گلله

گلله
Statue du roi Glélé-Fon (2).jpg
تمثال الملك گلله، نصف رجل ونصف أسد
(متحف كواي برانلي)

گلله Glele أو بادوهو Badohou (توفي 29 ديسمبر 1889) كان ملك داهومي العاشر، حكم من 1858 حتى وفاته.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

توطدت الصلة بين سودجي ووكالة ريجي الفرنسية فسمح لها ببناء المراكز التجارية اللازمة لتجارة زيت النخيل في مقابل دفع مبلغ سنوي له أبدى استعداده لقبول الحماية الفرنسية على أراضيه. وقد اطلع ريجي وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة البحرية عام 1862 على ضرورة تدعيم السيطرة الفرنسية على پورتونوڤو وأبدى مخاوفه من وقوعها في يد بريطانيا. وقد استجابت الحكومة الفرنسية للالحاح وكالة ريجي، وأرسلت بعثة برئاسة الألب بلانك وكان مسئولا عن جمعية البعثات الأفريقية في ليون لاستطلاع الموقف وأرسلت بعثة أخرى الى ميناء ويده، وفي 18 فبراير 1863 عين دوماس قنصلا فرنسا في ويده، فوقع مع سودجي اتفاقا في 23 فبراير 1863 نص على السماح للرعايا الفرنسيين بالتجارة في پورتونوڤو كما وقع اتفاقا ثانيا في 25 فبراير 1863 وضع بمقتضاه سودجي أراضيه تحت الحماية الفرنسية كذلك أعطى لفرنسا من خلال هذا الاتفاق الحق في ادارة الشئون الخارجية لپورتونوڤو (2).

وقد تبع اعلان الحماية على پورتونوڤو ضرورة استكشاف المنطقة، فأرسلت وزارة البحرية الفرنسية عدة ضباط الى پورتونوڤو منهم بروساردي كومبيني الذي ارسل في عام 1863 الى منطقة ادو في پورتونوڤو وهي بحيرة تصلها منتجات الشمال والشرق (3).

ولكن رغم توقيع الحماية مع پورتونوڤو، لم يستقر الأمر للفرنسيين بسبب سياسة العداء التي أبداها الملك جليليه ملك أبومي فقد اعتبر بأن كل من پورتونوڤو وكوتونو مناطق تابعة له، ولا حق لفرنسا في عقد معاهدة حماية مع پورتونوڤو ومع حاكمها سودجي، ورغم محاولات فرنسا التقرب من جليليه وارضائه، الا أنه رفض الاعتراف بالمعاهدة فزار أبومي Abomey القنصل دوماسي، وحاول تأكيد حسن نوايا فرنسا، ولكن جليليه رفض الاعتراف بالمعاهدة، ولم يكتف بهذا الرفض، وانما اتخذه موقفا عدائيا تجاه الفرنسيين، كنوع من العقاب لهم، فهجام التجار الاوروبيين في الساحل عام 1864 وآثار المتاعب في كل من پورتونوڤو وكوتونو.

قصر الملك گلله، هو الآن مقر المتحف التاريخي.

ونتيجة لاضطرار الموقف حذر القائد البحري لافون دي لاديبه من تصرفات ملك أبومي وخاصة وان البحرية الفرنسية عجزت في ذلك الوقت عن الدفاع عن پورتونوڤو وكوتونو وكذلك فشلت في صد غارات جليليه Glèlè على ميناء ويده Whydah .

وفي الواقع أن سبب تفوق جليليه في ذلك الوقت يرجع الى قوة جيشه وتنظميه، وخاصة فرق نساء الأمازون اللاتي عرفن بالشراسة في القتال كذلك رجحت كفة ملك أبومي اثناء اغارته على الساحل بسبب عجز فرنسا خلال هذه الفترة في ارسال حملات عسكرية كبيرة . وقد حاولت فرنسا تهديد جليليه بانسحاب التجار الاوروبيين من الساحل مما يترتب عليه انهيار تجارته. ولكنه لم يهتم ، وذلك لأن هذا التهديد من الفرنسيين أكثر منه، ومن مصالح التجار الاوروبيين بصفة عامة فلجأت السلطات الفرنسية الى محاولة التفاوض معه وأرسلت له بعثة برئاسة الكابتن ديفو في محاولة لاقناعه بوقف اغاراته ونشاطه العدواني ولكن رغم بقاء ديفو أكثر من شهرين في أبومي، الا انه فشل في تحقيق أي نجاح، ولذلك بدأت فرنسا تفكر في الانسحاب من المنطقة (3)، ومما زاد الموقف حرجا خلال هذه الفترة أن الملك ميكبون الذي خلف سودجي في پورتونوڤو رفض الاعتراف بالمعاهدة التي عقدها سلفه مع الفرنسيين، وبذلك لم يعد أمام فرنسا سوى الانسحاب وأصدر لافون دي لاييه أوامره بالانسحاب من پورتونوڤو في عام 1864، وأعلن بأن فرنسا أخطأت في توقيع معاهدة الحماية مع سودجي دون أن تؤمن القوات العسكرية الكافية للدفاع عن المنطقة (1).

