كنعان

(تم التحويل من الأقطار العربية)
الامتداد التقريبي لما عُرف بإسم بلاد "كنعان/كـِناحـّو" حوالي سنة 1300 ق.م.
خريطة المنطقة الجنوبية من كنعان

كنعان (باللغة الإنجليزية: Canaan، بالعبرية:כַּנְעָן، باليونانية: Χαναάν، باللاتينية:Canaan، وبالآرامية: ܟܢܥܢ) كلمة تعني على الأرجح "منخفض على الشاطئ" أو "المنطقة المنخفضة" و هو مصطلح قديم لمنطقة الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في فلسطين ولبنان وسورية. يحدد الإنجيل بالعبرية بأن كنعان تمتد إلى لبنان وتحوي جزءاً من مدينة صيدا الساحلية، وتمتد "أرض كنعان" جنوباً إلى غزة عبر "غدير (نهر) مصر" وشرقاً إلى نهر الأردن. هذه المنطقة الجنوبية احتوت مجموعات لغوية "عرقية" مختلفة. فمخطوطات تل العمارنة التي وجدت في مصر القديمة ذكرت كنعان فيما يتعلق بغزة وغيرها من المدن الفينيقية على طول الساحل، وإلى الجليل. مصادر مصرية عديدة سابقة ذكرت العديد من الحملات التي نظمت في كنعان داخل آسيا.

وجد علماء الآثار في مختلف المناطق الكنعانية، وأبرزها مدينة أوغاريت الكنعانية التي اكتشفت في سورية في عام 1928، الكثير من المعلومات الحديثة عن الكنعانيين خلال التنقيب. تحدث الكنعانيون لغة سامية قريبة من العربية والعبرية، وقد ذكرت كنعان في الكتاب المقدس على أنها تقع ما بين النهرين وكذلك في النصوص المصرية القديمة. ورغم أن بعض المصادر الحديثة لا تجد أي دليل مادي، فهي ترجح أن الكنعانيين دخلوا الهلال الخصيب من شبه الجزيرة العربية، وهم قوم من العماليق وهناك شعبية لهذه الفرضية أيضاً.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

النظريات حول تسمية الكنعانيين:

  1. إلى كنعان بن حام بن نوح ومن من اصل جماعيني
  2. تسمية تحمل معنى اللون الأحمر الأرجواني ، إما للون بشرتهم الحمراء أو لصبغة حمراء أرجوانية كانوا يتقنون إنتاجها.
  3. التسمية "كنع" تحمل معنى ضد عالي، وبالتالي فالكنعانيون سكان الأراضي المنخفضة.
  • مشتقة من كلمة "كنع" ومعناها باللغة الفينيقية أو الكنعانية "انخفض" .

وفي كلا النظريتين يكون تسمية الكنعانيين قد اطلقت عليهم من أقوام أخرى، وهناك نظريات أخرى تشير إلى أن الإسم قد يكون إسما قد أطلقه الكنعانيون على أنفسهم . والكنعانيون ساميون قدموا من الجزيرة العربية إلى ارض فلسطين حيث سميت بارض كنعان اي انهم عرب أصلاء وكانوا يتكلمون اللغة الكنعانية وكانوا وثنيين ومن آلهتهم بعل، حيث أن هذا المصطلح مازال يستعمل حتى الآن في اللغة العربية ويعني زوج وقد بنوا عدة مدن في فلسطين منها يبوس الذي بناها اليبوسيون وهم كنعانيون، وشكيم (نابلس) وبيت إيل بيتين وغزة ومجدو. وكان لهم 118 مدينة في فلسطين وازدهرت فلسطين ايامهم حيث اصبحت بلاد السمن والعسل والخيرات من ملوكهم ملكي صادق.


كنعان في التوراة

خريطة كنعان، الحدود معرَّفة بالأرقام 34:1–12 تظهر بالأحمر.

تسرد التوراة المناطق الحدودية لأرض كنعان، فالمقطع رقم 34:2 يقول "أرض كنعان كما وصفت بواسطة حدودها"، كما أن الحدود تـُذكر في الأرقام 34:3-12 لاحقا. جون ن. أسوالت يشير أن "كنعان تحوي على الأرض غرب الأردن وتتميز من المنطقة شرق الأردن". كما يقول أسوالت أن في التوراة كنعان "تأخذ الطابع الديني ك"أرض مهداة من الله" و "مكان وفير".

