التهام الذات

(تم التحويل من Autophagy)
(A) مخطط التهام الذات؛ (B) ميكروگراف إلكتروني لبنى التهام الذات في الجسم الدهني لشرنقة ذبابة الفاكهة؛ (C) Fluorescently labeled autophagosomes في خلايا الكبد لفأر مُجوَّع.

اِلْتِهام الذات (باللاتينية: autophagia) مصطلح في علم الأحياء الخلوي يشير إلى أحد شكلي موت الخلية المبرمج، وهو عملية تقويضية تشمل تدرُّك مكونات الخلية بواسطة جسيماتها الحالّة. الالتهام الذاتي عملية مضبوطة بإحكام تلعب دوراً هاماً في تكاثر الخلايا وتمايزها والاستتباب، وفي المحافظة على توازن بين التخليق والتدرُّك وإعادة استخدام نواتج الخلايا ومكوناتها، وهي العملية الأساسية التي تعيد بها الخلايا توزيع المواد أثناء عوز الغذاء لصالح العمليات الضرورية من أجل البقاء.

يوجد عدد من عمليات التهام الذات، تشترك جميعها في مبدأ تدرّك مكونات الخلية بواسطة جسيمات حالّة. وتشمل الآلية المعروفة أكثر من غيرها تشكّل غشاء حول المنطقة المستهدفة ضمن الخلية يفصلها عن باقي الهيولى فتتشكل فجوة تندمج مع جسيم حال فتتدرك محتوياتها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

علم الأحياء

تأكل الجنادب قصيرة الذيل أجنحتها في بعض الحالات غير المفهومة، ومثلها أفاعى الفيران الأمريكية الشمالية تقوم بالاستدارة على نفسها ومحاولة أكل ذيلها أكثر من مرة، فثمة أفعى من هذا النوع حاولت أكل نفسها في الأسر مرتين، وفقدت حياتها في المرة الثانية. بينما أفعى برية من النوع نفسه وُجِدت مبتلعة ثلثى جسمها. كما تقوم النفاخات، وهي نوع من الكائنات البحرية، في طورها الأول تكون متحركة وتشبه شراغف الضفادع التى نسميها في دارجتنا «أبوذنيبة»، فهى تتحرك بسرعة عن طريق ذبذبات ذيلها الطويل التى تدفعها إلى الأمام وإن في خط متعرج، وما أن تصل إلى موئل تستقر عليه، كصخرة من صخور القاع، حتى تلتصق بهذا الموئل، وتأكل خلايا أمخاخ نفسها عن طريق الهضم، عندئذ تتحول إلى كائنات جامدة ويتغير شكلها تماما، وتصير «نفاخات»، مما يعنى أن ذلك المخ لم يكن له من دور في حياتها إلا إحداث الحركة. وهى في طورها الجديد الجامد وعديم المخ لاتكف عن الحياة، فهى تنمو وتتغذى وتُخرِج، متخذة أشكالا تيسر لها هذه المهمة، تشبه القوارير أحيانا، وتقارب الجِرار في أحيان أخرى، لكن المشترك بينها هو الآلية التى تأخذ بها غذاءها وتلفظ فضلاتها، فهى تمتلئ سلبيا بالماء وتستخلص منه غذاءها من الهائمات البحرية ارتشافا، ثم تدفع مياه صرفها بالدفق من فوهات دقيقة أو واسعة، تبعا لأنواعها واشكالها المختلفة.


