أشربة

الشراب أو المشروب boisson هو كل سائل يمكن شربه للحاجة إليه أو للتلذذ به. ومن المألوف أن يُستبعد من زمرة الأشربة الحليبُ الذي يعد غذاءً أكثر من أن يعد شراباً. وتشتمل الأشربة على الماء وعلى أشربة أخرى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الماء

كوب من الماء الصالح للشرب

يعد الماء، في أدق معانيه، غذاءً لأنه يلبي حاجةً أساسية للجسم. والماء هو الشراب الوحيد الذي لا يستغني الإنسان عنه. والكمية الضرورية منه هي وسطياً من لتر إلى لتر ونصف في أربع وعشرين ساعة لفرد متوسط الحجم في شروط قريبة من شروط الاستقلاب الأساسي وتزداد حاجة الجسم إلى الماء عندما تزداد خسارته منه، وتتبدى هذه الحاجة بالعطش. وإن للماء الصالح للشرب الذي يستمد من الصُّنبور ضماناتٍ من النواحي الجرثومية والكيمياوية ولكن خواصه المتعلقة بمقدار ما فيه من أملاح معدنية تختلف تبعاً لمصدره الذي قد يكون ينبوعاً أو نهراً أو مطراً أو طبقةً مائية تحت الأرض أو غير ذلك. ويكون لماء الينبوع، على العموم، ثباتٌ في تركيبه المعدني والعضوي وثبات في الغالب في درجة الحرارة. ولكن هذه الخواص قد تتبدل، تبدلاً سريعاً أحياناً، كترسب بعض الأملاح واختفاءِ منتجاتٍ عضوية غير مستقرة وتبخرِ الغازات وغير ذلك. ويخضع ماء الينبوع الذي يباع في عبوات مختومة لرقابةٍ صارمةٍ للتحقق من خلوه من الجراثيم. والماء المعدني هو ماء ينبوع ذو خواص علاجية. ويشار إلى أن تعبير «ماء معدني» يؤدي إلى شيء من اللُبس، ذلك أن المياه كلها معدنية أي إنها تحتوي على أملاح معدنية، ولكن لبعض المياه المعدنية فائدة علاجية لوجود كميات قليلة من الأملاح المعدنية فيها. وقد تكون المياه المعدنية حارة thermales تتجاوز درجة حرارتها 35 درجة مئوية، ولهذه الخاصية أهميتها عندما تستهلك هذه المياه في مواضعها.

  • الماء الغازي قد يكون غازياً طبيعياً أو يصير غازياً بإضافة غازاتٍ طبيعية ذات علاقة بالينبوع الذي ينطلق منه الماء. *الماء المُغوَّز gazéifiée هو ماء ينبوع أضيفت إليه غازات نقية صافية.

الأشربة الأخرى

لا تكون هذه الأشربة مفيدة إلا بقدر ما تقدمه للجسم من ماءٍ ضروري، أما المواد المنحلة التي تشتمل هذه الأشربة عليها فيمكنها أن تكون نافعة أو ضارة تبعاً لمقدارها في الشراب وللكمية المستهلكة منه. وإن وجود المواد المختلفة التي ترافق الماء في الأشربة يتيح تصنيف هذه الأشربة في زمر تطابق في الغالب خواصها المتعلقة بتأثيرها في المستقبلات الحسية الفموية. ومن هذه الزمر الأشربة الساخنة والباردة والسكرية والغازية وعصير الفواكه والعطرية والمتخمرة.

الأشربة الغازية

يمكن أن يذكر، إضافة إلى المياه الغازية، شرابُ الليمون المغوز limonade وأساسه ماءٌ مُغَوَّزٌ (أذيب فيه الغاز) وسكرٌ وقليلٌ من الحمض. وأنواع الصودا sodas وهي أشربة غازية مصنوعة من ماء مغوزٍ ومن عطور طبيعية ومن سكاكر طبيعية، وأحياناً تُحمض وتلون. وهنالك شراب منتشر في العالم انتشاراً واسعاً هو شراب الكُولا. وهو يشتمل على ماءٍ غازي وخلاصة ثمار شجرة الكولا ومواد أخرى، وتحتوي هذه الثمار على مواد منبهة منشطة.

عصير الفاكهة

عصائر

ينتج عصير الفاكهة[ر] من عصر الفواكه كالبرتقال والليمون والأناناس والمشمش والتفاح والعنب والبندورة وغيرها. وقد يكون ثمة ترشيح بعد العصر أو لا يكون. ويمكن أن يضاف إلى العصير سكر أو ملح. وتأتي فائدته الغذائية، إضافة إلى الماء، من السكاكر والأملاح المعدنية والفيتامينات التي يحتوي عليهما. وقد يكون عصير الفاكهة داخلاً مع السكر في بعض الأشربة الغازية أو غير الغازية التي في التجارة، وتكون هذه الأشربة عموماً غنية بالسكريات وأقل غنى بالفيتامينات والأملاح المعدنية.

