نظريات الخلق عند المصريين القدماء

The motif of the sun rising from a pyramidal mound was present in most Egyptian creation myths.
رع ملك الألهة

إن التحدث عن هذه النظريات لايدل على الأنبهار أو الإيمان بها، لكنه يدل على عظمة الفكر المصري القديم, الذي كان له دور في إخراج أولى الفلسفات الدينيةـ حيث انعكس تأثيره بعد ذلك بقرون على الفكر الغربي القديم، بدءاً من الأغريق ثم الرومان وهكذا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النظريات

  1. نظرية أون (هليوبوليس)
  2. نظرية الأشمونين (هرموبوليس)
  3. نظرية معبد بتاح في (منف)
  4. نظرية اله النهر


نظرية أون

خلق الكون عند الفراعنة

ولادة رع

تبدأ النظرية الأولى بمدينة أون (هليوبوليس), معقل عبادة رع إله الشمس, حيث نجد في البدء "نون" او الخواء كما يترجمه البعض, و هو كتلة لم تتشكل بعد و بداخله بذور الحياة الكامنة, يولد من "نون" الشمس "رع" بطريقة مجهولة, الذي يعلن نفسه حاكم الكون, لكن "نون" لا يتوقف دوره عند هذا الحد, لكنه يتوارى عند حدود العالم الحي مكوناً طاقة سلبية هائلة تهدد بإجتياح العالم, و تكون مقرأً دائماً للنفوس الضالة المعذبة, و الموتى الذين لم يحظوا بطقوس دينية مناسبة, أو الأطفال الذين ولدوا موتى.

والإله (أتوم Atum) معبود هليوبوليس أو عين شمس قد بدأ وجوده الذاتي من فوق قمة تل أزلي انبثق بدوره من المياه أو اللانظام الأزلي ثم نفخ الإله في يده ويزق من فمه الإله (شو Show) وقرينته (تفنوت Tfenet) واللذين نسلا ومن خلال ولادة طبيعية بقية المعبودات الأخرى ، ويعزي إلى أتوم الذي يعني اسمه ف اللغة المصرية (الكامل) أو (لمطلق) ثلاث صفات رئيسية فهو (الموجود بذاته) (الذي أتى إلى الوجود بنفسه) وهو (الأقدم) أو (الأزل) كما أنه (الأوحد) المتفرد بذاته ، وعلى ذلك فهو الحاكم على كل الآلهة الأخرى (سيد الجميع) . ولقد كان (شو) طبقا للرأي السائد الآن يجسد الهواء أو الأثير ، بينما (تفنوت) تمثل الرطوبة ، وبهما بدأ العالم المنظم ف(شو) كأثير كان معطي الحياة أو القوة الخالقة التي اعتمدت عليه في كل عناصرها ، وما الريح والأنسام التي تتنفسها الأحياء إلا من ظواهره وهو لا نهائي وغير مرئي لاتحيد به الأنظار ، ولقد فصل السماء عن الأرض بأن رفعها مالئاً الفراغ بينهما بآي وجوده .[1]

ويصعب علينا أن نقرر من كان الأقدم في وجوده الأزلي الإله (نون) أم (أتوم) أم (شو) ، وعلينا حاليا أن نقبل الفرضية في النهاية بأن (أتوم) كان متحققا طوال الوقت في (نون) ، وأن الإله (شو) ولد في عين الوقت الذي انبثق فيه (أتوم) إلى الوجود من الأوقيانوس الأزلي (نون) ، وعلى ذلك فهو قديم عين القدم مثله . ومع (شو وتفنوت) كون (أتوم) ثالثوا من مادة أو جوهر واحد ، وهو مفهوم جوهري قديم ، يذكرنا على نحو ما بالجدل اللاهوتي الذي ثار بين مسيحيي القرنين الرابع والخامس الميلاديين عن العلاقة والأفضلية لأشخاص الثالثو المسيحي الثلاثة . وقد حلل اللاهوت المصري الخلق الميتافيزيقي للإله (شو) بأنه قد تم وجوده من خلال أنسام الحياة ، وهو تفسير يتسق إلى حد بعيد مع طبيعته كإله أثيري قد نفثه (أتوم) مستخدما قواه السحرية . ومنذ أن بشر اللاهوت الهليوبوليسي بأن (أتوم) ما هو إلا مظهر آخر لإله الشمس (رع) فإن الإثنين اندمجا معا في مركب إلهي واحد هو (رع-أتوم) الذي بانبثاقه من دياجير الظلمة المطبقة للأوقيانوس الأزلي غمر ضياؤه كل شيء . وقد شخص المصريون الكون طبقا لهذا المفهوم بتخيل الإله (شو) رافعا بذراعيه الممتدتين إلى أعلى ابنته (نوت) ربة السماء ، بينما (جب) رب الأرض يقع قابعا عند قدميه .

بداية الخلق

عودة إلى عالم الأحياء فبعد تولي "رع" حكم الكون, يرسل أشعته الذهبية إلى الأرض, لتبدأ الأمواج التي تغطيها في الأنحسار, و تنزل الأشعة على أول تل من الرمال يظهر على سطح الأرض, لتتخذ الأشعة أبعاداً مادية مكونة حجر مرتفع عرف بأسم "بن بن" في مدينة أون, أصبح بعد ذلك محل تبجيل في مصر كلها لأنها مهد الخليقة, كانت تلك الأشعة تحمل المادة الألهية لرع التي أتحدت جنسياَ مع نفسها لتنجب الجيل الثاني من الألهة.

الألهة نوت ثم شو ثم جب بالترتيب من الأعلى


أجيال من الألهة

كان الجيل الثاني مكوناً من زوجين من الألهة, هما الإله "شو" رب الجفاف أو الهواء في بعض الأراء و الألهة "تفنوت" ربة الرطوبة, و من إتحاد الجفاف و الرطوبة نتج عنه الجيل الثالث, زوجان أخران هما الإله "جب" رب الأرض و الألهة "نوت" ربة السماء, رزقت السماء و الأرض بأربعة أولاد مكونين الجيل الرابع وهم على التوالي "أوزوريس","إيزيس","ست"و"نفتيس".

وفي الفكر المصري كان هنك دائما زمن مايطلق عليه (زمن الآلهة) أو (زمن الإله) والمصريون لا يشيرون إلا هذا الزمن فقط عندما يتحدثون عن حدث في الماضي البعيد ، ولكنهم يشيرون أيضا إلى أزمنة محددة للآلهة (أتوم أو جب أو أوزيريس أو حورس) ، وبشكل أكثر إلى (زمن الإله رع) . وهم عندما يفعلون ذلك ، فإنهم لايعنون مجرد الإشارة الغامضة إلى زمن قد خبرى من الذكرى ، فالواضح أنهم كانوا يعتقدون أن الأرباب عاشت زمنا ما على الأرض أظلت عليها حكمها، أو على وجه التحديد حكم مصر ، ففي كل من تأريخ الكاهن السمنودي (مانيتون Manethos of sebennytus) من مصر القديمة ، الذي كتبه باللغة اليونانية في العصر البطلمي ، وكذلك في بردية مهشمة من عصر (رمسيس الثاني) ومحفوظة حاليا في متحف مدينة (تورين Turin Museum) بإيطاليا - قوائم بأسماء الملوك من البشر ، وعدد سنوات حكمهم ، يلحق بكل منها قائمة أخرى بأسماء الآلهة وعدد سنوات حياتها ف (بردية تورين Turin Papyrus) وعدد سنوات حكمها عند (مانيتون) . ففي (بردية تورين) تضمنت القائمة عشرة آلهة ، لما يصلنا إلا سبعة منها فقط ، هم (جب ، أوزيريس ، ست ، حورس ، تحوت) والإلهة (ماعت Ma'et) ثم (حورس) آخر .

أما المقتطفات التي وردت نقلا عن (مانيتون) فالمرجح أن الأسماء (بتاح ، رع ، شو) كانت تتصدر القائم أصلا . ومن الطريف أن تحوت قد افترض له عدد من سنوات الحياة وصلت إلى 3726 عاما ، بينما عاش (جب) 1773 سنة (وحورس) 300 عاما فقط ، ولقد تضمن العديد من الأساطير ربطا بين الأحداث التي وقعت في مختلف العهود الإلهية ، خاصة في عهد (رع) ، وربما كان أفضل وأكمل نموذجين منهما هما أسطورتي قرص الشمس المجنح ، ودمار البشر .

ست أله الشر

أسطورة إيزيس و أوزوريس

مع بداية الجيل الرابع من الألهة, نجد أن الشر بدأ في الظهور على الأرض, بغيرة "ست" من أخيه "أوزوريس" و خاصا بعد إعلان الأخير ملكاً على مصر, يتم إغتياله بيد "ست" و تمزيق جسده و تفريق أشلائه على جميع مقاطعات مصر, لتبدأ "أيزيس" بمساعدة أختها "نفتيس" في رحلة تجميع أشلاء زوجها الحبيب "أوزوريس", التي وصلت رحلتها في البحث إلى بيبلوس في لبنان, بعد تجميع كافة الأشلاء يساعدها "أنوبيس" رب التحنيط و حارس العالم الأخر (الذي يقال أنه أبن غير شرعي "لأوزوريس" و "نفتيس") في تحنيط زوجها, و يعيد "رع" الحياة "لأوزوريس" لمدة يوم واحد لتنجب منه "أيزيس" ولدها "حورس", الذي تخبئه في مستنقعات الدلتا تحت رعاية الألهة "حتحور" البقرة المرضعة, ليشب بعدها و تبدأ الحرب بينه و بين عمه "ست" و ينتصر "حورس" الصقر, تتم محاكمة عادلة برئاسة جده الأله "جب", يحصل حورس على ملك مصر أما "أوزوريس" فينصب حاكماً لعالم الموتى.

عين حورس

خلق البشر و القمر

أما عن خلق البشر فأن النظرية تقول بأن الأله "رع" فقد إحدى عينيه, و أرسل ولديه "شو"و"تفنوت" للبحث عنها, لما طال غيابهما أتخذ لنفسه واحدة أخرى, لكن العين الغائبة تعود لتجد ما حدث من تغيير, فتذرف الدموع "رموت" من شدة الغيظ فينتج عنها البشر "رمث", و لكن "رع" يقوم بترضية عينه تلك بتسليمها إلى الأله "تحوت" الإله الكاتب, ليرفعها للسماء لتضيء الليل ليكن بذلك مولد القمر, لكن عندما فقد "حورس عينه اليسرى في حربه مع عمه "ست" منحه "تحوت" تلك العين لتصبح النموذج الاسمى للتكامل البدني, لذلك أقتدى به بعد ذلك الفراعنة بوضع تمائم وقلادات و رسومات لتلك العين في الحياة و الموت.

ثورة البشر

بعد سنين تقوم ثورة للبشر ضد خالقهم "رع", الذي يقرر محوهم من على الارض فيرسل إليهم "حتحور" في صورة وحش هائل, وفي يوم واحد إفترست جزء كبير من البشر, لكن "رع" يشفق عليهم و يقرر أن يسكب الجعة خلال الليل على الارض التي أختلطت بماء النيل لتصبح كالدماء, أخذت "حتحور" تلعق هذا الشراب حتى ثملت و نامت, بذلك نجت البشرية لكن بعد أن خاب ظن "رع" فيها, حيث قرر الانسحاب إلى السماء فاستقر فوق بقرته السماوية التي يرفعها الأله "شو", و سلم إدارة الأرض للأله "تحوت" و الرموز الملكية إلى الأله "جب", وتم الفصل نهائيا بين البشر والألهة, و بدأ من هنا حكم الفراعنة الذين تختارهم الألهة ممثلين عنها في الأرض و شركاء في السماء, و مع الجزء الثاني قريبا في نظرية الأشمونين و منف.