الوظائف

الصوم عن المغذيات

الإلتهام الذاتي لديه أدوار متعددة في مختلف الوظائف الخلوية. مثال واحد هو في الخمائر، حيث المجاعة أو الصوم عن المغذيات يدفع إلي مستوى عال من البلعمة الذاتية. وهذا يسمح للبروتينات غير الضرورية أن تتحلل ويعاد تدويرالأحماض الأمينية لتوليف البروتينات التي هي ضرورية للبقاء على قيد الحياة.[1][2][3] في حقيقيات النوى العليا، فأن البلعمة الذاتية الناجمة عن الإستجابة لنضوب المغذيات التي تحدث في الحيوانات عند الولادة بعد قطع الإمدادات الغذائية عبر المشيمة، وكذلك من المغذيات المغذية للخلايا والأنسجة المستنبتة.[4][5] خلايا الخميرة المتحولة تكون لديها قدرة إلتهام ذاتية منخفضة وهكذا تهلك بسرعة في ظروف نقص التغذية.[6] وتشير الدراسات التي أجريت على المسوخ أبغ إلى أن التهام الذات أو البلعمة الذاتية عن طريق أجسام البلعمة الذاتية لا غنى عنها لتدهور البروتينات في الفراغات تحت ظروف المجاعة، وأن ما لا يقل عن 15 جينة أبغ متورطة في البلعمة الذاتية في الخميرة.[6] الجين المعروف باسم ATG7 قد وجد أنه مرتبط بإلتهام ذاتي وثيق الصلة بالتغذية أو الصوم, كما أظهرت الدراسات في الفئران أن الإلتهام الذاتي المتسبب بالتجويع- كان ناقصا في atg7-في الفئران التي تخلوا من هذ الأمر.[5]

المصطلح

المصطلح العربي هو ترجمة حرفية للمصطلح اللاتيني المشتق بدوره من الجذرين الإغريقيين auto (ذات) وphagia (التهام).

في الأدب

The ancient symbol Ouroboros depicts a serpent biting its own tail.

يروى في التاريخ عن أكل البشر لأجزاء من أجسامهم بالقهر والتعذيب ضمن أفظع الجرائم ضد الإنسانية، ففى القرن 16 يُحكى أن الكونتيسة السلافية إليزابث باثوري كانت ترغم بعض خدمها على أكل أجزاء من لحمهم. وكان المستعمرون الإسبان يُكرِهون سكان المستعمرات الأصليين على التهام خصاهم. وثمة وقائع مشابهة سُجِّلت حديثا في أعقاب انقلاب هاييتي عام 1991. وفى إحدى الحروب القبلية الأفريقية أُجبر الأسرى من الشباب على أكل آذانهم بعد قطعها..[7]

انظر أيضاً

وصلات خارجية

الهامش

  1. ^ Reggiori F, Klionsky DJ (February 2002). "Autophagy in the eukaryotic cell". Eukaryotic Cell. 1 (1): 11–21. doi:10.1128/EC.01.1.11-21.2002. PMC 118053. PMID 12455967.
  2. ^ Klionsky, Daniel J.; Emr, Scott D. (2000). "Autophagy as a regulated pathway of cellular degradation". Science. 290 (5497): 1717–1721. doi:10.1126/science.290.5497.1717{{cite journal}}: CS1 maint: postscript (link)
  3. ^ Levine B, Klionsky DJ (April 2004). "Development by self-digestion: molecular mechanisms and biological functions of autophagy". Dev. Cell. 6 (4): 463–77. doi:10.1016/S1534-5807(04)00099-1. PMID 15068787.
  4. ^ Kuma A, Hatano M, Matsui M (December 2004). "The role of autophagy during the early neonatal starvation period". Nature. 432 (7020): 1032–6. doi:10.1038/nature03029. PMID 15525940. {{cite journal}}: Unknown parameter |displayauthors= ignored (|display-authors= suggested) (help)
  5. ^ أ ب Mizushima N, Yamamoto A, Matsui M, Yoshimori T, Ohsumi Y (March 2004). "In vivo analysis of autophagy in response to nutrient starvation using transgenic mice expressing a fluorescent autophagosome marker". Mol. Biol. Cell. 15 (3): 1101–11. doi:10.1091/mbc.E03-09-0704. PMC 363084. PMID 14699058.
  6. ^ أ ب Tsukada M, Ohsumi Y (October 1993). "Isolation and characterization of autophagy-defective mutants of Saccharomyces cerevisiae". FEBS Lett. 333 (1–2): 169–74. doi:10.1016/0014-5793(93)80398-E. PMID 8224160.
  7. ^ محمد المخزنجي (2012-06-29). "النفَّــــاخــــات". جريدة الشروق المصرية. Retrieved 2012-07-17.
الكلمات الدالة: