نباتات الصومال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة النباتية الطبيعية .. أنواعها ومناطقها

طبيعة الثروة النباتية :

إن توزيع الروة النباتية الشجرية العشبية في الصومال يمثل الصورة الواقعية المنعكسة من الحالة المناخية السائدة التي تحدثنا عنها في الفصل الثاني . ومن ثم كانت العلاقة بين المناخ والنبات علاقة قوية الملامح في الصومال ، فبقدر غنى المناطق الشمالية الشرقية بدرجات الحرارة ، وفقرها في الكميات المتساقطة من الأمطار وتخلخل الغطاء النباتي وتبعثره فإننا نجد المناطق الجنوبية من الصومال غنية بكميات الأمطار المتساقطة على مدار السنة ، ومن ثم كانت الحياة النباتية الطبيعية بها أوفر ، وهي أكثر تزاحما واشتباكا وضخامة .

وفي المناطق الشمالية يعاني النبات مشكلة المياه ، فكان عليه أن يتحايل لحل هذه المشكلة ذاتيا بتلاؤمات مختلفة أي يكون من الحوليات أو الأنواع التي تتهرب من الجفاف بقصر العمر وتفجره .. أو أن تكون من الأنواع التي تتحمل الجفاف فتبدو نائمة كالحة طوال فترة الجفاف ولكن دون أن تموت كما في أنواع الشجيرات التي تنمو في غرب الصومال ، أو أن تكون من العصارات كالصبار الذي يختزن الماء في جذوره أو سيقانه ، كما هو الحال في مقاطعة ماجرتنيا وبرعو ، أو أنها من الأنواع التي تحتمل الجفاف بوجود لحاء غليظ أو أوراق صمغية أو شمعية أو شعرية ، أو بانعدام الأوراق بصفة عامة .

وعلى أية حال فإن هذه الصورة النباتية تنمو متخلخلة أي متباعدة في غير تكلف لأنها جميعا تمتاز بنظام جذري ضخم أفقي أو رأسي ، لكن تقتص أكبر كمية من الرطوبة في أكبر مساحة ممكنة فتظهر كمظلات منتشرة على الرمال .

ومن أبرز الصفات النباتية بوجه عام هو اللون المثير والرائحة النفاذة في الأزهار والأشجار ، وكونها من الأنواع الشوكية السنطبة ذات السيقان القصيرة ، وغالاب ما تزدهر بسرعة في موسم الأمطار ، وتعدد أنواع النباتات الشجرية كما تتعدد أنواع الأعشاب الفصلية التي يكون عليها الوعي صورة حتمية للبيئة التجوالية البدوية . وقد أطلق الصوماليون أسماء مختلفة على هذه الشجيرات والأعشاب وحدودا مناطقها ومدى استغلالها كما سنرى فيما بعد .

ولعل انعدام الغطاء النباتي الكثيف في بعض المناطق الشمالية يرجع إلى انعدام المجاري المائية الدائمة فيها من ناحية ، وارتفاع الحرارة واشتداد البخر أو فقدان الماء بالتسرب من ناحية أخرى ، بالإضافة إلى ضآلة المتساقط كمية ونوعا .

أما كثافة النبات وتنوعه في الأقاليم الجنوبية من الصومال فيرجع إلى اجتماع الحرارة والرطوبة وغزارة المتساقط مما جعل الحياة النباتية من الأنواع الشجرية بصفة أساسية وهي من الأنواع التي تتحمل الحرارة المنخفضة .

وتتناسب الحياة النباتية في ضخامتها وكثافتها تناسبا مطردا مع كمية المطر التي تقل تدريجيا من الجنوب إلى الشمال .

وعلى ضفاف نهري جوبا وشبيللي يوجد أكثف وأضخم غطاء نباتي في الصومال ، إذ تتعدد فيه الأنواع تعددا هائلا ، وتختلط في فوضى دائمة ، فالسيقان ضخمة فارغة إلى حد ما ، تحمل قبة مقفلة مصمتة من الخضرة ، وقد تظهر في صورة نباتية متزاحمة في أشباه الغابات كما هو الحال في منطقة جوبا ، ولكن على مسافات متباعدة قد تصل إلى عشرات الكيلومترات كماهو الحال في مسحور وموبلين التي يبلغ مساحتها نحو ألف فدان .

