صراع القيسية واليمانية

Underworkmarefa.png

صراع القيسية واليمانية يشير إلى الصراعات والعداوات التاريخية بين قبائل قيس العربية الشمالية وقبائل الجنوب العربي اليمن. ونشأ الصراع بين القبائل داخل جيش الخلافة الأموية وإدارتها في القرنين السابع والثامن. وكان موقف المنخرطين في الصراع متجذر في أصول الأنساب الحقيقية أو المتصورة للقبائل، والتي قسمتهم إلى أحفاد جنوب العرب من قحطان (اليمن) أو أحفاد شمال العرب من عدنان (قيس).

وفي فترة ما قبل الإسلام كان يتركز انتشار القبائل اليمانية، والتي تضم قبائل بني كلب، وغسان، وبنو القين، وبنو عاملة، تنوخ، وجدام، و لخم، في وسط وجنوب بلاد الشام.

وقامت القبائل القيسية، مثل بني سليم، بنو كلاب وبنو عقيل قد هاجروا بمعظمهم إلى شمال سوريا وأعالي الرافدين برفقة الجيوش الإسلامية في منتصف القرن السابع.

ولم يبدأ النزاع بين القيسية واليمانية بشكل واضح إلا بعد عهد الخليفة معاوية الأول، الذي كان منحازاً لنسله العائد إلى السفيانيين، المرتبطين بكلب، القبيلة الشيرة في اليمن، من خلال الزواج والتبعية العسكرية. وعندما توفي آخر الخلفاء السفيانيين عام 684، قرر اليمانيون ضمان استمرار الحكم الأموي للحفاظ على امتيازاتهم، بينما دعم القيسين سعي عبد الله بن الزبير للخلافة. وفي نفس العام، وقعت معركة مرج راهط، والتي هزم فيها اليمانيون القيسيين، ما شكل بداية لسلسة من المعارك الانتقامية والتي عُرفت بإسم "الأيام" لأن المعارك كانت تستغرق عادةً يوماً كاملاً.

وبحلو عام 693، تراجعت الهجمات المتبادلة بين الطرفين عقب حيث تصالح القيسين مع الأمويين ودمجهم في إدارة الدولة. إذ حاول الأمويون الموازنة بين صلاحيات وامتيازات كلا الفصيلين، لكن الصراع عاد للظهور مع إندلاع "الفتنة الثالثة"، والتي قتل فيها اليماني الخليفة الوليد الثاني بسبب اعتماده على القيسيين. واستمرت المعارضة اليمانية في عهد الخليفة مروان الثاني، إلى أن انشقوا وانضموا إلى العباسية عندما قضت على الدولة الأموية عام 750. وخلال الفترة العباسية تضاءل التنافس بين القيسية واليمانية بشكل كبير ذلك بسبب عدم اعتماد العباسيين على دعم أي من الفصيلين. ولكنه استمر على المستوى المحلي بدرجات متفاوتة في القرون التالية، والتي شهدت اندلاع أعمال عنف بين القيسية واليمانية من حين لآخر.

وخلال الحقبة العثمانية، بين القرن السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر، شهد التنافس تجدداً في جبل لبنان وفلسطين، وكان الانتماء إلى أي من الفصيلين، يتجاوزت الفورقات العرقية والدينية، وكانت تولي اهتماماً أقل بالنسب القبلي الحقيقي. ففي جبل لبنان، كان العداء متركزاً بين عشائر درزية، حتى معركة عين دارة عام 1711، التي أدت إلى نزوح جماعي للدروز اليمانين. وفي جميع أنحاء فلسطين، شمل التنافس رجال القبائل البدو وعشائر الفلاحين وسكان المدن، ووقعت معظم المعارك في نابلس ومناطقها المحيطة، وكذلك بحميط القدس. ومع الزمن ونمو المركزية العثمانية، تبدد الخلاف تدريجياً بحلول منتصف القرن التاسع عشر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصول

اختلاف الأنساب

استندت الأصول القديمة للتمايز بين القيسية اليمانية، إلى جذور القبيلة، الحقيقية أو المتصورة؛ سواء من شمال أو جنوب شبه الجزيرة العربية، وكان القيسية من شمال الجزيرة العربية، بينما كان اليمانية من جنوب الجزيرة العربية.[1]ومن الناحية الأنساب، يُعرف تقليدياً أن القبائل الشمالية تنحدر من إسماعيل بينما قيل أن القبائل الجنوبية تنحدر من قحطان.[2] وأحياناً ما تشير المصادر العربية التاريخية إلى العرب الجنوبيين باسم "القحطانيين"، ولكن في معظم الأحيان أطلقوا عليهم اسم "أهل اليمن" اليمانية.[2] بينما كان من النادر أن يُشار إلى عرب الشمال باسم "الإسماعيليين"، ويرجح بأن ذلك بسبب كون المصطلح يشير إلى العرب بشكل عام.[2] وكان يطلق على الشماليين اسم العدنانيون نسبة إلى عدنان، وهو من نسل إسماعيل البعيد، أو سموا على اسم أحد أحفاد عدنان، وهو ابنه نزار (النزارية)، أو نسبوا إلى مضر (المضرية) أو أحد أحفاد مضر قيس (قيسية).[2]كما لم يكن كل عرب الشمال يندرجون ينسبون إلى "مضر" أو "قيس". بل نُسبوا إلى رابعة التي كان موطنها التقليدي شرق شبه الجزيرة العربية، والتي تتبع بنسبها إلى نزار.[2]وبغض النظر عن أصل بنو رابعة، فإن ولائهم كان تأرجح بين القيسية واليمانية، وأشارت بعض المصادر العربية التاريخية إليهم كطرف ثالث في نزاع القيسية واليمانية.[2]