وجدير بالذكر أنه بعد انسحاب فرنسا من المنطقة انتهزت السلطات البريطانية الفرصة فحاولت مد نفوذها من لاجوس صوب پورتونوڤو وكوتونو وعللت ذلك بأنه لمنع ملك أبومي من الاستمرار في تجارة الرقيق، وتصديرها من الساحل ومنعه أيضا من تقديم القرابين البشرية، إلا أن محاولات لاجوس فشلت بسبب تصدي وكالة ريجي الفرنسية لها. حيث بقيت هذا الوكالة تمارس نشاطها في المنطقة حتى بعد انسحاب الفرق الفرنسية عنها (2).

والواقع أن فرنسا رأت بعد انسحابها ضرورة العودة الى المنطقة مرة أخرى ومهادنة جليليه خوفا من اتساع نفوذ بريطانيا، كذلك كان لتقارير ريجي ودعوته الدائمة للحكومة باعادة السيطرة على المنطقة دورا في الرجوع مرة ثانية اليها وفي عام 1868 وقع الملازم البحري الفرنسي جان باتيست ارنو معاهدة حماية ملك كوتونو (3)، واعترف جليليه بهذه المعاهدة وقبل تسليم كوتونو للفرنسيين في مقابل تعهدهم بدفع مبلغ سنوي له، كما تعهد باحترام الحدود بينه وبين كوتونو والبلاد الواقعة جنوب أبومي، كذلك تعهد باحترام الحدود بين بلاده، وبين پورتونوڤو الواقعة شرقا (4).

يلاحظ بأن ملك أبومي جليليه وافق على معاهدة الحماية التي تمت بين الفرنسيين وكوتونو، وذلك لأنها تمت عن طريقه وليس كالمعاهدة السابقة التي تمت بين الفرنسيين وپورتونوڤو دون الرجوع اليه فهو يؤكد بذلك سيطرته على الساحل وبأن هذه المناطق تابعه له، وقد قوبل هذا الاتفاق بالارتياح من قبل السلطات الفرنسية، كذلك من قبل حكام كوتونو، ولكن رغم عودة نشاط فرنسا الى المنطقة عام 1686 الا أنها اضطرت لهجر مراكزها مرة ثانية بسبب قيام الحرب السبعينية (5).

بعد انتهاء الحرب السبعينية عادت فرنسا الى المنطقة وأعلنت سريان معاهدة 1868 التي وقعت مع كوتونو، كما أعلنت أيضا بان كلا من ليتل بوبو، وبورتو سيجورو، وأجوبه الواقعة شرق كوتونو، تقع تحت النفوذ الفرنسي حسب معاهدة عام 1868 فاعترفت بريطانيا على ذلك لأن هذه الأراضي لم تكن تابعة لداهومي، وسوف تتنازل فرنسا عن هذه الأراضي فيما بعد، لتشكل جزءا من مستعمرة توجو الألمانية (1).

والاقع ان الاهتمام بمنطقة كوتونو لم يكن محط أنظار الفرنسيين فقط وانما التجار الألمان وتجار البرازيل وترجع أهمية المنطقة الى أن كوتونو اعتبرت مدخل لپورتونوڤو. ولذلك سعت فرنسا الى المنطقة مرة ثانية والى توقيع معاهدة مع ملك أبومي لتأكيد نفوذ فرنسا في كوتونو بمقتضى معاهدة 1868 فوقع الكابت دي فرجات في 9 أبريل 1878 معاهدة مع ملك داهومي وأخرى مع ملك كوتونو للفرنسيين وتم تقبول تعيين نائب فرنسي في كل من ويده وكوتونو (2).