وعلى شمال نهر شبيللي صورة نباتية علىهيئة أشرطة من الدهاليز النباتية ذات الطابع الشجري الشوكي ذي الأغصان الكثيفة ، بينما أشباه الغابات في جوبا العليا ذات جذور أكثر طولا وضخامة .

وفي هذه الصورة النباتية النامية تنمو نباتات تتناحر للوصول إلى الضوء كالمتسلقات ، لأن الظلام يسود جوف الغابة ، ومن هنا كانت قلة الصورة النباتية العشبية في أرضية الغابات على حين تزداد أنواع النباتات المتسلقة والزاحفة .

وفي غربي الصومال صورة نباتية بين شجرية وعشبية ، وأغلبها من الأنواع الفصلية التيتنمو وتزدهر عقب سقوط الأمطار ، وقد تكون دائمة الخضرة كالتي تعيش قرب مجاري الأنهار الدائمة أو في بطون الأودية .

والصورة العامة للنباتات الطبيعية في غرب الصومال أنها تظهر فجأة في تنوع كبير عقب سقوط الأمطار وأن المنظر العام لسطح الأرض يتحول إلى بساط سندسي أخضر ، على حين أنه في فصل الجفاف تنفض الأشجار أوراقها وخاصة الكبير منها كلاسنط التي لها إمكانيات كبيرة على تحمل الجفاف ، وتحترق حشائش الأرض ، ويتحول المنظر العام إلى اللون البني ، فلا حياة إلا للقوى من النبات أو القريب من موارد المياه .


أنواع النبات

قام مستر Gilliland H.B ومستر Glover P.E. بدراسة الحياة النباتية في الصومال ، وتركزت دراسة الأول على الصورة النباتية العشبية والمراعي الصومالية بصفة خاصة ، والمشكلات المتعلقة بها ، ونشر بحثه في المجلة الجغرافية الجنوبية لجنوب إفريقيا عام 1947 بينما الثاني ركز بحثه في الصورة النباتية الشجرية ، ونشر كتابه في لندن عام 1947 وقد أطلق المؤلفان الأسماء الصومالية على النباتات كما يعرفها الصوماليون .

ومن دراستهما أمكن أن نحدد الحركة الطبيعية للنبات وهجرته . وأن ما نشاهده في العصر الحديث في الصورة النباتية هو أن الهجرة تتجه من الجنوب إلى الغرب .. على حين قد سبقتها حركة (هجرة) للنبات من الشمال والشرق حيث كانت هذه المناطق أوفر مياها ، وخاصة في العصر المطير (الزمن الرابع) ، ثم حدثت تغيرات في الظروف المناخية ، وتبع ذلك هجرة للنباتات ، وكانت هجر مسامته لخليج عدن (الجنوب الغربي) ، وأخذت المستنقعات والأنهار في الشمال والشرق تجف لتأخذ شكلا من أشكال التضاريس الجرداء (المنخفضات) في العصر الحديث .. وقد تسقط أمطار على هذه الجهات فتتخذ طريقها في الأودية القديمة أو تتجمع في المنخفضات .

ومن الثابت ان العوامل المؤثرة في هذه الهجرة للنباتات هي عوامل متعددة متداخلة منها الارتفاع والتربة والأمطار .

وكانت نتيجة التغير في المناخ أن تشكلت التربة في تكوينات جديدة أصبحت على الوجه التالي : إذا تتبعنا الخطا لواصل بين جيبوتي ، بلهار وبوهتيله فيمكننا أن نلاحظ أن القسم الشمالي الشرقي لهذا الخط يمثل منطقة التربة الجيرية المتماسكة ، وقد تكون تربة ملحية أحيانا ، بنيما القسم الجنوبي لهذا الخط تميل التربة فيه إلى أن تكون غير ملحية في الغالب .

وعلى هذا الأساس يمكن أن تقسم الصورة النباتية العامة إلى مجموعتين .

أ‌- مجموعة النباتات التي تعيش في التربة الجيرية والملحية ب‌- مجموعة نباتات الأراضي غير المالحة .

أولا – نباتات الأراضي الجيرية والمالحة

حدن

1- أعشاب حدن (Xudun) ‏ Suaeda fruticosa تنتشر أعشاب حدن على طول الشاطئ الساحلي المالح في ارتفاع يصل 50 قدما. ولها انتشار في مناطق متفرقة كثيرة في نفس المستوى .

2- أعشاب داران Limonium Spp. Statice Cylinebrifoha تنمو أعشاب داران في الأراضي المنخفضة والأكثر ملوحة عن السابقة في مناطق الأودية الداخلية التي تخترق الصخور الجافة الجيرية. فأعشاب داران حينما وجدت تعبر عن نوع التربة المالحة في نطاق الصخور الجافة .

3- أعشاب هيجل (Higlu) تشير هذه الأعشاب حينما وجدت إلى التربة الجيرية ، وقد لا تكون سطحية وإنما متعمقة نوعا .

4- أعشاب جولان هذا النوع من الأعشاب يشير إلى وجود التربة المالحة .. وله انتشار كبير في برعو .

يمكن أن نلاحظ من واقع الخريطة ومن توزيع مجموعة أعشاب هدن وداران أنها تعيش على مستوى 7000 قدم عن مستوى سطح البحر ، وقد ترتفع عن هذا المستوى ، ولكن لا تنخفض عنه إطلاقا ، وهذا النبات يستطع أن يتحمل فترات الجفاف التي تلي سقوط الأمطار .

وهذا الانتشار العشبي على هذا المستوى المرتفع يرجع إلى نوع التربة المالحة التي تلائمه ، وهذا النبات مصدر غذائي هام للجمال بصفة خاصة والمعروف أن خير الجمال ما استطاع أن يصل إلى هذا المستوى ، وأن يرعى من هذه الأعشاب .

وفي العادة تتحرك قوافل الجمال إلى هذه المناطق المالحة مرة كل شهر أو شهرين ، ثم تعود إلى مناطق الاستقرار حول آبار الري .

والحركة الرعوية المتجهة إلى أعشاب داران وهدن لها عودة إلى مناطق الآبار في سهل زيلع أو إلى وادي نوجال بصفة عامة .

وجولان يعتبر أيضا من النباتات التي تنمو في التربة المالحة ، ويتخذ هذا النبات علفا للحيوان ، ولأن الحيوان يجد فرصة للرعي فيها عدة مرات أكثر مما يجد عند نبات داران .

ولأعشاب جولان حبوب صغيرة تتناثر في الجو ولذا أمكن العثور على هذا النبات في أرض غير ملحية ، على العكس من داران وهدن فهما أصلا من نباتات المناطق المالحة ، ولذلك لم تحدث هجرة إلى التربات غير الملحة أو التي هي أقل ملوحة في الغرب أو الجنوب الغربي .

وتجري الآن عمليات نشر هذه الأعشاب في المناطق المشابهة من حيث التربة لأنها تمثل العمود الفقري للحركة الرعوية في هذه المناطق القاحلة المالحة كما هو الحال في المساحات الشاسعة على الطريق بين هرجيسة وبرعو .

وبالإضافة إلى أهمية أعشاب داران كغذاء حيواني فإنها تساعد على تثبيت التربة المالحة التي تغطيها بعض الزراعات الفقيرة .

ثانيا – نباتات الأراضي غير المالحة

1- دعيب : Daib (juniperus procera)

دعيب صومالي

(نبات دعيب الصومالي يشبه العرعر الطويل أو شجرة الأرز) تنمو نباتات دعيب في مناطق منعزلة تشبه الغابات ، وعلى ارتفاع خمسة آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر ، ويبلغ ارتفاع هذا النبات نحو 70 قدم ، وغالاب ما يتجه السكان إلى اقتلاع هذا النبات أما لتحويل الأراضي إلى حدائق ومزارع ، أو لإشعال النيران لإرهاب الحيوانات المفترسة الضاربة في هذه المناطق .

وأثناء فترة الاحتلال الأجنبي للبلاد كان يتخذ من هذه الأشجار شجرة عيد الميلاد عند المسيحيين ، أما لاصوماليون فإنهم لا يحبون هذه الشجرة لأنها لا تعطي أخشابا ذات قيمة اقتصادية كما أنها تفرز مادة لزجة مما جعل لها رائحة كريهة غير مقبولة لدى المواطنين .

وتنتشر شجرة دعيب على التلال الشمالية في منطقة بوراما وعلى مستوى 5000 قدم وكذلك الواجهة الشمالية للحافات الجبلية لسلاسل جبل مارسو وجوليس وجبال وجر ولها انتشار واسع عند جبال دوليه وسوريد شمال عرجابو ، كما تنمو في مناطق منعزلة على طول جبال الهيلز ، وسلاسل جبال جافلك جنوب انكاهور .

وتظهر شجرة دعيب على ارتفاع 6.791 قدم ، وذلك على الانحدارات الجنوبية لجبال دولية وسوريد Surud ، Dolah أما الانحدارات الشمالية فإنها تنمو على ارتفاع 4.725 قدم لأنها في مواجهة خليج عدن ، وأمطارها معتدلة طوال العام ، ولها امتداد على الحافة الشمالية لمنطقة كابليه Qableh في مستوى 3.415 قدم ، أما في مناطق دامر ويافر Damr, Yafr وأعلى لاس خورد Las Khored فهي تنمو على ارتفاع 6.180 قدم .

ويمكن أن نحدد المتسوى العام لنمو نبات دعيب بخمسة آلاف قدم للحافات الشمالية المطلة على خليج عدن ، على حين أن الحافات الجنوبية المطلة على هود والمنطقة المحجوزة فإن مستوى النمو على ستة آلاف قدم .

وقد بدأ الوعي الوطني ينتشر بين المواطنين للاحتفاظ بهذه الثروة النباتية لا من أجل التحطيب والتفحيم والحرائق ، بل من أجل الاحتفاظ بصغار النبات من أجل الرعي وصناعة الحبال التي لها سوق رائجة في البلاد العربية ..

2- دسك : Dosak Buxus hide Brandru

تنمو شجرة دسك على المدرجات الجبلية للسفوح الشمالية لمنطقة الجبال الرئيسية على ارتفاع 2.500 قدم أما السفوح الجنوبية لهذه الجبال فينمو الدسك فيها على ارتفاع 400 قدم كما في شيخ ، وتظهر على ارتفاع 5.925 قدم على المدرجات الجنوبية الجبلية الجافة لجبال الهيلز .

وهذا النبات اوراقه عريضة ، لذلك كانت أشجاره كمظلات للاستقرار وراحة الرعاء ، ومن ثماره وأوراقه يتكون المركب الغذائي للإبل والأغنام والماعز .

3- سجسج (شوكيه) : Sagsug (Acacia elbaica) ينمو هذا النبات فيما بين 4000 ، 7000 قدم وقد ينمو على ارتفاع 3.420 قدم في الجهات المنخفضة كما هي منطقة برعو وعلى الحافة الشمالية لجبال Qableh على ارتفاع 3.415 قدم ويظهر في الجهات المنخفضة على ارتفاع 3000 قدم كما هو الحال قرب Abad Kulaleh .

وحيث يوجد نبات سجج تكون التربة خصبة خلال الفترات الممطرة بغزارة .

ومن الملاحظ أن نبات سجسج لا يرتبط بنوعا لتربة كما هو الحال مع نبات جالول وبيل أيل فإنه ينمو في أي تربة جيرية مالحة أو غير مالحة ، ولكن ليست له الكثافة والضخامةف ي صورة غابية كما هوا لحال مع نبات دعيب ، وعلى أية حال فإن سجسج لا ينمو إلا في المناطق التي بين 4 ، 7 آلاف قدم عن مستوى سطح البحر على شرط ان تكون كمية المتساقط في العام ما بين 12 ، 20 بوصة .

4- جالول : Galol (acacia Bussei) من أهم أنواع النباتات في الصومال ، وهي ذات جذور طويلة تمتد إلى مسافات كبيرة في باطن الأرض ، ومن أوراقها يتكون طعام الإبل ومن لحائها تصنع الحبال والأوعية لحفظ المياه ، ومن جذوعها تصنع أكواخ الراعة المتحركة ، ومن أخشابها يصنع الفحم النباتي ، وأحيانا تخزن الفروع الصغيرة والأوراق لتكون علفا للإبل في فترات الجفاف ، ولها ثمار (فاكهة) تسمى ديمبت Dimbit تتخذ طعاما للماشية .

وينمو الجالول على سمتوى ما بين 3000 ، 5000 قدم فوق سطح البحر ، ولا ينمو في التربة الجيرية أو التربة الملحية ، كما لا يوجد تلال النخل بين أشجار جالول كغيره من الأشجار البرية .

