إيميلي بوسكان

إيميلي بوسكان
إيميلي بوسكان.png
إيميلي بوسكان ... النسوية ومساندة للكفاح التحرري في الجزائر، بجانب مصالي الحاج
وُلِدَ
Émilie Busquant

3 مارس 1901
نوڤ ميزون في ضاحية لورين (شمال شرق فرنسا)
توفي2 أكتوبر 1953
الهيئةمعاداة الاستعمار-النقابية-اللاسلطوية
الحركةنجم شمال إفريقيا
الزوجمصالي الحاج
الأنجال2

إيميلي بوسكان (و.3 مارس 1901، ت. في الجزائر في 2 أكتوبر 1953)، نسوية فرنسية، نقابية-لاسلطوية وناشطة مناهضة للاستعمار والتي تزوجت من الزعيم الوطني الجزائري مصالي الحاج.

إيميلي بوسكان ومصالي الحاج.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياتها

كواحدة من تسعة أطفال، نشأت إيميلي بوسكان في بلدة نوڤ ميزون للطبقة العاملة في شرق فرنسا حيث كان والدها يعمل في مصنع الصلب المحلي.[1]كان والدها من أتباع اللاسلطوية النقابية وكانت تعمل في السياسة منذ سن مبكرة.[2]وقد انتقلت إلى باريس وعملت في متجر متعدد الأقسام قبل أن تقابل مهاجراً وناشطاً سياسياً جزائرياً شاباً، مصالي حاج.[3] كما كان الحال غالبًا للأزواج من الطبقة العاملة، انتقلا للعيش معاً دون زواج رسمي.[4]تميزت شراكتهم، التي أنتجت طفلين، بالالتزام المشترك بالقضايا التقدمية والمناهضة للاستعمار.[5] خلال فترات سجن مصالي الطويلة، غالباً ما تحدثت إيميلي نيابة عنه واستخدمت منصبها كامرأة فرنسية لصب ازدراء خاص لالتزام فرنسا المعلن بـ "حضارة" الجزائر.[6]

في شتاء 1923، التقت الشابة إيميلي بوسكان العاملة في قسم 'العطور والمواد النسائية'، في محالّ بريوني، أحد أقدم متاجر العطور في باريس، بالشاب الجزائري مصالي الحاج الذي كان يعمل حينها في أحد مصانع باريس.

يقول مصالي الحاج، في مذكراته، واصفاً إيميلي: 'وُلدت في منطقة محمومة من فرنسا، ثورية ووطنية في نفس الوقت وتشاركت مع أعضاء عائلتها مصير طبقة بروليتاريا مستغلة وتعاني من الإذلال".

تزوّج مصالي وإيميلي التي رافقته إلى بلده تلمسان، في خريف 1925، حيث تعلمت هناك اللغة العربية و​​أنجبا طفليهما علي وجنينة. وسرعان ما اندمجت إيميلي في عالم زوجها، وانخرطت في نشاطه السياسي، الذي ارتفعت وتيرته بعد أن شارك في تأسيس أول حركة قومية سياسية تطالب باستقلال الجزائر، عُرفت باسم "نجم شمال إفريقيا"، ولم تكن إيميلي هنا مجرد متعاطفة أو متضامنة معها فحسب، بل كانت فاعلةً مهمةً في نشاطاتها، بحيث كتبت إيميلي، رسائل الحركة الموجهة إلى عصبة الأمم في كانون الثاني/ يناير 1930، للفت انتباهها إلى المسألة الجزائرية، فضلاً عن مشاركتها في العديد من المظاهرات، سواء في الجزائر أو في فرنسا.

ربما اشتهرت بأنها صانعة العلم الجزائري. في حين أن هناك بعض الخلاف حول من صمم بالضبط باللونين الأخضر والأبيض مع رمز النجمة والهلال الأحمر،[7] ويُنسب الفضل عموماً إلى إيميلي في خياطة النسخة الأولى من العلم.[8]

ساندت إيميلي بوسكان زوجها في الحركة الوطنية، وقد كانت أول من خيطت الصيغة الحالية للعلم الوطني. ومن المؤسف أن الجزائر الاستقلالية تتجاهل سيدةً أفنت حياتها للقضية الوطنية، فلم يتم ذكر اسمها في أي كتاب تاريخ أو أي جانب من التعليم، ولم يتم تخليد اسمها على أي شارع أو نهج أو حي. هل كان ذنب السيدة بوسكان الوحيد أنها كانت سيدة في الظل وربة عادية للأسرة.[9]

إيميلي بوسكان وولديها.


