قبيلة قضاعة


لقد اختلف النسابون في أصل قضاعة على ثلاثة أقوال ، منهم من أرجع نسبه إلى حمير. و منهم من جعله الابن البكر لمعد. و منهم من صيره جذماً مستقلاً كجذمي قحطان و عدنان. و الإختلاف في أصل قضاعة قديم و شائك و يرى أكثر المؤرخين و النسابين على أنه من حمير من قحطان ويرون أنه : قضاعه بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان و يعرب هو أصل عرب اليمن و بنو قحطان يقال لهم العرب العاربة.

و يرد بعض الباحثين هذا الاختلاف إلى عوامل سياسية و قبلية نشأت في بداية العصر الاموي نشب بسببها نزاع كبير بين النسابين العدنانيين و القحطانيين حول أصل قضاعة و تعد قضاعة عامل ترجيح مهم بصفتها إحدى كبريات القبائل في الشام في تلك الفتره خاصة في أيام معاوية (رضي الله عنه ) و في و في الفتن التي وقعت في عهده لذلك انقسمت قبائل قضاعه التي في الشام إلى فرقتين في وقعة صفين إذ أنضم بعضهم إلى علي ( رضي الله عنه ) أما فضاعه دمشق و الأردن فقد انضموا لمعاوية ( رضي الله عنه ) و قد انتهى النزاع حول نسب قضاعه في تلك الفترة بنسبتها إلى حمير ابن سبأ . و يروي الإخباريون أن قضاعه كان مقيماً في اليمن أرض آبائه و أجداده و حصل له خلاف مع وائل ابن حمير هاجر بسببه إلى الشحر و أقام هناك مع أبنائه و صار ملكاً عليها إلى أن توفى بها فقبره هناك.

و ينقل الهمداني عن وهب ابن منبه أن قبر قضاعه اكتشف في اليمن زمن الملك عمرو ذي الأذعار الحميري و فيه عمود مكتوب عليه بالمسند على باب مغارة : (( هذا قبر قضاعه بن مالك بن حمير ملك ثلاثمائة عام و مات ادخل و اعتبر و اخرج و ازدجر)) و في داخل المغارة وجد فوق القبر لوح من الذهب مكتوب عليه بالمسند : (( أنا قضاعه بن مالك بن حمير )

أما مساكن قضاعه و مراعي أغنامهم فقد جعلها البكري جُده من شاطئ البحر و ما دونها إلى منتهى ذات عرق و إلى حيز الحرم من السهل و الجبل

وواضح من تحديد البكري لمساكن قضاعه في هذه الجهات تأثره بالقول : إن قضاعه من معد و يذكر البكري أيضاً أن نزار بن معد اجتمعت على قضاعه فاقتتلوا فقُهرت قضاعة و أُجلوا عن منازلهم و ظعنوا منجدين. و ذكر البكري رواية الأصفهاني حول جلاء قبائل قضاعه ، ثم قال : ((قال ابن شبة : ثم ظعنت قضاعه كلها من غور تهامة ). و تشير رواية ابن شبة حول تفرق قبائل قضاعه عن غور تهامة أنهم سارو إلى الشام و منهم من اتجه إلى أطراف الجزيرة ، و بعضهم سار إلى اليمن مثل بلي و بهراء و خولان ، و بعدما تموجت قضاعة داخل الجزيرة العربية و خارجها رجع بعض قبائلها إلى موطنهم الأصلي تهامة و الحجاز و تفرقوا فيها. يقول البكري : ((و كان أول من طلع من قضاعه إلى أرض نجد فأصحر في صحرائها جهينة و نهد و سعد هذيم بنو زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه...فأقاموا بها زماناً حتى كثروا(. و يروي البكري أيضاً عن الهمداني في سبب تفرق قضاعه على وجه آخر حيث يرى أن اختلاف قبائل قضاعه على أميرهم زيد بن ليث بن سود عندما صاروا بالحجاز و هم يريدون الشام سبب رئيسي في تفرقهم ، يقول الهمداني عن تفرق هم حتى القرن الرابع الهجري : (( فمنهم من رجع إلى اليمن و نسلهم بها إلى اليوم و هم بلي و بهراء و مجيد أبناء عمرو ، و أقام زيد بن ليث بالحجاز فافترق بها نسله : سعد و عذره و جهينة و نهد . فأما نهد فارتفعت إلى نجد العليا ، و قد كانت دهراً بتهامة ، و أما من مضى من قضاعه إلى الشام و مصر و البحرين فنسله بها إلى اليوم و هم كلب بن وبرة و تنوخ و سليح و خشين و القين )

