القرن الأفريقي

(تم التحويل من القرن الافريقي)
القرن الأفريقي
Horn of Africa.png
البلدان والأراضي
المنظمات الاقليمية الرئيسيةجامعة الدول العربية، السوق المشترك لشرق وجنوب أفريقيا، تجمع دول الساحل والصحراء، الهيئة الحكومية للتنمية
السكان122.618.170 (تعداد 2016)
المساحة1.882.757 كم2
اللغات
الدياناتالإسلام، المسيحية، الديانات التقليدية
مناطق التوقيتUTC+03:00
العملات
العواصمأديس أبابا (إثيوپيا)
أسمرة (إرتريا)
جيبوتي (جيبوتي)
مقديشيو (الصومال)
إجمالي ن.م.إ. (ق.ش.م.)247.751 بليون دولار (2016)
إجمالي ن.م.إ (الاسمي)102.057 بليون دولار (2016)
صورة للقرن الأفريقي صورت بواسطة ناسا

القرن الأفريقي بالإنجليزية Horn of Africa، هي المنطقة الواقعة على رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي، وهي التي يحدها المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأحمر شمالا، وتقوم عليه حاليا: أرتيريا، جيبوتي، الصومال، أثيوبيا.ويدخل فيها بعض الجغرافيين السودان وكينيا. والقرن الأفريقي منطقة استراتيجية بالنسبة لآسيا وأفريقيا، فهو يحد باب المندب، المضيق المخرج من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.

القرن الأفريقي كما يبدو من مركبة فضاء تابعة لناسا والجزء البرتقالي يبين منطقة القرن الأفريقي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

في حين ذكر عبد الله أنس الإرياني أن القرن الإفريقي سمي بهذا الاسم بسبب شكله كقرن على المحيط الهندي وخليج عدن، ومن رأيه أن القرن الإفريقي يتكون من الصومال، إثيوبيا، جيبوتي، إريتريا إضافة لكل من السودان وكينيا؛ بسبب التداخل الحدودي والقبلي بل ويعتبر اليمن دولة من دول القرن الإفريقي؛ بحكم التقارب الجغرافي والتواصل السكاني والتأثير والتأثر؛ فهي في رأيه مرتبطة ارتباطاً جذرياً بالقرن الإفريقي.

وكان من رأي السفير محمد عبد الله الوزير أن تعبير "القرن الإفريقي" لمنطقة شاسعة من شرق إفريقيا له مدلول غير واضح المعالم جغرافياً، سياسياً، اقتصادياً وتاريخياً نظراً لانعدام الملامح الضرورية لوضع المنطقة في إطار مفهوم جغرافي وعرقي متناسق؛ ولذلك فهو يرى أن هذه التسمية تعتبر فرضية جيو بوليتكية، يمتد مفهومها الجغرافي عبر مسيرة التفاعلات الدولية المتسارعة وانطلاقاً من ذلك اعتبر أن منظمة القرن الإفريقي تضم كلاً من إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، الصومال وكينيا والتي تغطي مساحة قدرها 2362000 كم2.


الجغرافيا

دول القرن الأفريقي

الموقع

ترى الموسوعة التاريخية الجغرافية أن القرن الأفريقي يتكون من الصومال، جيبوتي، إريتريا وأثيوبيا حيث تشغل الصومال معظم مناطق القرن الساحلية التي تقع على المحيط الهندي وخليج عدن. وتشمل جيبوتي وإريتريا بقية مناطق القرن الساحلية التي تقع على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، أما إثيوبيا فقد حرمت من هذا المنفذ الساحلي الاستراتيجي بعد انفصال إريتريا في العام 1993.

أما الدكتور محمد عبد الغني سعودي فقد اقتصر في كتابه "أفريقيا في شخصية القارة شخصية الأقاليم" على أن دول القرن الإفريقي تتكون من إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، بينما السودان جعلها من حوض النيل ولم يصنفها من دول القرن الإفريقي. وأما كينيا وأوغندا وتنزانيا بالإضافة إلى راوند وبورندي فقد صنفها على أنها دول شرق إفريقيا.