إيميلي بوسكان … رحلة حب وحرب

من الشخصيات الفرنسية المثيرة للجدل في كتب التاريخ، شخصية إيميلي بوسكان، زوجة مصالي الحاج، زعيم الحركة الوطنية، مؤسس حزب الشعب. هذه الفرنسية، المولودة في منطقة اللورين الفرنسية، سنة 1901، عاشت في ربيعها الثاني والعشرين قصة حب جارفة مع المناضل مصالي الحاج.. ويضرب الحب مرتين قلبها، فتغرم بالقضية الجزائرية وتقرر تبنيها… بعد سنة من لقائهما، تساعد إيميلي رفيقها في الحب والنضال في تأسيس حزب نجم شمال إفريقيا…، ظلّت “إيميلي” تساند الكفاح التحرري في الجزائر، وتشدّ أزر مصالي، حتى رحلت في 2 أكتوبر 1953، إثر مرض عضال أصابها بالشلل، سنة واحدة قبيل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954.

قصة العلم الجزائري

علم الجزائر بتصميم إيميلي بوسكان.jpg

قضية تصميم العلم الجزائري ليست محسومة المصدر، فهناك تضارب في الشهادات والمؤرخون لم يولوا أهميةً لجزئيات القضية وإن حاولت بعض الكتابات التاريخية عرض ما تم التوصل إليه من مادة تاريخية وشهادات، ومن أبرزهم المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، الذي أكد أن من إيميلي بوسكان هي من قامت بخياطة العلم الجزائري بعد الاتفاق على تصميمه في المكتب السياسي للنجم، لتقوم هي بتشكيل الرسم على القماش الذي اشتراه زوجها لذلك الهدف خصيصاً.[10]

وتعضد شهادة مصالي الحاج، في مذكراته، تلك السردية إذ يقول: "أخبرتنا زوجتي بأنها قد خاطت علماً في أثناء وجودها في تلمسان وأنها أخفته، كان المشكل في كيفية إيصال هذا العلم إلى الجزائر في الوقت المناسب، فتكلمنا في الهاتف إلى تلمسان يوم 12 يوليو، وطلبنا من أصدقائنا أن يبذلوا كل ما في وسعهم لإيصاله إلينا". ويضيف مصالي: "بعد انتظار طويل، وصل إلينا يوم 13 يوليو في العشية. لا يسعني أن أصف كيف كانت فرحتنا يومذاك".

وتؤكد ابنتها “جانينا الحاج” بدعم من بعض المؤرخين على رأسهم بنجامين ستورا أن أمها ايميلي هي أول من حاكت العلم الجزائري بشكله الأخير في بيتهما في الشارع العشرين بباريس هو الشكل الذي ظهر به لأول مرة في مظاهرات بلكور في 14 جويلية 1937… وتبقى هذه مجرد رواية فقط لا أساس لها من الصحة للكثير من الجزائرين من بينهم شوقي مصطفاي الذي صرح” كلفت إدارة حزب الشعب حسين أصلاح للعثور عن نسخة من العلم الذي صنعته ايميلي بوسكان والذي تظاهر به مصالي عام 1937 ولكن بعد أسبوع اخبرنا أن لا وجود لهذا العلم وأخبرنا أن مناضلا تذكر ألوانه الثلاثة فقط”.

لماذا تجاهلت الجزائر إيميلي بوسكان

على الرغم من الدور المهم الذي لعبته بوسكان في التاريخ الجزائري، إلا أن ذكرها يكاد يكون منسياً في المناهج الدراسية للتاريخ أو الكتابات التاريخية والشخصيات والتواريخ وعناوين الندوات الرسمية التي تتناول نضال الشعب الجزائري في أثناء الفترة الاستعمارية. يعزو أستاذ التاريخ حكيم مسعودي، السبب إلى ضخامة شخصية مصالي الحاج، التي قد تكون غطّت على ذكر زوجته، التي بقيت دائماً في ظله، شأنها شأن الكثير من الشخصيات البارزة التي بقيت وفيةً لمصالي في حزب الشعب، ولم تنضمّ إلى الثورة التحريرية التي قادتها جبهة التحرير الوطني.[11]

وهنا تجدر الإشارة إلى أن اسم مصالي الحاج نفسه كان محظوراً في الجزائر، جراء مواقفه المستقلة عن إدارة الثورة التحريرية، إلى أن ردّ إليه اعتباره الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة.

وكان مصالي الحاج قد رفض الانضمام إلى الشباب الذين أشعلوا ثورة 1 نوفمبر 1954، ضد فرنسا، وكانوا في معظمهم ينشطون في وقت سابق داخل التنظيمات السياسية والمسلحة التي أنشأها، وانتهى الأمر إلى الاقتتال بين المنتمين إلى جبهة التحرير الوطني والمناضلين الذين ظلّوا أوفياء لتوجيهات مصالي الحاج الرافضة خوض الثورة المسلحة.

