أمينة محمد (راقصة)

أمينة محمد.

أمينة محمد (و. 1908 - ت. 16 مارس 1985)، هي ممثلة وراقصة ومخرجة ومنتجة مصرية، وتعتبر من أولى المخرجات في تاريخ السينما المصرية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياتها

ولدت في مدينة طنطا، وانتقلت للعيش في مدينة القاهرة في عام 1918.[1] ولدت أمينة محمد في 25 مارس 1908 في اسرة فقيرة بين أب وأم لايربطهما رابط فعاشت الطفلة لا تشعر بوجودها ولا يشعر بها أحد، ودرست زالأمينتانس في مدرسة للبنات في طنطا، واعتادتا الذهاب لمشاهدة التمثيل كلما زارت بلدتهما فرقة قاهرية أو فرقة صغيرة من التي تتجول في الأرياف.

وفي احد الاحاديث الصحفية كشفت امينة محمد عن ذكرياتها في تلك الفترة قائلة:سكنت في الثامنة من عمري، أشاهد مع مجموعة من الاطفال في طنطا رواية زالأخرسس من بطولة عزيز عيد وروز اليوسف وقد اختارني عزيز عيد من بين الاطفال لأن الدور يتطلب أن يحمل طفله على ظهره، لم أنطق بكلمة أو حرف، لحظة تصفيق الجمهور كانت لحظة لن أنساها ما حييت.

هذه اللحظة، إذن هي التي فتحت عيني الصغيرة المهمشة على عالم الاضواء وألهبت هذه المشاهد المسرحية خيالها، ونزحت أمينة محمد من طنطا الى القاهرة مع أمها وأختها وابنة اختها امينة رزق واستقرت العائلة في حي روض الفرج.


صندوق الدنيا

كانت منطقة روض الفرج -كما تصفها امينة رزق- في أواخر العشرينات عروس المصايف وصندوق الدنيا، فيها المسارح والصالات والفرق المتنافسة، ومع طغيان التمثيل على الغناء في مسارح روض الفرج زاد اقبال الجمهور من جميع الطبقات،ومع يوسف وهبي -أيضا- وعن طريق مسرح رمسيس الذي كان يطلب وجوها جديدة في عام 1924 جاءت الفرصة لأمينة محمد التي تغلبت على مخاوفها وعلى الافكار التي كانت تتردد عن أن الشخص الذي يحترف الفن لابد أن يكون من عائلة كبيرة.[2]

كان عمرها وعمر ابنة اختها 14 عاما وذهبتا سويا لمقابلة يوسف وهبي الذي اختبرهما على مضض فتحمس لأمينة رزق فبكت أمينة محمد خالتها فقال لها يوسف وهبي: لا تبكي وقرر ان تقوم كل منهما بالدور يوما بعد يوم بالتناوب.

وبدأ المشوار الطويل الذي كثيرا ما صادف حصولها فيه على الأدوارالثانوية بسبب جمال امينة رزق والتي كانت تقسو عليها بسبب شعورها بالظلم، وتسافر الى بيروت لتقيم مع صديقتها اديل ليفي المغنية والراقصة وبطلة مذابح الغرام في شارع عماد الدين. وكان زواجها سببا لتعاستها، فقد تزوجت من شخص من عائلة كبيرة وأحبته بصدق وأخلصت له، وضحت بالفن من أجله، وكان زوجها يسمح لها بالعودة للتمثيل حسب ظروفهما المادية، ثم وصلها يوما خبر زواج زوجها من ابنة عمه بعد أن ربح قضية مكنته من الحصول على ميراثه،وحاولت الانتحار، ثم استمعت لنصيحة بديعة مصابني التي أوحت لها بأن تقوم بالرقص في الصالات لتغيظ زوجها وتنتقم منه، وكانت تفعل ذلك وهي تبكي لأن حزنها كان اكبر من انتقامها! ثم ذهبت الى الاسكندرية وانضمت الى ملهى للراقصات الاجنبيات وتفوقت عليهن وتقدم اسمها عليهن.

وفي السينما قدمت أمينة محمد مجموعة من الأفلام هي: زليلة في العمرس 1934 وسشبح الماضيس 1934 وسالدكتور فرحاتز 1935 وسالبحارس 1935 وسجوهرةس 1943 وكانت ترقص في الفيلم الذي قام ببطولته يوسف وهبي ونور الهديس أما أشهر افلامها والذي حقق لها المجد واصبح الناس يعرفونها باسمه فهو زتيتا وونجس عام 1937 ودخلت تجربة الانتاج من أجل أن يخرج بأي شكل بل وقامت بإخراجه أيضا.