وكان هذا التمييز بين الشمال والجنوب موجوداً بين قبائل شبه الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام.[بحاجة لمصدر]ولكن لم يرد ذكر العداء بين الطرفين في التقاليد العربية الجاهلية.[3] ولم تكن قبيلة قيس بمثابة اتحاد قبلي قبل ظهور الإسلام، ففي التاريخ العربي القديم، كانت تذكر القبائل التي تشكل الاتحاد بشكل فردي وليس جماعياً.[4] وفقا للمؤرخ وليام مونتگمري واط، بدأت في العهد الأموي (638-750)، القبائل العربية تنظم نفسها على أساس الموقع، الشمالية (القيسية) والجنوبية (اليمانية) "لتشكل ما يشبه الأحزاب سياسية".[4] ومن الممكن أن يكون منشأ التنافس اليمانة والقيسية من المنافسة على مناطق الرعي في بلاد الشام بعد الفتح الإٍلامي لها.[5]ورلكن لم يتطور الخلاف إلى صراع مفتوح بينهما إلا خلال الفتنة الثانية (680–692).[6]

التوزع الجغرافي

Map of Syria in the 9th century. The Yaman tribes, including the Banu Kalb, Ghassan, Judham and Tanukh, largely inhabited the districts of Filastin, al-Urdunn and Hims, while the Qays inhabited al-Jazirah, the Byzantine frontier and Qinnasrin

خلال العصرين الأموي والعباسي، تنوعت مراكز انتشار القيسية واليمانية.[7]إذ قُسمت سوريا إدرياً إلى خمس مناطق: فلسطين ومركزها الرملة؛ والأردن ومركزها طبريا، ودمشق ومركزها مدينة دمشق؛ وحمص ومركزها مدينة حمص؛ وقنسرين تمركزت حول خالكيذا.[بحاجة لمصدر] ويُعتقد أن القبائل اليمانية سكنت مناطق جنوب سوريا، أي فلسطين والأردن، "لكن الواقع أكثر تعقيداً"، وبحسب المؤرخ بول كوب. سيطر اليمانيون على الأردن، وتحديداً الأشاعرة منهم، لكن فلسطين كانت موطناً للقبائل اليمانية والقيسية، وقد قام المؤرخ موشيه گيل بتجميع قائمة للقبائل القيسية واليمانية التي سكنوا فلسطين والأردن في أوائل العصر الإسلامي. ومن قبائل اليمانية في فلسطين: قبيلة جذام، وبنو لخم، والغساسنة، ومذحج، وأزد، وقبيلة قضاعة وعشيرتها جهينة، وخزاعة، وحِمير وعشيرتها السيبان، وكندة وزبيد وخثعم وخولان. وكانت قبائل اليمانية في الأردن هي عاملة والأشاعرة. أما قبائل القيسية، ففي فلسطين كانت توجد قبيلة غطفان وعشائرها مرة، وبنو كلب، وعقيل، وتميم، وثقيف، وتغلب وهذيل. وكانت قبيلة القيسية المنتشرة بالأردن هي سليم.[8][9] ومع نهاية العصر الأموي، يبدو أن اليمانيةهم الجناح السائد في فلسطين.[9] وكان أغلب قبائل دمشق، التي شملت مناطق الغوطة، وحوران وشرق الأردن، يمانية، مع وجود أقلية قيسية كبيرة. كما سيطر اليمانيون على حمص، بما في ذلك سهوب تدمر، في حين سيطر القيسية على قنسرين، إلى جانب بلاد ما بين النهرين العليا (المعروفة لدى العرب بالجزيرة الفراتية) والحدود البيزنطية حتى أرمينيا.[7]

كما كانت بعض القبائل اليمانية، مثل بنو كلب، والتنوخيون، وجذام، قد استقروا في سوريا قبل القرن السابع عند الفتح الإسلامي.[7]وشكّلت العديد من القبائل اليمنية الراسخة في مناطقها، تحالفات مع الإمبراطورية البيزنطية، التي كانت تسيطر على المنطقة قبل الفتح الإسلامي، واعتنقت المسيحية؛[10] وظلت بعض أقسام القبائل اليمانية تؤمن مسيحية، حتى بعد الفتح الإسلامي.[5] ونقل الأموين العديد من قبائل القيسية، وتحديداً بنو كلب، وسليم وعقيل، إلى بلاد ما بين النهرين العليا من شبه الجزيرة العربية، وذلك في عهد معاوية الأول (حكم من 661 إلى 680).[7] كما انضم عدد من القبائل اليمانية في جيش معاوية، مثل قبلية كندة والحضارم، إلى القبائل اليمنية الأخرى الموجودة حول حمص.[11]