وبعد الاستقلال، بقي الجفاء متأصلاً بين الساسة الذين حكموا الجزائر، وكلهم ينتمون إلى جبهة التحرير الوطني، وأفراد حزب الشعب، أو "المصاليين" كما يتم وصفهم، ولم تمنح السلطات الجزائرية الجنسية الجزائرية لمصالي الحاج إلا سنة 1965، في حين توفي بعيداً عن وطنه، في فرنسا في السبعينيات.

لا يمكن الجزم في ما إذا كان حضور مصالي هو الذي طغى على اسم إيميلي، أم أن إخفاء دورها التاريخي أتى عقاباً لزوجها، لكن المؤكد أن التأريخ في الجزائر لم ينل حقه من البحث والدراسة حتى الآن.

وفاتها

وبعيداً عن جدل العلم ،ظلّت “إيميلي” تساند الكفاح التحرري في الجزائري وتشدّ أزر مصالي حتى رحلت في 2 أكتوبر 1953 إثر مرض عضال أصابها بالشلل، سنة واحدة قبيل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وحظيت “إيميلي” بجنازة ضخمة رافقها أزيد من عشرة آلاف مشيع، بينما سجي جثمانها بالعلم الذي خاطته بأناملها.

قبل سنة من وفاتها، كتبت إلى مصالي الحاج، الذي تم وضعه قيد الإقامة الجبرية في "نيور" في فرنسا هذه الكلمات:

Cquote2.png "يا إلهي، لماذا أنا عجوزة مريضة هكذا؟ أتمنى لو كان في وسعي أن أنهض لأسمع صرخات أمّة لا تريد أن تموت ولن تموت، يا للعار. الشعب الفرنسي الآن بات يعرف ما يحدث، ربما سيفعلون ما هو أكبر من التضامن، لكن العار سيطارد فرنسا. فالتاريخ لن ينسى مثل هذه الحقائق أبداً، لا أريد أن أموت قبل أن أرى استقلال الجزائر. هو أمر لا مفر منه". Cquote1.png

توفيت في الجزائر العاصمة بينما كان زوجها في المنفى في فرنسا. تم رفض السماح له بزيارتها على فراش الموت. تبعها موكب قوامه 10000 شخص، ملفوفاً بالعلم الجزائري، عبر شوارع العاصمة الجزائرية في طريقه إلى الميناء. حضر جنازتها في نوڤ ميزون وفد من الأحزاب الرئيسية في اليسار الراديكالي وزوجها، تحت مراقبة الشرطة، وقد ألقى تأبيناً يستذكر نشاطها ويعلن أنها "رمز اتحاد الشعبين الجزائري والفرنسي في نضالهما المشترك".[12]

كونها شخصية منسية منذ زمن طويل، نُصب في مسقط رأسها لوحة تذكارية في ذكراها الخمسين لوفاتها في عام 2003 بينما قدم فيلم وثائقي للمخرج رباح زنون عام 2015 للجمهور الفرنسي قصتها لأول مرة.[13]

مرئيات

سيرة إيميلي بوسكان زوجة مصالي الحاج التي وهبت نفسها للقضية الجزائرية.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Stora, Benjamin (2004). Messali Hadj 1898-1974. Paris: Pluriel. p. 48.
  2. ^ Kessous, Mustapaha. "Émilie Busquant, la plus algérienne des Francaises". Retrieved 28 February 2017.
  3. ^ Stora. Messali Hadj. p. 48.
  4. ^ Gallissot, René (2004). "Émilie Busquant, dite Mme Messali". Insaniyat (25–26): 151.
  5. ^ Stora, Benjamin (1985). Dictionnaire biographique de militants nationalistes algériens. L'Harmattan. p. 404.
  6. ^ "Discours de Mme Messali à La Mutualité". El Ouma. December 1934.
  7. ^ Houda, B. (20 August 1997). "Le vert, le blanc, l'étoile et le croissant Qui a conçu le drapeau algérien ?". El Watan. Archived from the original on 13 March 2012. Retrieved 28 February 2017.
  8. ^ Kessous, Mustapha. "Emilie Busquant la plus algerienne des francaises".
  9. ^ صفحة بنفسج (2021-01-14). "ناضلت ايميلي بوسكان الى جانب زوجها في الحركة الوطنية و كانت اول من خاطت الصيغة الحالية للعلم الوطني ". فيسبوك.
  10. ^ حدوم هشام (2023-03-04). "إيميلي بوسكان... صانعة التاريخ التي نسيتها الجزائر". raseef22.net.
  11. ^ حدوم هشام (2023-03-04). "إيميلي بوسكان... صانعة التاريخ التي نسيتها الجزائر". raseef22.net.
  12. ^ Gallissot 2004, p. 157.
  13. ^ Kessous, Mustapha. "Emilie Busquant, la plus algérienne des Françaises". Retrieved 28 February 2017.