تمرد أورلوڤ

تمرد_اورلوڤ
Orlov revolt
جزء من الحرب الروسية التركية
Map of the Russo-Turkish War (1768–1774) and Orlov Revolt (1770).svg
التحرك العسكرية الروسية-اليونانية (بالأخضر)، اليونانيون المحاصرون (بالأزرق) والعثمانيون (بالأحمر)
التاريخفبراير 1770 – 17 يونيو 1771
الموقع
أساساً مناطق في المورة، وسط اليونان و إپيروس، التي كانت آنذاك جزءاً من الدولة العثمانية (الآن اليونان)
النتيجة نصر عثماني
المتحاربون
Greek Revolution flag.svg اليونانيون
الإمبراطورية الروسية المساعدة الروسية
 الدولة العثمانية
القادة والزعماء
Greek Revolution flag.svg پنايوتيس بناكس
Greek Revolution flag.svg داسكالويانيس  
الإمبراطورية الروسية فيودور أورلوڤ
الدولة العثمانية محسن زاده
الدولة العثمانية حاجي عثمان  
الوحدات المشاركة
القوة الروسية
الثوريون اليونانيون
المرتزقة الألبان المسلمون العثمانيون
القوى
4,000+ 15,000 مسلم ألباني

تمرد أورلوڤ (أو تمرد/انتفاضة المورة روسية: Пелопоннесское восстание؛ باليونانية: Ορλωφικά؛ 1770) كان إرهاصاً لـحرب الاستقلال اليونانية (1821)، وشهد انتفاضة يونانية في المورة وكريت بإيعاز من الكونت أورلوڤ، قائد القوة البحرية الروسية في الحرب الروسية التركية.[1] في اليونان يُعرف بإسم أحداث أورلوڤ (باليونانية: Ορλωφικά (γεγονότα)). وقد اندلعت في فبراير 1770، إثر وصول الأميرال الروسي ألكسي أورلوڤ، قائد البحرية الروسية الامبراطورية أثناء الحرب الروسية العثمانية (1768-1774)، إلى شبه جزيرة ماني. التمرد كان سابق رئيسي لـحرب الاستقلال اليونانية (التي اندلعت في 1821)، كان جزءاً مما سُمّي الخطة اليونانية للامبراطورة يكاترينا العظمى. وقد أخمدها العثمانيون في آخر الأمر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

معركة خيوس (Chesma)، بريشة إيڤان آيڤازوڤسكي (1848)

استمتعت الدولة العثمانية بأطول فترة من السلام بين 1739 (معاهدة بلگراد) و 1768، حين لم تشتبك مع أي من غرمائها الأوروپيين.[2] فأوروبا كانت منهمكة في نزاعات باهظة ودموية بينما ظل العثمانيون خارج الحلبة ليعتنوا باقتصادهم وسياستهم، ويعيدوا بناء النظام الاجتماعي والاداري.[2] هذه الفترة الهادئة انتهت في 23 أكتوبر 1768، حين أُعلِنت الحرب على روسيا.[2] الأسباب كانت السياسة الخارجية الروسية العدائية، والتدخل في القرم (التي كانت تابعة للدولة العثمانية)، والنزاع على السلطة في پولندا-لتوانيا.[2] كل تلك الأحداث لم تكن بالهامة في 1768–69، إذ كان الطرفان يستعدان لحملة طويلة.[3]

على أمل إضعاف الدولة العثمانية وتأسيس دولة يونانية مستقلة حليفة لروسيا، أُرسِل مبعوثون روس إلى ماني في منتصف ع1760، لعقد حلف مع الزعماء المحليين الذين كانوا يمثلون أقوى وجود عسكري في اليونان آنذاك. وفي نفس الوقت، اتصل العديد من الوجهاء اليونانيين بمختلف العملاء الروس لمناقشة مشروع تحرير اليونان.[4] واستعداداً للحرب، طلب العملاء الروس أن يبدأ التمرد اليوناني دعماً للأعمال العسكرية الروسية في الشمال.[5] كابتن المدفعية الروسية گريگوريوس پاپادوپولوس (أو گريگوريوس پاپاصوغلو[6])، اليوناني، أُرسِل إلى ماني.[5] گريگوريوس پاپازولس، الضابط اليوناني الآخر في الجيش الروسي، تعاون مع الشقيقين گريگوري و ألكسي أورلوڤ في تنظيم التمرد اليوناني في المورة أثناء العمليات العسكرية الروسية ضد الدولة العثمانية في 1769.[7] تنظيم التمرد اليوناني كان تحت ادارة الشقيقين أورلوڤ،[5] مع بقاء ألكسي قائداً للأسطول الروسي.[3]