وكان الصراع في العراق، وتحديداً البصرة متجذراً بين القيسية ومضر من جهة، واليمانية من جهة أخرة، مع الهجرة الجماعية لقبائل أزد الجنوبية من عُمان إلى البصرة قبل الفتنة الثانية مباشرةً.[6][12] وقبلها، كان يسيطر على البصرة رجال قبائل شمالية من فرع مضر، بقيادة قبيلة تميم، وقبيلةربيعة.[12] وأصبح الأزد حلفاء ربيعة، على الرغم من جذور الأخير الشمالية.[12] وبذلك "تشكل أطراف للصراع المستقبلي".[12] ونظراً لأن القوات العربية في خراسان جاءت من حامية البصرة، فقد انتقل الصراع بين القيسية/مضر واليمانية إلى المنطقة الشرقية الشاسعة من أرض الخلافة.[12] وأدت هجرة القبائل القيسية إلى شمال سوريا وأعالي بلاد ما بين النهرين والأزد اليمانية إلى البصرة إلى زعزعة توازن القوى القبلية في هذه المناطق، مما أثر بشكل كبير على نزاع القيسية واليمانية.[13]

العصر الأموي

معركة مرج راهط

يرجح أن الإنقسام والنزاع بين القيسية واليمانية تشكلت بقوة بعد عهد معاوية الأول.[4] وبحسب هيو كندي كانت الخلافات بين القيسية واليمانية حتى ذلك الحين "غير ضارة عموماً".[7]لكن تسبب اعتماد معاوية على قبيلة بنو كلب التي تنحدر منها والدة ابنه يزيد في إثارة القلق بين زعماء القيسية.[4]وفي تلك الفترة انتشرت الفوضى السياسية في جميع أنحاء بلاد الخلافة بعد وفاة الخليفة يزيد عام 683، ثم خليفته معاوية الثاني بعد عدة أسابيع.[14] دون أن يتوفر خلفاء محتملون ومقبولون في الفرع السفياني الحاكم من الأسرة الأموية، والذي كان بنو كلب مصممين على حفاظ الفرع السفياني على السلطة من أجل حماية امتيازاتهم الإدارية والعسكرية التي اكتسبوها في عهدهم.[15]وهكذا قام شيخ قبيلة كلب، حسن بن مالك بن بهدل، بجمع ممثلي القبائل اليمانية في سوريا من أجل عقد شورى في الجابية حيث اختاروا شخصاً أموياً من خارج افرع السفياني، ليكون الخليفة التالي، ووقع اختيارهم علىمروان الذي حكم من 684 إلى 685،[16]وقدم مروان تنازلات سياسية كبيرة لبنو كلب، ما دفع القيسية بقيادة والي دمشق، الضحاك بن قيس الفهري، لدعم عبد الله بن الزبير بمطالبته بالخلافة.[7]

وأقام مروان وبنو كلب معسكراً في مرج راهط، المطل على مقر الضحاك بدمشق، وسرعان ما انضمت لهم قبائل يمانية أخرى مثل الغساسنة وكندة،[17]وطيء والقين وتنوخ.[18] بينما كان القيسية تحت قيادة الضحاك يسيرون نحو معسكر مروان، قاد يزيد بن أبي النمس، سليل الغساسنة، ثورة في دمشق أدت إلى طرد رجال الضحاك من المدينة.[19] وتقاتل الطرفان في معركة مرج راهط والتي استمرت عشرين يومًاً، بدءاً من 18 أغسطس 684.[7] وهزم القيسية الذين كانوا الأكثر عدداً وقتل العديد منهم أثناء انسحابهم.[7]ومنهم الضحاك وثمانون آخرون من أعيان القيسية.[7][19] فيما هرب الناجون القيسية، بقيادة زفر بن الحارث الكلابي من بني عامر، باتجاه الشمالا إلى بلدة الفرات في قرقيسيا وتولى مروان الخلافة في دمشق.[7]

أدت معركة مرج راهط إلى تقسيم القبائل العربية في سوريا إلى اليمانية وقيسية.[7] إذ "كان لدى القيسية الكثير من القتلى للانتقام لهم، وكان من المقرر أن يستمر الخلاف لأجيال".[5] في حين أن مروان "سيكون معتمداً كلياً على القبائل اليمانية التي انتخبته".[7]وفعلاً ساعد اليمانية مروان لتثبيته حكمه في مصر وتمكينه من اختيار ابنه عبد الملك ولياً لعهده، وحكم عبد الملك، من بعد وفاة مروان في 685 حتى 705.[5]كان القادة اليمنيون، ابن بهدل من كلب وروح بن زنباع من جذام، من المؤيدين الرئيسيين لعبد الملك، دوناً عن غيره.[5] وبقي القيسية في أعالي بلاد ما بين النهرين وشمال سوريا تحت قيادة زفر بن الحارث الكلابي بثبات خلف ابن الزبير، وأحبطوا توسع السلطة الأموية إلى المناطق التي يسيطر عليها الزبير في العراق.[20]

معارك "الأيام"

الخليفة عبد الملك بن مروان (685–705)، مُصوراً على هذا الدينار الذهبي الذي صكه، جاهد لحفظ السلام بين القيسية واليمانية.

