مقام الإمامين علي الهادي والحسن العسكري

ضريح الإمامين علي الهادي المتوفي سنة 868 م (254هـ) وابنه الحسن العسكري المتوفي سنة 874 م. يلقب بضريح العسكريين أو بضريح القبة الذهبية التي يبلغ اتساعها نحو 20 مترا ومحيطها 68 مترا لتصبح واحدة من أكبر القباب في العالم الإسلامي. انتهى العمل في قبة الضريح في العام 1905 وتغطيها 72 ألف قطعة ذهبية. ويبلغ ارتفاع كل من مئذنتي الضريح 36 مترا و اللتان دمرتا في تفجير استهدفهما يوم 13 يونيو/حزيران 2007 [1].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ الإنشاء

صورة قديمة للمرقد

حينما نزل الامام علي الهادي (عليه السلام) في سامراء اشترى دارا له ولأسرته في محلة عسكر من رجل يدعى بـ :

دليل بن يعقوب النصراني فسكنها الإمام مع أهله وعياله 

وحينما توفي الإمام أبو الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام في 3 رجب سنة ( 254 ه‍ / 868 م ) ، تم مواراة جسده الطاهر في صحن داره هذه أو في حجرة من حجراتها فكان عمره يوم وفاته 42 سنة، وعمر ولده الحسن يوم وفاة أبيه 22 سنة، باعتبار أنه وُلد صلوات الله عليه سنة 232 هـ، وخرج مع أبيه لسامراء وعمره حينئذ 4 سنوات وأشهر، فبعد هذه التواريخ كلها يكون سكن الإمام الهادي عليه السلام في تلك الدار 18 سنة

وفي 8 شهر ربيع الأول سنة ( 260 ه‍ / 873 م ) وحينما توفي الإمام الحسن العسكري عليه السلام في سنة (874م) ، تم مواراة جسده الطاهر إلى جوار والده الإمام الهادي في نفس الدار طبعاً، وكان الامام الحسن العسكري قد سكن في الدار مدّة 23 سنة وبضعة أشهر

وفي نفس العام(874م) توفيت السيدة نرجس والدة الإمام المهدي عليه السلام والذي ولد في نفس هذه الدار في 15 شعبان من سنة 255 هـ وكانت السيدة نرجس قد ولدته في سرداب الدار، وقد دفنت السيدة نرجس خلف قبر الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بمسافة قليلة

في سنة (274 ه‍ / 887 م ) توفيت السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام فدفنت جوار أخيها، ثم بعد ذلك توفيت السيدة سوسن وقيل حديث أو حديثة والدة الإمام الحسن العسكري عليه السلام، والحسين ابن الإمام علي الهادي، وأبو هاشم الجعفري داود بن القاسم وابنه جعفر، وكل هؤلاء قد تم دفن اجسادهم الطاهرة في دار الإمامين العسكريين عليهما السلام، بعضهم إلى جوارهما وبعضهم بالقرب منهما.

في سنة ( 279 هـ ): ترك المعتمد المدينة ليتخذ من بغداد مستقرا وعاصمة له، قبل ستة أشهر من وفاته سنة ( 279 هـ )، وبعد أن رجوع الخلفاء العباسيون إلى بغداد هجرت مدينة سامراء وأذن ذلك بخرابها.

في سنة ( 280 ه‍ / 893 م ): أغلقت باب الدار بامر من المعتضد العباسي وحتى موته سنة ( 289 ه‍ )

في سنة ( 289 ه‍ / 902 م ): وبعد موت المعتضد العباسي نصب شباك في جدار الدار يشرف منه المارة في الشارع على تلك القبور التي بداخلها، فكان بعض الناس يزورون الإمامين عليهما السلام من وراء الشباك

في سنة ( 332 ه‍ / 44 - 945 م ): قام ناصر الدولة الحمداني الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان التغلبي المتوفى سنة ( 358 ه‍ / 969 م ) الذي كان صاحب الموصل وما يليها، وهو الأخ الأكبر لسيف الدولة الحمداني، وكان بمنصب أمير الأمراء، قام بتشييد الدار من جديد، ورفع جدثي الإمامين وكللهما بالستور، وبنى عليهما قبة صغيرة، وأحاط سر من رأى بسور، ليأمن ساكنوها أو من يريد سكناها، كما بنى دورا حول دار الإمام وأسكنها جماعة.