انضم بعض وجهاء اليونانيين إلى الجانب الروسي، ووعدوا الروس بحشد الرجال والمؤن، وفي المقابل فقد توقعوا دعماً روسيا هائلاً (10,000 جندي بالإضافة إلى العتاد).[5] خططت روسيا لتحريض المسيحيين الأرثوذكس على الثورة، وأرسلت عملاءها إلى البوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا وكريت والمورة.[3] وثمة شقيق ثالث من أسرة أورلوڤ، فيودور، أُرسِل لتنسيق المتمردين في المورة، التي كانوا ينظرون إليها على أنها أهم منطقة اقتصادية في البر اليوناني (بسبب موانيها).[8] حشدت روسيا أسطولاً حربياً للانتشار في البحر المتوسط، وُصِف بأنه 'أحد أكثر الأحداث إثارة للترويع في القرن 18'، مما فاجأ العثمانيين.[3] الفصيل الأول (من فصيلين) للأسطول الروسي غادر بحر البلطيق في أغسطس 1769 ووصل بحر إيجة في ديسمبر.[3] هذه التجريدة من أربع سفن، وبضع مئات من الجنود وعتاد حربي غير مناسب أصاب اليونانيين بالإمتعاض.[5] إلا أن القوات الروسية-اليونانية المشتركة حاولت شن حملة.[5]

كما اتصل المبعوثون الروسي مع قطب الشحن البحري داسكالويانيس في كريت. في 1769، أثناء الحرب الروسية التركية، أبحر أسطول من 14 سفينة حربية بقيادة الكونت ألكسي گريگوريڤتش أورلوڤ من بحر البلطيق إلى البحر المتوسط. وقد وصل الأسطول إلى ماني في فبراير 1770، فرفع المانيوت أعلام العصيان على الدولة العثمانية. بقي الجنود الروس للمساعدة في القتال البري، بينما أبحر الأسطول إلى بحر إيجة.


تطور التمرد

عمليات الأسطول الروسي، المسماة تمرد أورلوڤ في بحر إيجة في 1770.
Gravour showing the معركة چسما (خيوس)

بين القادة اليونانيين الذين اتصل بهم الروس كان پنايوتيس بناكس، الوجيه من كلاماتا، والأسقف المحلي أنثيميوس،[9] وقطب الشحن البحري الكريتي ياني ڤلاخوس "داسكالويانيس". وصول الأسطول الروسي في ماني في فبراير 1770 شهد تأسيس جماعات مسلحة محلية (حسب الخطة) في ماني وكلاماتا. إلا أن صِغر حجم التجريدة الروسية لم يُقنع اليونانيين المحليين بالانضمام للتمرد. فالقوة الروسية كانت أقل كثيراً من المتوقع. فبدأ الشك المتبادل بين قادة اليونانيين وقادة الروس.[10] في البداية تشكل جيشٌ من 1,400 رجل، ولكن تعزيزات اضافية من كريت وصلت بعد أيام. انقسمت القوات اليونانية إلى وحدات رئيسية (سـُمـِّيت فيالق) بمساعدة عدد من الضباط والجنود الروس. "الفيلق الاسبرطي الشرقي" في لاكونيا، بعديد 1,200 رجل، نظـّمه پ. پ. دولگوروكوڤ وقاده جورجوس "يورگاكس"[6] ماڤروميخالس، بينما "الفيلق الاسبرطي الغربي" في مسنيا كان بقيادة گ. م. باركوڤ و أنطونيوس پساروس.[11]

المتمردون اليونانيون نجحوا في بادئ الأمر، وهزموا القوات العثمانية في لاكونيا وشرق مسنيا بجنوب المورة. إلا أن الثورة ما لبثت أن فشلت في الانتشار، ولذلك فقد ظل حصنا نڤارين ومثوني والمركز الاداري للمورة، تريپوليتسا في أيدي العثمانيين.[11] وتمكن المتمردون من السيطرة على حصن ميستراس، حيث أقاموا حكومة محلية.[9]

وفي تلك الأثناء، قاد التمرد في كريت، يوانيس ڤلاهوس (الشهير بإسم: داسكالويانيس). وبعد أن رفض سكان سفاكيا دفع الضرائب، ثار المواطنون بأعداد كبيرة.[12] إلا أن الدعم الذي وعد به المبعوثون الروس لم يصل كريت، واضطر داسكالويانيس للاعتماد على موارده المحلية.[بحاجة لمصدر] وتمكن من تنظيم فرقة من 2,000 شخص مسلحين جيداً، ونزلوا من الجبال إلى سهول غرب كريت.[13] فهاجموا وقتلوا الأتراك المحليين في محاولة غير ناجحة لإقناع باقي الكريتيين بالانضمام إلى مسعاهم للإطاحة بالعثمانيين.[13] الانتفاضة الكريتية سرعان ما أُخمِدت بوحدات عثمانية تفوقهم عدداً.[12] وفي أبريل تمكن الثوار من الاستيلاء على حصن نڤارين ، إلا أن الانتفاضة كان مصيرها الفشل وانسحب الأسطول الروسي من المنطقة في يونيو التالي.[14]