بعد معركة مرج راهط، بدأ القيسية سلسلة من الهجمات المتبادلة ضد اليمانية،[21] ولا ضد بنو كلب.[22]نظرًا لأن كل مواجهة كانت تستغرق عادةً يوماً كاملاً، فقد تمت الإشارة إلى الغارات من قبل المصادر العربية في العصور الوسطى باسماء "أيام"، وتسمية كل يوم بإسم المكان الذي وقعت فيه المغركة. وكانت مصادر معارك الأيام هي القصائد والقصص العربية المعاصرة التي تم حفظها في كتاب الأغاني، وديوان الحماسة وتاريخ المدائني، والكامل في التاريخ لابن الأثير.[22] يؤكد المؤرخ يوليوس فلهاوزن أن "الروايات موثوقة في الغالب، على الرغم من أنها تفتقر أحياناً إلى الارتباط والتسلسل الزمني".[22] وبدأت سلسلة الهجمات في أعقاب انشقاق القائد القيسي وزعيم قبيلة بنو سليم عمير بن الحباب، من الجيش الأموي خلال معركة الخازر ضد جيش المختار الثقفي، الموالي للعلوين في 686. وألقي باللوم على انشقاق عمير وقواته في هزيمة القوة الأموية. فيما لجأ المنشقون إلى قرقيسيا. [بحاجة لمصدر]

ونفذ غارة "الأيام" الأولى زفر بن الحارث ضد معسكر لبنو كلب، في ضواحي حمص، وقتل فيها عشرين رجلاً من قبيلة بني كلب، وكن التاريخ الدقيق لهذا الهجوم غير معروف بدقة.[22] رد بنو كلب بقيادة حميد بن حريث بن بهدل بقتل ستين رجلاً من قبيلة نمير القيسية، الذين يعيشون في مناطق بنو كلب في تدمر.[22] ما دفع عمير بن الحباب لقيادة هجوم، بالقرب من تدمر، وأسفر الهجوم عن مقتل ما بين 500 و1000 من رجال قبيلة كلب.[22] وتمكن عمير من الهروب من مطاردة حميد بن بهدل له، وعاد إلى قرقيسيا.[23]وتابع عمير انتصاره من خلال قيادة عدة غارات مدمرة ضد قبيلة كلب في أماكن سكنهم في صحراء السماوة، بما في ذلك بئر يُسمى الكعبة، حيث كاد أن يتمكن من قتل زعيم بنو كلب، حميد بن بهدل.[23]وفي النهاية، ونتيجة للهجمات، فرت قبيلة كلب في السماوة إلى وادي الأردن في فلسطين.[23]

وقام عمير بتوطين رجال قبيلة بني سليم على ضفاف نهر الخابور، حيث قاموا بالتعدي على مراعي قبيلة تغلب.[23]وهي قبيلة مسيحية تنتمي إلى ربيعة.[24] وامتدت المناطق السكنية من الخابور شرقاً إلى ما بعد نهر دجلة غرباً.[23] طلبت تغلب تدخل زفر بن الحارث لطرد بنو سليم لكن زفر لم يتمكن من التوسط في النزاع[25] كما تلقى عمير تأييد الزبيريين لمهاجمة تغلب، وبعنف شديد ذبح العديد من رجال قبيلة تغلب في قرية مركدة على الخابور.[26][26]وفي 689، نصبت قوات تغلب كمينًا للقيسية في قرية الثرثار، بالقرب من تكريت.[26][27] إذ استمر القتال ثلاثة أيام،[27] وانتهى بانسحب زفر بن الحارث وأقاربه، إلى قرقيسيا، وتخلوا عن عمير بن الحباب الذي قُتل في النهاية على يد التغلبيين.[28] اللذين أرسلوا رأس عمير إلى عبد الملك بن مروان.[26]

وشرع زفر بالانتقام لمقتل رفيقه، فانتقم من قبيلة تغلب، ووجه لهم ضربة قوية في قرية كحيل على نهر دجلة.[29] كما أعدم 200 أسير من رجال تغلب.[29]وفي عام 691، دفع حصار عبد الملك لقرقيسيا أجبر زفر على الاستسلام عن طريق التفاوض مع السلطة الأموية.[24] وبموجب الاتفاقية، قام عبد الملك بدمج رجال القبائل القيسية في البلاط والجيش الأمويين.[30] وأدى دخول القيسية إلى الجيش الأموي المعاد تشكيله في سوريا إلى إنهاء احتكار اليماني، وبالتحديد الكلبي، لتلك المؤسسة؛ ومنذ ذلك الحين سعى عبد الملك إلى تحقيق التوازن بين مصالح كل فصيل منهما داخل الجيش.[31] ثم هزمت قوات عبد الملك منافسيه أبناء الزبير، ورعاة القيسية، مصعب بن الزبير في العراق في أكتوبر 691 وعبد الله بن الزبير في مكة في سبتمبر 692.[32] وأنهت هذه التطورات هجمات القيسية على تغلب.[33]

وحتى مع اتفاق عبد الملك مع القيسية، استمر الطرفان (القيسية واليمانية) في مهاجمة بعضهما البعض.[34] كماامتدت المعارك إلى الحجاز والعراق، بخلاف معظم المواجهات المبكرة التي وقعت في أعالي بلاد ما بين النهرين وسهوب تدمر.[34] وبذلك انتشر الصراع الذي كانت من حدوده محصورة في سوريا، إلى العالم الإسلامي الأوسع.[34] وكان حميد بن بهدل، مصمماًعلى الانتقام من الخسائر التي تكبدها كلب على بني سليم، ولكن بعد الاتفاق أصبحت القبيلة تحت حماية الخليفة عبد الملك، لذا قرر حميد مهاجمة قبيلة قيسية أخرى وهي فزارة.[33] إذ استقرت أبناء قبيلة فزارة بشكل رئيسي شرق المدينة المنورة، لكن عشيرتهم الحاكمة سكنت الكوفة.[33]كما أنهم لم يشاركوا من قبل في هجمات ضد اليمانية.[33]واستغل حميد أمراً جاءه من الأمير الأموي خالد بن يزيد لتحصيل ضريبة الماشية من الفزارة نيابة عن حكومة عبد الملك.[33]وبهذا الغطاء القانوني، قاد حميد قوة كبيرة من عشائر بنو كلب ضد رجال قبيلة الفزارة في العراق، مما أسفر عن مقتل وجرح الكثيرين.[35] فاشتكى الفزارة عن هذا الاعتداء لدى عبد الملك،[35]الذي استجاب بدفع الدية لهم، واستخدمها الفزارة بدورهم لشراء الأسلحة والخيول.[35]وبين عامي 692 و693، انتقم الفزارة من قبيلة كلب بهجوم مفاجئ على معسكرهم في منطقة آبار بنات قين في السماوة، والذي انتهى بمقتل 69 من رجال قبيلة كلب.[35]وتُعد كانت معركة بنات قين من أشهر الأيام بين القيسية وبنو كلب اليمانية.[35] غضب عبد الملك من هجوم الفزارة، وأمر الحجاج بن يوسف بقيادة حملة ضد الفزارة.[35] لكن قائدي الفزارة الرئيسيين، سعيد بن عيينة وحلحلة بن قيس،[36] استسلموا لتجنب هجوم عسكري ضد قبيلتهم.[35] وجرى إعدام قادة الفزارة لإرضاء قبيلة كلب، التي قبلت ذلك كتعويض عن خسائرهم.[35]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التوازن القبلي في الدولة

كانت قدرة عبد الملك في ضبط الصراع ببن القيسية واليمانية مقتصرة على إصدار التهديدات أو دفع الدية.[34] ورغم نجاحه في تحويل الخلافة الأموية إلى دولة مركزية بيروقراطية مع تقليل الاعتماد على القوات الشامية، إلا أن العداء بين القيسة واليمانة، أوضح مشاكل انتقال الخلافة من النمط البدوي إلى الحياة المستقرة.[34]واعتباراً من 691، أصبح كل فصيل مرتبط بأمير أموي. إذ تحالف القيسية مع شقيق عبد الملك وحاكم بلاد ما بين النهرين العليا، محمد بن مروان، بينما ارتبط اليمانية في فلسطين بابن عبد الملك، سليمان.[37] وكان لهذه الإنتمائات دوراً مهماً خلال التنافس المستقبلي بين الأمراء الأمويين.[37] وبعد تولي الوليد بن عبد الملك، والذي حكم من 705 إلى 715، تصاعدت التوترات بين القيسية واليمانية، لكنها لم تصل إلى درجة اندلاع صراع خطير.[38]وكان الوليد، الذي تنتمي والدته لقبيلة قيسية، قد منح القيسية نوعاً من الامتياز.[38] إلا أن ذلك لم يمنع أن يحافظ اليمنية على تأثيرهم الكبير على الفروع الأخرى من الأسرة الأموية، وبالتحديد مع سليمان بن عبد الملك، وكذلك عمر بن عبد العزيز، الذي حافظ على العلاقات التي أقامها والده مع قادة الجيش اليماني في مصر.[38]ومع تولي سليمان الحكم عام 715، جعل القائد اليماني رجاء بن حيوة من كندة كبير مستشاريه واستعاد اليمانية موقعهم المميز داخل الدولة الأموية.[39]

هناك خلاف بين المؤرخين حول أساس الصراع بين القيسية واليمانية أثناء حكم سليمان وبعده.[39]وتشير المصادر العربية في العصور الوسطى، أن الصراع كان بشكل أساسي تنافس قبلي.[39] ويرى المؤرخ محمد عبد الحي شعبان أن القيسية صاروا يمثلون التيار المؤيد لسياسات التوسع الإسلامي، مع الاحتكار الحكومي العربي الذي تبناه عبد الملك وواليه الحجاج بن يوسف، بينما أيد اليمن تثبيت حدود الخلافة واستيعاب غير المسلمين. العرب في الدولة.[4] واتبع اليمانية وحلفائهم من الخلفاء، مثل سليمان بن عبد الملك (حكم 715–717) وعمر بن عبد العزيز (717–720)، مثل هذه السياسات.[4] فيما يجادل مؤرخون آخرون، بأن الصراع "كان بين فصيلين قائمين على الولاءات القبلية، والتي سعت للسيطرة على الوصول إلى القوة العسكرية والامتيازات التي تصاحبها".[39] ولتحقيق هذه الغاية، كان الهدف النهائي لكل فصيل هو نيل الأفضلية عند الخليفة وتعيينه في مناصب حكام المقاطعات.[39]


أصبحت التحالفات القيسية واليمانية بين القبائل العربية موجودةً في جميع أنحاء الخلافة، وأصبح من الصحبحياد القادة عن كلا المعسكرين. [40] ففي العراق، أصبحت القبيلتان الرئيسيتان، أزد القيسية وتميم اليمانية، هما المكون المركزي فيه.[39]وكما دار التنافس القيسي-اليماني بين القبائل العربية المكونة للجيش الأموي في خراسان.[39] ورغم وصف عمر بن عبد العزيز بأنه مؤيد قوي لليمانية، بسبب جهوده لدمج المجتمعات الإسلامية غير العربية، فمن الواضح أن الخليفة حافظ على سياسة أكثر توازناً فيما يتعلق بالتنافس وسعى إلى إنهاء التمييز القبلي.[41]واعتمد في تعيينه لحكام المناطق على أساسي الكفاءة والولاء لسلطته.[41] لذلك عين القيسي القوي عمر بن هبيرة والياً على الجزيرة الفراتية، وأقال والي العراق وخراسان اليماني يزيد بن المهلب من الأزد لصالح العديد من الحكام، وكان الكثير منهم ليسوا من اليمانيين.[41] ومع ذلك، فقد هددت إصلاحات عمر بن عبد العزيز مصالح القيسية وبعد وفاته عام 720، ساعد القيسية في استعادة النظام القديم من خلال خليفته يزيد الثاني الذي حكم من 720 إلى 724.[42]