وكان من وجهة نظر كل من الدكتور محمد نصر مهنا وخلدون ناجي معروف أن منطقة القرن الإفريقي سُميت بهذا الاسم لأنها تشكل ذلك النتوء البارز في الجانب الشرقي من وسط القارة الإفريقية، كما تطل المنطقة على بحر العرب شمال غرب المحيط الهندي، وتشكل مع اليمن، الصومال، جيبوتي، إثيوبيا وإريتريا المدخل الجنوبي للبحر الأحمر الذي يقف عند مدخله باب المندب. ويلاحظ أنهما لم يُدخلا السودان أو كينيا ضمن منطقة القرن الإفريقي.

ويرى يوسف روكز أن القرن الإفريقي يضم الصومال، إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، ولقد سمي بهذا الاسم لأنه يشبه قرن "وحيد القرن" الذي يحده من الشمال البحر الأحمر ومن الشرق الشمالي خليج عدن، ومن الشرق المحيط الهندي، ومن الجنوب كينيا، ومن الغرب والشمال الغربي السودان، وتبلغ مساحته 1882557 كلم2.

واعتبر بيركيت هابتي سيلاسي أن القرن الإفريقي يضم إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا، ويحاذي الممرات البحرية الحيوية في المحيط الهندي أو خليج عدن والبحر الأحمر، أما السودان فليست ضمن دول القرن الإفريقي.

واستخرج الدكتور السيد فليفل وثيقة بريطانية وردت في وثائق الأرشيف السوداني بدار المحفوظات البريطانية، وهي عبارة عن خطاب موجه من المفوض البريطاني في أديس أبابا "ويلغرد تسيجر" إلى حاكم عام السودان في ظل الحكم الثنائي المصري البريطاني للسودان مؤرخ في 11 أكتوبر 1917. وقد عرضت الوثيقة تصوراً شاملاً لمنطقة القرن الإفريقي والسودان وكينيا.

واستناداً على هذه الوثيقة كان من رأي الدكتور فليفل أن القرن الإفريقي هو ذلك البروز المثلث الشكل، الواقع بين الشرق الإفريقي الذي يشرف على المحيط الهندي، خليج عدن، ويمتد شمالاً على ساحل البحر الأحمر لمسافة 600 ميل، ويمتد إلى داخل القارة الإفريقية ليشمل كلاً من الصومال، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، كينيا والسودان، وبالنسبة للأخيرتين فقد تم إدخالها ضمن دول القرن الإفريقي بسبب التداخل العرقي واللغوي بينهما وبين دول القرن الإفريقي.

واعتبر الدكتور محمد رضا فودة أن القرن الإفريقي يضم كلا من الصومال، إثيوبيا، إريتريا وجيبوتي، وأضاف لهذه الدول كل من كينيا والسودان؛ لاعتبارات جيوإستراتيجية ولتداخل الحدود والأقليات.


التاريخ

التاريخ القديم

التاريخ الحديث

الداو الشكل الحديث لمركاب التجارة التقليدية

الثقافة والانتماء العرقي

إن دول القرن الأفريقي متربطين ثقافيا كما تربطهم الرابطة الجغرافية. وكذلك نجد أن عاداتهم في الزراعة والحياة متقاربة لحد كبير. ومن أهم القوميات في القرن الأفريقي:

- جيبوني: قبائل العفر و العيسى.

- إريتريا: التجري و التيجرية و العفر و السامو و النارا و الحضارب و الرشايدة العربية الأصل و البلين و الكوناسا.

- أثيوبيا: عفر ، بني شنقول - قماز ، التيجراي.


- الصومال: داروود ، أوجدين ، ماجرتين.

دول القرن الأفريقي

القرن الأفريقي هو ذلك الرأس الناتئ من اليابسة ، الناطح البحر على شكل قرن يشق الماء شطرين: الشمالي منه هو البحر الأحمر والجنوبي منه هو المحيط الهندي. وعليه فإن القرن الإفريقي من الناحية الجغرافية يشمل إثيوبيا و إريتريا و الصومال و جيبوتي. بيد أن بعض الجغرافيين قد وسع الرقعة التي يشملها هذا القرن لتضم كينيا و السودان. وتمتد مساحة القرن الأفريقي لتغطي ما يقرب 2.000.000 كم2 وعدد سكانها حوالي 90.2 مليون نسمة.

