و أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم العنزي الكوفي الشاعر المشهور مولى عنزة مولده بـ عين التمر بليدة بالحجاز قرب المدينة وأكثر الناس ينسبونه إلى القول بمذهب الفلاسفة وكان يقول بالوعيد وتحريم المكاسب ويتشيع على مذهب الزيدية وكان محيرا وهو من مقدمي المولدين ومن طبقة بشار بن بردوأبي نواس. أعطاه المهدي مة سبعين ألفا وخلع عليه ولما ترك الشعر حبسه في سجن الجرائم وحبس معه بعض أصحاب زيد الهاشمي حبس ليدل عليه فأبى فضربت عنقه وقيل لأبي العتاهية إن قلت الشعر وإلا فعلنا بك مثله فقاله فاطلقوه ويقال إن أبا نواس وجماعة من الشعراء معه دعا أحدهم بماء يشربه فقال عذب الماء فطابا ثم قال أجيزوا فترددوا ولم يعلم أحد منهم ما يجانسه في سهولته وقرب مأخذه حتى طلع أبو العتاهية فقالوا هذا قال وفيم أنتم قالوا قال أحدنا نصف بيت ونحن نخبط في تمامه قال وما الذي قال قالوا عذب الماء فطابا فقال أبو العتاهية: "حبذا الماء شرابا." ومن رائق شعره قوله في عتبة جارية الخيزران وكان يهواها ويشبب بها وهو:
بالله يا حلوة العينين زوريني
قبل الممات وإلا فاستزيريني
هذان أمران فاختاري أحبهما
إليك أولا فداعي الموت يدعوني
إن شئت مت فأنت الدهر مالكة
روحي إن شئت أن أحيا فتحميني
يا عتب ما أنت إلا بدعة خلقت
من غير طين وخلق الناس من طين
إني لأعجب من حب يقربني
ممن يباعدني منه ويعصيني
أما الكثير فلا أرجوه منك ولو
أطعمتني في قليل كان يكفيني
وقوله في تشبيه البنفسج:
ولازوردية تزهو بزرقتها
بين الرياض على حمر اليواقيت فاستزيريني
كأنها ورقاق القضب بتحملها
أوائل النار في أطراف كبريت
قال الشريف العباسي في شرح الشواهد كان أبو العتاهية في أول أمره يتخنث ويحمل زاملة المخنثين ثم كان يبيع الفخار ثم قال الشعر فبرع فيه وتقدم ويقال أطبع الناس بالشعر بشار والسيد الحميري وأبو العتاهية وحدث خليل بن أسد الفرشجاني قال أتانا أبو العتاهية إلى منزلنا فقال زعم الناس أني زنديق والله ما ديني إلا التوحيد فقلنا فقل شيئا نتحدث به عنك فقال:
ألا إننا كلنا بائد
وأي بني آدم خالد
وبدؤهم كان من ربهم
ولك إلى ربهم عائد
فيا عجبا كيف يعصي الإله
أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له شاهد
يدل على أنه واحد
وكان من أبخل الناس مع يساره وكثرة ما جمع من الأموال. و"أبو العتاهية" لقب غلب عليه لأنه كان يحب الشهوة والمجون فكنى بذلك لعتوه انتهى ملخصاً.
وفيها أو في سنة عشر وهو الصحيح يحيى السيلحيني بن إسحاق والسيلحين موضع بالحيرة كان ثقة صدوقا وطلق بن غنام النخعي الكوفي كاتب حكم شريك القاضي روى عن مالك ابن مغول وطبقته وهو وأبو زيد الهروي أقدم من مات من شيوخ البخاري.
وفيها عبد الله بن صالح العجلي الكوفي المقرئ المحدث والد الحافظ أحمد ان عبد الله العجلي نزيل المغرب قرأ القرآن على حمزة وسمع من إسرائيل وطبقته وأقرأ وحدث ببغداد.
وفيها عبد الرزاق بن همام العلامة الحافظ أبو بكر الصنعاني صاحب المصنفات روى عن معمر وابن جريج وطبقتهما. ورحل الأئمة إليه إلى اليمن وله أوهام مغمورة في سعة علمه عاش بضعا وثمانين سنة وتوفي في شوال قال ابن ناصر الدين وثقه غير واحد لكن نقموا عليه التشيع اه.
علي بن الحسين بن واقد محدث مرو وابن محدثها روى عن أبيه و أبي حمزة السكري وخرج له الأربعة قال في المغني علي بن الحسين بن واقد المروزي صدوق وثق وقال أبو حاتم ضعيف اه.
معلي بن منصور الرازي الفقيه نزيل ببغداد روى عن الليث بن سعد وغيره روى أنه كان يصلي فوقع عليه كور الزنانير فأتم صلاته فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من الانتفاخ وهو من الثقات.