في سنة ( 337 ه‍ / 48 - 949 م ): أشاد معز الدولة البويهي أبو الحسن أحمد بن بويه بن فناخسرو المتوفى سنة (356 ه‍ / 967 م ) عند دخوله سامراء أول عمارة على شكل مزار بعد أن أكمل عمارة الحمداني، وغير في طرز البناء، فأسس الدعائم، وعمر القبة التي على الضريحين وسرداب الدار، وأقام على القبرين صندوقا خشبيا، وملأ حوض الدار بالتراب بعد أن صارت كالبئر لكثرة ما أخذ الناس من ترابه للبركة، وذلك لأن الإمام العسكري عليه السلام كان يتوضأ به أحيانا، وجدد بناء صحن الدار وسوره، وأنفق في ذلك أموالا جزيلة، كما رتب معز الدولة للروضة والقوام عليها والكتـّاب مرتبات شهرية ليتعاهدوها وزوارها بالخدمات اللازمة.

في سنة ( 368 ه‍ / 78 - 979 م ) قام عضد الدولة البويهي أبو شجاع فناخسرو بن الحسن بن بويه الديلمي المتوفى سنة ( 372 ه‍ / 983 م ) ببغداد والمدفون في النجف الأشرف، بزيارة سامراء، فأمر بوضع سياج من الساج حول المرقدين، ووسع الصحن، وعمر أروقته وستر الضريحين بالديباج، كما أشاد سورا للمرقد، علما بأن عضد الدولة هذا هو أول من أظهر قبر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في ظهر الكوفة بالنجف الأشرف.

في سنة ( 407 ه‍ / 16 - 1017 م ): وقع حريق في بعض أطراف المرقد المطهر، ويبدو أن أضراره كانت طفيفة.

في سنة ( 445 ه‍ / 1053 م ) ترك الأمير التركي أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري المتوفى سنة (451 ه‍ / 1060 م ) وهو من مماليك بني بويه، ترك بغداد، وحل بتكريت، فأمر بعمارة المرقد الشريف عمارة عالية تليق بالإمامين العسكريين عليهما السلام، فعمر القبة والضريحين من جديد، وعمل صندوقين من الساج ووضعهما على القبرين، وجعل رماناتهما من الذهب، فكانت هذه أول قطع ذهبية تهدى إلى مرقد الإمامين عليهما السلام.

في سنة ( 495 ه‍ / 1102 م ): كلف الملك بركيا روق ابن ملك شاه السلجوقي أبو المظفر ركن الدين، رابع سلاطين السلاجقة المتوفى في الثاني من ربيع الأول سنة ( 498 ه‍ / 1104 م )، كلف وزيره مجد الدولة بإجراء إصلاحات على مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، فقام الوزير بالإيعاز لإعادة بناء سور المرقد الشريف، وتجديد جميع أبواب الروضة العسكرية من أغلى وأجود أنواع الخشب، وترميم القبة والرواق والصحن.

في سنة ( 606 ه‍ / 9 - 1210 م ): قام أبو العباس الناصر لدين الله أحمد بن المستضئ بأمر الله الحسن بن المستنجد العباسي المتوفى سنة ( 622 ه‍ / 1225 م ) بتعمير القبة فوق الضريحين، وتزيين الروضة الشريفة من الداخل، وبناء مئذنتين، وتجديد بناء سرداب دار الإمام، وكتابة أسماء الأئمة الاثني عشر عليهم السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وابنته الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام على باب خشبي من داخله في شباك وضعه على صفة ( سقيفة ) في آخر السرداب، ولا يزال هذا الباب موجودا إلى يومنا هذا وبه آثار حريق، كما كتب عليه من الخارج آيات قرآنية واسم الناصر لدين الله، وكانت هذه الصفة في يوم ما موضع حوض ماء يتوضأ منه أو يستحم به.

في سنة ( 639 ه‍ / 1242 م ): وعند استيلاء أبي الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري على بغداد، قام بتعمير وبناء مرقد الإمامين الهمامين العسكريين عليهما السلام ووضع صندوقين من الخشب على ضريحي الإمامين.

في سنة ( 640 ه‍ / 1243 م ): شب حريق داخل روضة الإمامين عليهما السلام، فأتى الحريق على الفرش، واحترق الصندوقان اللذان أهداهما البساسيري، فأمر المستنصر بالله العباسي منصور بن محمد الظاهر بن الناصر لدين الله، المتوفى سنة ( 640 ه‍ / 1242 م ) وهو باني المدرسة المستنصرية ببغداد، باستبدال الصندوقين المحترقين بصندوقين من الساج، كما أوعز بعمارة المشهد الشريف والروضة المباركة وما يحيط بها من سياج ساجي، وإزالة ما أصابها من آثار الحريق، وكان المستنصر قد كلف السيد جمال الدين أحمد بن طاووس أن يتولى الإشراف على أعمال البناء والصيانة.

في سنة ( 750 ه‍ / 1349 م ): قام الأمير أبو أويس الشيخ حسن بزرك الجلائري المتوفى سنة ( 757 ه‍ / 1356 م ) (زعيم الأسرة الجلائرية التي حكمت العراق بين ( 739 - 814 ه‍ / 1339 - 1411 م )) بتزيين الضريح الساجي، وشيد القبة والدار من جديد، وعمل بهوا أمام المرقدين، ثم أمر بنقل المقابر التي في صحن المرقد والتي أخذت تتزايد يوما بعد يوم، أمر بنقلها إلى الصحراء في مقبرة خاصة، كما قام بخدمات جليلة كثيرة.

في سنة ( 1106 ه‍ / 1694م - 1695 م ): وبعد وقوع حريق في داخل الروضة المشرفة نتيجة ترك الخدم لسراج موقد في مكان غير مناسب، مما أدى لسقوط نار منه على بعض الفرش فاحترق، فأخذت النيران تسري في الخشب حتى التهمت صندوقي المرقدين والأبواب، فوصل الخبر إلى الشاه حسين بن سليمان الصفوي المتوفى سنة ( 1142 ه‍ / 29 - 1730 م ) ، وهو آخر ملوك السلسلة الصفوية الرسميين، فأمر بصنع أربعة صناديق في غاية التزيين والترصيع، منهما اثنين لضريحي الإمامين العسكريين عليهما السلام، والآخران - حسب الظاهر - للسيدتين الكريمتين نرجس وحكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، وعمل شباك فولاذي ليوضع فوق الصناديق، ودعم البناء، وزين الروضة من الداخل بخشب الساج، وفرش أرض المرقد بالرخام، وأمر السلطان جماعة من العلماء والأعيان الإيرانيين بمرافقة الصناديق والضريح والهدايا التي أرسلها معهم إلى سامراء والإشراف على عمليات النصب، وكان دخولهم يوما مشهودا، وقد كتب اسم الشاه حسين على واجهة باب الشباك الفولاذي.

في سنة ( 1200 ه‍ / 1786 م ): تصدى الملك أحمد خان الدنبلي أحد أمراء خوي في آذربايجان لعمارة المشهد ، وتولى أحد علماء ذلك الوقت وهو الميرزا محمد رفيع السلماسي الإشراف على نفقات عمليات الصيانة والتعمير والبناء، وبعد رصد المبالغ اللازمة شرع بعمارة الروضة والسرداب بالحجر الصوان والرخام، وقد كان للسرداب باب من جهة القبلة يدخله الزائر بعد زيارة مرقد العسكريين عليهما السلام بأن ينزل درجا ثم يسير في ممر ضيق جدا حتى يدخل السرداب، وفي سنة ( 1202 ه‍ / 1788 م ) ردم الباب من جهة القبلة وجعل للسرداب بابا من الجهة الشمالية، واستبدلت الأبواب الخشبية، ثم شمل البناء الرواق والإيوان والصحن، وجدد بناء السور، وروعي في ترتيب البناء أن يحاكي مرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف في ذلك الوقت، وقد أضاف إلى البناء الجديد صحنا آخر، ورواقا ينتهي إلى السرداب، وبنيت الروضة الشريفة على أجمل طراز، وأحدث فن هندسي، كما شمل الإعمار ضريحي السيدتين نرجس وحكيمة رضي الله عنهما، وقد صرفت مبالغ طائلة على هذا المشروع التجديدي، لكن الأحداث والظروف لم تمهل الأمير أحمد خان، فقد قتل في نفس العام، ودفن في رواق الإمامين في سامراء.

