أبو أدريس البعقوبي

الامام ابو ادريس البعقوبي ..دفين مدينة بعقوبة

اسمه ونسبه : ابو ادريس علي بن محمد بن عبدالله بن ادريس بن زكريا بن الحسن بن ادريس بن موسى الثاني بن عبدالله الصالح بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (رضي الله تعالى عنهم اجمعين)

اولاده: ادريس و محمد والحسن

حياته : يعتبر الامام ابو ادريس البعقوبي , من اكابر مشايخ العراق واعيانه العارفين المشهورين ,وامته المحققين , البارعين ,صاحب الكرامات الظاهرة ,والاحوال الفاخرة ,والانفاس الصادقة ,وهو من كبار الصالحين في ايام الخلافة العباسية المتاخرة ,كان رحمه الله من تلاميذ السيد الشيخ عبدالقادر الجيلاني , قدس الله روحه , المتوفى سنة 561هج من الملازمين له , واخذ عنه علوم السلف الصالح وكان الجيلاني يعرف له حقه ويقدره التقدير التام , وكان رحمه الله عليه , على المذهب الشافعي .

عائلته :

ان الشيخ ابو ادريس البعقوبي , علوي النسب حسني فرع وهو بذلك من ابناء عم الشيخ عبد القادر الجيلاني ولقد كان الشيخ عبدالقادر الجيلاني يتردد على مدينة بعقوبة ,لزيارة , تلميذه ابوادريس علي بن ادريس البعقوبي وزيارة الشيخ الصالح الشريف البعقوبي , وتربطهم القرابه النسبية فكلهم من السلالة الحسنية المباركة.وكان الشيخ عبدالقادر يتردد على بعقوبة , خصوصا في تلك السنين الجدبة حيث ضاقت بغداد باهلها , من اثر الفياضانات الكارثية , وسوء الحياة السياسة للدولة العباسية اواخر عصرها خصوصا , سنة 497هج , حيث عاث الجند فسادا في بغداد وصادروا اموال الناس وذاق الناس , الام الجوع والخوف والرعب , وكان الناس يذهبون الى المدن القريبة طلبا للرزق وهربا من تفشي المجاعة المشهورة والتي تحدثت عنها مطولا كتب التاريخ مطولا .

تلاميذه :

كان رحمه الله مدرسا للعلوم الشرعية مدة من الزمن في المدرسة القادرية , من مدارس بغداد المعروفة في العهد العباسي ,ومن تلاميذه : الشيخ خلفية بن خلف البعقوبي , والشيخ ابو الشكر ماجد الحميدي الروحاني , والشيخ محمد معتوق بن رضوان النهر ملكي ,والشيخ ابي عبدالله محمد بن علي الرصافي , المعروف بالسبتي ,والشيخ الفاضل ابي زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى الانصاري , والشيخ كمال الدين ابي الحسن علي بن محمد بن وضاح الشهرباني , والشيخ ابي محمد الحسن بن احمد البغدادي والشيخ مقداد الشهرباني صاحب المرقد المعروف في مدينة المقدادية واخويه الشيخ مقدام والشيخ مقدار وغيرهم .

شعره :

كان للشيخ ابي ادريس اشعار جميلة نورد منها : غرست الحب غرسا في فؤادي فلااسلو الى يوم التنادي جرحت القلب منك باتصال فشوقي زائد والحب بادي سقاني شربه احيا فؤادي بكاس الحب من بحر الوداد فلولا الله يحفظ عارفيه لهام العارفون في كل وادي

وكان رضي الله عنه يتمثل بهذه الابيات

القلب محترق والدمع مستبق والكرب مجتمع والصبر مفترق كيف القرار على من لاقرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق يارب ان كان شيئ لي به رمق فانعم علي به مادام به رمق

كلامه : ومن جميل كلامه ,, من استعصم بالله تعالى عصم , ومن اسلم الى نفسه حجب فصحى الورع من علامات الخوف وحسن الخلق , من كرم الحسب ,ومن عقل ايقن , ومن ايقن خاف ومن خاف صبر , ومن صبر ورع ,ومن ورع امسك عن الشبهات وانتفى عنه الحرص والرغبة , ومن سخف عقله ,ضعف يقينه , ومن ضعف يقينه فقد منه الخوف ومن فقد منه الخوف , كثرت غفلته ومن كثرة غفلته , قسى قلبه , ومن قسى قلبه ,لم تنجح فيه موعظة وغلب عليه حب الدنيا , وكثرت عليه اعماله , وضيع دينه .

ومن بديع كلامه :

المحروم من حرم السؤال ,والسؤال مفتاح الايجابة ,ولاينبغي للعالم , ان ةيكتم علمه , على خلق الله عزوجل وعليه ان ينصح للخاصة والعامة ,واربع خصال يرفع تعالى بها العبد , العلم والدين والادب والامانه , واقوى القوى ان تغلب نفسك , ومن خاف الله عز وجل خاف كل شيئ .

اخلاقه :

قال قاضي قضاة الدولة العباسية , ابوصالح نصر بن عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر الجيلاني قدس الله روحه , كانت اخلاق ابو ادريس رضية مرضية , وكان خلفاء بغداد وولاة بعقوبة , اذا نزلت بهم نازلة التجؤا اليه طلبا للدعاء ,وكان جليل المهابه وسيما متادبا متواضعا , لايمكن احدا ان يقبل يديه ولا يستطيع احد , ان يقول له ياسيدي لكراهته ذلك , وكان مشتملا على اشرف الاخلاق واكرم الشيم , وكان وافر العقل قليل الكلام , دائم المراقبة شديد الحياء , شديدا في اتباع الكتاب والسنة ,وكان يقول على نفسه (انا دعوة الشيخ عبد القادر).

وفاته :

توفي الشيخ القدوة ابو ادريس البعقوبي سنة تسعة عشرة وستمائة للهجرة النبوية الشريفة ودفن في بعقوبة طريق ناحية بهرز , وقبره ظاهر ومعروف .

المصدر :

  • كتاب الامام ابو ادريس البعقوبي :الزاهد القدوة ..للباحث جمال الدين فالح الكيلاني ,,

تقديم الدكتور سالم الالوسي .

  • كتاب الشيخ عبدالقادرالكيلاني رؤية تاريخية معاصرة للباحث جمال الدين فالح الكيلاني ,تقديم

الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف.