هولوسين

{{{1}}}

حقبة الهولوسين
پلايستوسين
هولوسين/أنثروپوسين
قبل بوريالية (10.3 أ.س.– 9 أ.س.
بوريالية (9 أ.س. – 7.5 أ.س.
الأطلسية (7.5 أ.س.5 أ.س.
بعد بوريالية (5 أ.س.2.5 أ.س.)
بعد أطلسية (2.5 أ.س.– الحاضر)
التخطيط الپاليوگرافي للبحر الشمالي، 9000 عام خلال فترة الهولوسين المبكرة وبعد انتهاء العصر الجليدي الأخير.

عصر الهولوسين أو العصر الحديث يمثّل الفترة الأخيرة من الزمن الجيولوجي، الذي يغطي 10000 سنة الأخيرة تقريباً من التاريخ الجيولوجي. من المحتمل أنّنا نعيش اليوم في فترة بين جليدية (دفء) وسيعود، بعد عدة آلاف من السنين، الجليد ليغطي مرة أخرى المناطق التي كانت تغطيها الأغطية الجليدية الپلايستوسينية. وعلى هذا الأساس يعدّ الهولوسين أو العصر الحديث استمراراً لعصر الپلايستوسين من حيث توزع القارات والمحيطات والكائنات الحية.
غير أنّ تراجع الجليديات إلى مواقعها الحالية خلّف الكثير من البحيرات الكبيرة في المناطق التي كانت تغطيها.

استمر في الهولوسين تصدّع بعض الطبقات في مناطق الجبال الحديثة التكوّن نتيجة لحصول زلازل مهمة، كما حصلت اندفاعات بركانية بجوار هذه السلاسل الجبلية انبثقت من شقوق أرضية أو من براكين لايزال بعضها في أوج نشاطه في العصر الحالي.
كما تعرضت القشرة الأرضية في المناطق التي هبطت بتأثير ثقل الجليديات في البليستوسين إلى حركات توازنية isostasy، إذ بدأت بالنهوض بعد أن زال حملها من الجليديات وبالعودة إلى مواقعها الأصلية.
ويتجلّى هذا النهوض في مناطق حول بحر البلطيق والقطب الشمالي وحول البحيرات الكبرى في أمريكا الشمالية، إذ ترتفع هذه المناطق بمعدّل 13 متراً كل ألف سنة.


الهولوسين Holocene، وتعني الحديث أو الجديد هو عصر مناخي يمثل القسم الثاني من الزمن الجيولوجي الرابع Quaternary أو العصر المناخي الجليدي (الپلايستوسين Pleistocene) قسمه الأول. ومنذ نحو 10 آلاف سنة ق.م ذابت الجليديات التي غطت قسماً كبيراً من نصف الكرة الشمالي وبدأ عصر الهولوسين، وهو عصر مناخي دافئ لازال مستمراً حتى اليوم، وقد قسمه الباحثون استناداً إلى الأنواع النباتية التي عاشت في مختلف مراحله إلى عدة عصور، متباينة مناخياً لكنها ليسـت جليدية، هي من الأقدم إلى الأحـدث: ما قبل البوريال Pre-Boreal وهو عصر دافئ بدأ منذ نحو 9 آلاف سنة ق.م، تلاه البوريال Boreal وهو عصر بارد بدأ منذ نحو 7 آلاف سنة ق.م تلاه الأطلنطي Atlantic الذي عاد فيه المناخ دافئاً منذ نحو الألف السادس ق.م، أتى بعده عصر ما بعد البوريال Sub-Boreal البارد، الذي بدأ في نحو الألف الثالث ق.م، وأخيراً، ومنذ الألف الأول ق.م بدأ عصر ما بعد الأطلنطي Sub-Atlantic الذي رصدت فيه التقلبات المناخية على نحو أدق عبر مختلف مراحلها الدافئة أو الباردة وهو العصر المناخي الحالي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تغيرات درجة الحرارة خلال الهولوسين

تغيرات درجة الحرارة خلال الهولوسين

ويبدو أنّ الذوبان الجزئي لآخر جليدية من جليديات البليستوسين أدّى إلى ارتفاع في مستوى البحار والمحيطات وإلى تجاوز بحري غمر الجسور القارية التي كانت موجودة في البليستوسين، وهذا ما سبّب انفصال الكتل القارية ببحار، نذكر منها مثلاً بحر برنغ (بهرنغ) وبحر المانش وبحر جاوة.


