أخبار:رويترز - مصر والبرازيل وسنغافورة بين المستفيدين من حرب التعريفات

دونالد ترمپ يستعرض التعريفات الجمركية المتبادلة، أبريل 2025.

بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ فرض تعريفات جمركية شاملة، الذي أحدث صدمة لدى العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين والأسواق العالمية، بدأت مجموعة من الدول تبرز كفائزين محتملين رغم أن خطر الركود الناجم عن التعريفات الجمركية سيحد من هذا الارتفاع. ومع وجود حلفاء قدامى وشركاء تجاريين مقربين للولايات المتحدة بما في ذلك الاتحاد الأوروپي واليابان وكوريا الجنوبية من بين الأكثر تضرراً - مع فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% أو أكثر - يرى المنافسون من البرازيل إلى الهند ومن تركيا إلى كينيا بصيص أمل.[1]

البرازيل من بين الاقتصادات التي نجت من التعريفات الجمركية الأمريكية "التبادلية" الأقل بنسبة 10%. إضافةً إلى ذلك، قد يستفيد هذا العملاق الزراعي من التعريفات الجمركية الانتقامية الصينية التي يُحتمل أن تُلحق الضرر بالمصدرين الزراعيين الأمريكيين. ومن المقرر أن تدخل التعريفات الجمركية الأمريكية الأخيرة حيز التنفيذ في 9 أبريل. إن البرازيل، باعتبارها مستورداً صافياً للسلع من الولايات المتحدة، تمثل نموذجاً للطريقة التي قد تستغل بها بعض البلدان الحرب التجارية التي يشنها ترمپ في المقام الأول ضد الصين وغيرها من كبار المصدرين الذين يحققون فوائض تجارية مع الولايات المتحدة.

إن المغرب ومصر وتركيا وسنغافورة، والتي تعاني جميعها من عجز تجاري مع الولايات المتحدة، قد تجد فرصة في محنة بلدان مثل بنگلادش وڤيتنام، والتي تسجل فوائض كبيرة وتضررت بشدة من تعريفات ترمپ. في حين يتصارع البلدان الأخيران مع التعريفات الجمركية المتوقعة بنسبة 37% و46% على التوالي، فإن الأولى، مثل البرازيل ومعظم جيرانها، سوف تحصل بصعوبة على 10% لكل منهما ــ وهو ما يمثل صفعة على المعصم في ظل النظام العالمي الجديد الذي يفرضه ترمپ. صرح مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة تي آند سي للملابس الجاهزة، وهو مشروع مصري-تركي مشترك: "لم تفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على مصر وحدها، بل فرضت تعريفات جمركية أعلى بكثير على بلدان أخرى. وهذا يمنح مصر فرصة واعدة للنمو". وأشار طلبة إلى أن الصين وبنگلادش وڤيتنام هي المنافسون الرئيسيون لمصر في مجال المنسوجات.

أما تركيا، التي تضررت صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية السابقة، ستستفيد الآن في حين يتحمل التجار العالميون الآخرون تعريفات أعلى. وصف وزير التجارة التركي عمر بولات التعريفات الجمركية المفروضة على تركيا بأنها "الأفضل على الإطلاق" مقارنة بالتعريفات الجمركية المفروضة على العديد من البلدان الأخرى.

وعلى نحو مماثل، قد يبرز المغرب، الذي لديه اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، كمستفيد نسبي من معاناة الاتحاد الأوروپي والقوى الآسيوية السابقة. وصرح مسؤول حكومي مغربي سابق طلب عدم الكشف عن هويته "إن التعريفات الجمركية تشكل فرصة للمغرب لجذب استثمارات المستثمرين الأجانب الراغبين في التصدير إلى الولايات المتحدة، نظرا للتعريفات الجمركية المنخفضة نسبياً البالغة 10%". ومع ذلك، أشار المسؤول وآخرون إلى أن المخاطر تلوح في الأفق، مع الخطر الذي تشكله الاستثمارات الصينية الكبيرة الأخيرة، بما في ذلك 6.5 بليون دولار من شركة گوتيون هاي تيك. وأشار رشيد أوراز، الخبير الاقتصادي في المعهد المغربي لتحليل السياسات، وهو مركز أبحاث مستقل في الرباط، إلى أن صناعات الطيران والفضاء والأسمدة في البلاد قد تتعرض لضربة. وأضاف أنه "بينما يبدو التأثير المباشر محدوداً نظراً لأن الولايات المتحدة ليست سوقاً رئيسية لصادرات المغرب، فإن الصدمات الناجمة عن التعريفات الجمركية وشبح الركود قد تؤثر على النمو الاقتصادي المغربي".