كنعان في مخطوطات بلاد ما بين النهرين

بعض كتبة نصوص إبلا (سنة 2350 ق.م.)، في محفوظات تل مردخ، يرون في المصادر القديمة الإسم الإثني "گا-نا-نا" كبديل لكلمة كنعان، والتي تعطي بذلك مصادر تعود للألفية الثالثة ق.م.

ذكرت كلمة كنعان في مخطوطة تعود للقرن الثامن عشر ق.م. وجدت في آثار ماري (مركز سومري سابق في سوريا يقع في وسط نهر الفرات). في تلك الحقبة كانت كنعان كتلة سياسية خاصة (من الأرجح تجمع لدويلات). توجد رسالة من ذلك الوقت حيث يشتكى من بعض "اللصوص والكنعانيين (أو كيناهو)" يسببون المشاكل في قرية راهيسوم.

في ألواح وجدت في مدينة نوزي جنوب شرق كركوك تستعمل كلمة "كيناهنو" (كنعان) كمرادف للصبغة الأرجوانية التي كانت تصنع من صدف الموركس في ساحل البحر الأبيض المتوسط (مادة تصدير هامة بالنسبة للكنعانيين). الصبغة سميت على اسم المكان الذي استخرج منه هذه المادة و كلمة فينيقيا مرتبطة بالكلمة اليونانية "أرجوان" و لكن لا يوجد تأكيد على ما إذا كانت الكلمة اليونانية تأتي من الإسم أو العكس. اللباس الأرجواني في مدينة صور في لبنان كان يعرف لأهميته ورمزيته الملكية.

التطور المبكر للحضارة الكنعانية

وصف تصويري للكنعانيين (الآسيويين) ورد في كتاب الأبواب المصري القديم في القرن 13 ق.م..

يعتقد أن هجرتهم كانت من جنوب الجزيرةالعربية قبل الميلاد بـ 4 إلى 3 الاف سنة ، والكنعانيون ساميون هم من العرب القخطانية التي هاجرت من جنوب جزيرة العرب ،وقد استقر الكنعانيون في جنوب جنوب سوريا و فلسطين وسيطروا عليها سيطرة تامّة، حتى أنها عرفت باسم ارض كنعان أو بلاد كنعان، يعتبرهم مؤرخو العرب القدامى من العماليق ، هم من الشعوب في مناطق جنوب سورية وكذلك وهناك ساحل في منطقة عُمان جنوب الجزيرة العربية يعرف باسم كنعان، هناك عدّة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهر النظريات، بعض المؤرخين كـ"خزعل الماجدي" هي أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية. كما يرى البعض مثل "ستاربون" أن أصل الكنعانين هي سواحل الخليج العربي، وذلك لتشابه أسماء مدن تلك المناطق القديمة مع أسماء المدن الكنعانية في الشام، ويرجح اصحاب هذه النظرية ان تكون تلك الخليجية هي الأقدم وهاجروا إلى منطقة بلاد الشام في العصور القديمة .ويرى "ابن تيمية" أنهم سكان حران وأن ملوكهم هم النماردة "جمع نمرود" , وأنهم من أولاد يافث بن نوح , وأنهم الذين بعث إليهم نبي الله إبراهيم عليه السلام , وكانوا فلاسفة يعبدون الكواكب , ويشتغلون بالسحر .

تدعى هذه المدنية الجديدة، حضارة العصر البرونزي المتوسط. وقد حلت محل حضارة العصر البرونزي القديم التي دمرها العموريون

الكنعانيون ليسو حاميين

ينسب الكثير الكنعانيون إلى كنعان بن حام ولكن في هذا مغالطة فالكنعانيون عرب قحطانيون أما كنعان بن حام بن نوح الوارد في التوراة فهو كنعان أخر وليس هو جد الكنعانيون.

اللغة

كان الكنعانيون يتحدثون لغة سامية مشابهة للغة الكنعانيين الشرقيين (العموريون) الذين جاءوا من الجزيرة العربية. وتدل أسماء ملوك بعض المدن على أن اللغة كانت لغة أو لهجة عمورية.