الأهمية الاقتصادية

تُعتبر منطقة القرن الإفريقي سواء بحدودها الضيقة أو الواسعة، منطقة استراتيجية، كونها تطل على خليج عدن وتشرف على باب المندب، مقابلة لآبار النفط في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وملاصقة لإقليم البحيرات العظمى في وسط إفريقيا، الذي يتميز بغنى موارده المائية والنفطية والمعدنية، ولهذا كانت المنطقة، محل للتنافس الاستعماري الذي عمل على تأجيج الصراعات بداخلها، خدمتاً لمصالحه.

تعتمد معظم دول القرن الأفريقي على نوعين من الصادرات:

- إثيوبيا: البن ويصل إلى 60% من اجمالي الصادرات.

- الصومال: الموز والماشية وتشكل 50% من إجمالي الصادرات.

تُعد منطقة دول القرن الإفريقي واحدة من أهم المناطق الإستراتيجية في العالم، وتستند هذه الأهمية إلى عدة اعتبارات أهمها:

1- أنها تشرف على خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهي ممرات مائية لها أهميتها التجارية والعسكرية خاصة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869.

2- باكتشاف النفط والغاز في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج؛ أصبحت هذه الأخيرة منطقة مصالح حيوية بالنسبة للدول الصناعية، وبالتالي ازدادت قيمة الممرات المائية السالفة الذكر؛ حيث أنّ منطقة منابع النفط لا تقل أهمية عن ممرات نقله، وبالتالي ازدادت قيمة منطقة القرن الإفريقي كمنطقة تطل وتتحكم بهذه الممرات ومقابلة لمنطقة مصالح حيوية عالمياً.

وفي هذا الإطار يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون: "يجب أن نتعامل مع المصالح الثانوية أحياناً وكأنها مصالح حيوية>"، وعليه، إذا كانت دول القرن الإفريقي لا ترقى إلى مرتبة المصالح الحيوية للولايات المتحدة، فهي تأتي دون شك في المرتبة الثانية، أي ضمن المصالح الثانوية، وبالتالي يتم التعامل معها أحياناً من قبل الولايات المتحدة في إطار المصالح الحيوية لها.

ولقد ظلت منطقة القرن الإفريقي محل اهتمام دائم ومستمر من القوى الغربية وميداناً لتصارعها وتنافسها منذُ بدء الحملات الاستكشافية البرتغالية في القرن السادس عشر، وما أن حل القرن التاسع عشر حتى كان لأغلب القوى الاستعمارية مناطق نفوذ ومستعمرات في المنطقة.[1]

وخلال سبعينيات القرن العشرين وأثناء الحرب الباردة شهدت المنطقة تنافساً شديداً وتبادلاً للمواقع وحروباً بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ومع تراجع الاتحاد السوفيتي عن مكانته كقطب منافس ثم انهياره بعد ذلك أصبح التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

3- أنها اكتسبت أهمية استراتيجية من خلال موانئ وجزر دول القرن الإفريقي بالنسبة للسياسة الإسرائيلية حيث اعتبرتها جزءاً من نطاق الأمن الحيوي الجنوبي لإسرائيل، وكان لهذا الأثر البالغ على تهديد الأمن القومي العربي.

4- أن القرن الإفريقي سواء بحدوده الضيقة أو الواسعة، يعتبر منبعاً لنهر النيل؛ حيث تحصل مصر على 85% من حصتها السنوية من هضبة الحبشة، و15% من البحيرات العظمى، وتسعى إثيوبيا في الوقت الحالي إلى التحكم في كمية مياه النيل الأزرق التي تنساب لكل من مصر والسودان وذلك من خلال السيطرة على روافده وإقامة العديد من المشروعات الممولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بهدف التقليل من كمية المياه التي تدخل السودان ومصر وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل عملية التنمية في البلدين، وهذا تهديد للأمن القومي العربي.

البيئة

الحياة الحيوانية

يوجد حوالي 220 حيوان ثديي في القرن الأفريقي. ومن بينها أنواع كثيرة من الحيوانات مهددة بالإنقراض من بعض أنواع الظباء والغزال وأنواع أخرى من الحيوانات البرية موجودة في الصومال مثل قرد البابون.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة النباتية

يوجد حوالى 5000 نوع من النباتات في القرن الأفريقي ، وتنتشر في سقطرى وشمال الصومال. ومن أشهر النباتات في القرن الأفريقي أشجار النخيل والموز والبن والبندق.