نظرية الأشمونين

وطبقا لفلسفة الأشمونين اللاهوتية لم يكن ثمة شيء ما في البداية سوى اللاوجود أو الفوضى ذاتها ، والتي تخيلها المصريون إما كعنصر عبارة عن (المياه الأزلية) ، أو قوى تتجسد في الإله (نون) الذي أطلق عليه اسم (الواحد القديم) فهو (المبدأ الأول) أو (الأصل الأول) وقوام هذا الأزل خواص أربع يمثل كل منها زوجين ذكر وأنثى من المعبودات . فالخاصية الأولى هي (العمق العظيم) ويجسدها (نون ونونت) ، ثم (اللانهاية) ويجسدها (حوح وحوحت) ، ثم (الظلام المخيم) ويجسده (كوك وكاوكت) فاللارؤية (آمون وآمونت) ولقدأطلق اسم (خمون Khmun) بالمصرية القديمة (أو الأشمونين الحديثة) وتعني (مدينة الثمانية) نسبة إلى الثامون المقدس لهذه الآلهة الأزلية ، والتي أطلق عليها اسم (هرموبوليس Hermopolis) في العصر البطلمي ونحن لانعرف على وجه الدقة تطور الفلسفة الكونية والأشمونية ، حيث أنها اختلطت منذ زمن مبكر خلال فترة الإنتقال الأول بلاهوت هليوبوليس ، حيث قدمت مفهوما أكثر تقدما في تفسير بدء الخليفة فيما بعد .

وفي اللاهوت الأشمونيني كانت مدينة الأشمونين ذاتها هي البقعة التي ظهر فيها التل الأزلي لأول مرة ، والذي يعني ظهوره من المحيط الأزلي اكتمال الخطوة الأولى نحو (بدء الخليقة) وعلى ذلك أضفى على هذه البقعة قداسة دائمة أحيط موقع بها بحائط مرتفع مستطيل الشكل كان داخله الموضع الذي يمثل مسرح الخليقة سميت (بحيرة السكينتين Lake of the Two Knives)والتي تمثل الإله نون أو المياه الأزلية التي تتوسطها (جزيرة اللهب) يعلوها تل ، واسم الجزيرة الأخيرة يعني بوضوح أن الضياء قط ظهر منها ، ومن التل الأزل الذي يرتفع فوقها . وفكرة المياه الأزلية وظهور تل أزلي منها يبدو أنها تولدت من ظاهرة الفيضان السنوي المنتظم للنيل الذي يغمر الأرض تدريجيا بمياهه في موسم الفيضان ، بيما تنحسر هذه المياه عند نهايته لتظهر أولا المناطق المرتفعة من الأرض تدريجيا .

ولقد كان هناك الكثير من هذه التلال الأزلية في التاريخ الديني لمصر القديمة . ففي عين شمس كان هذا التل يمثل في العصور التاريخية بتل رملي يعلوه حجر مخروطي الشكل هو الأصل الذي تطورت منه المسلات بعد ذلك ، ومن هذا الحجر المقدس ظهر الإله (أتوم) لأول مرة عند خروجه من المياه الأزلية نون .

وطبقا لرواية قديمة أخذ الإله في هذا الظهور الأول شكل الطائر (البنو Phoenix) الأسطوري . وفي منف كان موقع المدينة بأسره يجسده الإله (تاتنن Tatjenen) الذي يعني (الأرض المرتفعة) أي التي تظهر فوق سطح المياه الأزلية. وعندما أصبحت مدينة طيبة عاصمة مركزية في عصر الإمبراطورية ، كان لديها أيضا تلها الأزلي ، الذي يحدد موقعه عادة في البقعة التي شيد عليها معبد مدينة هابو على الضفة الغربية للنيل .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نظرية معبد بتاح في المنف

وفي فترة مابين عصري الأسرتين الثالثة والخامسة ، عندما كانت مدينة منف العاصمة السياسية لكل البلاد ، كانت هناك ثمة ضرورة عقائدية وسياسية معا لإجراء ضرب من المصالحة بين لاهوت هليوبوليس الذي احتل فيه الإله (أتوم) دور الإله الخالق ، وبين لاهوت منف الذي يتمتع فيه الإله (بتاح) بهذا الدور . وعلى ذلك فقد أعلن عن ثامون مقدس يضم ثمانية آلهة بدءا ب(نون) ونزولا بالإله (نفرتوم) بما في ذلك المعبود (أتوم) ، احتواها جميعا الإله (بتاح) متجسدة أشكالها فيه ، والتي لم تكن إلا (بتاح) نفسه ، (فأتوم) هو بمثابة القلب واللسان معا من الإله (بتاح) ، ومظهر هذا القلب المعبود (حورس) ، بينما مظهر اللسان (تحوت) ، وتعبر الفلسفة المنفية عن ذلك مرددة : (في الأصل تم الخلق من اللسان والقلب باعتباره صورة (أتوم) . ولكن (بتاح الأعظم) حبا الآلهة وأرواحها الفعالة بالحياة بفيض من قلبه ولسانه اللذان توحدا منذ البدء في (حورس وتحوت) واللذان هما (بتاح) بعينه الذي يثف تاسوعه المقدس منه كالأسنان التي هي بذور (أتوم) والشفاه التي هي أصابعه ، لأن أتوم قد ولد من بذرته ومن أصابعه . وما هذا التاسوع إلا الشفاه في فم هذا الذي نطق بالأسماء الأولى للأشياء جميعها التي خلقت (شو وتفنوت) وباقي تاسوعه) .