  • وقد نصت المادة الأولى من المعاهدة أن يستمر السلام والصداقة بين فرنسا وداهومي، تلك الصداقة التي دامت منذ معاهدة 1868 وان الغرض الرئيسي لهذا الاتفاق هو استمرار الصداقة بين البلدين.
  • المادة الثانية: رعايا فرنسا لهم الحق في الاستقرار والتجارة في الموانئ والمدن الواقعة تحت نفوذ جليجليه، ولهم حق امتلاك الوكالات والمحلات التجارية من أجل تجارتهم وصماعاتهم وسوف يتمتعون بالحرية التامة والأمان من قبل ملك داهومي.
  • المادة الثالثة: يتمتع رعايا فرنسا – التجار والمندوبون في داهومي بحماية خاصة يوفرها لهم أهالي داهومي ، ويعلن الملك جليليه لرعاياه بأن رعايا فرنسا لهم وضع مميز، ولابد من احترامهم.
  • المادة الرابعة: يتمتع رعايا فرنسا بحرية التجارة، ولهم حق ادخال بضائعم الى داهومي.
  • المادة الخامسة: يتم الافراج عن الأسرى في داهومي وويده.
  • المادة السادسة: يسلم الملك جليليه كل حقوقه في أراضي كوتونو الى فرنسا بدون شرط، وعليه احترام الحدود بين من الجنوب ومن الغرب لمسافة 6 كم من وكالة ريجي (1).

بعد توقيع المعاهدة عاد العلم الفرنسي يرفرف من جديد على كوتونو في 4 فبراير 1879، وعين مندوب فرنسي في المنطقة، ولكن رغم ذلك لم يستقر الأمر للفرنسيين بسبب تذبذب موقف الملك جليليه تجاههم (2).

وجدير بالذكر أنه ظهرت لفرنسا مشكلة أثناء تدعيم سيطرتها على ساحل العبيد، فبالاضافة الى منافسة بريطانيا لها من لاجوس، بدأت البرتغال في المطالبة بميناء ويده باعتباره جزءا من ممتلكاتها، واعتبرت بأن لها حقوقا تاريخية في المنطقة كما استندت على أن التاجر البرتغالي جوليانو داسوزا عقد في 1885 معاهدة مع ملك أبومي سمح له برفع الاعلام البرتغالية في كوتونو، والواقع أن نصوص المعاهدة اختلف فيها النص البرتغالي عن نص المعاهدة الخاص بداهومي فالنص البرتغالي ذكر بأنه معاهدة حماية بينما في النص الخاص بأبومي ذكر بأنها معاهدة للتجارة فقط، وقد قام القائد البرتغالي سيلفا داكورودا بزيارة جليليه ملك أبومي تأكيدا للصداقة بين البلدين، وقد اعترض الملازم البحري الفرنسي روجيه على رفع العلم البرتغالي في كوتونو (3).

وسرعان ما حلت هذه المشكلة بين الدولتين ففي 21 يناير 1889 أعلن الوزير البرتغالي في لندن عن عزم بلاده على الانسحاب من الخط الساحلي لمملكة داهومي، وفي 22 ديسمبر 1887 أعلنت البرتغال انسحابها نهائية من المنطقة الساحلية (1). ولكن بريطانيا لم ترحب بانسحاب البرتغال من المنطقة وقد علمت وزارة الخارجية البريطانية بأن هناك مفاوضات بين البرتغال وفرنسا للانسحاب من ويده، وتخوفت الخارجية البريطانية من قيام أبومي بالاغارة على ميناء ويده فطلبت من حاكم ساحل الذهب صموئيل روي ارسال مبعوث الى أبومي لكي يوضح للملك رغبة الحكومة البريطانية لتوطيد الصداقة معه، وأنها على استعداد لتحل محل البرتغال بعد انسحابها من المنطقة (2).

واذا كانت فرنسا قد بدأت في حل مشاكلها مع الدول الاوروبية المجاورة فحددت الحدود مع مستعمرة لاجوس البريطانية ، واتفقت مع البرتغال على الانسحاب من المنطقة وأعلنت حمايتها على كوتونو 1878 ، إلا أنها واجعت من جديد عداء ملك أبومي لها ذلك العداء الذي كلف الفرنسيين الكثير من الجهد واستمر لعدة سنوات حتى تسنى لهم اخضاع المنطقة. وقد تفاقهم هذا العداء بين الطرفين خاصة بعد اعتلاء الملك نوفا حكم پورتونوڤو فقد اعتبره جليليه عدوه اللدود فهاجم أراضيه، واضطر توفا في احدى هذا الغارات الى الفرار واللجوء الى لاجزس. مما سبب ارتباكا للادارة البريطانية فيها وقد أرسل مدير لاجوس دانتون الى حكومته بأن داهومي مازالت تشن اغاراتها على پورتونوڤو، وأن الملك نوفا اتجاه في أول ابريل 1889 ومعه اربعمائة من قواته الى لاجوس طالبا الخبرة كذلك القى جليليه القبض على عدد من التجار الاوروبيين (3).