أهمية منطقة القرن الأفريقي

تكتسب منطقة القرن الأفريقي أهمية خاصة للدول الكبرى نظرا لموقعها الإستراتيجي (سواء أكان الحديث عن المنطقة بمفهومها التقليدي الذي يضم 4 دول فقط، هي أثيوبيا وجيبوتي والصومال وإريتريا)، أو بمعناها الواسع أو الجغراسياسي؛ حيث يدخل في إطار هذا المعنى الدول ذات المصالح أو النزاعات مع دول القرن التقليدية.

وفي هذا الوضع يمتد نطاق القرن الأفريقي ليضم السودان وكينيا وأوغندا. ولعل هذا المعنى الأخير هو الذي يدخل في إطار سياسة الولايات المتحدة التي تروج في الآونة الأخيرة لإقامة منطقة القرن الأفريقي الكبير.

فالقرن الأفريقي يكتسب أهمية حيوية من الناحية الجغرافية؛ نظرا لأن دوله تطل على المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث مضيق باب المندب من ناحية ثانية. ومن ثم فإن دوله تتحكم في طريق التجارة العالمي، خاصة تجارة النفط القادمة من دول الخليج والمتوجهة إلى أوربا والولايات المتحدة. كما أنها تُعد ممرا مهما لأي تحركات عسكرية قادمة من أوربا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي.

ولا تقتصر أهمية القرن الأفريقي على اعتبارات الموقع فحسب، وإنما تتعداها للموارد الطبيعية، خاصة البترول الذي بدأ يظهر في الآونة الأخيرة في السودان، وهو ما يعد أحد أسباب سعي واشنطن تحديدا لإيجاد حل لقضية الجنوب. وكذلك في الصومال.

ولعل أحد تفسيرات تدخّل واشنطن في الأزمة الصومالية بعد نشوبها عام 1990، هو بداية ظهور البترول في الأراضي الصومالية، خاصة أن واشنطن لم تتدخل منذ بداية الأزمة، وإنما تدخلت بعد عام ونصف من اندلاعها.

واكتسبت منطقة القرن الأفريقي أهمية ثالثة بعد بروز القوى الإسلامية في العديد من دول المنطقة، ومطالبتها بتطبيق الشريعة الإسلامية، سواء أكان ذلك في السودان أو الصومال، أو حتى في إقليم الأوجادين الصومالي المحتل من قبل أثيوبيا.

وازداد الاهتمام بالمنطقة بعدما تردد أن هذه القوى الإسلامية الداخلية لها اتصالات ببعض القوى الإسلامية الخارجية، مثل تنظيم القاعدة. وبدأ الحديث مثلا عن علاقة الاتحاد الإسلامي الصومالي بتنظيم القاعدة، وأن الأخير هو السبب في تفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998. ولعل هذا كان سببا في الحديث عن إمكانية قيام

أزمة الغذاء

أن القرن الأفريقي يمر بأزمة هامة، حيث يعرّض الجفاف الشديد ما يقدر بـ 1,5 مليون طفل دون الخامسة من العمر إلى الخطر.

فقد أدى الجفاف إلى جعل ما يقدّر بـ 8 ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة طارئة في كل من إثيوبيا و جيبوتي والصومال وكينيا.

وقد تضرر كل من جنوب إثيوبيا وشمال كينيا ووسط وجنوب الصومال بشدّة خلال الأشهر الماضية، إذ لم تهطل الأمطار في المنطقة إلا قليلاً منذ سنتين ، مما أدى إلى نفوق الماشية وفشل المحاصيل وفقدان مصادر المياه.

ويساهم فشل المحاصيل ونفوق المواشي في ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال. كما تهدد الحصبة حياة الأطفال بسبب انخفاض معدلات التلقيح في المناطق المتضررة، ويزداد خطر الإصابة بالعدوى بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والسكان غير المحميين.

بالتعاون مع الحكومات وبرنامج الأغذية العالمي والشركاء من المنظمات غير الحكومية في البلدان المتضررة، تدعم اليونيسف برامج تغذية في كل من الصومال وكينيا وإثيوبيا.

أنظر أيضاً


المصادر

وصلات خارجية