العصور

يشمل عهد الكنعانيين العصريين الاثريين:

  • البرونزي المتوسط.
  • البرونزي المتأخر.

المدن

من المدن التي أنشأها العموريون، في القرنين العشرين والتاسع عشر قبل الميلاد، جبيل وصيدا وصور وأوغاريت (رأس شعرا) في فينيقيا، ومجدو وتل العجول (غزة القديمة) وبيتين وبيسان وبيت شمس (عين شمس حاليا) وتل الدوير (لاخبش قديما) وتل الجزر (جيزر قديما) وحاصور (تل القاضي حاليا) وأريحا والقدس (يبوس قديما). وأهم هذه المدن جبيل لكونها مصدرة الأخشاب من جبل لبنان إلى مصر.

تعرضها لهجمات

في أواسط القرن الثامن عشر قبل الميلاد تعرضت أرض كنعان لهجمات شنتها أقوام جاءت من شمال العراق تدعى الأقوام الحورية التي غزت أرض كنعان عندما ضعفت السلطة المركزية في مصر بعد زوال الأسرة الثانية عشرة. وقد جمع الحوريون عددا كبيرا من المرتزقة من كنعان وانقضوا على مصر واحتلوها برمتها لمدة 150-180 سنة على وجه التقريب. وكان من بين المرتزقة زمرة من الإسرائيليين. ويسمى المؤرخ مانيتون هذه الأقوام الهكسوس، أي الحكام الأجانب. وفي زمن الاسرة الثامنة عشرة طرد المصريون الهكسوس من مصر ولاحقهوهم حتى مدينة شاروحين في جنوب فلسطين. وبعد هذا لا يعثر لهم على أثر اذ اندمجوا بالكنعانيين وضيعوا شخصيتهم. ولم ينسى المصريون ما فعلت بهم أقوام جاءت عن طريق كنعان، وان لم تكن كنعانية، فأخذوا يشنون الهجمات على كنعان. وأول من غزا كنعان كان تحتمس الأول. ولكن غزوته كانت غزوة طارئة تلاشت ملامحها بعد أن عاد إلى مصر، ولكنها فتحت أعين الكنعانيين فأخذوا يتحسبون لغزوات تابعة وأقاموا حلفا بينهم وترصدوا للحملات المصرية في مضيق وادي غارة قرب مجدو. وعندما اعتلى تحتمس الثالث عرش الفراعنة شن ست عشرة حملة على المدن الكنعانية برمتها ، وحصلت ثورات كثيرة على الحكم المصري بعد هذا ولكن الفرعون أخمدها.

كنعان المصرية

الاسم كنعان يظهر بالهيروغليفية كالتالي ' في نصب مرنپتاح من القرن 13 ق.م..

أذعنت أرض كنعان للحكم المصري لأن الاستقرار الذي وافق حكم الفراعنة حسن أحوال الكنعانيين وشجع تجارتهم وصناعتهم لتركوا للمصريين حمايتهم من الغزاة المتربصين بهم في الشرق.

ودامت هذه الحال حتى مجيء أمنحوتب الرابع أو أخناتون الذي لم يكن يكترث بأمور الدولة والحفاظ على الأمن بل صب كل جهده على الاصلاحات الدينية وكان أول من بشر بالتوحيد. واستغل جيران الكنعانيين من حيثيين وعموريين هذا الظرف، وكان ملك الحثيين "شوبلومليوما" قد حرض "عيد عشرتا" أمير العموريين على الهجوم على المدن الكنعانية مستعينا بالمرتزقة من الخبيرو ليفصلها عن منطقة نهارين الخصبة في شمال سورية التي كان يطمع بها. فاستغاث الكنعانيون بالفرعون أمنحوتب الثالث فأغاثهم وصد العموريين. ولكن بعد مماته واعتلاء ابنه أخناتون عرش الفراعنة أعاد العموريون الكرة وهاجموا المدن الكنعانية. ولم تجد نفعا استغاثات ملوكها بالفرعون فاحتلها العموريون الواحدة بعد الأخرى ابتداء من سميرة شمالا فجبيل فبيروت فصور فأروشليم وهلم جرا. وعاث الخبيرو فسادا في الأرياف الفلسطينية ودمروا قراها، واحتل "شوبلوليوما" ملك الحثيين مدينة أوغاريت (رأس شمرا حاليا). وقد عثر في تل العمارنة على الرسائل التي تبودلت بين الملوك الكنعانيين والبلاط المصري اثناء هذه الأحداث الرهيبة.