قد تشهد كينيا، التي تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة، أيضاً تداعياتٍ سلبيةً من فرض تعريفات جمركيةٍ طفيفة. وأعرب منتجو المنسوجات تحديداً عن أملهم في اكتساب ميزةٍ نسبيةٍ على منافسيهم في البلدان الأكثر تضرراً من التعريفات الجمركية. وتتجلى مخاوف مماثلة في سنغافورة، حيث انخفض مؤشر ستريتس تايمز القياسي بنسبة 7.5% في 7 أبريل 2025 في أكبر انخفاض له منذ عام 2008، ثم واصل انخفاضه اليوم التالي. وفي حين أن سنغافورة قد تستفيد من بعض تدفقات الاستثمار مع سعي المصنعين إلى التنويع، فإنها ستظل خاضعة لقواعد التصنيع والمحتوى المحلي الكبيرة. وبحسب الخبيرة الاقتصادية سلينا لينگ: "الحقيقة المطلقة هي أنه لا يوجد رابحون إذا تعرض الاقتصاد الأمريكي و/أو العالمي لتوقف أو ركود حاد. الأمر نسبي". وأضاف تشوا هاك بين، الخبير الاقتصادي في مايبانك: "لا يمكن لسنغافورة أن تفوز في الحرب التجارية العالمية، نظرا للاعتماد الكبير على التجارة".

ورغم فرض تعريفة جمركية بنسبة 26%، لا تزال الهند تبحث عن الفرصة وسط بؤس منافسيها الآسيويين الأكبر. وفقاً لتقييم حكومي داخلي اطلعت عليه رويترز، فإن القطاعات التي يمكن للهند أن تعزز حصتها السوقية في الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة تشمل المنسوجات والملابس والأحذية. وعقب إعلان التعريفات الجمركية، أعلنت وزارة التجارة الهندية أنها "تدرس الفرص التي قد تنشأ نتيجة هذا التطور الجديد في السياسة التجارية الأمريكية". وتأمل الهند أيضاً في الحصول على حصة أكبر من أسهم شركة آپل.

وفي أمريكا الجنوبية، حيث تظل الصادرات مركزة على السلع الأساسية من النحاس إلى الحبوب، هناك آمال في أن تؤدي اضطرابات التعريفات الجمركية الأمريكية إلى إحياء المحادثات بشأن اتفاق تجاري طال انتظاره بين كتلة ميركوسور المكونة من أربعة أعضاء والاتحاد الأوروپي. قد تكون البرازيل المستفيد الأكبر من أي خطوة من هذا القبيل، ولكن حتى أبعد من ذلك، فإن الاتجاهات التي سادت خلال رئاسة ترمپ الأولى، عندما تمتع مزارعو فول الصويا والذرة البرازيليون بمبيعات وفيرة في حين قامت الصين بتجميد المزارعين الأمريكيين، قد تتكرر الآن. وفي أماكن أخرى من أمريكا اللاتينية، خرجت المكسيك، التي كانت في السابق على الجانب المتلقي لغضب ترمپ، أيضاً دون أن تتأثر نسبياً، حيث كانت معظم تجارتها محمية باتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي تم التفاوض عليها خلال رئاسة ترمپ الأولى، وفقاً لما أشار إليه الخبير الاسترايجي البارز للأسواق الناشئة گرام ستوك. وأضاف ستوك أن "الأصول المكسيكية تعاني أكثر من غيرها لأن المكسيك معرضة بشدة للاقتصاد الأمريكي، وفي نهاية المطاف فإن سياسة ترمپ التجارية تمثل عملاً ضخماً من أعمال الإضرار بالاقتصاد الأمريكي".

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Brazil, Egypt and Singapore among potential winners from tariff onslaught". رويترز. 2025-04-08. Retrieved 2025-04-08.