أما أبناء قضاعه فيذكر النسابون أن له ولداً اسمه إلحاف ، و لم يعقب قضاعه ولداً غيره فولد إلحاف بن قضاعه : عمران و عمرو و أسلم –بضم اللام- و من هؤلاء الثلاثة تفرعت قبائل قضاعه . فمن بني عمرو بن إلحاف بن قضاعه : حيدان و بهراء و بلي . و من بني أسلم بن إلحاف بن قضاعه : سود ، الذي أنجب : ليثاً و حوتكة و إياساً . وولد ليث بن سود بن أسلم : زيد وولد زيد بن ليث : سعد هذيم و جهينة و نهد . و أظهر قبائل مجموعة أسلم جهينة و سعد هذيم و نهد أبناء زيد بن ليث بن سود بن إلحافي ( إلحاف ) بن قضاعه ، و يروي الإخباريين أن عز قضاعه و شرفها في بني نهد، و كان أول بيت في قضاعة في حنظلة بن نهد ، و كان صاحب فتاحتهم و هو حكمهم الذي يحكم به، و تفرق بنو نهد بن زيد بن ليث إلى بطون كثيرة ، منهم من دخل في قبائل أخرى ، و منهم من سكن الجنوب و أكثرهم استقر في منطقة نجران و وادي تثليث و البلدان التابعة لها و منها الهجيرة .

و يشير القلقشندي إلى أن المشهور من قبائل قضاعه في الجاهلية و الإسلام حتى القرن التاسع الهجري سبع قبائل هي :

1- جهينة : و هم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه . و هي قبيلة كبيرة تسكن الحجاز و لهم بقايا في مصر. و ما تزال تحتفظ باسمها و بكثير من أماكنها حتى الآن . 2- بلي : و هم بنو بلي بن عمرو بن إلحاف بن قضاعه ، منازلهم بالحجاز و بعضهم نزح إلى مصر. و ما تزال بقية هذه القبيلة في أماكنها إلى الآن ، و النسبة إليهم بلوي . 3- كلب : و هم بنو كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعه . ومنهم حلفا في قبيلة جهينة وهم بنو كلب ويتفرع منهم الزهيرات وذوي سحيم وكانوا في الجاهلية ينزلون دومة الجندل ، و تبوك ، و أطراف الشام. 4- عذرة : و هم بنو عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعه ، و إليهم ينسب الحب العفيف ، و يضرب المثل بالحب العذري . 5- بهراء : و هم بنو بهراء بن عمرو بن إلحاف بن قضاعه ، انتشروا في القرن التاسع الهجري ما بين بلاد الحبشة و صعيد مصر ، و كثروا هناك. 6- جرم : و هم بنو جرم و اسمه علاف بن ربان بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعه . و قد سكنوا نجداً مدة من الزمن و رحلوا. 7- بنو نهد . والنسب إليهم النهدي

وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي يقول أن العرب يرجعون إلى ولد ثلاث رجال هم -عدنان - قحطان - قضاعة وفي قضاعة يقول