الأشربة العطرية

كوب من الشاي

إنها تُحضَّر بنقعِ منتجاتٍ نباتية أو غليها مثل الأوراق (الشاي والنعنع والزيزفون وغيرها) أو البزور (البن والكاكاو) أو الجذور (الهندباء chicoree). ويحتمل أن يكون بعض هذه الأشربة معروفاً منذ القدم، إذ إن خواص النباتات كانت معروفة منذ أقدم الأزمان، ولكن بعضها الآخر الذي تروج سوقه كثيراً في هذه الأيام لم يعرف في أوربة مثلاً إلا حديثاً نسبياً بسبب منشئه. وهكذا يبدو أن البن قد أُدخل إلى أوربا في نهاية القرن السادس عشر، وتحفظ حبات البن خضراء، وتُحمص قبل بدء وضعها في الأسواق التجارية لاستهلاكها، والشراب الذي يُحضَّر باستخلاص جزءٍ من المنتجات الذوابة في البزرة المحمصة المطحونة له خواص مقوِّية ومدرة للبول. والتأثير المقوِّي يتجلى في العضل ولاسيما في القلب الذي يتسارع في ضرباته، وفي الجملة العصبية فيساعد على السهر. أما الشاي فهو من غير شك أشد الأشربة العطرية انتشاراً في العالم. ويُميز الشاي الأخضر (أوراق مجففة) من الشاي الأسود (تترك الأوراق لتذبل ثم تجف طبيعياً). وهما يختلفان في الطعم والمظهر. وتتألف أنواع الشاي من أوراق وسوق قصيرة وبراعم، بكميات مختلفة، ويضاف إليها أحياناً تُوَيجيات الزهور. وخواص الشاي الفيزيولوجية قريبة جداً من خصائص البن. ويُحضَّر الشاي بالنقع. والشاي والبن مجردان من الخاصيات الغذائية بالمعنى الحصري الدقيق. ويوجد الآن في التجارة مساحيق ذوابة تحضر انطلاقاً من خلاصات البن والشاي وتتيح الحصول آنياً على أشربة لها خواص الأشربة المنزلية نفسها. وأما الكاكاو cacao فيحصل عليه بإضافة الماء إلى مسحوق الكاكاو المُذَوَّب الذي يضاف إليه السكر في بعض الأحيان. ولهذا الشراب خواص مقوِّية ومنبهة تشبه خواص الشاي والبن ولكنها أضعف منها، بيد أنه يعطي الجسم حُريرات بالسكاكر والشحوم التي يحتوي عليها. وبين سلسلة النُقاعات أو المنقوعات التي أساسها نباتات يوجد الماتي (المتّة) mate أو شاي باراغواي. ويُستهلك نقيع الأوراق المجففة المحمصة المسحوقة. وهو يعطي شراباً يستهلك كثيراً وبالأخص في أمريكة الجنوبية. واستعمال الماتي قديم جداً. وزراعة الماتي هي إحدى ثروات البرازيل. وتأتي الأرجنتين في طليعة البلاد مستهلكة الماتي، ونقيع الماتي منبه وينشط وظائف المعدة ويعزز الحركات التنفسية.

الأشربة المخمرة

القِمِز أو القمِس

يبدو أن أقدم هذه الأشربة هو القُمِز (أو القِمِز أو القمِس) koumiss (koumys) وهو شراب متخمر غوليٌّ قليلاً وحامض قليلاً شائع بين الرُّحَّل في آسيا المركزية ويصنع من حليب الحِجر (الأنثى من الخيل) وأيضاً من حليب الأتان والناقة والبقرة. ويقرَّب منه الكفير kèphir (اللبن المخمر) الذي يستعمل استعمالاً شائعاً في أوربة والذي يُحضَّر بتخمير حليب البقر. ونبيذ العسل hydromel شراب كان معروفاً في العصور القديمة وما يزال يستعمل حتى اليوم، ويُحضَّر بتخمير مزيج من العسل والماء. ويرى في بعض البلاد أن الخمر vin هي أشد الأشربة انتشاراً. وتختلف درجتها الغَوْلية باختلاف تحضيرها ومَصْدرها وعمرها. وإن تَخمُّر ضروبِ العنب المستعملة يعطي الخمور ألوانها. وأشدها شيوعاً الحمراء والوردية والبيضاء. أما الجَعَة[ر] أو الفُقّاع (البيرة) bière فتُحضَّر انطلاقاً من «مَلْت» الشعير وحشيشة الدينار houblon (المَلْت malt هو الحبوب النابتة). ومقدار الغَوْل فيها مختلف جداً. وتُحضَّر جعاتٌ تسمى «بدون غول» مع أنها تحتوي منه على كمية قليلة جداً. والجعة مثل الخمر تعطي الجسم ماءً وسكاكر وغولاً. أما مقدار الفيتامينات فضعيف بالقياس بما يحتاج إليه الجسم منها. وأما خمر التفاح (السِّدْر) cidre التي تُحضَّر بتخمير عصير التفاح فهي مُلَيِّنَة. و«السِّدْر» المزبد يكون أشد تخمراً وأشد غنى بالغَوْل. وأما نبيذ الإجاص poiré فيشبه خمر التفاح، ويُحضَّر انطلاقاً من الإجاص. ويرى في الأشربة المتخمرة جميعها أن الخواص المغذية تختلف باختلاف درجة الغَوْل التي تحدد سُمِّيَتَها. ويُحدِّد مقدارُ السكاكر مضافاً إلى كمية الغَوْل مايقدمه الشراب للجسم من حريرات.

المصادر

الموسوعة العربية

الكلمات الدالة: