أمريكا الشمالية

(تم التحويل من North America)
أمريكا الشمالية
North America
Location North America.svg
المساحة24709000 كم²
التعداد565,265,000 (2013, 4)
الكثافة السكانية22.9/كم2[note 1]
GDP (الإسمي)20.9 تريليون دولار (الثانية، 2013)
20.3 تريليون دولار (الثانية، 2013)
صفة المواطنأمريكي شمالي
البلدان23
الملحقات22 (انظر قائمة البلدان)
اللغاتالإنگليزية، الإسپانية، الفرنسية، ولغات أخرى كثيرة.
مناطق التوقيتUTC-10 حتى UTC
أكبر مدنقائمة بلدان أمريكا الشمالية حسب السكان
المكسيك مكسيكو سيتي
الولايات المتحدة نيويورك
الولايات المتحدة لوس أنجلس
كندا تورنتو
الولايات المتحدة شيكاغو
الولايات المتحدة هيوستن
كوبا هاڤانا
المكسيك گوادالاخارا
كندا مونتريال
الولايات المتحدة فلادلفيا

أمريكا الشمالية North America، هي قارة تقع بالكامل في نصف الكرة الشمالي وتقع بالكامل تقريباً في نصف الكرة الغربي. وتعتبر أيضاً شبه قارة شمالية للأمريكتين.[1] يحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، من الشرق المحيط الأطلسي، من الغرب المحيط الهادي، ومن الجنوب الشرقي أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي.

تغطي أمريكا الشمالية حوالي 24.709.000 كيلو متر مربع، حوالي 4.8% من إجمالي مساحة سطح الكوكب أو 16.5% من مساحتة الأرض. في 2013، كان عدد سكان القارة حوالي 565 مليون نسمة موزعين على 23 دولة مستقلة، أي ما يمثل 7.5% من عدد سكان البشر. معظم أراضي أمريكا الشمالية تشغلها كندا، الولايات المتحدة والمكسيك، بينما الدول الأصغر موجودة في مناطق أمريكا الوسطى والكاريبي. أمريكا الشمالية هي ثالث أكبر قارة من حيث المساحة، بعد آسيا وأفريقيا،[2] والرابعة من حيث السكان بعد آسيا وأفريقيا وأوروپا.[3]

كان هنود پاليو هم أول من استوطن أمريكا الشمالية الذين بدأوا في الوصول أثناء الفترة الجليدية الأولى بعبور جسر برينگ البري. وهم مختلفون في عدد الثقافات والتجمعات المتنوعة عبر القارة. كانت الحضارات ما قبل كولمبس الأكبر والأكثر تقدماً تضم الأزتك فيما يعرف بالمكسيك الآن، والمايا في أمريكا الوسطى. بدا المستعمرون الأوروپيون في الوصول بدءأ من القرن 16 و17، فضاعت أعداد كبيرة من السكان الأصليين وبدأت فترة الهيمنة الأوروپية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

خريطة أمريكا الشمالية، من عام 1621.

يرجح المؤرخون أن إسم القارتين الأمريكتين يرجع إلى التاجر الإيطالي أمريگو ڤسبوتشي، وهو أول أوروبي يقترح ان القارتين ليستا شبه القارة الهندية كما كان كان يعتقد الأوروبيون في تلك الفتره(بما فيهم المستكشف كريستوفر كولمبس)، وإنما عالما جديدا.


التاريخ

التاريخ الجيولوجي

ما قبل كولمبس

هرم إل كاستيو في چيچن إيتسا، المكسيك.

تقع أمريكا في المنطقة الحرارية نفسها التي تمتد عليها القارة الاوروپية، وتعيش فيها أصناف من الأشجار والنباتات والحيوانات المعروفة، إضافة إلى أنواع من النباتات والحيوانات الغريبة ومنها الذرة والراكون والظربان والأفعى المجرسة. لكن وراء الساحل الصخري لما يعرف اليوم بولاية مين Maine والشاطئ الرملي الواسع الممتد تقريبا من دون انقطاع من نيوهامپشر إلى المكسيك وما يليها، تمتد البراري البكر التي لم تمسها أيادي سكان المنطقة إلا قليلا.[4]

هذه البراري كانت ذات يوم غابة تفوق مساحتها اوروبا الغربية مجتمعة، لا يقطع امتدادها أحيانا إلا مروج القندس والمستنقعات والسبخات والجروف الصخرية وقمم الجبال الجرداء وحقول الهنود المحروقة. لقد امتدت هذه الغابة من خط الساحل إلى ما بعد نهر المسيسيبي. من هناك سارت بمحاذاة النهر وضفاف الجداول إلى السهول الواسعة التي غطت وسط القارة.

هذه الغابة العملاقة كانت مكونة من رقع متباينة، ففي الشمال انتصب جدرات عالية من الصنوبر الأبيض – الذي تعتبر أخشابه الأفضل لصناعة صواري وعوارض السفن الشراعية – تتناوب مع غابات الخشب الصلب حيث أشجار القيقب والجميز والدردار التي تفترض الأراضي المنخفضة، والبلوط والجوزيات التي تتسلق المنحدرات الجافة العالية. إلى الجنوب تمتد رقع من فصائل مختلفة من الصنوبر على طول ساحل الأطلسي إلى المناطق الداخلية حيث تلتقي غابات شجر الخشب الصلب عند أطراف النجود.

يتميز الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية بتضاريسه المنبسطة، وقد ساعد السهل الساحلي الواسع على الاستيطان دون بالغ صعوبة. فهناك أشباه جزر مثل كيپ كود ودلمارڤا وجزر مثل لونگ آيلاند وهناك الشواطئ المنعزلة التي تمتد إلى أعماق الجنوب التي وفرت مرفأ آمنا لطلائع السفن الوافدة. وبفضل وفرة الأنهار مثل المريماك وتشارلز والتايمز والكنتيكت والهوساتونك والهدسون والراريتان والدلاوير والسسكوى‌هنا والپوتوماك والرپاهانوك واليورك والراريتان والبيدي والآشلي والكوبر والساڤانا وجدت المراكب الصغيرة المبحرة آنذاك في المياه الضحلة شبكة النقل التي تصل إلى المناطق الداخلية البعيدة. في العام 1609 أبحر هنري هدسون – وهو رجل انجليزي عمل لحساب الهولنديين – بسفينته المتداعية هاف موون لمسافة 150 ميلا إلى أعالي النهر الذي سمي فيما بعد باسمه، حيث بلغ مكانا قصيا يشارف ما يعرف اليوم بألباني. إن رحلة طويلة مثل هذه عن طريق البر كانت لتستغرق شهرا أو أكثر، لكن الهدسون – على الرغم من مسيره الهادر في مجرى مائي ضيق لم يعهده قليلا – قطع المسافة في أسبوع واحد.

لقد تشكلت هذه الأنهار حيث كان البحر أدنى من مستواه الحالي، وبالتالي أدى ارتفاع منسوبها إلى غمر مصبات الانهار ووفر عددا من المرافئ التي أصبحت من أفضل المرافئ على المحيط الأطلسي الشمالي. وهكذا فإن عددا من المدن الأول في البلد – بوسطن ونيويورك ونيو لندن ونيوپورت وبلتيمور وتشارلستون – ازدهر في تلك المرافئ.

أما مناخ أمريكا الشمالية الذي واجه المستوطنون فكان – كما الأرض – كان مألوفا وغريبا معا. إن مناخ الجانب الشرقي في هذه القارة لاواسعة الذي كان قاريا بطبيعته مقارنة بمناخ اوروبا الغربية البحري الذي تعتدل درجة حرارته بفضل موجة الدفئ القادمة مع نسيم الخليج، يجعل من فصل الشتاء في أمريكا أشد برودة من شتاء اوروبا الغربية ، كما أنه يجعل لندن التي تقع شمال خط العرض الواحد والخمسين، تصلا إلى 99 درجة ودرجتين (فارنهايت) على التوالي. وقلما تبلغ درجة الحرارة هذه الحدين. أما درجات الحرارة المسجلة في نيويورك شمال خط العرض الواحد والأربعين، فهي 106 درجات و – 15 درجة على التوالي، وكثيرا ما تصل الحرارة إلى هاتين الدرجتين العظميين، وبالمقارنة مع اوروبا تعتبر فصول الشتاء في نيو إنگلاند وفصول الصيف في الشطر الجنوبي طويلة قاسية.

هذه الأرض الشاسعة لم تكن خالية من السكان، إذا كانت تسمى انديانز (ليز انديا بالفرنسية، ولوس إنديوس بالاسبانية)، على الرغم من جهل طلائع المستكشفين الاوروبيين بهذه الحقيقة، ذلك أنه اعتقدوا أنفسهم حينها على تخوم آسيا. في الحقيقة عاش سكان أمريكا الشمالية الأصليون في كل أنحاء القارة التي كانت تعتبر مقارنة باوروبا قليلة السكان نسبة إلى مساحة الأرض. ولا يمكن الوصول إلى الأرقام الدقيقة ، أما التقديرات فهي متباينة، مع ذلك كان عدد السكان الهنود في الشطر الشرقي من أمريكا الشمالية يتراواح بين مليون ومليوني نسمة زمن كولومبس. وقد تناقص هذا العدد – بأطراد أحيانا – جين جلك الاحتكاك المتزايد بالاوروبيين قبل استيطانهم أمراضا لم يكن الهنود محصنين ضدها.

لم يشترك الهنود مطلقاً في حضارة واحدة حتى بالمعايير الاوروبية على اختلافها، فقد كان هناك مائتين وخمسين لغة حية في أمريكا الشمالية مع بداية الكشوف الاوروبية (نحو ألفي لغة في النصف الغربي من الكرة الأرضية جميعا). حتى تلك الجماعات من سكان أمريكا الشمالية التي تكلمت لغة واحدة كانت منقسمة إلى قبائل صغيرة متناحرة، وكانت المناوشات لا تنقطع بينها.

وحدهم هنود وادي المسيسيبي الذي انتطموا اجتماعيا في زعامات اتخدذوا الزراعة مصدرا رئيسيا لقوتهم ومعاشهم، أما هنود الساحل الشرقي – الذين عاشوا في قبائل – فكانوا أساسا من الصيادين وجامعي الغذاء. إن أقل من 1% من الأراضي الصالحة للزراعة في الشطر الشرقي من أمريكا الشمالية أستخدمت لزراعة المحاصيل الغذائية. وباعتمادهم أسلوب حرق الأراضي استطاع الهنود زراعة الذرة واليقطين والبقول في رقعة من الأرض بضع سنين والإنتقال إلى رقعة جديدة مع تدني خصوبة الرقعة القديمة.

وبلغة التقدم التقني، كان الهنود الشرقيين ينتسبون إلى العصر الحجري الحديث، إذ كانت أدواتهم متطورة، لكنهم لم يعرفوا المعادن، كانوا ذوي حضارة متقدمة، إذا استخدموا مئات من المواد والتقنيات المختلفة بالاستعانة بما أطلق عليه جيمس فينيمور كوبر ، الذي عاش بعد قرنين اسم فن الغابة الرفيع. وقد ساعدت هذه الفنون التي تطورت على مدى آلاف السنين من العيش على ما تقدمه الأرض – التي نقلها السكان الأصليون إلى المستعمرين – في صمود هؤلاء الهنود غير مرة في وجه الكوارث، بل ومواجهة مخاطر الإنقراض مع كفاحهم الدئوب لايجاد موطي قدم لهم في العالم الجديد الذي لم يعهدوه من قبل.

لكن الحضارة التي جلها هؤلاء المستعمرون معهم، وأحلوها مكان حضارة الهنود فاقت الأخيرة بتقدمها التقني، وهذا عامل مهم سيفضي إلى تقويض حضارة الهنود، فقد اعتاد الهنود استخدام ما جاء به الاوربيون من نتاجات أكثر تقدما من قبيل الأدوات المعدنية والأسلحة النارية. ولم يعد من مكان لمهارات الهنود في استخدام موادهم البدائية. وبعد فترة ليست بالطويلة، لم يكن أمام الهنود مفر من التبادل التجاري للحصول على احتياجاتهم، وبشروط كانت تزداد اجحافا، وهكذا خسروا سيادتهم الاقتصادية، وجلبت نهاية السيادة الاقتصادية معها بداية انحسار السيادة السياسية ، وكل الهناصر الباقية التي ميزت حضارتهم.

لقد جلب أهم تقدمين تقنين في تاريخ البشرية معهما نهاية اوروبا القرون الوسطى مع مطلع القرن السادس عشر وفتحا الباب أمام استيطان العالم الجديد، فابتكار المطبعة ساهم في تقليل تكاليف انتاج الكتاب، وبالتالي تكاليف المعرفة. اذ مع منتصف القرن الخامص عشر لم يكن هناك إلا نحو خمسين ألف كتاب في كل القارة الاوروبية معظمها خاضعة لرقابة الكنسية ، التي كانت تشرف أيضا على الجامعات ، ومع نهاية لاقرن بلغ عدد الكتب في اوروبا عشرة ملايين كتاب شملت طيفا واسعا من المواضيع أكثرها في المجال التقني والزراعي، وكان القسم الأعظم من هذه الكتب في أيدي فئة التجار الأثريا والطبقة الأرستقراطية الاقطاعية، ومن هنا انكسر احتكار الكنيسة للعلوم والمعارف ، ومن ثم احتكارها الدين مع انتشار المد البروتوستانتي الاصلاحي في معظم الشطر الشمالي من اوروبا، وهذا ما أشعل فتيل حروب دامت أكثر من قرن.

أما الابتكار الكبير الآخر الذي شهدته العصور الوسطى فكان السفينة الشراعية المهيأة للقيام برحلات طويلة عبر المحيط ، في نحو العام 1400 كانت أكثر السفن الاوروبية صغيرة، وذات صار واحد، مثل تلك التي استخدمها وليام الفاتح قبل أربعمائة سنة تقريبا ، حين عبر القنال إلى انجلترا. غير أن العام 1450 شهد ظهور سفن أكبر حجما ذات صوار وصل عددها أحيانا إلى أربعة، وكانت هذه السفن تبحر خلف حدود العالم المعروف للأوروبيين آنذاك.

وقد ظهرت الحاجة آنذاك إلى الإبحار خلف الحدود المعروفة، فقد استولى الأتراك في العام 1453 على القسطنطينية، العاصمة القديمة للامبراطورية الرومانية الشرقية، وهكذا اعترضت قوة مسلمة الطرق التجارية إلى الشرق وفرضت ضرائب على كل السلع التي كانت تمر عبر الطرق الخاضعة لسيطرتها، كما بدأ الأتراك في التوسع باتجاه اوروبا نفسها، وستصل جيوشهم مع منتصف القرن السادس عشر إلى مداخل فيينا، حينها شعرت المسيحية بأنها مستهدفة بشكل غير مسبوق منذ عصور الظلام قبل نحو مائة عام.

لكن بفضل السفن الشراعية، أتم الاوروبيون الغربيون الدوران حول مناطق نفوذ المسلمين التي امتدت عبرها طرق التجار. ومع نهاية القرن الخامس عشر دار البرتغاليون حول رأس الرجاء الصالح عند الحافة الجنوبية للقارة الأفريقية ليصلوا إلى الهند. وبلغوا في العام 1510 جزر التوابل، وهي مصدر التوابل (كالفلفل)، التي ستدر أرباحا خيالية حين تدخل إلى اوروبا.

بعد كولمبس

إن كولومبس الذي سار على هدي النظرية التي قامت على فكرة مغلوطة عن حجم العالم، سيجد نفسه من دون أن يدري – في العالم الجديد في العام 1492 في أثناء محاولة الوصول إلى آسيا بالإبحار غربا.

بعد أن تبين أن كولومبس وسواه من طلائع المستكشفين قد اكتشفوا حقاً العالم الجديد، عملت القوى البحرية الاوربية الغربية على تمويل الحملات الاستكشافية. وكان الاسبان أول من أصابوا نجاحا وتحققت لهم الثروة من فتحهم المكسيك. ثم بيرو بعد عشر سنوات، ثم بدأت كميات هائلة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة تتدفق إلى إسبانيا التي تحولت نتيجة ذلك إلى قوة مهيمنة في اوروبا. وبدأت البرتغال بانتاج السكر في البرازيل مع منتصف القرن السادس عشر، إذا أصبح السكر بسرعة محصولا مربحا حين كانت زراعته تقوم على سواعد العبيد، ومع نهاية القرن بدأ الفرنسيون بسلكون نهر لورنس للإبحار إلى أعماق قارة أمريكا الشمالية وإقامة تجارة كبيرة للفرو مع الهنود الذين سكنوا ضفاف البحيرات العظمى.

مع ذلك، وباستثناء استيطان الاسبان في خليج تشيسابيك وهجمات الهنود التي أجبرتهم على التنازل عنه فيما بعد عام 1572، كان الساحل الشرقي لما يسمى الآن بالولايات المتحدة خارج دائرة الإهتمام تماما.

فقد كان قرب الأراضي من المناطق الشمالية لا يسمح بزراعة المحاصيل المدارية مثل السكر، وكان قربها إلى المناطق الجنوبية يعني استحالة العثور على فراء ذي جودة عالية، ولم تكن هناك دلائل على وجود معادن ثمينة.

وفي أثناء البحث عن ممر بحري من الناحية الشمالية الغربية مولت انجلترا الاكتشافات الاتي قام بها جوفاني كابوتي (وهو ايطالي عرف في الأوساط الانجليزية باسم جون كابوت)، لكن ذلك جاء متأخرا في حملة السباق لاستغلال خيرات العالم الجديد عبر الاستطيان، لقد كانت تلك نقطة البدء. ففي عام 1585، ومرة أخرى في عام 1587، حاول السير والتر راليه أن يؤسس مستوطنة في جزيرة روانوك في ألبيمارل ساوند، فيما يطلق عليه الآن كارولاينا الشمالية. لقد زالت هذه المستوطنة ولم يتخلف من أثرها إلا رسالة غامضة حفرت على جذع شجرة، لكن انجلترا أعادت الكرة ثانية بعد عشرين عاما وأصابت نجاحا هذه المرة.

إن الفضل في تأسيس المستوطنة التي تقع في جيمس تاون لا يعود إلى الحكومة الانجليزية، بل إلى شركة تجارية خاصة.

وتلقى الإبتكارات المادية كالمطبعة والسفن الشراعية اهتماما كبيرا من قبل المؤرخية ولكن للابتكارات الفكرية أهمية لا تقل عن هذه الابتكارات. فقد كان لاثنين من الابتكارات الفكرية في عصر النهضة (هما القيد المحاسي المزدوج والمؤسسة الخاصة) دور حيوي في تطور الحضارة الاوروبية في العالم الجديد ، خصوصا فييما يعرف الآن بالولايات المتحدة.

لقد عرفت المحاسبة منذ فجر الحضارة في بلاد ما بين النهرين، وابتكرت الكتابة في الحقيقة – وهي تمثل الخاصة المميزة للحضارة – لحفظ المؤلفات. لكن المحاسبة لم تشهد تطورا كبيرا طوال آلاف السنين حتى ظهر أسلوب مسك الدفاتر باستخدام القيد المزدوج في ايطاليا في القرن الخامس عشر. فقد سهل القيد المزدوج كثيرا تتبع الأخطاء وتقديم صورة واقعية عن الوضع المالي للمؤسسة بناء على الأرقام الأولية المتاحة. واستطاع عامة الناس، بفضل مسك الدفاتر باستخدام القيد المزدوج، الاستثمار في مشاريع بعيدة جغرافيا ومتاعبة أحوال استثماراتهم. وقد وصلت الحال بفيرديناند وايزابيلا أنها أرسلا محاسبا بصحبة كولمبوس في رحلته الأولى لتيسنى لهما التأكد من الحصول على حصتهما الكاملة من الأرباح المأمولة.

كما أثبتت الشركة المساهمة دورها أيضا في هذه الظروف. فقد كان اكتشاف الأراضي النائية باستخدام السفن الشراعية عملا محفوفا بالمخاظر – اذا ان كثيرا من السفن ذهبت بلا عودة – وكان ذلك يتطلب توظيف قدر كبير من رؤوس الأموال بأرقام القرن السادس عشر. ففي المقام الأول، كانت أكثر الرحلات عبارة عن حملات مولها التاج في هذه البلدان. لكن انجلترا كانت بلدا صغيرا قليل السكان يفتقر إلى الموارد المالية التي تتمتع بها اسبانيا وفرنسا. وكانت الجمهورية الهولندية التي نافست اسبانيا في حاجة إلى وسيلة أخرى لتمويل هذه المشاريه المكلفة التي تخفي في طياتها امكانات ربح وفير ، وتتطلب بالمقابل امكانات مالية تتجاوز امكانات الأثرياء الأفراد.

ربما كان أسلوب المشاركة (الشراكة) معروفا منذ أقدم العصور، لكن الشراكة تنص على تحميل الشريك مسؤولية كل ديون المشروع ، وهذا ما كان يعرض المستثمر صاحب رأس المال المدود إلى الإفلاس مع فشل المشروع. ولم يكن هناك سوى قلة أبدت استعدادا لتحمل هذه المخاطر، وخصوصا في مشروع لا يمكن وضعه تحت الرقابة المباشرة، ولقد عالجت الشركة المساهمة هذه المشكلة من خلال حصر مسؤولية المستثمر في مقدار أمواله المستثمرة. وبالتالي فقد نقل ذلك بعضا من المخاطر إلى دائني الشركة، لكنه سمح في الوقت نفسه بتأمين مبالغ هائلة من الاستثمارات الصغيرة. وهكذا مثلت الشركات المساهمة التي جائت في المرتبة الثانية بعد "الدولة- الأمة" أحم التطورات التنظيمية لعصر النهضة وساعدة على غرار "الدولة- الأمة" في تحقيق الإنجازات التي صنعت العالم الحديث.

وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر أنشئ كثير من الشركات الانجليزية المساهمة لتسهيل التجارة في عدد من المنطاث ، من بين هذه الشركات: شركة موسكو (عام 1555)، شركة المشرق (عام 1583) وشركة الهند الشرقية (عام 1600). كما أسس الهولنديون بدورهم شركة أطلقوا عليها أيضا شركة الهند الشرقية. وقد ساهمت هذه الشركة في انتزاع الشطر الأعظم من الإمبراطورية البرتغالية في الشرق الأقصى وجعلت من هولندا، ذلك البلد الفقير بموارده الطبيعية ، الأمة التجارية الأولى في العالم وأغنى بلدان اوروبا في مطلع القرن السابع عشر.

وفي عام 1606 سمع الملك جيمس الأول بترخيص انشاء شركة ڤرجينيا – التي تأسست على أيدي مجموعة من تجار لندن. ونص ميثاق الشركة على أن هدف الشركة كان بناء أسطول تجاري لانجلترا وزيادة عدد البحارة المتمرسين من خلال زيادة حجم تجارتها واكتشاف المعادن الثمنية وتأسيس متسوطنة بروتستانتية في أرض كانت تحت رحمة التهديدات الاسبانية، ومن جملة ذلك ادخال الوثنيين في المسيحية.

هذا الهدف الأخير لم يحظ، في الواقع ، بكثير من الاهتمام. وبالتأكيد فإن انجلترا لم ترسل مبشرين على الإطلاق، على العكس من ذلك، كانت نيتها واضحة تنصير الهنود من خلال مجموعة من عمليات التلقين الاقتصادي "بغية توطين رعاياها وتفريق شمل السكان الأصليين في سبيل الله العظيم، ونشر الدين المسيحي، وتطوير عمل المزارع في ذلك البلد عموما، وتحقيق مصلحتنا الخاصة وضمان أرباحنا".

وهكذا كانت رؤية الانجليز للاستطيان منذ البداية مختلفة جذريا عن نظرة السبان والفرنسيين. فقد سعت حكومات اسبانيا وفرنسا إلى السيطرة على كل الشؤون الخاصة بالأراضي الخاضعة لها في العالم الجديد وبذلت جهودا حثيقة لادخال الهنود في الدين الكاثوليكي شاءوا أو أبوا.

أما باب الهجرة إلى نيو سبين ونيو فرانس فلم يفتح إلا لمن حمل تصريحا، وذلك كي لايفسدها المهرطقون والمخربون. لكن حكومة انجلترا لم يكن لديها مصلحة كبيرة في المشروع واكتفت بإبعاد مصدر الاضطرابات – سوا أكانوا من المتدينين أم أرباب الجريمة – والعاطلين عن العمل، وما أكثرهم فيها.

كان الاقتصاد الانجليزي يعاني من تغيرات سلبية في الشطر الأعظم من القرن السادس عشر، فقد ازداد عدد السكان بسرعة، من نحو ثلاث ملايين عام 1500 إلى أربعة ملايين بعد قرن، وخمسة ملايين في عام 1650. لكن العمالة لم تزدد بالنسبة نفسها. وكانت صناعة الألبسة – الدعامة الأساسية للصناعة البريطانية منذ استقر الحائكون الفلمينج فيها في منتصف القرن الرابع عشر – تفقد مكانتها لمصلحة المنافسين من بلدان القارة الأخرى.

في هذه الأثناء كان النظام الاجتماعي القديم الذي قام على ملكية الأرض، يتلاشى سريعا. وكانت الطبقة العليا الارستقراطية – وهم يمثلون 5% من السكان الذين حازوا معظم الأراضي الزراعية في انجلترا – تقيم أسوارا لعقاراتها وتخلي المستأجرين لكي تعمل بنفسها على الإضراف على قطعان الماشية وبالتالي زيادة الأرباح باستخادم اليد العالمة المأجورة. وفي القرن المتتد ما بين 1530 و1630 خسر نصف الفلاحين الانجليز ايجاراتهم وواجه العديد منهم صعوبة بالغة في العثور على عمل آخر.

وبالإضافة إلى ذلك، أدى التدفق الكبير للذهب والفضة إلى الاقتصاد الاوروبي من العالم الجديد، بفضل الفتوحات الاسبانية إلى إطلاق العنان للتضخم الجامح وارتفعت الأسعار نحو 400 في المائة في القرن السادس عشر.

واندفع الفلاحون المحرومون من ملكياتهم وعمال الملابس العاطلين عن العمل – الذين عرفوا بالمتسولين الأصحاء (القدرين على العامل) تمييزا لهم عن المتسولين العاجزين ممن أعاقهم المرض أو الاصابة – يطوفون من أبرشية إلى أخرى بعد أن رفض الموظفون المحليون ايلائهم أي عناية أو اهتمام. لقد اعتاد هؤلاء التجمهر في أسواق القرى والمرافئ البحرية. وشهدت لندن – أكبر موانئ انجلترا – زيادة في عدد السكان من 120 ألف نسمة في العام 1550 إلى 200 ألف نسمة بعد خمسين سنة فقط. وفي عام 1650، كانت الأحياء الشعبية بشوارعها الضيقة الملتوية ومساكنها الصغيرة تؤوي 350 ألف نسمة أكثرهم من الفقراء المعدمين.

كان المنتمون إلى تلك الفئات الاجتماعية – الهاربة من قبضة المجاعة أو الفارة من عمدات البلد – هم الذين استقطبتهم شركة فرجينيا إلى جانب المغامرين من الأشراف الذين كانوا في الأغلب أصغر أبناء العائلات الاقطاعية. وفي ديسمبر 1606 غادرت انجلترا ثلاث سفن هي سوزان كنستانت وجادسبيد وديسكفري. وبلغت خليج تشيزابيك في 26 ابريل 1607 وعلى متنها مائة وخمسة رجال (مات تسعة وثلاثون منهم في الطريق). وبعد أن أبحرت بضعة من ستين ميلا باتجاه منبع نهر جيمس لاخفاء وجودها عن الاسبان، رست السفن الثلاث في الثالث عشر من مايو في موقع حمل أيضا اسم النهر، جيمس توان نسبة إلى ملك انجلترا.

وعلى الرغم من أمنه النسبي من هجمات الاسبان لم يكن لهذا الموقع – على الضفة الشمالية من هر جيمس قرب أحد المستنقعات – أي ميزة أخرى. فالمستنقع الذي ساعد في صد هجمات الهنود كان بؤرة خصبة لتكاثر البعوض بأعداد كبير في فصلي الربيع والصيف، وهذا ما أدى إلى انتشار الملاريا في أوساط المستوطنين، لا بل أن الماء في الآبار الضحلة التي حفرها المستوطنون لم يكن عذبا، خصوصا مع انخفاض منسوب النهر. وقد أدى ذلك إلى تسمم المستوطنين بالأملاح هم نتيجة التعرق الشديد بفعل حرارة فرجينيا العالية واضطرارهم إلى شرب كثير من هذه المياه. وحين ينخفض منسوب النهر لم تكن النفايات ومياه المجاري التي ترمي فيه تجد طريقها إلى البحر، ولكن كانت تولد الأمراض كالتيفوئيد والزحار وتساعد على انتشارها.

لقد كانت المشكلة الاجتماعية تكمن في دخول شركة فرجينيا آنذا في مشاريع جديد – هي المزارع الأمريكية – التي صارخ اقامتها ممكن بفضل تقنية جديدة تماما، ألا وهي السفن الشراعية. وكما كانت عليه الحال منذ ذلك الحين – يتبادر إلى الذهن هنا اختراع السكك الحديد في أوائل القرن التاسع عشر، وابتكار الانترنت في أواخر القرن العشرين – كانت التعليم يتطلب كثيرا من الإنفاق قبل أن تشعد الأرباح استقرارا في ظل هذه الظروف. ولم يكن لدى التجار اللندنيين الأثريا، الذين هيمنوا على شركة فرجينيا، أي فكرة عن متطلبات إنشاء مستوطنة ناجحة على تخوم البرية الأمريكية على مبعدة ثلاثة آلاف ميل ومسيرة ثلاثة أشهر من الوطن الأم.

بالنتيجة، ارتكب هؤلاء التجار أخطاء متكررة، فهم بتبشيرهم بحلم الذهي حملوا المتسوطنين على رفض امتهان الأعمال الشاقة اللازمة للزراعة في التربة البكر، وبالطبع، لم يكن هناك من ذهب للبحث عنه، لأن المستوطنين عثروا على كميات من معدن الميكا (المحلي) وأقنعوا أنفسهم بأنه كان فلز الذهب الثمين. على حد تعبير الكابتن جون سميث الذي نشر عام 1612 فإنه: "لم يكن هناك من حديث أو طموح أو عمل، اللهم إلا التقيب عن الذهب". وقد تبين أن هذا الذهب الذي شحن إلى انجلترا عديم القيمة.

لقد حافظت الشركة في البداية على حقها في ملكية الأرض، لأنها توقعت أن يعمل المستوطنون فيها كفلاحين، لكن أيا من المغامرين الأشراف أو المجندين الذين وفدوا على أرصفة الموانئ في لندن وبريستول لم يرغب ببذل جهد شاق في سبيل الشركة. كما أنهم لم يملكوا المهارات اللازمة لذلك: الأشراف لم يكونوا مضطرين لهذا العمل، والمتسولون الأصحاء لم يجدوا الفرصة المواتية.

كانت النتيجة مجاعة في الشتاء، لأن الهنود لم يكن لديهم إلا فائضا ضئيلا للمقايضة أو المتاجرة ، كما أ،هم رفضوا المقايضة من أصلها في أحيان كثيرة. ومع أن الشركة نقلت مزيدا من المستوطنين سنويا فإن الرقم الاجمالي لم يرتفع كثير الا بمعدلات بطيئة. في ديسمبر 1609 بلغ عدد سكان جيمس تاون مائتين وعشرين نسمة. ومع حلول الربيع لم يكن هناك إلا ستون على قيد الحياة بسبب نقص الطعام. حتى أن أحد المستوطنين عمد إلى قتل زوجته وأكل لحمها (وقد أحرق على الوتد جزاء له).

ومن تبقوا من المستوطنين هجروا جيمس تاون في يونيو 1610، وأبحروا عائدين إلى وطنهم الأم ليلتقوا بثلاث سفن عند مصب نهر جيمس كانت تحمل على متنها ثلاثمائية مهاجر جديد. وهكذا عادوا ثانية إلى المستعمرة الصغيرة.

لقد بذلت كثير من المحاولات لايجاد منتج يمكن تصديره والتعويل عليه لسداد النفقات وتحقيق ربح لأصحاب الحصص الاستثمارية. ولأن الطلب على الزجاج كان في ارتفاع متصاعد في انجلترا في حيث كان وقود الأخشاب اللازم لانتاجه نادر، ومع أن الشركة حاولت استغلال الغابات الشاسعة في فيرجينيا ورمالها الوفيرة فهي لم تكن قادرة على شحنه عبر الأطلسي بطريقة مريحة. ولم تعط تجارة الحديد والقار والقطران وأخشاب الكلابورد وتوابل الساسافراس أيضا عوائد كافية.

ومع حلول عام 1616 كانت شركة فريجينيا قد نقلت أكثر من ألف وسبعمائية شخص إلى فرجينيا واستثمرت أموالا طائلة وصلت إلى 50 ألف جنيه في مشروعها على ضفة تشيزابيك. ولاعطاء فكرة أولية عن قيمة ذلك المبلغ في انجلترا، أياماليعاقبة، نذكر أن الدخل السنوي لرجل من الأشراف من ريع الأرض كان يصل إلى خمسين جنيها. أما العوائد التي كان التاج يتقاضاطها من متحصلات الضرائب – وكانت مصدرا أساسيا لدخل الملك – فقد بلغ متوسطها خمسة وسبعين ألف جنيه. ومع ذلك وفي مقابل كل هذه الأموال لم تحقق الشركة نتائج تذكر على ضفة نهر جيمس التي نزل بها ثلاثمائية وخمسون شخصا عانى كثير منهم المرض والجوع.

وبعد تسع سنوات كان موطئ قدم الانجليز في قارة أمريكا الشمالية لا يزال عرضة لتهديدات متعددة من بينها هجمات الهنود وغارات الاسبان والمرض والمجاعة. ولم يقل عن هذه التهديدات حدة واقع شركة فرجينيا التي كانت تجهل آنذاك السبيل لتحقيق عوائد أكثر من النفقات في هذه المستوطنة.

لقد تبين أن حل المشكلة يكمن في نبات محلي شائع الانتشار في الأمريكتين، يدعى تبغ النيكوتين، زرع التبغ – الذي اكتشف فيما يعرف الآن بالبيرو والاكوادور – طيلة آللاف السنين قبل قدوم الاوروبين. كان تدخين الأوراق المجففة يعطي شهورا بالمتعة في البداية يعقبها ادمان التدخين بعد مدة ليست بالطويلة. وفي الوقت الذي وصل فيه كولومبوس إلى العالم الجديد انتشرت هذه العادة في النواحي المعتدلة من الكرة الأرضية الغربي وما وراءه حيث يمكن زراعة التبغ.

وقد نقل كولومبوس التبغ لدى عودته إلى اوروبا من رحلته الأولى. وفي القرن التالي انتشرت العادة بسرعة في العالم القديم. وبدأت زراعة التبغ في الإنتشار في حوض المتوسط. وشرع الاسبان في زراعته في ويست انديز أيضا بهدف التصدير. وانتشرت العادة سريعا في بريطانيا التي أبدى ملكها جيمس نفورا من التبغ واعتبره من الشرور، فألف ونشر كتيبا بعنوان "في دحض التبغ"، ولا عجب أن لم تلق مادة الكتاب اهتماما يذكر بوجهة النظر الملكية، اذا استمرت شعبية التدخين في الازداياد، لكن مناخ بريطانيا البارد والماطر ، لم يلائم زراعة التبغ لغايات تجارين، وكان على البلد أن يستورد معظم حاجته من اسبانيا التي كانت في حرب دائمة معها.

أما الهنود المحليون في فيرجينيا الشرقية فقد كانوا هم أيضا مدمنين على التبغ ، لكن الأنواع التي زرعوها لم تكن شائعة بين المستوطنين الانجليز الذين ظهروا بينهم. فقد فضل المستوطنيون التبغ الذي أنتجه الاسبان في ويست انديز ، ومن ثم في عام 1612 جلب رجل يدعى جون رولف حفنة من البذور التي حصل عليها من تلك البلاد – من ترينيداد على الغالب - وزرعها. وقد نمت البذور بسرعة في جو فيرجينيا الحار الرطب وذلك بفضل جهود الهنود المحليين (تزوج رولف في العام 1614 الأميرة الهندية بوكاهونتاس) ن وهكذا تعلم جون زراعة التبغ.

ونقل معه إلى انجلترا في عام 1616 أول محصول تجاري واصطحب معه زوجته أيضا. وقد تسبب وصول المحصول وزوجته الهندية إثارة بالغة على الرغم من أن مناخ انجلترا أدى إلى وفاة بوكانونتاس (زوجته). عندما عاد رولف إليها في العام 1617 احتفلت فيرجينيا بأول أعياد الشكر في أمريكا لأن محصول تلك السنة من التبغ كان وفيرا وجيدا مما بشر بالخلاص التجاري للمستعمرة.

كانت أولى فترات الزدهار الاقتصادي الأمريكي في طريقها إلى الظهور، وأفاد الكابت جون سميث حين عاد إلى انجلترا بأن الحاكم الجديد وجد لدى وصوله تلك السنة جيمس تاون في حالة مزرية، وكانت السوق والشوارع وكل رقع الأرض الخلاء مزروعة تبغا.

في عام 1618 أنتج عشرون ألف رطل من التبغ في فيرجينيا لتشحن بمدها إلى انجلترا. وبعد أربع سنوات – وعلى الرغم من هجوم الهنود في ذلك العام ومقتل تلث المستوطنين بمن فيهم، كما ترجح الروايات ، جون رولف نفسه - فقد تضاعف المحصول ثلاث مرات. ومع العام 1627 ازداد المحصول إلى 500 ألف رطل، ثم بلغ 1.5 مليون رطل في عام 1629. ومع حلول عام 1628 كانت فيرجينيا تصدر ثلاثة ملايين رطل من التبغ إلى بريطانيا سنويا، وأضحت مصدر التبغ الرئيسي لاوروبا الغربية متفوقة بذلك على ويست انديز.

كان من الأسباب التي أدت، ولا ريب، إلى الزيادة السريعة في انتاج التبغ، تغيير شركة فيرجينيا سياستها الخاصة بالأراضي في عام 1616، فبدلا من الطلب إلى المستوطنين إلى العمل في الأرض لحسابها فتحت الشركة الباب حينها أمام المستوطنين لامتلاك أراضيهم الخاصة، بالإضافة إلى هذا، وأملا في جذب المزيد من المهاجرين قدمت الشركة أراضي مجانية إلى المستوطنين الجدد وفق نظام كان يعرف حينها باسم حقوق الرأس. وقد أعطي كل رجل تحمل بنفسه مصاريف سفره إلى تلك البلاد خمسين هكتارا، بمصاريف رحلته إلى هذه البلاد، كما كان للخدم المتعاقدين، الذين قبلوا العمل عددا من السنوات لسداد تكلفة سفرهم، حق الحصول على خمسين هكتارا من الأرض بعد انتهائهم من دفع مستحقات عقودهم. وبالطبع كان ذلك أيضا مرهونا ببقائهم أحياء للحصول على هذه الحقوق. اذ أن 25 في المائة من المهاجرين قضوا نحبهم في عامهم الأول في تشيزابيك في أوائل أعوام الاستيطان الانجليزي.

لقد كان امتلاك مائة أو مائتين أو أكثر من هكتارات الأرض الصالحة للزراعة من دون مقابل حافزا قويا على الرغم من كل المخاطر. ففي هصر كانت فيه الزراعة أساس كل الاقتصادات الوطنية، كانت الثروة لا تقاس بالمال، بل بملكية الأراضي. وفي اوروبا التي افتقرت إلى الأراضي الشاسعة كان امتلاك مائتي "أكر" من الأرض الزراعية الخصبة يجعل المرء غنيا. أما شركة فيرجينيا، التي وهبت الأراضي، فقد أفادت كثيرا من أهم الميزات التنفاسية التي تمتعت بها أمريكا، رصيدها الذي لا ينضب من الأراضي الشاسعة.

وقنع المستوطنون من زراع التبغ بأن يدفعوا تكلفة سفر هؤلاء الخدم المتعاقدين. اذ أن التبغ يعد محصولا يتطلب كثافة في لايد العاملة، وحين بدأت الكميات المخصصة للتصدير في الازديياد سريعا كان لابد أيضا من زيادة سكان فيرجينيا بمعدلات كبيرة. وهنا تتبلور احدى الخصائص الأخرى التي ستلازم الاقتصاد الأمريكي، نقص اليد العاملة.

لقد ساعد ازدهار صناعة التبغ في انقاذ فيرجينيا، لكنه لم ينقذ شركة فيرجينيا. فإلى جانب ديونها الكبيرة، تكبدت الشركة – بعد هجوم الهنود الكبير في العام 1622 – خسائر فاقت امكاناتها. وفي العام 1624 سحب الملك جيمس رخصة الشركة المفلسة ووضع يديه على فيجرينيا لتصبح إحدة مستعمرات التاج، وقد حمله نفوره من التبغ والتدخين على فرض الضرائب من دون تردد على هذه التجارة. ولقمد أنشأ الملك جميس احتكارا يضطلع بإشراف مباشر على هذه التجارة التي كانت تحقق نموا متصاعدا بعد الارتفاع الكبير في انتاج فيرجينيا من التبغ واتساع حجم تجاريتها باطراد مع انجلترا واوروبا. وبعد جيل آخر سيقدم التبغ ربع حصيلة ضرائب التاج.

أما سنة 1619 – حين كانت تجارة التبغ تغير وجه فيرجيينا واقتصادها – فستكون سنة حاسمة في تاريخ فيرجينيا وتاريخ البلاد، هذه البلاد التي ستصبح فيرجينيا جزءا منها في يوم من الأيام.

فمنذ تأسيس المستعمرة قبل اثنتي عشرة سنة كان الرجال هم أكثرية سكان جيمس تاون. حينها كانت شركة فيرجينيا تسعى إلى تأسيس مستعمرة آهلة في العالم الجديد. لكن الشركة استقدمت في عام 1619 أول سفينة محملة بالنساء (تسعين تحديدا) إلى المستعمرة وقبله المستوطنون زوجات لقاء 125 رطل تبغ عن كل امرأة، بعد أن بقوا طويلا – دون زوجات. وعلى الفور بدأ مجتمع فيرجينيا يشهد تحولا حقيقيا. وبدأ الطابع الذكوري الشبيه بمعسكرات عمال المناجم أو معسكرات الجيش المفتوحة ينحسر ، ليحل مكانه تدريجيا مجتمع بشري أشبه بذلك الذي خلفه الفيرجينيو وراءهم في انجلترا.

في تلك السنة أيضا أسس أول مجلس نيابي في الشطر الغربي من الكرة الأرضية، وانتخب السير ايديون سانديز أمينا لصندوق شركة فيرجينيا لذلك العام ، ممع جعله فعلا مديرها الأولى. وقد عمل على الفور على إرسال حاكم جديد، هو السير جورج بيردلي، موصيا اياه بتشكيل مجلس نيابي يسمى رسميا مجلس النواب ليقوم الحاكم ومجلسه بمقام المجلس التشريعي الذي سيقر التشريع الجديد. هذا البرلمان المصغر عن ويستمنستر انقعد للمرة الأولى في الثلاثين من يونيو 1619 في كنيسة جيمس تاون.

وعلى الرغم من أن هذا الانجاز يعتبر كبيرا بمعايير اليوم، فهو لم يكن كذلك حينها، فلطالما تمتع الانجليزي بحكومة تميزت عن غيرها من حكومات الدول الاوروبية في تدخلها المحدود في شئون المواطن، كما كانت الحقوق الشخصية للمواطن الانجليزي تفوق حقوق أقرانه في الدول الاوروبية – هذه الحقوق التي تجسدت في كلمة الحرية شهدت تطورا مستمرا منذ عهد الوثيقة العظمى Magna carta. فقد اعتادت الطبقة العليا في المجتمع الانجليزي تسيير شئونها المحلية بنفسها ، كما اعتادت أيضا المشاركة في برلمان عملت فيه يدا بيد مع الحاكم على سن قوانين وتشريعات البلد.

ولاستحالة ايجاد برلمان مشابه لبرلمان ويستمنستر في هذه البلاد الجديدة، فإن اعطاء فيرجينيا تشريعها الخاص بإدارة شئونها المحلية كان يعني شيئا واحدا فقط، إعطاء سكان فيرجينيا حقوق المواطن الانجليزي.

"لم يزر السير إيدوين سانديز فيرجينيا قط، لكن شقيقه جورج، وهو من الشعراء المرموقين، عاش هناك نحو عشر سنوات من 1621 – 1631 ، حين عمل أمينا لصندوق المستعمرة. وفي جيمس تاون نفسها كتب ترجمته لكتاب أوفيد "الممسوخ" ، أول جنس من الشعر الانجليزي يكتب في العالم الجديد).

وبعد ثلاثة أسابيع من أول اجتماع لمجلس النواب أبحرت سفينة هولندية إلى تشيزابيك ، وكان في نية قائدها بيع حمولتها من الرجال إلى أصحاب المزارع التواقين إلى تأمين اليد العاملة اللازمة لحقول التبغ. والتي كانت مساحتها في ازدياد، ولم يكن في وصول السفينة ما يريب سوى أمر واحد ، لم يصعد الرجال على ظهرها بمحض إرادتهم في الميناء الانجليزي، بل اقتيديوا بالإكراه ليشتريهم قبطان السفينة.

وعلى الرغم من ذلك، فهم لم يكونوا عبيدا بالمعنى الدقيق للكلمة، اذا أن المزارعين بمن فيهم الحاكم - الذي وضع يده على معظم هؤلاء الرجال – لم يشتروهم، بل استأجروا جهدهم. وبعد أن ينهي هؤلاء الرجال أجال خدمتهم كان يغدون أحرارا مثل الخدم الانجليز المتعاقدين. وبالفعل، فإن كثيرا من السود الذين نقلوا إلى فيرجينيا في السنوات الأولى من عمر المستعمرة قد نالوا حريتهم، وأصبحوا ملاكا لأراض وعقارات واسعة إلى درجة أن البعض منهم اشترى عبيدا للعمل في تلك الأملاك. وبالنظر إلى قصر العمر المتوقع للمهاجرين إلى فيرجينيا، فإن العبيد – الذين كانوا أعلى تكلفة – لم يمثلوا خيارا اقتصاديا مجديا كأقرانهم من الخدم المتعقادين.

في العام 1650، كان هناك فقط نحو ثلاثمائية من العبيد في فيرجينيا، أي أقل من 2 في المائة من عدد السكان. وسينقضي عقد الستينيات قبل أن تكون هناك إشارة رسمية للرقيق الأسود في قانون فيرجينيا ، وسيظل عدد الهدم المتعاقدين إلى ثمانينات القرن السابع عشر يفوق عدد العبيد بأضعاف كثيرة. إلا أن تحسن الظروف الاقتصادية في انجلترا التي خففت الضغط على المهاجرين، وارتفاع معدل العمر الوسطي في فيرجينيا مع توسع المستعمرة وتطورها أديا إلى زيادة أعداد العبيد على أعداد الخدم المتعاقدين بصفتهم المصدر الرئيسي لليد العاملة. وتضاعف عدد العبيد في ثمانينات القرن السابع عشر، وتضاعفت مرة أخرى في العقد التالي.

كانت تكلفة الخادم المتعاقد مع نهاية القرن السابع عشر نحو 15 جنيها مقابل أربع سنوات من الخدم! في حين كان العبد الواحد يكلف ما بين 25 و 30 جنيها مع التزام أولاده من بعده بالعمل مدى الحياة. وبدأت أعداد العبيد السود بالتزايد نسبة غلى عدد السكان حتى بلغت 14% في عام 1710.

إن من الصعب علينا، نحن الذين ننظر الآن إلى الحوادث بعد وقوعها، أن نفهم السبب الذي حمل الناس في القرن السابع عشر على عدم النظر إلى العبودية من زاوية أخلاقية. وسيشهد القرن الثامن عشر نشوء الأفكار التي رأت في العبودية عملا خارجا على الأخلاق في كل مكان وزمان. هذه الأفكار انتشرت سريعا عبر اوروبا وأمريكا. وسادت على الأقل في أوساط الفئات الاجتماعية التي لم تعتمد على عمل الرقيق، ذلك أن المصلحة الذاتي الاقتصادية تعتبر على الدوام عائقا أمام التفكير النزيه الذي يلزم لمعالجة النواحي الأخلاقية والسياسية لشأن من الشئون.

وفي القرن السابع عشر، حين شعر أكثر الناس بأن الارادة الإلهية هي التي تحدد المركز الاجتماعي للإنسان اعتبرت العبودية شقاء مقدرا على فئة من الناس ولم تقابل بالإنكار والكراهية، كما هي حالها اليوم، ولم يكن هناك من يرى في العبودية والعرق نوان مثلا زمان. على الأقل في ذلك الزمان. في منتصف القرن السابع عشر كان لدى رجل أسود اسمه انتوني جونسون مزرعة للتبغ تبلغ مساحتها 250 هكتارا على الساحل الشرقي لفيرجينيا وعبد واحد. وقد اعتبر نفسه مساويا لجيرانه الذين كانوا بدورهم لا ينكرون عليه ذلك. ولم يكن يتردد في الطلب إلى المحكمة إثبات حقوقه على العبد الهارب من الخدمة، فلقد كان القانون يكفل تلك الحقوق صراحة.