الرقص

وفي كتابها سلطانات الشاشة تلتقط منى غندور بعضا من ذكريات أمينة محمد عن بداياتها في الرقص والسينما وفيها تقول: زذهبت مرة لزيارة احدى صديقاتي، وكانت من نجوم فرقة الريحاني وفوجئت بها تقول: أنا محتاجة إلى واحدة في جسمك ترقص في الأوبريت، ووافقت دون تفكير، وخضعت لمدرب الرقص وكنت أول راقصة مصرية تؤدي رقصة الثعبان، وقد أحضرت ثعبانا ورحت أتابع حركاته، ونجحت في تقليده ، وعندما بدأت أقدم هذه الرقصة أمام الجمهور كنت أرتدي بذلة رقص في لون جلد الثعبان، وقد أطلق عليّ في حينها لقب أمينة حنش!

السينما

أما عن بدايتها السينمائية فتقول: بدايتي السينمائية كانت في الإسكندرية عندما التقيت بالمصور محمد بيومي الذي كان يقوم بتصوير الأفلام القصيرة، واتفقت معه على عمل فيلم لا تزيد نفقاته على العشرين جنيها، قمت بتأليف قصته وبدور البطولة فيه، لكنه لم يخرج للنور لتفاهته!

وبين أوراق محمد بيومي نفسه شهادة عن هذا الفيلم فيها ما يلي: زاتفق محمد بيومي مع أمينة محمد الراقصة الشهيرة بملهى زالجليرونس بالإسكندرية وقتها على تصوير واخراج فيلم زليلة في العمرس 1934 وبدأ العمل في الفيلم وشارك فيه الممثل الكوميدي أحمد فريد في دور زعوفس كما قام أيضا بكتابة السيناريو، والقصة عن فلاحة يربح خطيبها الجائزة الأولى في يانصيب جمعية المواساة، وينزلان إلى المدينة حيث يتعرضان لمواقف ومفارقات كوميدية مختلفة نتيجة لعدم خبرتهما بحياة المدينة. وتحدثت الصحف عن هذا الفيلم وتابعت أخباره باهتمام بسبب ما عرف عن أمينة محمد من مغامرات مثيرة وبدا الفيلم في نظر البعض وكأنه احدى هذه المغامرات لكن بعد انتهاء الفيلم لم تدفع أمينة محمد لبيومي بقية تكاليف الفيلم الذي قام بانتاجه لحسابها مما اضطره لانذارها باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها حفظا لحقوقه. وبعد فيلمين آخرين هما ز100 ألف جنيهس عام 1936 مع توجو مزراحي، وسالحب الموريستانيس 1937 قررت تأسيس شركة انتاج زأمينة فيلمز وبدأت التحضير لفيلم تيتاوونج وهو الفيلم الذي صالحها مع السينما ونقلها من مصاف ممثلات المسرح الثانويات وممثلة ادوار الخادمات في فرقة فاطمة رشدي إلى مصاف البطلات. وعندما اجتهدت لعمل هذا الفيلم لم تكن تعرف انها ستدخل ذاكرة السينما من أوسع أبوابها وتسجل نفسها في قائمة الرائدات مع عزيزة أمير وفاطمة رشدي وزميلاتها بهيجة حافظ وآسيا داغر وماري كويني.

التأليف والإخراج

وفي هذه المغامرة المدهشة كتبت أمينة محمد قصة الفيلم ووضعت له سيناريو ثم ساهمت في المونتاج والديكور وتصميم الملابس والاخراج بمساعدة مجموعة من الهواة الذين لبوا النداء حبا للسينما، ونشرت اعلانا بالاهرام تطلب وجوها جديدة، وبعد الاختبارات اختارت أمينة محمد ممثلا ثانويا هو زحسين صدقيس الذي كتب بذلك الفيلم تاريخ ولادته كفتى أول في سينما الأربعينات من خلال تيتاوونج ، ومن بين الهواة الذين تخرجوا من مغامرة تيتاوونج أحمد كامل مرسي وصلاح أبوسيف وحلمي حليم والسيد بدير ويوسف معلوف، فقد ساهم أحمد كامل مرسي في السيناريو واشترك السيد بدير مع الناقد السيد حسن جمعة في كتابة الحوار.

وبما ان أمينة محمد لا تملك أموالا تمكنها من التصوير في زستوديو مصرس قررت ان تحول سطح العمارة التي تقع فيها شركتها في شارع إبراهيم باشا إلى مكان سينمائي حيث قام الفنان التشكيلي عبدالسلام شريف بعبقريته بتحويله إلى ملهى صيني آية في الذوق كما شارك بأداء دور مهم في الفيلم كممثل، وصورت في زاستوديو كاتساروسس وفي الحدائق اليابانية بحلوان، اما المصور الفرنسي كورنيل فقد قدم الفيلم الخام ولم يأخذ اجرا على التصوير.