تولى حسين قلي خان إبن أحمد خان المتوفى سنة ( 1207 ه‍ / 92 - 1793 م ) مقاليد الأمور، وحل محل والده، فواصل ما كان أبوه قد ابتدأه فأكمل البهو والأبواب، وزين جامع السرداب بالنقوش، وكتب الآيات القرآنية على أركانه، كما زين القبة بالقاشاني الأزرق المعرق، وأخيرا أعد لنفسه قبرا حفره إلى جنب قبر أبيه في الرواق فدفن فيه بعد وفاته. بقي الميرزا محمد رفيع بعد ذلك ينفق على مشاريع البناء والإعمار حتى تمامه عام ( 1225 ه‍ / 1810 م ).

في سنة ( 1285 ه‍ / 1868 م ): وخلال حكم ناصر الدين شاه القاجاري المقتول سنة ( 1313 ه‍ / 1896 م ) أمر بتعمير وتجديد بناء الروضة المطهرة ففرشت أرضها بالرخام الأخضر الذي جلب من إيران، وجدد الشباك الفولاذي بآخر فضي مذهب التاج، ورخم أرضه، كما أعاد فرش أرض الرواق والبهو والصحن بالمرمر، وأبدل الأبواب، ورمم السور الذي بناه الدنبلي، وأصلح بعض جوانب الصحن المتصدعة والمنهارة، ولأول مرة كسيت القبة المنورة، وأطراف المنائر بالذهب، ونصبت ساعة على السور فوق الباب الرئيس للصحن وهي الساعة الموجودة حاليا، والظاهر أن هذه آخر عمارة أساسية لمرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، الذي كان في كل مرة يزداد اتساعا ورونقا وجمالا، حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من الأبهة والجلال والسعة.

في سنة ( 1287 ه‍ / 1870 م ): قام ناصر الدين شاه بزيارة العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء وسامراء المقدستين وقد حمل معه من التحف والهدايا والأموال الشئ الكثير، ولم يُعلم مقدار ونوع الهدايا التي قدمها لحضرة الإمامين في سامراء، وقد أجريت بعد الزيارة بعض الإصلاحات والإنشاءات الخدمية، من قبيل تبديل الأبواب وتفضيض الشباك وتذهيبه، كما انجزت مشاريع توسعة حول الصحن الشريف بعد ذلك التأريخ .

في سنة ( 1341 ه‍ / 22 - 1923 م ): في عهد ملك العراق السابق فيصل الأول تم توسيع الطرق حول الصحن وبين الدور التي تحيط به.

في سنة ( 1343 ه‍ / 24 - 1925 م ): تم إيصال الماء عبر الأنابيب إلى الصحن المطهر وأنشئت محلات الوضوء ودورات المياه الصحية ، لتسهيل زيارة أفواج الزائرين المتدفقة باستمرار على المرقدين المطهرين.

في سنة ( 1349 ه‍ / 30 - 1931 م ): جلب مولد كهرباء يعمل بالديزل خاص بالمرقد، فنورت الروضة بالكهرباء لأول مرة ونشرت فيها المصابيح، وعلقت الثريات مما زاد المرقدين والروضة جمالا وبهاء إلى بهائها.

في سنة ( 1352 ه‍ / 1933 م ): في عهد ملك العراق السابق غازي الأول المولود في مكة والمتوفى في بغداد بحادث سيارة سنة (1358 ه‍ / 1939 م ) أجريت بعض التوسعات حول الصحن الشريف.