وعند قيام الأسرة التاسعة عشرة في أواخر القرن الرابع عشر والقرن الثالث عشر قبل الميلاد تمكن الفراعنة من طرد العموريين من أرض كنعان واعادة سيطرتهم عليها ، فرحب بهم الكنعانيون أجل ترحيب. واضطر المصريون بعد الحروب التي نشبت بين الحثيين والفرعون رمسيس الثاني إلى أن يكتفوا بأرض كنعان ويتركوا مناطق سورية الشمالية والداخلية تحت سلطة الحثيين.

وفي أوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد ظهرت في الأفق أقوام إيجية (شعوب البحر) هاجمت مصر وأرض كنعان والشمال بشكل كماشة. وبالرغم من أن رمسيس الثالث صدهم في معركة بلوزيون (قرب بورسعيد) البحرية فقد اضطر إلى أن يفسح لهم المجال للاستيطان في جنوب فلسطين. وقد دمرت الموجة التي انصبت على أرض كنعان من الشمال رأس شمرا وجزيرة أرواد في طريقها واندمجت بالكنعانيين فنشأت بذلك الأقوام الفينيقية. وفي فلسطين: أرض كنعان الجنوبية، تمكن الفلسطيون الذين جاؤوا من سواحل البحر الإيجي من إخضاع البلاد وحماية المدن من الإسرائيليين الذين أصبحوا بدورهم تحت سيطرة الفلسطيين حتى جاء الملك داود.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التجارة والفن

في زمن الأسرة الثانية عشرة كانت أرض كنعان تابعة لمصر بمحض ارادتها لما جنته من الثراء عن طريق التجارة مع وادي النيل. وتعرض فن كنعان للمزيد من التأثير المصري. وتبين الحلي التي وجدت في قبر "أبي شيمو" و"ابيشموابي" جواهر مصنوعة محليا ولكنها منقولة من المجوهرات المصرية.

الكنعانيون في التوراة

الشرق الأوسط كما رآه بنو إسرائيل القدماء (حسب الفرضية الوثائقية)

مزايا العصر البرونزي المتوسط

صناعة الخزف

أهم مزايا هذا العصر صناعة الخزف الذي يعد أجمل ما صنع حتى العصر اليوناني. وكان الكنعانيون يفضلون الشكل الإجاصي. وكانوا أول أمرهم يطلبون الأواني باللون الأحمر القرمزي ويصقلونها صقلا لماعا، ثم أصبحوا يطلونها باللون العاجي ويدهوننها باللونين الأحمر والبني. وتنوعت اشكال الأواني من جرار وأباريق وغطاسات وصبابات وطاسات مجأجأة وسرج وأكواب وهلم جرا. وكانوا يصنعون الأواني من النحاس والفضة والذهب كما ظهر في جبيل. وازدهرت صناعة المعادن فكان الكنعانيون يصنعون الفؤوس والخناجر والرماح. وأما رؤوس النيل فلم تظهر إلا في أواخر عهد الكنعانيين في العصر البرونزي المتأخر. ومن أدوات الزينة الأشكال الحلزونية التي كانت تستعمل لتجعيد الشعر والدببابيس المثقوبة المزودة برأس بشكل بطيخة. وفي مدينة جبيل ترك الكنعانيون عددا كبيرا من التماثيل للإله رشف، كما أنهم صنعوا تماثيل لجنود يحملون الأسلحة المختلفة.

التماثيل

كانوا يصنعون من الطين أيضا تماثيل للألهة والأشخاص والحيوانات. وعصر الكنعانيين غني بالحلي والمجوهرات. فهنالك أقراط وخواتم وأساور من الفضة والذهب. وكانوا يستعملون الخرز بكثرة ويصنعنونه من العقيق الأحمر المحزز، ومن الحجر الجيري. وباشروا في أوائل هذا العصر بحفر العاج فأخذا هذا الفن يترعرع حتى بلغ أوجه في القسم الثاني من ذلك العهد. وكانوا يصنعون الخناجر الذهبية للاستعمال في الحفلات، كما كانوا يتحلون بالقلائد المصنوعة من الذهب والمرصعة بالحجارة الكريمة. وفي قبر ابثموابي وحد كنز من المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة والمرصعة بالحجارة الكريمة.