وفي عهد يزيد الثاني، ثار يزيد بن المهلب، المنحدر من قبيلة يمانية، في العراق، فاستولى على واسط والكوفة.[42] دون وجود أدلة على أنه كان مدعوماً من قبل القبائل اليمانية في سوريا. وسحقا ثورته على يد مسلمة بن عبد الملك الحليف القوي مع القيسية.[42]ولاحقاً، ومع تعيين عمر بن هبيرة والياً على العراق، جرت عمليات تطهير عنيفة بحق الزعماء اليمانيين بالعراق.[42] وتوفي يزيد عام 724، وتمكن خليفته هشام بن عبد الملك، والذي حكم من 724 إلى 743 من تجنب التورط في التنافس بين القيسة واليمانة، وعيّن خالد القصري من قبيلة بجيلة المحايدة ظاهرياً كحاكم للعراق.[43]وخلال عهد هشام، عاشت الخلافة الأموية أكثر فترات السلم الداخلي،[43]ولم يحدث عنف بين القيسية واليمانية داخل الجيش الأموي خلال تلك الفترة.[44]وقرب نهاية عهده وبسبب حرصه على الحفاظ على الاستقرار بعد وفاته، اعتمد هشام بشكل متزايد على دعم القيسية.[45]ولتحقيق هذه الغاية، في عام 738، استبدل القصري، الذي كان مشكوكاً بتعاطفه مع اليمانية، بالقيسي القوي، يوسف بن عمر من ثقيف، وعيّن مؤيداً آخر للقيسية، وهة نصر بن سيار، حاكماً على خراسان.[45]

الفتنة الثالثة

مقال رئيسي: الفتنة الثالثة

The Qays–Yaman feud persisted, but the caliphate remained stable and prosperous by the time of Hisham's death in 743.[46] However, this situation unraveled as a result of the policies and incompetence of his successor, al-Walid II (r. 743–744).[46] The latter left the state administration largely in the hands of Hisham's Qaysi appointees, and his arrest of the Yaman's patrons among the Umayyad family, rallied the Yaman against his rule.[46] Walid II's governance was seen by members of the Umayyad family as so egregious that a section of them led by Yazid III decided to depose him, an unprecedented action in Umayyad dynastic history.[46] Though much of the Umayyad family and other leaders were reluctant to back Yazid III, the Yamani tribes, partly led by the Kalbi chieftain Mansur ibn Jumhur, provided him critical support; the Yaman were motivated by a desire to reestablish their once dominant position in the state.[47] The rebels captured Damascus, then besieged and killed Walid II in the vicinity of Palmyra in 744.[47] Consequently, the Qays–Yaman conflict violently intensified.[47] Kennedy asserts:

It would be wrong to imagine that all members of these two groups were implacably hostile; it would seem that the violence was begun by extremists like Yusuf ibn Umar for the Qaysis and Mansur ibn Jumhur for the Yamanis, but once it had begun, it was very difficult to stop and came to involve the whole Syrian army and political elite. It was this fatal division, more than anything else, which destroyed [the] Umayyad government.[47]

Yazid III's reign lasted six months, during which he briefly appointed Ibn Jumhur governor of Khurasan. He was succeeded by his brother Ibrahim ibn al-Walid, but in December 744 the latter was overthrown by Marwan II (r. 744–750), a strongman favored by the Qays of Upper Mesopotamia and the Byzantine frontier zone.[48] The Qays were the only part of the Syrian elite that backed Marwan II's usurpation,[49] after which the leaders of Yaman were driven out of Syria.[49] A rebellion in the Kalb stronghold of Homs ensued, but was suppressed by Marwan II in 746.[49] Opposition to Marwan II sparked rebellions in the provinces east of Syria, with Ibn Jumhur throwing his lot with the Alid rebel Abd Allah ibn Mu'awiya.[49]

Marwan II dispatched the Qaysi Yazid ibn Umar to suppress the Alid-Yamani revolt in Kufa.[49] Ultimately, the Yaman of Syria and Iraq, and the Kharijites under al-Dahhak al-Shaybani, were defeated by Marwan II's forces and a respite in the war was achieved by the spring of 748.[49] However, by December 748, the Abbasid Revolution in Khurasan was in earnest and its leader, Abu Muslim, drove out the Qaysi governor Nasr ibn Sayyar from Merv and advanced westward.[49] Yazid ibn Umar dispatched the Qaysi generals Nubata ibn Hanzala of Kilab and 'Amir ibn Dubara of Murrah to halt Abu Muslim's march, but they were defeated by Qahtaba ibn Shabib of Tayy.[50] Iraq, with the exception of Qaysi-held Wasit, was conquered by the Abbasids under as-Saffah (r. 750–754) in October 749.[50] Qaysi troops rallied behind Marwan II as he advanced against the Abbasids, but he was decisively defeated at the Battle of Zab in February 750;[50] Umayyad power all but diminished as a result.[50] When the Abbasid army reached Damascus in pursuit of Marwan II, Yamani tribesmen facilitated their entry into the city.[50]

