامتد نشاط طالبان في أفغانستان عام 2018 إلى 70% من أنحاء البلاد. وقتل نحو 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي في أفغانستان منذ 2001، بينهم 2300 جندي أمريكي.


المفاوضات مع طالبان

جانب من مؤتمر الدوحة عام 2019 الذي حضره ممثلو طالبان.

تعود البداية إلى عام 2011، حين استضافت قطر قادة طالبان الذين انتقلوا إليها لبحث السلام في أفغانستان. ولكن كان مسار المحادثات متأرجحاً. ووافتتحت طالبان مكتباً سياسياً في الدوحة عام 2013 ثم أقفل في السنة نفسها وسط خلافات بشأن رفع أعلام التنظيم.

واستضافت قطر أيضاً مؤتمراً كبيراً في يوليو خرج بخارطة طريق للسلام في أفغانستان. وضم المؤتمر مسؤولين من طالبان ومن الحكومة الأفغانية، علماً بأن الأخيرين حضروا بصفة شخصية.

وفي ديسمبر 2018، أعلن قادة طالبان أنهم سيلتقون بمسؤولين أمريكيين لمحاولة إيجاد "خريطة طريق للسلام". لكن الحركة الإسلامية المتشددة استمرت في رفضها إجراء محادثات رسمية مع الحكومة الأفغانية، التي وصفتها بأنها مجموعة "دمى" أمريكية.

وبعد تسع جولات من المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في قطر توصل الجانبان إلى اتفاق.

وأعلن كبير مفاوضي الجانب الأمريكي في سبتمبر 2019 أن الولايات المتحدة ستسحب 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعاً كجزء من اتفاق تم التوصل إليه "مبدئياً" مع مقاتلي طالبان.

وبعد ذلك بأيام، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود بعد أن قامت الحركة بقتل جندي أمريكي. لكن في غضون أسابيع استأنف الجانبان المناقشات خلف الكواليس.

وقد وافقت طالبان في نهاية يناير 2020 على "الحد من العنف" على الرغم من أن مسؤولين أفغان قالوا إن 22 جندياً و 14 مدنياً على الأقل قتلوا في هجمات قامت بها طالبان خلال تلك الفترة.

الاتفاق

زلماي خليل زاد والملا عبد الغني برادر بعد التوقيع على اتفاق الدوحة، 29 فبراير 2020.

في 29 فبراير 2020، أعلن مسؤولون أمريكيون وأفغان أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو سيسحبون قواتهم من أفغانستان خلال 14 شهراً، في حال إيفاء حركة طالبان بالتزاماتها بموجب اتفاق تم توقيعه في العاصمة القطرية الدوحة. وجاء الإعلان في بيان أمريكي أفغاني مشترك صدر في كابول.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ إنها كانت "رحلة طويلة وشاقة" في أفغانستان. وأضاف "لقد حان الوقت بعد كل هذه السنوات لإعادة جنودنا إلى الوطن". وفي كلمة في البيت الأبيض، قال ترمپ إن حركة طالبان كانت "تحاول التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة". وقال إن القوات الأمريكية كانت تقتل الإرهابيين في أفغانستان "بالآلاف"، والآن حان الوقت لشخص آخر للقيام بهذا العمل وستكون طالبان وقد تكون دولًا محيطة ".

وأضاف ترمپ: "أعتقد حقًا أن طالبان تريد فعل شيء لإظهار أننا لا نضيع الوقت"، ملوحا إلى امكانية الرجوع في الاتفاق قائلا "إذا حدثت أشياء سيئة، سوف نعود بقوة مثلما لم يحدث من قبل."

ويمهد الاتفاق الطريق نحو إحلال السلام في أفغانستان بعد أكثر من 18 عاماً من الصراع. ومن المفترض عقب ذلك، أن تبدأ محادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وجاء في البيان الأمريكي الأفغاني المشترك: "إن التحالف سيكمل سحب باقي قواته من أفغانستان في غضون 14 شهراً من نشر هذا البيان المشترك، والاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان ... شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها".

بنود الاتفاق

وفيما يلي نقدم لكم أبرز ما جاء بالاتفاق الذي تضمن 4 صفحات، ووقع برعاية قطرية بحضور وزيري الدفاع والخارجية القطريين، وفقا لما نقلته الخارجية القطرية[2]:

1- قيام الولايات المتحدة الأمريكية باستكمال سحب باقي قواتها وقوات حلفائها، بما في ذلك جميع الموظفين المدنيين غير الدبلوماسيين، والأمن الخاص والمقاولين وموظفي الخدمات المساندة من أفغانستان، خلال 14 شهرا، بعد هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، شريطة أن تفي طالبان بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

2- ستقوم الولايات المتحدة مبدئيا، بخفض قواتها في أفغانستان إلى 8600 عنصر، خلال 135 يوما من الاتفاق مع طالبان، كما ستسحب الولايات المتحدة وحلفاؤها جميع قواتهم من خمس قواعد عسكرية، فيما ستكمل الولايات المتحدة وحلفاؤها انسحاب ما تبقى من قوات من أفغانستان في غضون تسعة أشهر ونصف.

3- ستعمل الولايات المتحدة الامريكية مع كافة الأطراف المعنية في الاتفاق على الإفراج عن السجناء السياسيين والسجناء لأسباب متعلقة بالصراع، لما يصل لخمسة آلاف سجين تابعين لحركة طالبان، وذلك بهدف بناء الثقة بين الأطراف وتعزيز التنسيق بينهم.

4- بدء طالبان بمفاوضات مع مختلف الفصائل والاطياف الأفغانية في الـ10 من مارس.

المصادر

  1. ^ "اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان تنسحب القوات الأمريكية بموجبه من أفغانستان خلال 14 شهراً". بي بي سي. 2020-03-01. Retrieved 2020-03-01.
  2. ^ "أبرز 4 بنود بالاتفاق بين أمريكا وطالبان الموقع في قطر". سي إن إن. 2020-03-01. Retrieved 2020-03-01.