في سنة ( 1359 ه‍ / 1940 م :) وفي عهد الملك فيصل الثاني بن الملك غازي الأول بن الملك فيصل الأول المولود في بغداد عام 1933م والمتوفى سنة ( 1377 ه‍ /1958 م ) في انقلاب أطاح به وحول العراق إلى الحكم الجمهوري، أجريت أيضا بعض الإصلاحات والترميمات الطفيفة وتوسعة الشوارع المحيطة بالحرم المطهر.

في سنة ( 1360 ه‍ / 1941 م ): نقل شباك الإمام الحسين عليه السلام الفضي من كربلاء إلى سامراء لنصبه على ضريح الإمامين العسكريين عليهما السلام بعد أن رمم وأصلح، وفي سنة ( 1367 ه‍ / 1948 م ) أصلح محمد صنيع خاتم الصندوقين الذي على الضريحين.

في سنة ( 1381 ه‍ / 1961 م ): نصب شباك فضي مذهب جديد، وهو الموجود قبل تفجيره مع الجزء الأكبر من حرم وأروقة العتبة المقدسة والقبة الشريفة في الحادث الأثيم يوم 22/2/2006م، وكان قد تبرع به جماعة من الوجهاء العراقيين والإيرانيين بسعي الشيخ محمد حسين المؤيد والحاج علي الكهربائي وغيرهم، وتبلغ أبعاد هذا الشباك ( 3 ) أمتار عرضاً، و ( 6 ) أمتار طولاً، و (50 / 2 ) متراً ارتفاعاً.

في سنة ( 1386 ه‍ / 1966 م ): قدمت إلى الحرم المطهر فرش الحرم بكامله عدا الرواقات بالسجاد الثمين، تبرع به بعض المؤمنين من التجار العراقيين والإيرانيين، بسعي الحاج محمد رضا لطفي في طهران والشيخ محمد حسين مؤيد في الكاظمية المقدسة ببغداد. تخذ البناء الداخلي شكلاً مربعاً تقريباً، حيث يبلغ طوله 146 متراً، وعرضه من جهة الشمال 133 متراً، ومن جهة الجنوب 115 متراً، أما حجرة الأضرحة، فيبلغ طولها 53 متراً، وعرضها 37 متراً، وارتفاعها 11 متراً، وفوق الأضرحة ترتفع القبة الكبيرة، وتقوم هذه القبة على رقبة بارتفاع متر واحد. أما ارتفاع القبة نفسها فيبلغ أربعة وستين متراً، ومحيطها 68 متراً، وقطرها 22 متراً، وتتميز هذه القبة بأنها مكسوة بالذهب، حيث تغطيها 72 ألف قطعة ذهبية . انتهى العمل في قبة الضريح في العام 1905 وتعتبر أكبر قبة مذهبة في العالم الإسلامي يتقدم الحرم طارمة عالية مزوقة بأفانين من الزخارف الإسلامية، كان قد أنفق على إنشائها الحاج عبد الواحد الحاج سكر، رئيس عشائر الفتلة، وأنجزت سنة 1368هـ/ 1948م ويبلغ طولها 37 متراً، وعرضها 8 أمتار، وهي ترتفع في وسطها لتغطي باب الحرم، فيصل ارتفاعها هناك 14 متراً، بينما لا يتجاوز هذا الارتفاع من الجهتين الأخريين 9 أمتار.

للحرم خمسة أبواب، هي: الباب الغربي والباب الجنوبي، ويسمى باب القبلة، ويقع في وسط سوق الهادي، والباب الشرقي، وبابان في الشمال. وفي غرب الصحن الشريف قبة مكسوة بالكاشي الكربلائي الملون البديع، تقع فوق سرداب دار الأئمة عليهم السلام، والذي أصبح مزاراً، فيبلغ محيط تلك القبة 45 متراً، وقطرها 15 متراً قبة سرداب الغيبة الواقعة فوق سرداب بيت الأئمة الثلاثة علي الهادي والحسن العسكري ولحجة بن الحسن عليهم السلام. وتتبع لمدينة سامراء مدن أصغر منها وقرى تضم العديد من مراقد أهل البيت وأصحابهم عليهم السلام، وهي:

مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليه السلام ( ت سنة 252 هـ ) ( 261 هـ).