انجب قضاعة الحافي الذي انجب أسلم و عمرو ومن عمرو ظهرت قبائل بنو حيدان وينو بهراء وبنو بلي أما اسلم فأنجب ســـود وأنجب ليث ومنه زيد وأنجب حوتكة بنو حميس وإياس بنو عذرة ومن زيد سعد هذيم وجهينة وهو أول من سكن الصحراء من العرب و نهد وجهينة أنجب قيس ومودوعة ومن قيس خرجت بطون قبائل جهينة قديما وهم غطفان وغيان واسماهم رسول الله صلى الله علية وسلم بنو رشدان ومن غيان ذبيان ومنهم جدارة وعامرا وسعدا والحرقة وحمس وثعلبة وهولاء سكنوا غرب الجزيرة وشمالها الغربي ومنهم اليوم بطون كثيرة من قبائل جهينة في العصر الحديث ومن ابناء غيان الربعة وهولاء سكنوا الكوفة بالعراق أما غطفان بن قيس فأنجب مالك وعوفا وهولاء سكنوا الحجاز ومن مالك نصرا وقانصة وعاتبة والشلل وعجبا ومنهم يتفرق اليوم عدد كبير من فروع جهينة بالحجاز وشمال الجزيرة بالأردن وفلسطين وبلاد الشام وأبناء نصرا بن مالك غير كاهل رفاعة ولحمة وزهرة وكدادة وبذيل وجذيمة وهولاء سكنوا مصر وشمال افريقيا والسودان وأكثر قبائل جهينة سكنت الحجاز وامتدت على طول الساحل الغربي الشمالي من غرب المدينة بمحاذات البحر وما حوله إلى فيض وادي الحمض في البحر شمالا حتى العصر الحديث وهؤلاء يرجعون لمالك ( بنو مالك ) وموسى ( بنو موسى ) وأغلبية فخوذ قبائل جهينة اليوم منهم

ومن هذه القبائل بالعصر الحديث كما أوردها النسابة والمهتمين بتاريخ القبائل العربية مايلي :

بنو مالك ومن فروعه القبائل التالية :

قبائل بني إبراهيم بني إبراهيم ملاك ينبع النخل منذ القدم وهم عدد من قبائل جهينة اجتمعوا وتحالفوا معا ضد كل غازي لبلاد ينبع النخل . ومن قبائل بني إبراهيم غير المشادقة الجرسه والصراصرة وأحلافهم وقد اجتمعوا يوما لنصرة جيرانهم أشراف ينبع النخل ضد أشراف مكة فسار بينهم وبين الأشراف حلف عرف بحلف بني إبراهيم ومن هذه القبائل مايلي

المشادقة وهم أبناء محمد الذي أنجب بطيحان جد المشادقة والذي يعرف قبره اليوم بقبر المشد ق شمالي ينبع النخل ومنه تفرع مشادقة جهينة وهم ذوي شاهر ينقسمون إلى ذوي سعيد وذوي عواد وهم ابناء عودة بن عواد عيسى ومحمد وأحمد وحامد وذوي عيد وذوي سعد وذوي عياد وذوي حيلان وهولاء هم ابناء شاهر بن سليم بن سلامة بن سليمان بن بطيحان المشدق ومنهم الشيخ عيد بن رجاء المشدق وهم أكثر فروع المشادقة اليوم و منهم من نزل بالأجرد بالسميراء ومنهم من بقي بينبع النخل وذوي سالم ينقسمون إلى : ذوي حمد وذوي محمد وذوي أحمد وينقسمون إلى : ذوي وصل واصل ومنهم الشيخ أحمد بن حامد وذوي عبدالله وينقسمون إلى : ذوي مطلق وذوي سليمان ومنهم الشيخ عبدالله بن مطلق وذوي مليح ينقسمون إلى : ذوي حسن وذوي جمعة وذوي عتيق وذوي شعيب منهم تفرع ابناء صالح : ومنهم اليوم شيخ المشادقة عبدالله بن سليم المشدق ذوي مرشد : ومنهم تفرع أبناء رجا الله بن عواد الصفراني العليوني الصراصرة وهم المسافرة والشطارية والفقهاء والمساوية و الصيايدة والقبسان والشهابين الجرسه ومنهم الحلاتيت والدسابكة وذوي حمود أحلاف بني إبراهيم الأشراف الشريف العياشي وذوي هجار وذوي هزاع وذوي المحاميد والقروون الزوايده الحضرة و العقاب والمسايرة والمعاقلة العوامرة المشري والطوالين والعلاث والغضيان قوفة القضاة والعرفاء والكشوش والدبسه والعنينات والحصينات والحشاكلة والمرارات والموالبة والمشاعلة والربيات والكتنه والشطفه والهدبان الد بـســـة الرحامين الشواوقة المهدة البرانيق عروة القرون والشلاهبه والجماملة والمسعد والبوينات والمهادية واللبدان والاخاضرة والجعادنه والجراجرة والفهود والشواقفة و الصوالحة بنو كلب الزهيرات والعرافين والحفزه والزيود والسكان رفاعة المشاهير والحساونة والعتايقة والوهبان والمدارجة والبشاتين والنوابهة والبراطمة والثقفاء والفداعين والحريبات والنقران والقبسان والثرود وذوي جودة وذوي قطيل السمرة المرادسة والمضاعين والمضحى والعطية والعقب والطبسة الفوايدة الحوافظه والشوايطة والعرور والرفايقة والمرزوقي والنطعاني حبيش المساحير والضواحكة والتولات والقنينات والتيسه والحمر والصبيحات الحمده وينقسمون إلى عدة فروع سكنوا أملج منذ القدم بنو موسى ومن فروعه القبائل التالية : المراويين ذوي غنيم ومنهم شيخ شمل قبيلة جهينة الشيخ صياح بن سعد بن غنيم المرواني الجهني والنمسة والزرفان والحمدان والمحاسنة والمقبل والملحان والعلاقين والفحامين والنطايطة و النوافعة والمريواني والربضة والمطر نزه الحجور السماليل والملافية والوثارية والموانعة والغزوز والرويشدي الجرادين، والكيتان ، والطوالعة والمشاحنة ذبيان المصلح والهميمات والخيطة والشعاعبة والسواحيت والمداجنة والغربان والعطيفات العلاوين الموال والحلاتيت والفقهاء والصقطان والشنادرة و ذ وي عمار و المطيرات و الاذينات و الصوادره و الجودات و الهلابين و الردافين و الفوازعه سنان البعران والحميد والفواحجة والخددة والدحالين والشمسة والشوارية والنشاة والشواهرة والازايد والحمده المحايا الجلادين والعسالين والمغازلة الخمرات عنمة العتايقه و الصقره و المسكه و العوده والحوافظه والسعافين الجهابلة في أملج الحساسنة والمحايا والسمرة والعقيبي وهناك فروع كثيرة لقبيلة جهينة العريقة التي تمتد فروعها في عدد من الأقطار العربية بالمملكة العربية السعودية الموطن الأصلي للقبيلة والمملكة الأردنية وسوريا وفلسطين والعراق ومصر والسودان وليبيا وقطر وقد يلاحظ عدم ذكر احد الفروع أو الفخوذ لأني كما ذكرت في التعريف بنسب جهينة أن هناك من تفرع منذ القدم من القبيلة الأصل ونزحوا في بلدان أخرى غير الجزيرة العربية لهذا لم يتم ذكرهم وأقتصر الذكر على من عرفنا بالمملكة العربية السعودية لهذا جرى التنويه