ومع تزايد أعداد العبيد السود بمعدلات ثابتة، سواء على نحو مطلق أو بالنسبة إلى تعداد السكان في وقت بدأت تهبط فيه أرباح التبغ عن وحدة العمل الواحدة (العامل)، مع بلوع السوق حد الإشباع انقلب هذا الضوع. فالإنتقادات اللاذعة التي وجهت ضد استغلال العبيد وتلك الصرخات التي كان يطلقها السود الأحرار تصاعدت مع تزايد المخاوف من وقوع حوادث تمرد، والحاجة الاقتصادية إلى حمل السود على تقديم مزيد من الجهد لخفض التكاليف. ومع بداية القرن الثامن عشر لم يعد يسمح للسود بالتجمهر في مجموعات تتجاوز أربعة أشخاص، وكان يطلب إليهم الحصول على رخصة خطية إذا ما أرادوا مغادرة المزارع التي أقاموا وعملوا فيها. وساعدت دوريات الشرطة المحلية على فرض القيود الجديد، وتعزيز النظام والانضباط. حينها كتب أحد المزارعين ويدعي وليام بيرد، أن من الآثار السلبية لامتلاك أعداد كبيرة من العبيد: "الحاجة إلى أن يكون المرء صارما، فالعدد الكبير يجعلهم خالعي العذار، وبالتالي فإن الترهيب يصنع مع يعجز عنه الترغيب".

وقد أدى توسع البون الفاصل بين السود والبيض والقسوة المتزايدة في معاملة العبيد إلى تراجع الدعوات التي انطلقت بالمناداة باحترام وضعهم الاجتماعي وحالتهم الاقتصادية في نوع من العنصرية المتسفحلة. وتحولت تلك العنصرية إلى سرطان دب في النسيج السياسي للولايات المتحدة. وكلف استئصاله كثيرا من الأرواح والأموال. ودامت الحال كذلك طوال ثلاثمائية سنة لتبدأ بالانحسار في يومنا الحالي.

لم يكن هناك من مسوغ بالطبع لاستبعاد السود، والعنصرية التي تجلى فيها هذا الاستعباد، واستخدام ذلك كأداة لاستئصال مشكلة اقتصادية مزمنة عانت منها أمريكا تجلت في نقص اليد العاملة. لكن ذلك يفسر هذا الواقع إلى حد ما. ويمكن القول إن أشد اساءة ارتكبناها في حق أنفسنا وأكبر فشل أخلاقي أصبناه كشعب قد وقعنا عن حسن نية من دون تفكير في العواقب.

لقد ضمنت فيرجينيا إذن مصدر حياتها الاقتصادية بفضل نجاحها في زراعة وتصدير التبغ، وهكذا وجد أولئك القوم الذين يرطنون بالانجليزية مقاما لهم في العالم الجديد.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجغرافيا

صورة بالقمر الصناعي لأمريكا الشمالية.

تختلف الآراء حول ما إذا كانت القاره الأمريكية المتوسطة هي قارة مستقلة أم لا. يرى البعض أن القارة الأمريكية الشمالية تحدها من الجنوب قناة پنما وأن القارة المتوسطة الأمريكية هي جزء من القارة الشمالية لصغر حجمها مستقلة، فيما يرى البعض الآخر ان القاره الشمالية تحدها ممر تحو أنتيبيك في المكسيك. أما جزيرة گرينلاند، فتقع في الشمال الشرقي للقارة جغرافياً، و لكنها تتبع القارة الأوروبية سياسياً لارتباطها بالمملكة الدنماركية منذ القرن التاسع عشر.


تنقسم القارة لثلاث مناطق مختلفة. ففي شمالها توجد ثلاث دول كبيرة نسبياً من حيث تعداد السكان والمساحة، وهم:

الديموغرافيا

Non-native nations' control and claims over North America circa 1750–2008
Languages spoken in the Americas
اللغات الأصلية في أمريكا الشمالية (خريطة الولايات المتحدة، كندا وگرينلاند.



السكان



المنطقة الكبرى السكان المساحة البلد
مكسيكو سيتي 21,163,226 7346 كم² المكسيك
نيويورك 18,897,109 17405 كم² الولايات المتحدة
لوس أنجلس 12,828,837 12562 كم² الولايات المتحدة
شيكاغو 9,461,105 24814 كم² الولايات المتحدة
دلاس-فورت ورث 6,371,773 24059 كم² الولايات المتحدة
فلادلفيا 5,965,343 13256 كم² الولايات المتحدة
هيوستن 5,946,800 26061 كم² الولايات المتحدة
تورنتو 5,583,064 5906 كم² كندا
واشنطن دي سي 5,582,170 14412 كم² الولايات المتحدة
ميامي 5,564,635 15896 كم² الولايات المتحدة

الأرقام من تعداد 2011.

الجيولوجيا

خريطة جيولوجية لأمريكا الشمالية.
Sedimentary, volcanic, plutonic, metamorphic rock types of North America.

جيولوجيا كندا

المناطق الجيولوجية الأمريكية

North America bedrock and terrain
North American cratons and basement rocks


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

جيولوجيا أمريكا الوسطى

أمريكا الوسطى في صفيحة الكاريبي.


الاقتصاد

الترتيب البلد ن.م.إ. (الاسمي، 2013)
مليون دولار دولي
1  الولايات المتحدة 16,799,700
2  كندا 1,825,096
3  المكسيك 1,258,544
4  كوبا 68,234
5  جمهورية الدومنيكان 60,765
6  گواتيمالا 54,383
7  كوستاريكا 49,621
8  پنما 40,329
9  ترنيداد وتوباگو 27,703
10  السلڤادور 24,512



البنية التحتية

The full Pan American Highway, (including South America), from Prudhoe Bay, Alaska to Ushuaia, Argentina.


خريطة لعام 2006 شبكة السكك الحديدية من الدرجة الأولى في أمريكا الشمالية.