وجدير بالذكر أن جليليه شعر بخطورة وأثر غزواته، وما ترتب عليها من ابتعاد الاوروبيين عن التجارة معه فحاول تحسين علاقته مع الادارة البريطانية في لاجوس، وارسل في 26 يناير 1889 الى مدير لاجوس دانتون يعلن ترحيبه لقدوم التجار البريطانيين من لاجوس للتجارة مع أبومي، مؤكدا حسن نواياه كما طالبه بعدم الاستماع الى الدعايات الكاذبة ضده (1). وقد رد دانتون على جليليه طالبا منه التخلي عن سياسة العنف، وذلك من أجل فتح طرق جديدة للتجارة، وطالبه بالامتنع عن الاغارة على پورتونوڤو، كما أخبره بأن الملك نوفا فر الى لاجوس وهو في حماية البريطانيين (2).

ولكن جليليه استمر في اغاراته على البلاد، وعلى المناطق الداخلية في پورتونوڤو مما سبب ازعاجا للسلطات البريطنية وكان لدانتون مدير لاجوس رأي خاص وهو ضرورة خلع توفا ملك پورتونوڤو، لأن اغارات جليليه لن تنتهي ما دام نوفا في الحكم (3). وقد ازدادت حدة هذه الاغارات بعد اعلان الحماية الفرنسية على پورتونوڤو 1888 (4).

أما من وجهة نظر الحكومة الفرنسية فقد راى اوجدين ايتيان وكيل وزارة المستعمرات، ضرورة ارسال بعثة سلمية الى أبومي لبحث اعتداءات جليليه المتكررة على پورتونوڤو (5). وكذلك أرسلت بعثة الدكتور بايول حاكم أنهار الجنوب، وقد شرح ايتيان لاعضاء البرلمان الفرنسي الهدف من البعثة وأوضح بأن لبايول خبرة طويلة في العمل في أفريقيا ، وقد زود بايول بعدة تعليمات منها:

  1. تحديد حدود كوتونو
  2. منع الاغارات السنوية التي يقوم بها ملك انومي على الأراضي الخاضعة للحماية الفرنيسة، والمقصو بها پورتونوڤو.
  3. الامتناع عن تقديم القرابين البشرية.

كما زود بايول بمجموعة من الهدايا الثمنية لتقديمها الى جليليه، ولكن فور وصوله الى أبومي عومل معاملة سيئة من جانب السلطات فيها، فلم يحسن الملك استقباله وأعلنه له عدم اعترافه بمعاهدة 1878 مع كوتونو، كما أعلن له رفضه عبور السفن الفرنيسة في نهر اويميه. وظل بايول فترة طويلة في أبومي وفشلت بعثته في تحقيق هدفها وكان لهذا الفشل اثر كبير لدى ايتيان الذي رأى تدهور الوضع في داهومي، مما هدد المصالح الفرنسية وكرامة فرنسا (1). فقد رفض ولي العهد الأمير كوندو مقابلة بايول لمدة خمسين يوما كما أخبره بأن الأشخاص الذين وقعوا معاهدة 1878 تم اعدامهم لأن بلاده لا تسمح لتسلم أراضيها الى قوة أجنبية (2).

وقد كتب بايول بأنه لا جدوى من المفاوضات مع داهومي لأن الملك جليليه متمسك بحقه في پورتونوڤو وأن المحادثات بين الطرفين، وخلال هذه الفترة، في 29 ديسمبر 1889، توفى جليليه Glèlè، فخلفه ولي العهد في داهو كوندو الذي عرف فيما بعد باسم بيهانزن Béhanzin، وانتج سياسة أكثر تشددا مع الفرنسيين من سلفه (3).


معرض صور

المراجع

  1. ^ Description sur le site du Musée du quai Branly [1]
  2. ^ Description sur le site du Musée du quai Branly [2]
  3. ^ Description sur le site du Musée du quai Branly [3]
ألقاب ملكية
سبقه
Ghezo
ملك داهومي
1858–1889
تبعه
بيهانزن