العصر البرونزي المتأخر

في العصر البرونزي المتأخر قل عدد المدن المحصنة وصغر بعضها، وتضائل الاثاث الجنائزي كثيرا بالنمظر لفقر البلاد بسبب الضرائب الباهضة التي كانت كنعان تدفعها لمصر. واصيب الفن كذلك بالاضمحلال والانحطاط. وأما الهندسة فقد أصباها بعض الشلل وابتعدت عن الدقة وان لم يتغير شكلها.

صناعة الخزف

ويظهر هذا الانحطاط جليا في صناعة الخزف، اذ فقدت الأواني الدقة والعناية المألوفتين في العصر السابق وكاد الصقل يكون معدوما. وقد حاول الخزافون تغطية هذا الانحطاط بتلوين الآنية ولكن بطريقة بعيدة عن الذوق. وفي أواسط هذا العصر استوردت أواني كثيرة من قبرص ومن ميسين في بلاد اليونان. وحاول الخزافون الكنعانيون تقليد الأواني المستوردة ولكن محاولتهم أخفقت. فالأواني المنقولة عن الأواني المستوردة كانت قبيحة خالية من رونق الخزف القبرصي والميسيني الاصلي.

وفي هذا العصر تلاشت الفؤوس الحربية وحلت محلها فؤوس جديدة غير مزودة بثقوب. وظهرت خناجر جديدة منقولة عن الخناجر الميسينية ذات يد من خشب فوق اساس من البرونز. وظهرت لأول مرة ررؤوس النيل المصنوعة من البرونز ويشبه شكلها ورق الغار بزيادة قطع صغيرة على جوانبها لتساعدها على الرسوخ في الهدف.

أدوات الزينة

لا تختلف أدوات الزينة الأخرى عن العصر السابق إلا في هبوط مستوى الصنع. فهنالك مرايا كالعهد السابق ودبابيس ولكن دون رأس كروي، إذ استبدل به رأس حلوزني الشكل. وقل استعمال الحجارة الكريمة بالفايانس. وصنعت من هذه المادة القلائد والخرز والأختام. وتفننوا في صناعة الخرز من هذه المادة فصنعوه بشكل زهرة اللوتس والزنبق والصدف وتماثيل الحيوانات الصغيرة وأعضاء الجنس للرجال والنساء. كما أنهم صنعوا المكاحل من هذه المادة.

وكثر استعمال الجعلان المصرية المصنوعة من الستياتيت، ولا سيما تلك المحفورة باسمي تحتمس الثالث ورعمسيس الثاني. وكذلك استعملت الأختمام الاسطوانية المستوردة من العراق.

وكانت الأصنام الصغيرة تصنع في قوالب من الطين المشوي، وهناك تماثيل لآلهة الخصب وعدد كبير من الحيوانات والطيور، كما أن الكنعانيين صنعوا تماثيل من الزجاج غير الشفاف لآلهة كالاله يس والاله تاورت والاله اوزيرس.

الكتابة

أدى ازدهار التجارة في هذا العصر إلى اختراع الكتابة الأبجدية. ففي هذا العصر استعمل في كنعان ما لا يقل عن خمسة أشكال مختلفة للكتابة منها الكتابة الهيروغليفية المقطعية المصرية، والكتابة المسمارية المقطعية الأكدية، والكتابة الأبجدية التي عثر عليها في سرابط الخادم في شبه جزيرة سيناء.، والكتابة الجيلية التي ما زالت رموزها مجهولة، وكتابة رأس شمرا المسمارية الأبجدية. ولكتابة سرابط الخادم أهمية كبرى. فهي تعد الأم التي أنجبت الكتابة الفينيقية الأبجدية كما ظهرت على قبر احيرام في جبيل في مستهل العهد الفينيقي.

العلاقات التجارية مع مصر

استوردت المدن الكنعانية عددا كبيرا من الأواني المصنوعة من المرمر من مصر.