وتقول منى غندور: استلهمت أمينة محمد شكل الشخصية واسم زوونجس من ممثلة أميركية من أصل صيني هي آنا هاي وونج التي كانت نجمة سينما الثلاثينات في هوليوود. وكان دور أمينة محمد في الفيلم لفتاة صينية تعيش في مصر وتعمل راقصة في احدى الصالات، ويعترض عمها على عملها الذي يسيء للعائلة ويهدد شرفها وحين ييأس من اعادتها للحياة الشريفة يحاول قتلها لكنه يُقتل هو بالخطأ وتتهم تيتا بقتله وتدخل السجن، ولعب حسين صدقي دور المحامي الموكل بالدفاع عنها ويقع في حبها ويتزوجها بعد ان ينجح في اثبات براءتها ويبارك الأب زحسن جمعةس هذا الزواج وقد لعبت حكمت فهمي دور الشاهدة على جريمة القتل.

وهكذا تضافرت جهود تلك الشخصيات الموهوبة، المسكونة بحب السينما في سبيل انجاح تلك الورشة التجريبية من غير ادعاء تقودهم في ذلك موهبتهم وتعطشهم لفرصة حقيقية كالتي تبحث عنها أمينة محمد. جمالها الأسمر الذي لم تعترف به سينما الأمس لأنه خارج مقاييس ذلك الزمن أغلق أدوار البطولة في وجهها وجعلها أسيرة دائرة لا تستطيع منها فكاكا، لكنها حررت هذا الجمال وجعلته نقطة قوتها ومحور حكايتها بدورها كفتاة صينية في ذلك الفيلم.

وحقق الفيلم نجاحا نقديا كبيرا اشاد بدور أمينة محمد كممثلة ومهندسة ديكور، ثم سافرت أمينة إلى بيروت لحضور العرض الأول للفيلم هناك، لكن الإيرادات لم تكن بمثل النقد، فلم تحصد أمينة من الإيرادات ما يسمح لها بمواصلة الطريق، وبعد فترة تراكمت عليها الديون فقررت ان تغادر مصر.

وفكرت في الذهاب إلى اثينا، وهناك قدمت نفسها لصاحب ملهى على انها راقصة محترفة، لكن الرقص الشرقي بالنسبة لصاحب الملهى بدا كأنه حركات عشوائية، ولم تيأس بل حرضها ذلك على السفر إلى أوروبا لتجربة حظها وتنقلت من اليونان إلى بولونيا ثم النمسا والمجروإيطاليا وفرنسا، دون ان تعرف لغة أجنبية معتمدة فقط على سحرها الشرقي وخفة دمها وخطوات راقصة اتقنتها بذكاء وأصبحت أول راقصة عربية على المسارح الأوروبية قبل ان تغزوها حكمت فهمي وسامية جمال وتحية كاريوكا في مرحلة لاحقة. لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية كان سببا في عودتها إلى مصر مرة أخرى حيث رقصت في ملهى زالكيت كاتز لكن ادارة المكان ارادت ان تجعلها تناوم الزبائن، فرفضت وتركت المكان مترحمة على مسؤولي مسارح أوروبا الذين كانوا لا يخلطون الرقص بمجالسة الزبائن.

وشاركت بأدوار صغيرة في فيلمين هما امرأة خطرة لأحمد جلال عام 1941 وسجوهرةس ليوسف وهبي عام 1943 وأدت فيه مشهدا راقصا، ثم شاركت في فيلم زتاكسي حنطورس 1945 وسضحايا المدينةس .1946وسافرت إلى دمشق ومنها إلى حلب، ثم عادت إلى مصر وعملت كمساعدة مخرج في فيلم زفتوات الحسينيةس 1954 مع نيازي مصطفى، وفي نفس الفترة استعان بها المخرج العالمي سيسيل دي ميل أثناء تصوير زالوصايا العشرس في مصر لاجادتها اللغة الإنجليزية بعد سفرها الطويل، ولمعرفتها السينمائية، وانتقلت بعد ذلك إلى أسوان حيث افتتحت كافتيريا في مطار أسوان ثم قررت الانتقال إلى بيروت مرة أخرى حيث افتتحت مركزا للتجميل،وفي أواخر الستينات افتتحت مشروعا سياحيا في جبل عتاقة بالسويس وتحول إلى مطعم في أواخر أيامها، وفي السبعينات ذهبت إلى زليبيرياس وافتتحت اتيليه لتصميم الأزياء، وتوفيت عام 1985 بعد حياة حافلة بالمغامرات، ورصيد من السينما، ربما لم يبق منه سوى تجربة تيتا وونج.

أعمالها

أفلام: تمثيل

تأليف

  • تيتاوونج، 1937

إخراج

دوبلير

  • ضحايا المدينة، 1946

المصادر