المناطق


البلدان، والمناطق المستقلة


البلد أو المنطقة المساحة
(كم2)[5]
السكان
(تعداد 2008)[6]
الكثافة السكانية
(لكل2)
العاصمة
أمريكا الشمالية[note 2]
 برمودا (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&&054.&&&&&054 &&&&&&&&&&065000.&&&&&065٬000 1203.7 هامليلتون
 كندا &&&&&&&&09984670.&&&&&09٬984٬670 &&&&&&&033573000.&&&&&033٬573٬000 3.4 اوتاوا
 گرينلاند (الدنمارك.) &&&&&&&&02166086.&&&&&02٬166٬086 &&&&&&&&&&057000.&&&&&057٬000 0.026 Nuuk (Godthåb)
 المكسيك &&&&&&&&01964375.&&&&&01٬964٬375 &&&&&&0112322757.&&&&&0112٬322٬757 57.1 مكسيكو سيتي
Flag of Saint-Pierre and Miquelon.svg سان پيير وميكلون (فرنسا) &&&&&&&&&&&&0242.&&&&&0242 &&&&&&&&&&&06000.&&&&&06٬000 24.8 سانت-پيير
 الولايات المتحدة[note 3] &&&&&&&&09629091.&&&&&09٬629٬091 &&&&&&0311630000.&&&&&0311٬630٬000 32.7 واشنطن دي سي
الكاريبي
 أنگويلا (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&&091.&&&&&091 &&&&&&&&&&015000.&&&&&015٬000 164.8 ذه ڤالي
 أنتيگا وبربودا &&&&&&&&&&&&0442.&&&&&0442 &&&&&&&&&&088000.&&&&&088٬000 199.1 سانت جونز
 أروبا (هولندا) &&&&&&&&&&&&0180.&&&&&0180 &&&&&&&&&0107000.&&&&&0107٬000 594.4 Oranjestad
 البهاماز[note 4] &&&&&&&&&&013943.&&&&&013٬943 &&&&&&&&&0342000.&&&&&0342٬000 24.5 ناساو
 بربادوس &&&&&&&&&&&&0430.&&&&&0430 &&&&&&&&&0256000.&&&&&0256٬000 595.3 بريدجتاون
 بونير (هولندا) &&&&&&&&&&&&0294.&&&&&0294 &&&&&&&&&&012093.&&&&&012٬093[10] 41.1 Kralendijk
 ج. العذراء البريطانية (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&0151.&&&&&0151 &&&&&&&&&&023000.&&&&&023٬000 152.3 رود تاون
 جزر كايمان (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&0264.&&&&&0264 &&&&&&&&&&056000.&&&&&056٬000 212.1 جورجتاون
 جزيرة كليپرتون (فرنسا) &&&&&&&&&&&&&&06.&&&&&06 &&&&&&&&&&&&&&00.&&&&&00 0.0  —
 كوبا &&&&&&&&&0109886.&&&&&0109٬886 &&&&&&&011204000.&&&&&011٬204٬000 102.0 هاڤانا
 كوراساو (هولندا) &&&&&&&&&&&&0444.&&&&&0444 &&&&&&&&&0140794.&&&&&0140٬794[10] 317.1 ويلمستاد
 دومنيكا &&&&&&&&&&&&0751.&&&&&0751 &&&&&&&&&&067000.&&&&&067٬000 89.2 Roseau
 جمهورية الدومنيكان &&&&&&&&&&048671.&&&&&048٬671 &&&&&&&010090000.&&&&&010٬090٬000 207.3 سانتو دومنگو
 گرينادا &&&&&&&&&&&&0344.&&&&&0344 &&&&&&&&&0104000.&&&&&0104٬000 302.3 سانت جورج
 گوادلوپ (فرنسا) &&&&&&&&&&&01628.&&&&&01٬628 &&&&&&&&&0401784.&&&&&0401٬784[11] 246.7 باس-تير
 هايتي &&&&&&&&&&027750.&&&&&027٬750 &&&&&&&010033000.&&&&&010٬033٬000 361.5 پورت-أو-پرينس
 جامايكا &&&&&&&&&&010991.&&&&&010٬991 &&&&&&&&02719000.&&&&&02٬719٬000 247.4 كينگستون
 مارتينيك (فرنسا) &&&&&&&&&&&01128.&&&&&01٬128 &&&&&&&&&0397693.&&&&&0397٬693[12] 352.6 فورت-دو-فرانس
 مونتسرات (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&0102.&&&&&0102 &&&&&&&&&&&06000.&&&&&06٬000 58.8 پليموث ؛ برادس[note 5]
 جزيرة ناڤاسا (المملكة المتحدة) &&&&&&&&&&&&&&05.&&&&&05 0.0  —
 پورتو ريكو (الولايات المتحدة) &&&&&&&&&&&08870.&&&&&08٬870 &&&&&&&&03982000.&&&&&03٬982٬000 448.9 سان خوان
 سابا (هولندا) &&&&&&&&&&&&&013.&&&&&013 &&&&&&&&&&&01537.&&&&&01٬537[10] 118.2 ذي بوتوم
 سان بارتليمي (فرنسا) &&&&&&&&&&&&&021.&&&&&021[13] &&&&&&&&&&&07448.&&&&&07٬448[14] 354.7 گوستاڤيا
 سانت كيتس ونڤيس &&&&&&&&&&&&0261.&&&&&0261 &&&&&&&&&&052000.&&&&&052٬000 199.2 Basseterre
 سانت لوشيا &&&&&&&&&&&&0539.&&&&&0539 &&&&&&&&&0172000.&&&&&0172٬000 319.1 كاستريس
 سانت مارتن (فرنسا) &&&&&&&&&&&&&054.&&&&&054[13] &&&&&&&&&&029820.&&&&&029٬820[14] 552.2 ماريگوت
 سانت ڤنسنت والگرنادينز &&&&&&&&&&&&0389.&&&&&0389 &&&&&&&&&0109000.&&&&&0109٬000 280.2 كينگستون
 سينت أوستاتيوس (هولندا) &&&&&&&&&&&&&021.&&&&&021 &&&&&&&&&&&02739.&&&&&02٬739[10] 130.4 Oranjestad
 سانت مارتن (Neth.) &&&&&&&&&&&&&034.&&&&&034 &&&&&&&&&&040009.&&&&&040٬009[10] 1176.7 فليپسبورگ
 ترنيداد وتوباگو[note 6] &&&&&&&&&&&05130.&&&&&05٬130 &&&&&&&&01339000.&&&&&01٬339٬000 261.0 پورت أوف سپين
 جزر تركس وكايكوس[note 7] (UK) &&&&&&&&&&&&0948.&&&&&0948 &&&&&&&&&&033000.&&&&&033٬000 34.8 كوكبرن تاون
 الجزر العذراء الأمريكية (الولايات المتحدة) &&&&&&&&&&&&0347.&&&&&0347 &&&&&&&&&0110000.&&&&&0110٬000 317.0 شارلوت أمالي
أمريكا الوسطى
 بليز &&&&&&&&&&022966.&&&&&022٬966 &&&&&&&&&0307000.&&&&&0307٬000 13.4 بلموپان
 كوستاريكا &&&&&&&&&&051100.&&&&&051٬100 &&&&&&&&04579000.&&&&&04٬579٬000 89.6 سان خوسيه
 السلڤادور &&&&&&&&&&021041.&&&&&021٬041 &&&&&&&&06163000.&&&&&06٬163٬000 293.0 سان سلڤادور
 گواتيمالا &&&&&&&&&0108889.&&&&&0108٬889 &&&&&&&014027000.&&&&&014٬027٬000 128.8 مدينة گواتيمالا
 هندوراس &&&&&&&&&0112492.&&&&&0112٬492 &&&&&&&&07466000.&&&&&07٬466٬000 66.4 تگوسيگالپا
 نيكاراگوا &&&&&&&&&0130373.&&&&&0130٬373 &&&&&&&&05743000.&&&&&05٬743٬000 44.1 ماناگوا
 پنما[note 6][note 8] &&&&&&&&&&075417.&&&&&075٬417 &&&&&&&&03454000.&&&&&03٬454٬000 45.8 مدينة پنما
الإجمالي &&&&&&&024500995.&&&&&024٬500٬995 &&&&&&0541720440.&&&&&0541٬720٬440 22.9

استخدام المصطلح

انظر أيضاً

هناك كتاب ، عواصم أمريكا الشمالية، في معرفة الكتب.


الهوامش

  1. ^ This North American density figure is based on a total land area of 23,090,542 km2 only, considerably less than the total combined land and water area of 24,709,000 km2.
  2. ^ This definition of North America includes only the four northernmost territorial entities of Canada, the United States, Greenland, Mexico, and the nearby islands of Bermuda – off the coast and east of Cape Hatteras, North Carolina – and Saint Pierre and Miquelon – off the coast and south of Newfoundland and Labrador. References include[7][8][9]
  3. ^ Includes the US state of Hawaii, which is distant from the North American landmass in the Pacific Ocean and therefore more commonly associated with the other territories of Oceania.
  4. ^ Since the Lucayan Archipelago is located in the Atlantic Ocean rather than Caribbean Sea, the Bahamas are part of the West Indies but are not technically part of the Caribbean, although the United Nations groups them with the Caribbean.
  5. ^ Due to ongoing activity of the Soufriere Hills volcano beginning in July 1995, much of Plymouth was destroyed and government offices were relocated to Brades. Plymouth remains the de jure capital.
  6. ^ أ ب Depending on definitions, Aruba, Bonaire, Curaçao, Panama, and Trinidad and Tobago have territory in either or both of North and South America.
  7. ^ Since the Lucayan Archipelago is located in the Atlantic Ocean rather than Caribbean Sea, the Turks and Caicos Islands are part of the West Indies but are not technically part of the Caribbean, although the United Nations groups them with the Caribbean.
  8. ^ Panama is generally considered a North American country, though some authorities divide it at the Panama Canal. Figures listed here are for the entire country.

المصادر

  1. ^ "North America". Encyclopædia Britannica. Retrieved 2014-02-03.
  2. ^ "North America Land Forms and Statistics". World Atlas.com. Retrieved 16 June 2013.
  3. ^ "North America Fast Facts". World Atlas.com. Retrieved 16 June 2013.
  4. ^ جون س. جوردون (2008). إمبراطورية الثروة. القاهرة، مصر: سلسلة عالم المعرفة. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  5. ^ Unless otherwise noted, land area figures are taken from "Demographic Yearbook—Table 3: Population by sex, rate of population increase, surface area and density" (PDF). United Nations Statistics Division. 2008. Retrieved 14 October 2010. {{cite journal}}: Cite journal requires |journal= (help)
  6. ^ Unless otherwise noted, population estimates are taken from Department of Economic and Social Affairs Population Division (2009). "World Population Prospects, Table A.1" (PDF). 2008 revision. United Nations. Retrieved 12 March 2009.
  7. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة spp
  8. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة epa
  9. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة About.com
  10. ^ أ ب ت ث ج Population estimates are taken from the Central Bureau of Statistics Netherlands Antilles. "Statistical information: Population". Government of the Netherlands Antilles. Archived from the original on 1 May 2010. Retrieved 14 October 2010.
  11. ^ "Insee – Populations légales 2008 – 971-Guadeloupe" (in French). Insee.fr. Retrieved 31 October 2011.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  12. ^ "Insee – Populations légales 2008 – 972-Martinique" (in French). Insee.fr. Retrieved 31 October 2011.{{cite web}}: CS1 maint: unrecognized language (link)
  13. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة areacia
  14. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة popcia

وصلات خارجية