Post-Umayyad period

Though the Abbasid Revolution was "hotly pro-Yaman and anti-Qays", once the Abbasids consolidated power they "took up the tribal balancing policy of the defunct Umayyad regime", according to historian Khalid Yahya Blankinship.[51] Much of the Qaysi leaders of Upper Mesopotamia and the Byzantine and Armenian frontiers, including Marwan's close ally, Ishaq ibn Muslim of Uqayl, eventually embraced the Abbasids.[52] However, in the immediate aftermath of the Abbasid annexation of Syria in 750, the Qays of Qinnasrin led by Abu al-Ward and the Yaman of Hims and Palmyra led by the Umayyad nobleman Abu Muhammad al-Sufyani launched a revolt to reinstate Umayyad rule.[بحاجة لمصدر] However, the Qaysi–Yamani coalition was defeated relatively quickly by the Abbasids, with the Qays in particular suffering heavy casualties.[بحاجة لمصدر]

Following the collapse of the Umayyads and relocation of the caliphate's capital from Syria to Baghdad, the political significance of the Qays and Yaman factions diminished considerably.[1] Watt asserts that "little is heard of the hostility" between Qays and Yaman following the advent of the Abbasids.[4] Nonetheless, throughout the following centuries, Qaysi–Yamani alignment continued to serve as an "organizing principle for all sorts of feuds within or between tribes, clans, and neighborhoods, not just in Syria, but more generally throughout the Arab world", according to historian Robert Irwin.[1] With time, the feud transcended nomadic Arab tribes and even Arabs in general; the Qays–Yaman division also existed among Kurds and Berbers.[53]

Irwin asserts that in contrast to the scholarship devoted to the Qays–Yaman feud during the Umayyad era, the "importance of Qays and Yaman loyalties in the Mamluk period has been largely neglected" by historians.[54] During the Mamluk period in Syria, nomadic Arab tribes (ʿurban or ʿarab), semi-nomadic Arab tribes (ʿushran or ʿasha'ir) and, to an extent, non-Arab tribes or groups often claimed belonging to either the Qays or Yaman factions.[54] Historian William Popper wrote that the asha'ir, particularly the Druze, of the hills and valleys around Safad, Wadi al-Taym and Jabal Amil sometimes organized themselves along Qays and Kalb (Yaman) lines during the Mamluk period.[55] During some occasions in which non-mamluks (those not part of the manumitted slave soldier tradition) partook in the internecine warfare between the Mamluk elite, they took up the Qaysi or Yamani label.[54] For the most part, Qaysi–Yamani feuding does not appear to have played a role in the tribal strife of the early Mamluk period.[56] The division became more pronounced, or at least recognized by Mamluk historians, during the closing decades of the 14th century.[57] Even then, references to the factional feud were sporadic and do not establish the rivalry's continuity during the Mamluk era.[58]

Ottoman era

Damascus and environs

During the early Ottoman era, the inhabitants of Damascus divided themselves along Qays–Yamani lines, with the residents of Bab al-Jabiya, al-Shaghour, Salihiyya, Shaykh Raslan, Masjid Aqsab and Qubeibat affiliated with the Qays and the residents of al-Midan, Mazabil and Mahruqa belonging to the Yaman. In the environs of Damascus, the chiefs of Zabadani, Wadi al-Taym and the Marj area (south of the city), and the Harfush dynasty of Baalbek were all Yamani.[59]

Mount Lebanon

In Mount Lebanon during Mamluk rule, the local Druze nobility was split along Qaysi–Yamani lines, with the Alam al-Din and Buhtur families representing Yaman and Qays, respectively.[60] When the Ma'an family supplanted Buhtur in 1516, the Qaysi clans rallied around them.[60] The Yaman under Alam al-Din temporarily prevailed against the Ma'an under Emir Qurqmaz, but the latter's son Fakhr ad-Din II, successfully reasserted Qaysi dominance in Mount Lebanon until his death in 1633.[60] Afterward, a Yamani attempt to control Mount Lebanon led to a massacre and civil strife, but by 1635 and until the end of the 17th century, the Qays under Ma'an leadership remained dominant.[60] The Sunni Muslim Shihab dynasty replaced their Ma'an kinsmen as the leaders of the Qaysi Druze after the Ma'an's chief died without progeny in 1697.[60] In 1709, the Qays lost their position in Mount Lebanon at the hands of the Yaman, but the latter were dealt a decisive blow during the Battle of Ain Dara in 1711, in which numerous Yamani fighters and the entire leadership of the Alam al-Din family were killed.[60] Afterward, the Yamani Druze, besides the Arslan clan, emigrated from Mount Lebanon, with most taking refuge in the Hawran. The Battle of Ain Dara essentially ended the Qays–Yaman feud in Mount Lebanon.[60] From then on, feuding factions were known after their leading clans.[60]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

Palestine

Qays–Yaman affiliation in Palestine had an extensive history.[60] However, many who adhered to either Qays and Yaman, including some of the factions' leading families, such as the Abu Ghosh, were not ethnic Arabs, but of Circassian, Kurdish or Turkmen stock.[60] Meanwhile, families that did claim Arab origin chose allegiance with either Qays or Yaman without much consideration to their north or south Arabian lineage; sometimes, branches of the same clan adhered to different factions because of intra-family disputes.[60] Bedouin tribes, peasant clans and townspeople all identified with one or the other faction, including families whose origins were not clear.[60]