تأثير تغيرات الهولوسين على العالم

إن هذه الأحداث التي تمت في الهولوسين، ولا تزال تحدث، أعطت لجغرافية العالم شكلها الحالي.
ولو افترضنا أنّ كلّ الجليديات الحالية قد ذابت في الهولوسين لارتفع مستوى البحار نحو 65 متراً، وهو ارتفاع يكون كافياً لتغيير شكل الشواطئ الحالية وغمر معظم المدن الشاطئية.
ويبدو من الدراسات الحديثة أنّ هذا الافتراض يتحقّق اليوم إذ بيّنت هذه الدراسات أنّ الجبال الجليدية الحالية تتناقص في أحجامها، كما أنّ الجليديات الحالية تتراجع باتجاه القطبين وأنّ مستويات البحر ترتفع نحو 14سم/سنة.[1]

على المنطقة العربية

في نهاية العصور الجليدية وبداية عهد الهولوسين تقلص حجم القطب الشمالي فارتفع منسوب مياه البحار فدخلت مياه المحيط الهندي إلى الخليج العربي وابتداء تراجع تلك الأنهر إلى شط العرب في بلاد الرافدين قبل 10.000سنة تقريبا
إلى أن تشكل الخليج العربي وأخذ شكله العام في الألف الرابع قبل الميلاد. وقد بدأ منذ حوالي 10.000 سنة ولا زال مستمراً حتى الآن ومع بدايته فقد انتهت تلك العصور الجليدية وتحسن المناخ وتراجع الجليد كليا إلى المناطق القطبية الحالية واستقرار مستوى المحيطات والبحار في العالم.

إن منطقة جبه بصحراء النفوذ وصحراء الربع الخالي والمندفن قد شهدت سلسلة متتابعة من البحيرات في عهد الهولوسين وكانت ذروتها ما بين 10.000 و 6.000 سنة قبل الآن وكان هذا العهد رطباً ومطيراً لكنه لم يكن أكثر من البليستوسين. وابتدأ في هذا العهد أيضا زيادة في تكون الرمال والظروف المناخية الشديدة الحرارة والجفاف وارتفاع في تكوين الكثبان الرملية في الربع الخالي وصحراء الدهناء والجافورة، وجفت بحيرات الربع الخالي.

وتكونت رواسبها في أماكن كثيرة وكانت القطع الصوانية المهذبة لتلك العصور الحجرية متزامنة لفترات تلك البحيرات.

كما ساعدت الفترات المطيرة في مراحلها المتعددة على ملئ مستودعات المياه الجوفية وتفجير الينابيع والعيون بالمنطقة الشرقية في واحات الأحساء والقطيف ويبرين وواحات وادي المياه ولم يكن هذا التصحر ظاهرة محلية في عهد الهولوسين إنما كانت ظاهرة تصحر عالمية فكانت في الهند وشمال أفريقيا واستراليا ولقد تخللت فترات الجفاف هذه فترات قصيرة رطبة ومطيرة أيضا.

الأثر على الإنسان

لقد كان لعصر الهولوسين وللتقلبات المناخية التي حصلت فيه أثر كبير ـ لكنه متفاوت حسب المناطق والقارات ـ في البيئة والعالم الحيواني والنباتي، وهذا بدوره ترك أثره في الإنسان وحضارته على مر الزمن. فقد ارتبط التحسن المناخي وانحسار الجليديات في بداية الهولوسين بخروج الإنسان من المغاور والملاجئ ونزوعه إلى الإقامة في المناطق المكشوفة، وواكب ذلك تكاثر في النباتات والثمار والحيوانات البرية، وهذا ما ساعد على استقرار الإنسان وممارسته زراعة الحبوب، القمح والشعير والذرة، وتدجينه للحيوانات، الماعز والغنم والبقر، وهو ما أطلق عليه اسم «الثورة الزراعية» Neolithic Revolution التي حصلت في المشرق العربي القديم أول مرة منذ الألف التاسع/الثامن ق.م. أدت التقلبات المناخية إلى نمو في مهارات الإنسان وقدراته في التكيف والتأقلم مع الواقع البيئي الجديد، وهكذا حصل تأثير متبادل بين الإنسان ووسطه، مع الملاحظة أن كفة الإنسان كانت هي الراجحة والقادرة على تطويع الوسط البيئي وتوظيفه لخدمة الحاجات الإنسانية المتزايدة.

