أخبار:دبيبة والمنفي لحكم ليبيا

في 5 فبراير 2021، انتُخب المهندس ورجل الأعمال الثري عبد الحميد دبيبة، رئيساً للوزراء للفترة الانتقالية في ليبيا، وسيقود بلاده حتى تنظيم انتخابات عامة مقررة نهاية العام.

وًلد دبيبة عام 1958 في مصراتة الواقعة على مسافة نحو 200 كم شرق طرابلس، وهي مدينة ساحلية كانت تاريخياً في مفترق طرق التجارة عبر الصحراء والتجارة البحرية في المتوسط. وفي ظل حكم معمر القذافي، مصراتة قفزة صناعية واقتصادية استفادت منها عائلات عدة ووجهاء محليين، بينها عائلة رئيس الوزراء الجديد.

وعبد الحميد دبيبة متزوج وأب لستة أبناء، ويحمل شهادة ماجستير في تقنيات التخطيط والبناء من جامعة تورونتو الكندية، وقد شغل في عهد القذافي عدة مسؤوليات مهمة، وكان ضمن دائرة المقربين من القذافي.

وقالت وكالة فرانس پرس إن دبيبة "يعتبر مقرباً من جماعة الإخوان المسلمين وأنقرة التي لها مصالح اقتصادية في مصراتة"، ويترأس مجموعة تجارية لها فروع في أنحاء العالم بما فيها تركيا.

ويرغب رئيس الوزراء الجديد في إنشاء وزارة للمصالحة الوطنية وتقليص الفوارق بين مرتبات الموظفين وتقسيم البلد إلى مناطق أمنية، وحل مشكلة الانقطاع المطول للكهرباء خلال 6 أشهر. وتعهد أيضاً بالعمل على إعادة كبار المستثمرين الأجانب الذين هجروا ليبيا بعد 2011، وخلق وظائف للشباب لا تكون بالضرورة في الجيش والشرطة.

في 5 يناير 2021، انعقد منتدى الحوار السياسي في ليبيا، الذي تمخض عن انتخاب عبد الحميد دبيبة رئيساً للمجلس الرئاسي الليبي ومحمد المنفي رئيساً للوزراء.

جاء ذلك في أعقاب تصويت خسر فيه المرشحين فتحي باشاغا وعقيلة صالح، الذي كان منتظر أن يلقى انتخابهما رفضاً شديداً من قبل الشعب وكذلك الجماعات المسلحة المتحاربة في ليبيا.

وعلى العكس من ذلك، فإن انتخاب دبيبة تبدو أكثر ذكاءً من الناحية السياسية. يعتبر دبيبة من الناحية العسكرية، لا علاقة له بعقيلة أو حفتر. من جانب آخر، يرتبط اسم عائلة دبيبة بالفساد في عصر القذافي، حيث جمع دبيبة ثروته من مجال البناء ليصبح أحد أنجح رجال أعمال مصراتة إلى جانب ابن عمه علي دبيبة، وفتحت تحقيقات بحقهما في ليبيا ودول أخرى بتهمة الاختلاس. كما ينحدر دبيبة من مدينة مصراتة، التي تأخذ موقفاً معارضاً تماماً لحفتر، وفي الوقت نفسه تربطه علاقات تجارية قوية مع تركيا.

أما محمد المنفي، فهو دبلوماسياً ليبياً، وكان السفير الليبي لدى اليونان إلى أن طُرد بشكل غير رسمي بعد إبرام مذكرة تفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني عام 2019.

من ناحية تركيا، فمن المتوقع أن يلقى انتخاب دبيبة ترحيباً قوياً، بينما تكمن الأهمية في موقف مصر، في أنه في حالة معارضتها لانتخاب دبيبة والمنفي وحكومتهما، فسيظهر حلفاء أيديولجيين مثل الإمارات وآخرين انتهازيين مثل روسيا لتعميق الانقسامات القائمة في ليبيا.

كما يحتمل أن يلقى هذا الانتخاب رفضاً من عقيلة، وآخرين، متمثلاً في التشكيك بنزاهمة العملية الانتخابية، والاتهامات بشراء الأصوات، كما حدث في أولى اجتماعات منتدى الحوار السياسي في ليبيا في نوفمبر 2020.

المصادر

  1. ^ "توقيع صفقة كورية جنوبية عراقية بـ 2,7 مليار دولار". روسيا اليوم. 2021-02-06. Retrieved 2021-02-07.