According to Marom, "In the eighteenth century, the hinterland of Nablus suffered from civil strife due to the Qays (northern Arabians) and Yaman (southern Arabians) rivalry. Most of society—including fellahin (the peasantry), Bedouins and ahl al-mudun (townsfolk) was afliated with one of these factions. The strife disrupted rural life, precipitating emigration and village formation in areas that were less densely populated".[61] Indeed, according to historian Ihsan al-Nimr, the northern section of Jabal Nablus was designated for the Yaman, while the southern part was given to Qays by Mamluk sultan an-Nasir Muhammad (r. 1293–1340, with interruption).[60] During Ottoman rule throughout the 16th century, there were frequent clashes between families across Palestine based on Qays–Yaman divisions.[60] Most of the fighting was concentrated in the hinterlands of Nablus and Jerusalem during the 18th and 19th centuries.[60]

List of Qays–Yaman affiliations

As seen in sources from the 18th and 19th centuries, the tribal division is shown in the following examples:[62]

ملاحظات

المراجع

  1. ^ أ ب ت Irwin 2003, p. 253.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Crone 1994, p. 2.
  3. ^ Crone 1994, pp. 2–3.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Watt 1991, p. 834.
  5. ^ أ ب ت ث ج Kennedy, p. 80.
  6. ^ أ ب Crone 1994, p. 3.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Kennedy, p. 79.
  8. ^ Gil, pp. 132–133.
  9. ^ أ ب Gil, p. 133.
  10. ^ Rihan 2014, p. 179.
  11. ^ Kennedy, pp. 79–80.
  12. ^ أ ب ت ث ج Hawting 2000, p. 54.
  13. ^ Hawting 2000, p. 55.
  14. ^ Kennedy 2004, pp. 77–78.
  15. ^ Kennedy 2004, p. 78
  16. ^ Kennedy 2004, pp. 78–79.
  17. ^ Hawting, p. 59.
  18. ^ Hawting, pp. 60–61.
  19. ^ أ ب Hawting, pp. 59-60.
  20. ^ Kennedy 2004, p. 81.
  21. ^ Wellhausen 1927, p. 201.
  22. ^ أ ب ت ث ج ح Wellhausen 1927, p. 202.
  23. ^ أ ب ت ث ج Wellhausen 1927, p. 203.
  24. ^ أ ب Stetkevych 2002, p. 85.
  25. ^ Wellhausen 1927, pp. 203-204.
  26. ^ أ ب ت ث Wellhausen 1927, p. 204.
  27. ^ أ ب Bell 1903, p. 210.
  28. ^ Marsham 2009, p. 104.
  29. ^ أ ب Wellhausen 1927, pp. 204-205.
  30. ^ Kennedy 2004, p. 84.
  31. ^ Kennedy 2004, pp. 86–87.
  32. ^ Stetkevych 2002, pp. 85–86.
  33. ^ أ ب ت ث ج Wellhausen 1927, p. 205.
  34. ^ أ ب ت ث ج Kennedy 2004, p. 87.
  35. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Wellhausen 1927, p. 206.
  36. ^ Bravmann, M. M. (2009). The Spiritual Background of Early Islam: Studies in Ancient Arab Concepts. Leiden: Brill. p. 319. ISBN 9789047425328.
  37. ^ أ ب Kennedy 2004, p. 86.
  38. ^ أ ب ت Kennedy 2004, p. 90.
  39. ^ أ ب ت ث ج ح خ Kennedy 2004, p. 91.
  40. ^ Kennedy 2004, pp. 91–92.
  41. ^ أ ب ت Kennedy 2004, p. 92.
  42. ^ أ ب ت ث Kennedy 2004, p. 93.
  43. ^ أ ب Kennedy 2004, p. 94.
  44. ^ Blankinship, p. 98.
  45. ^ أ ب Kennedy 2004, p. 96.
  46. ^ أ ب ت ث Kennedy 2004, p. 97.
  47. ^ أ ب ت ث Kennedy 2004, p. 98.
  48. ^ Kennedy 2004, pp. 98–99.
  49. ^ أ ب ت ث ج ح خ Kennedy 2004, p. 99.
  50. ^ أ ب ت ث ج Kennedy 2004, p. 100.
  51. ^ Blankinship 1994, p. 99.
  52. ^ Kennedy 2004, p. 111.
  53. ^ Irwin 2003, pp. 253–254.
  54. ^ أ ب ت Irwin 2003, p. 254.
  55. ^ Popper, p. 255.
  56. ^ Irwin 2003, pp. 256–257.
  57. ^ Irwin 2003, p. 257.
  58. ^ Irwin 2003, p. 263.
  59. ^ Bakhit 1982, p. 190, note 11.
  60. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض Baer and Hoexter, p. 834.
  61. ^ Marom, Roy (2021-06-09). "The Abu Hameds of Mulabbis: an oral history of a Palestinian village depopulated in the Late Ottoman period". British Journal of Middle Eastern Studies. 48 (2): 87–106. doi:10.1080/13530194.2021.1934817. ISSN 1353-0194. S2CID 236222143.
  62. ^ Yitzchak Ben-Tzvi, The land of Israel and its settlement in the Ottoman period, Jerusalem: Bialik, 1955.
  63. ^ Le Strange, 1890, p. 469

ببليوجرافيا

وصلات خارجية