فبالكلمة المقدسة التي استقرت في القلب ثم نطق بها اللسان خلقت كل الآلهة واستكمل التاسوع . وبهذا النسق خلقت الأرواح الفعالة (kas) (جمع (كا)) والأزواج المؤنثة (Hemset) التي خلقت من لدنها ، ومن الكلمة خرج الطعام والمؤن ، وهكذا خلق أيضا الإنسان ، الذي بأفعاله الطيبة له مايحبه ، وبالرديئة له مايكرهه ، فالحياة توهب لمحبي السلام وللخطاة الموت ولقد قدر لأن يكون (بتاح) أعظم الآلهة ، وأضحى راضيا بعد خلقه لكل الأشياء وللكلمات المقدسة ، وتتخلل نصوص الخليقة للمدرسة المنفية فقرات تقدم في سياقها فهما مدهشا للظواهر الفسيولوجية كما تقرر (أن القلب واللسان لهما للآلهة والبشر والماشية وكل المخلقوات والأشياء الحية ، والقلب يحتفظ بالأفكار بينما اللسان ينطق بالكلمة ، فنظة العين وسمع الأذن وشمة الأنف كلها من القلب . فالقلب مصدر كل معرفة ، منه تنجم المهن والأعمال ونشاط الأيدي والأذرع وكل ماسعى على قدميه ، وكل حركة للأعضاء التي تصدع بالأوامر التي يفكر فيها القلب وينطق بها اللسان والكلمات التي تعطي أثرها في إنجاز كل الأشياء) .

وهنا تبدو قصة بدء العالم الذي خلقه (بتاح) معروضة في أسلوب فكري رفيع ففكرة الخلق تبدأ في العقل أو القلب ثم يتحقق من خلال الكلمة المنطوقة للسان أو الأمر ، وما الآلهة الأخرى إلا اللسان والقلب والأسنان والشفاه للإله (بتاح) .

ورغم مرور ألفين من الأعوام على تبلور وصياغة هذا اللاهوت الأسطوري لمنف فإنه قد احتفظ بأهميته ، لدرجة أن الملك النوبي (شباكا Shabaka) أمر بنقله من على خطوط بردي مهشم لينقش على لوحة من الحجر الأسود الصلد ، والحق أن هذا التكوين اللاهوتي ليس له أي مقابل في مثل هذه الفترة المبكرة من تاريخ البشرية .


نظرية الة النهر

لعل جفاف النهر او انهماره ورهبان المعابد كلاهما ساعد بتكوين اسطورةخرافية تسمى بالة النهر في زمن طغا فيه الخيال على العلم الصرف حتى وصل إلى تزويج اجمل فتاة ببكر تزين وتعد طوال حياتها لهذا المصير وهي راضيه مقتنعة بأنها المحضوضة التى غمرها اله النهر بهذا البركة و هذة الفتاة تظل بقاربها المزين بالنقوش والورود والقارب يبتعد عن اليابسة إلى وسط النهر فلا ترى الجموع التي كانت تودعها،لكن الوقع الذي ستكتشفة انها اختيرت لاحد الكهنة الذى يستقبلها هو واعوانة للطرف الاخرمن النهر لتكون حظية أو تغرق قبل ان تصل اليهم

المراجع

  1. ^ ياروسلاف تشرني (1996). الديانة المصرية القديمة. دار الشروق للنشر. {{cite book}}: Check date values in: |year= (help)