وما أن وردت أول الأنباء بالتمرد اليوناني المدعوم روسياً إلى العاصمة العثمانية، حتى اندلعت أولى أعمال الشغب ضد اليونانيين في مختلف المدن في الدولة العثمانية، ومنها سميرنا.[15]

بمساعدة من سكان الجزر اليونانيين، تمكن الأسطول الروسي من إحراز نصراً كبيراً ضد البحرية العثمانية في معركة چشمه، إلا أن ذلك لم يساعد الجيش اليوناني في المورة. إذ فشل الروس في إحضار القوات التي وَعدوا اليونانيين بها. لذلك، فسرعان ما سُحِق التمرد. التعزيزات اليونانية من مقدونيا ومنطقة جبل أولمپ واجهت معارضة في هبوطهم إلى المورة، ولذلك لم تتمكن من مساعدة الثوار.[16] ولما كان العثمانيون يواجهون ضغوطاً متزايدة لخوض حرب كبرى ضد روسيا في الحدود الشمالية للدولة العثمانية، فقد استأجرت الدولة قوات مرتزقة ألبان، كانوا هم من هزم التجريدة الروسية-اليونانية في تريپولتسا.[5]

الأعقاب

من وجهة النظر الروسية، فإن مهمة الكونت أورلوڤ كانت ناجحة، فقد أعطبت الأسطول العثماني، ووجهت القوات العثمانية إلى الجنوب، مما أسهم في الانتصارات الروسية، إلى الشمال في البلقان، مما أدى إلى توقيع معاهدة كوچوك كاينارجا.

من وجهة النظر اليونانية، فإن التمرد كان فاشلاً وكلف اليونانيين عدداً كبيراً من الأرواح (في المعركة وفي الهجمات الانتقامية التركية التي تلت ذلك). وقد سقط اليونانيون في جب النسيان في معاهدة كوچوك كاينارجا، وأصبحوا بشكل متزايد متشككين في الروس، نتيجة ذلك. وبينما بقيت صلات اليونانيين بروسيا قوية (جزئياً بسبب نفوذ اليونانيين البارزين في روسيا، مثل الكونت موسنيگو من زانتى الذي عمل سفيراً روسياً في توسكانيا)، إلا أن العديد من القادة اليونانيين في الجيل اللاحق (مثل ألكسندر ماڤروكورداتوس) أصبحوا يتطلعون للتحالف مع كل من بريطانيا وفرنسا.

ونتيجة التمرد الفاشل، توفي القس والراهب البارز (الذي طـُوِّب قديساً في وقت لاحق) كوزماس من آيتوليا، الذي أُعتِقل وأُعدِم في 1779 للشك في كونه عميل روسي.

في الثقافة الشعبية

البطل في رواية فريدرش هولدرلن هيپريون يشارك في تمرد سنة 1770، مستوحى من تمرد أورلوڤ.[17]

الهامش

  1. ^ historyorb.com
  2. ^ أ ب ت ث Gallant 2015, p. 18.
  3. ^ أ ب ت ث ج Gallant 2015, p. 19.
  4. ^ Smilyanskaya, Elena (2014). "Russian Warriors in the Land of Miltiades and Themistocles: The Colonial Ambitions of Catherine the Great in the Mediterranean". SSRN Electronic Journal. Social Science Research Network. p. 4. doi:10.2139/ssrn.2436332. SSRN 2436332. {{cite web}}: |access-date= requires |url= (help); Missing or empty |url= (help)
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Jelavich 1983, p. 78.
  6. ^ أ ب Gallant 2015, p. 21.
  7. ^ Dankin 1973, p. 78.
  8. ^ Gallant 2015, pp. 19–20.
  9. ^ أ ب Kalligas, Harris (2009). Monemvasia: A Byzantine City State (in الإنجليزية). Routledge. pp. 91–. ISBN 9781134536030.
  10. ^ Roessel 2001, p. 13.
  11. ^ أ ب Pappas 1982, p. 74.
  12. ^ أ ب Pappas 1982, p. 76.
  13. ^ أ ب Greene, Molly. A shared world: Christians and Muslims in the early modern Mediterranean. Princeton University Press. p. 206. ISBN 9781400844494.
  14. ^ Clodfelter, Micheal (2017). Warfare and Armed Conflicts: A Statistical Encyclopedia of Casualty and Other Figures, 1492-2015, 4th ed (in الإنجليزية). McFarland. p. 93. ISBN 9780786474707.
  15. ^ Weithmann, Michael Wilhelm. Griechenland: vom Frühmittelalter bis zur Gegenwart. F. Pustet. p. 137. ISBN 9783791714257. Als in Istanbul bekannt wurde, daß auf russischer Seite zahlreiche griechische Mannschaften und Offiziere kämpften, kam es in Smyrna (Izmir) und anderen Städten des Reiches zu ersten antigriechischen Pogromen.
  16. ^ Dankin 1973, p. 26.
  17. ^ Hölderlin, Freidrich; trans. Willard R. Trask (1965). Hyperion. New York: Frederick Ungar Publishing Co. p. 106.