ولعلي أختم هذا التعريف بالنسب الجليل للقبيلة العريقة جهينة بهذه الأبيات للشاعر سعيد بن عقبة الجهني الذي عاش بالقرن الثاني للهجرة بينبع في قرية سويقة وقد مر بسويقة في حالة هي أشبه بها اليوم لذا وددت ذكر شئ من قصيدته

انني مررت على دار فأحزنني لما مررت عليها منظر الدار

وحش خلاء كان لم يغن ساكنها لمعتفين وقطــــان وزوار

من للأرامل والأيتام يجمعهم شتى المورد من جلس وأكوار

مأوى الغريب وساري الليل معتسفا وعصمة الضيف والمسكين والجار

بها مساكن كان الضيف يألفها عند التنسم من نكباء مهمار

فيها مرابط أفراس ومعتلج وحامل اخريات الليل من مار

فيها معـــــالم إلا أنها درســت من واردين ونــــــزال وصــدار

ثم انجلت وهي قد بادت معالمها ألقى المراسي فيها وابل سار

وخاويات كساها الدهر أغشية من البلى بعد سكان وعمار

جار الزمان عليها فهي خاشعة طورين من رائح يسري وأمطار

فغاضت العين لما عيل مجرعها فيض القرى إذ جفت عنه يد القاري

ودارت الأرض بي حتى اعتصمت بها واصطك سمعي بعرفان وإنكار

إلى نهاية القصيدة وهي طويله ولكنها رائعة تصف الحياة بينبع النخل وتصف كرم أهله للضيوف والنزلاء والحجاج وهي تذكرني بحال ينبع الآن بعد انقطاع عيونها وهجرة أهلها . أعادها الله العلي القدير ينابيع وعيون ونخيل كما كانت . أدخل النص غير المنسق هنا