النحت

بعل رافعاً ذراعه، القرن 14 ق.م.-القرن 12 ق.م,، عثر عليها في راس شمرا (أوگاريت القديمة)، اللوڤر

قام الكنعانيون في هذا العهد بعدة محاولات في فن النحت نقلا عن الجيران المصريين من جهة، والبابليين من جهة أخرى. ففي رأس شمرا عثر على نصب من الحجر الكلسي المنحوت بشكل الاله بعل يظهر فيه واقفا متجها نحو اليمين معتمرا تاجا بشكل المخروط مزخرفا بقرنيين وشعره منسدل من تحته بخصلتين، ويلبس ثوبا قصيرا وعلى جنبه خنجر وبيمناه هراوة وبيسراه شعار البرق. وعثر في عمريت على نصب آخر في أعلاه جناحان مبسوطان تحتهما هلال، ويظهر الإله بعل واقفا يضع رجلا على رأس أسد جبلي والأخرى على ذنبه، ويعتمر تاجا مخروطي الشكل له "شرابه" وأممه راس الأفعى المعروف بيورياس "ويلبس قميصا مزخرفا بحزات عمودية وثوبا قصيرا مزخرفا بحزات مائلة وأفقية" وبيمناه شعار البرق وبيسراه حيوان صغير.

واشتهر هذا العصر بحفر العاج حفرا أنيقا بديعا. وقد وجدت كمية كبيرة في رأس شمرا ومجدو وكميات صغيرة في أماكن أخرى مثل جبيل وتل الدوير. وكان حفر العاج مألوفا منذ أقدم الأزمنة ولكن بكميات صغيرة. وكثر استعمال العاج المحفور بعد ظهور الكنعانيين في العصر البرونزي المتوسط، وبلغ أوجه في العصر البرونزي المتأخر. وعثر في رأس شمرة على تخت ملبس بالعاج المحفور على جانبيه وطرفين، كما عثر على غطاء علبة ربما كانت للمجوهرات محفور عليه إله الخصب متزينة بقلادة وشعرها ينسدل بخصل متموجة ومربوطة في مؤخرتها. وهي تلبس ثوبا طويلا من خصرها إلى أخمص قدميها وصدرها عاري. وظهر عن يمينها ويسارها ثوران يقف كل منهما على قائمتيه الخلفيتين وهو يأكل العشب الذي تمده له. فالنحت دقيق وناعم، وملامح الإلهة منحوتة بدقة واتقان. ويبدو في هذا النحت التأثير الكريتي أو المنيوي لجهة رشاقة الآلهة، والتأثير البابلي لجهة الحيوانات الواقفة على قوائمها الخلفية. وعثر في مجدو على صندوق من العاج جوانبه محفور فيها أسود مجنحة.

ولا يختلف هذا العصر عن العصر السابق إلا بفقر محتويات القبور. وأما في رأس شمرا حيث كان تأثير الميسينين قويا فقد أقام الكنعانيون قبورا تشبه القبور الميسينية التي تعود إلى العهد البرونزي المتأخر في ميسين أو في قبرص. وفهذه القبور مبنية تحت الأرض ولها سقف يشبه العقود وأمامها دهليز صغير يؤدي إلى داخل القبر.

ومن أجمل ما عثر عليها في هذا العصر من تحف طبقان مصنوعان من الذهب ومزخرفان بمظاهر حية. فالأول مزخرف بمشهد أسود تهاجم غزلانا وثيرانا للافتراسها، والثني بمشهد رجل أو ملك داخل عربة تجرها الخيل وهو يصطاد الغزلان والثيران البرية بقوس، وقد بدا أحد هذه الثيران وهو يهاجم عربة الصياد من الخلف بينما يحاول أحد الكلاب طرده.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السياق التاريخي

أسماء الملوك الكنعانيين أو الشخصيات الأخرى المذكورة في التأريخ أو المعروفة من الآثار

الكنعانيون الفينيقيون

مواقع أثرية

المراجع

  • Kenyon, K.: Amorltes and Cananltes, London 1962. • Dunand M.: Foultles de Bybols, Paris 1937-58. • Monlet P.: Byblos et l’Egypte, Paris 1928.

انظر أيضا

المعتقدات الكنعانية. انقر لمطالعة الكتاب.

الهوامش

  1. ^ Encyclopedia Britannica لعام 1911

المصادر

this article needs updating with modern research results.

قراءات إضافية

وصلات خارجية