اقترنت بداية الهولوسين بنشوء الزراعة ثم تبعها نشوء المدن المسورة ذات الأبنية العامة كالمعابد والقصور والمشاغل، وهو ما أصبح يُعرف «بالثورة العمرانية» Urban Revolution في الألف الرابع ق.م، عصر الأطلنطي، تلا ذلك في عصر ما بعد البوريال ـ الألف الثالث ق.م ـ انتشار المعادن، إذ غدا البرونز مادة الاستخدام الرئيسة، ثم ما لبث أن انتقل هذا الدور إلى الحديد في عصر ما بعد الأطلنطي في الألف الأول ق.م.

على صعيد آخر شكلت الترسبات الجيولوجية العائدة لعصر الهولوسين ـ المسماة «مصطبة الهولوسين» Holocene Terrace وهي المؤلفة من الطمي الناعم الغني بالمواد العضوية ـ أراضي زراعية خصبة واسعة الامتداد سواء في أودية الأنهار أم على شواطئ البحار، وكانت هذه التربة أيضاً المادة المثالية لتصنيع الأواني الفخارية ذات الاستخدام الواسع، التي غدت من أهم الميزات الدالة على الشعوب وعلاقاتها وحضاراتها. من جهة ثانية أدى ذوبان الجليديات إلى ارتفاع في مستوى مياه البحار التي غمرت العديد من المستوطنات البشرية المتاخمة للشواطئ فتراجعت الإقامة البشرية باتجاه المناطق اليابسة، كما أن الأنهار قد غيّرت مجاريها بتأثير التقلبات المناخية التي حصلت في الهولوسين، وهذا ما دفع بدوره إلى تغيير تموضع المستوطنات القديمة والمواقع الأثرية وتطور تقانات نقل المياه وشق القنوات لأغراض زراعية أو تجارية. لقد كان لمناخ الهولوسين أكبر الأثر أيضاً في حركات الشعوب وهجراتها البعيدة والقريبة والتي كثيراً ما اقترنت مع كل تبدل مناخي مهم. وهكذا فقد ربط الباحثون هجرات العديد من شعوب الجزيرة العربية وبلاد الرافدين من سومريين وآكاديين وبابليين وغيرهم بالضغوط المناخية التي كانت تواجههم في الألفين الثالث والثاني ق.م، ومثل هذه الضغوط عُدت سبباً لهجرة الآخيين إلى بلاد اليونان في القرن الثالث عشر ق.م، وانتشار الفايكينغ في القرن العاشر ق.م، وتحركات الأتروسكيين في القرن السابع ق.م، وغزوات البرابرة ضد العالم الروماني في القرن الرابع ق.م، والكلت ضد العالم اليوناني في القرن 3 ق.م.، وما إلى ذلك.

وتشير الدراسات إلى أن الجزء الأخير من الهولوسين قد شهد تحولات مناخية متسارعة تخللها عصر بارد جداً سُمي العصر الجليدي الصغير Little Ice Age أرخ بين منتصف القرن السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، تلاه عصر مناخي دافئ وبيئة تعاني تلوثاً وضغوطاً متنوعة تهدد الأرض والإنسان.

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ [ F.Press & R.Siever. Earth, 4thed.(W.H.Freeman & Company 1986]، ترجمة د.فؤاد العجل.

وصلات خارجية

الرابع
پلايستوسين هولوسين
مبكر | أوسط | متأخر قبل البوريال | بوريال |
أطلسي | بعد البوريال | بعد الأطلسي