مرقد الإمام محمد الدري الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الكاظم عليه السلام ( ت سنة 300 هـ).

مرقد بنات الكاظم عليهم السلام في ناحية الدجيل.

مرقد بنات الحسن عليهم السلام في منطقة الجلام.

مرقد آمنة بنت الإمام الحسن عليه السلام.

مرقد إبراهيم بن مالك الإشتر النخعي رضي الله عنهما.

مرقد الشيخ محمد الجاجيري ( ت سنة 590 هـ).

مرقد الشيخ كمر بن هلال ( ت سنة 1200 هـ).

مرقد أحمد الدنبلي الخوئي ( سلطان خوي ) ( ت سنة 1200 هـ).

مرقد محمود الطهراني ( ت سنة 1304 هـ).

مرقد مهدي الشيرازي ( ت سنة 1308 هـ).

مرقد إبراهيم النوري ( ت سنة 1320 هـ).

مرقد محسن الزنجاني ( ت سنة 1321 هـ).


الموقع

يقع الضريح في سامراء أو "سر من رأى" كما كانت تسمى وعلى بعد 124 كلم شمال بغداد في العراق. وهو واحد من بين أربعة مزارات رئيسية يقدسها الشيعة. والأضرحة الأخرى الرئيسية موجودة في النجف وكربلاء وحيّ الكاظمية في بغداد. ويضم الضريح أيضا قبر السيدة حكيمة بنت الجواد عمة الحسن العسكري ، وزوجته السيدة نرجس وهي أم الإمام المهدي آخر أئمة الشيعة. ويظن كثير من السنة أن الشيعة تعتقد أن المهدي ابن الحسن العسكري، الإمام الثاني عشر، اختفى من قبو في هذا الضريج في العام 878 م الا أن هذا الاعتقاد غير صحيح حيث أن الشيعة تقدس هذا المكان لاعتقادهم أنه كان منزل الامام المهدي قبل الغيبة أي في حياة أبيه عليهما السلام.

التفجير

ضريح الامامين علي الهادي و الحسن العسكري بعد تفجير قبة الضريح عام 2006

في صبيحة يوم الأربعاء 22 / شباط/ 2006 قام مسلحون يرتدون زي الشرطة بنسف قبة الضريح و تفجيرها

وفي/حزيران 2007 دمرت المئذنتان الذهبيتان بتفجير آخر

وفي17 نيسان 2009م (اللجنة الفنية لإعمار الروضة العسكرية الشريف) تنجز بناء حرم وقبة وهيكل منارتي مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في 11 شهراً وبأيدي العراقيين فقط، بعد عجز الشركة التركية المذكورة عن الإعمار.

في سنة 2010م تم البدء بتوسيع حرم العسكريين عليهما السلام بنسبة 100% كمساحة أفقية، و200% كمجموع مساحة عمودية، إذ يتكون الحرم الجديد من طابقين.فجر مسلحون مجهولون،

[2].

مصادر

المصادر والمراجع

1 - المنتظم في تأريخ الأمم والملوك، لابن الجوزي.

2 - المسجد المسبوك للملك الأشرف الغساني.

3 - رحلة ابن جبير.

4 - كتاب الحوادث، المنسوب خطأ لابن القفطي، وهو مجهول المؤلف.

5 - موسوعة العتبات المقدسة، لجعفر الخليلي.

6 - تأريخ العراق بين احتلالين، لعباس العزاوي

7 - مزارات أهل البيت وتأريخها، للسيد محمد حسين الحسيني الجلالي.

8 - الإمام الحسن العسكري من المهد إلى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني. 9 - الأعلام ، لخير الدين الزركلي.

10 - تأريخ التمدن الإسلامي، لجرجي زيدان.

11- الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - ص 101- 132.

12 ـ موسوعة الامام المهدي (عليه السلام) للسيد محمد محمد صادق الصدر/ ج1(تاريخ الغيبة الصغرى).

13ـ موقع العتبة العسكرية .

مواقع خارجية