وتوجد أنواع من الجالول تنمو على ارتفاعات تصل إلى مئات الأقدام على حافات السهول الجيرية ، ولكن هذه الأنواع قزمية (قصيرة) لا ترتفع أكثر من قدمين فقط ..

هجرة جالول : يظهر أن شجرة جالول قد هاجرت مسافة كبيرة عبر منطقة كول Col لنحو ثلاثة آلاف قدم من جنوب منطقة ابل أفوين El Afwein وذلك قبل عصر الأيوسين الأوسط حيث عملت التعرية على إزاحتها من الأرض الجيرية التي تكون فيا لوقت الحاضر حول كول ، ويظهر أنها وصلت المنحدرات الجنوبية لجبال الهيلز ، وإلى مناطق المراوح الحصوية الجيرية كما قد عثر عليها أيضا في مادسك Madiske وفي شمال كراه Garah وعلى مدرجات جبال لاس كوريه ، ولكن لم تستطع شجرة جالول أن تعبر جبال الهيلز إلى الساحل الشرقي المنخفض (ساحل ماكهير Makhir) لأن هذا هو الممر الوحيد بين السلاسل الجبلية في الشمال الذي أقل من خمسة ألف قدم وحيث تكون التربة عارية تماما من التكوينات الجيرية .

وبعض أنواع الجالول استطاعت أن تنمو في النطاق الأوسط لسلاسل جبال جوليس ووجر واشهاريت على حد أدنى 2000 قدم ، ولكن نادرا ما وجدت أدنى ذلك الحد .

كما أن شجرة جالول فشلت في الهجرة نحو الشمال عبر المناطق الجيرية خلال المعابر التالية : لاس دراه ، دير Las Dureh, Dur ، إيلان Elan إلى جبال جافليه Gafleh في جنوب انكاهور .

وشجرة جالول بصفة عامة لاتنمو إلى حيث تكون كمية المطر المتساقط نحو 20 بوصة في السنة كمتوسط عام ، وعلى أي تربة سواء كانت جيرية أو رملية أو جرانيتية أو رسوبية حتى التربة القاعدية طالما هي تربة غير مالحة مع حدها اللازم في الارتفاع .

اندثار جالول :

وقد لوحد أن مساحات كبيرة من جالول تندثر في بعض المناطق ويرجع ذلك إلى أسباب منها : 1- التهوية بسبب الحركة الرعوية أو التخزين أو التحطيب او التفحيم أو كبر عمر الشجرة . 2- التقلبات المناخية وذبذبة الأمطار وندرتها أحيانا . 3- انخفاض مستوى المياه الباطنية . 4- انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات التي تهاجم النبات .

ومازالت غابات الجالول يطلق عليها اسم الغابات المندثرة أو الميتة لأنه لم يتخذ أي إجراء أو قانون أو عمل من شأنه المحافظة على هذه الثروةا لنباتية لأهميتها للحيوان والإنسان ، وإنما العمل يقوم على سياسة التخريب للنبات دون إيجاد سلاسة جديدة منه ، وقد سنت الحكومة تشريعات وتوجيهات للرعاة في كل مكان لمراعاة الحياة النباتية لاعتماد الاقتصاد الوطني عليها .

5- بيل ابل : Bil-il (Acacia Mellefera) تنمو شجرة بيل أبل عادة على السفوح المستوية ، فهي تشبه الأعشاب الشجيرية ، ولها عناقيد في وسطها ، وقرونها طويلة ، وتنمو في الأراضي غير المالحة على ارتفاع ما بين 4000 ، 3000 قدم ، وأكثرها امتدادا على ارتفاع 3200 قدم ، ويظهر أنها لم تصل إلى السهول المنخفضة على ساحل خليج عدن ، وإن كانت قد وصلت فعلا على الحدود الشمالية لكنيا ومنطقة انفدى وذلك إلى انخفاض كبير ، فلا يبلغ ارتفاع مناطقها في هذه النواحي أكثر من 200 قدم عن مستوى سطح البحر غير انها من الأنواع الصغيرة .

ونبات بيل أيل يشير دائما إلى غنى التربة سواء كانت رملية حمراء أو جيرية كما في هود وساول هود وأواسط صوماليا .

ويبلغ ارتفاع نبات بيل أيل نحو 85 قدما ويستخدم في صناعة المقاعد الخشبية أو تحفر جذوعه لتكون خزانات للمياه ، ولا يظهر هذا النبات إلا في المناطق التي تزيد عن 2-10 بوصة من الأمطار في المتوسط .

6- ماره Marah : يشبه نبات بيل أيل من حيث نوع التربة ، والانخفاض الأفضل له هو مابين 3 ، 5 آلاف قدم في العادة ، وهذا النبات ثماره على صورة عناقيد في داخل غلاف قرني الشكل ، وثماره صفراء داخلها مادة قلوية ، ويبلغ ارتفاع شجرة مارة نحو سبعة أمتار .

7- كودا : Qoda (Acacia spirocarpa) نبات قرني أخضر اللون في شكل حلزوني يتحول إلى اللون الأصفر ، وله أنواع مختلفة ، وتجمع هذه الثمار لتكون علفا للماشية ، وتنمو على ارتفاع نحو 40 قدما على حافات البرك الموسمية وعلى طول أودية الأنهار .

وهناك نوع آخر من كودا ينمو على كل التربات والمستويات ، ويعتبر هذا النبات عاملا كبير الأهمية في غذاء الحيوان ، وحينما يجف نبات جالول يجني على أن يكون غذاء حيوانيا فيحل كودا محل جالول .

8- جب : Gab (zizyphus Mairitiana) نبات ذو فاكهة تؤكل وينمو على جوانب الأودية للأنهار الدائمة غير أنه محدود الانتشار .

9- ليبي : Lebi (Delonixelata) نبات ذو أزهار جميلة وفروع مجوفة ، يخزن الماء بداخلها ، ويعيش على ارتفاع يصل 2500 قدم ، ويتكاثر عليه الذباب ، وقد اشتبه في أن هذه التربة تحتوي على خامات المنجنيز ، غير أن الدراسات العملية أثبتت أن هذا الاشتباه غير صحيح .

10- رداب : Redap (Albizzia Anthelmintiea) نبات رداب أخذ ينتشر بكثرة في مناطق هود غير أنها أدنى قليلا من نطاق ليبي .

11- كيدي : Kidi (Balanites glaba) ذات أشكال مروحية وأوراق صغيرة تنتشر في الجهات المرتفعة بين جالول وسجسج ، وتظهر فائدتها في عملية تسوير المناطق أو تتخذ كمظلات واقية من حرارة الشمس .

12- كولان : Kulan (Balanites Arbiculard) نبات يختلف عن نبات كيدي في أنه ذو أوراق عريضة خضراء وهذا النبات ينمو في السهول المنخفضة في جابون فقط (اتجاه خليج عدن) وله فاكهة ذات قشور تطبخ وياكلها الرعاة .

13- يب أو (يعب) :Ye-eb (cordeauxia edulis) تنمو هذه الشجرة في التربة الجيرية الخفيفة على ارتفاع 2000 قدم في المنطقة القريبة من الحبشة وطولها نحو تسعة أقدام ، وثمارها غذاء حيواني ممتاز ، وقد حاول الصوماليين زراعة هذه الشجرة في برعو ولكن لم تنجح زراعتها ، ويجب أن تعاد التجربة مرة أخرى في مزارع منجا أشا وفي نطاق التربة الجيرية وفي دايان ، ومن المحتمل أن يكون أسباب فشل زراعتها في برعو راجعة إلى أن مناطق برعو مرتفعة أكثر من اللازم لنموها .

14- ضعر : Darr (aloe Spp) ينمو في أي تربة على ارتفاع 2000 قدم ، وقد نجحت زراعته في مناطق هرجيسه كما انتشر نموه في المناطق التي لا تنمو بها الحشائش .

وتعتبر شجرة ضعر من الأشجار القيمة في الصومال ، وإن كانت صغيرة الحجم فهي كبيرة الأوراق ، وثمارها مرة للغاية ، وتستعمل في كي قروح الجمال حتى تحول دون تآكل أجسادها .

15- هيج : Heg (sanseveria spp) نبات صالح لغذاء الأغنام وطوله مابين 30 و 40 سم ذا الياف قصيرة يصنع منه الحبال والخيام .

16- أو – مايدو : Au-and Maido وينمو هذا النوعان السابقان حيث تكون المياه دائمة الجريان في تربة جيرية أو غيرها .. ويستعملان في عمل الحصر .

17- المر : وتكثر زراعته على المنحدرات الجبلية لمجر تنيا ومنطقة هرر والأراضي التي احتلتها الحبشة كهود والأراضي المحجوزة بصفة خاصة ، ويستعمل المر في بعض الصناعات كالحبر وعلاج الأمراض ، ويقوم الوطنيون بحرقه في منازلهم لطرد الحشرات والزواحف .

18- اللبان Gum : تعتبر الأشجار الصمغية أو اللبنية من أهم الأشجار الطبيعية في الصومال من الناحية الاقتصادية إذ يصدر الكثير من اللبان من نوع محر Mohar ونوع مايدي (أجود الأنواع) Maidi ، وهذا النبات ينمو على الحافات المواجهة للأيوسين الأعلى على الحجر الجيري وكذلك على الدولميت .. ويقدر إنتاج الصومال وحدها بنحو 66% من إنتاج العالم ويبدأ تطعيم الأشجار مرة كل 15 يوما في شهر يونية ويولية وأغسطس ، وجمع المحصول في فبراير ومارس وإبريل ، ومركز التجميع بوصاصو في مقاطعة مجر تينيا وكارن في مقاطعة برعو .

وترجع شهرة لبان الصومال إلى عهد قدماء المصريين حيث أطلقوا على الصومال اسم بلاد البخور واللبان ، أو أرض الآلهة . ويعتبر مايدي أغلى لبان في العالم إذ يحتوي على 65% من وزنه مادة وتنجية و 25% مادة حمضية و 8% زيوت .. وللبان فائدة عظيمة إذ يدخل في صناعة اللدائن والحلوى والطب . وتقوم شركة المجرتين للبان والبخور بتسويقه من مناطق إنتاجه في مقاطعات مجر تينيا وبرعو وتصديره إلى الخارج ، وبلغ المصدر للجمهورية العربية المتحدة عام 1962 ما قيمته نحو 35 ألف جنيه استرليني وكان هذا نتاج لأول اتفاق تجاري بين الشركة العامة للتجارة الداخلية (ج.م.ع) والمؤسسة الوطنية لجمع الحبوب والمحاريث الميكانيكية بمقدشوه .

نباتات أخرى : وهناك ثروة كبيرة من النباتات الطويلة كالسفانا وهي أكثر انتشارا في مقاطعات جوبا العليا والسفلى ، والنباتات الغابية ذات الأشجار الضخمة والخضرة الدائمة ، ومن نباتات الأخشاب أشجار المنجوراف في جزر الباجون وعلى نهر جوبا ، ومن النباتات الشاطئية الكثير من الكثبان الرملية وغيرها .

حشائش المراعي

يوجد في الصومال عدد كبير من أنواع الحشائش الصالحة للرعي والتي لها قيمة كبرى في الاقتصاد الأهلي ومن أهمها :

1- داريمو : Daremo (chrysapogon aucheri) من الحشائش المحبوبة لدى الرعاة الصوماليين ، إذ تربى عليها الأغنام والماعز ، ولها انتشار واسع في نطاق جالول ، وأحيانا تظهر حشائش دريمور في جهات أكثر انخفاضا من نطاق جالول على أن تكون التربة غير صخرية .

2- دحى : Dihe (sporabalus spp) من أجود واشهر الحشائش المعروفة لدى الأغنام والماعز ونطاهقا أوسع منن طاق دريمو لأنها تستطيع الحياة على التربة الصخرية وتربة السهول ، وتتركز بصفة خاصة في المنطقة الممتدة من هود عبر الجبال إلى السهول المنخفضة أسفل لاس دوريه وبورالن Las Dureh-Bur Elan

3- حشائش داريف ودانكاريه : Darif and Dankareh وينمو النوعان السابقان بنوع خاص في السهول ، على جوانب الأنهار ، وعند نهاية الدالات المروحية في الجهات المنخفضة ، وهو غذاء طيب تربى عليه الأغنام والماشية .

4- جيجان جب : Gugan gup (Eragrostis) تمتد هذه الحشائش في مناطق ساول هود والقطاع الساحلي الشمالي .

5- ماجن : Majen (arislida spp) تنتشر مع حشائش دريمور في ارتفاعات تصل إلى ثلاثة آلاف قدم .

6- دور : Dur (andropogon) ينمو على ارتفاع أعلى من 4000 قدم على تربة جيرية ، ولا يدخل في طعام الحيوان إلا الحشائش القصيرة التي بين 1-6 قدم في ارتفاعها ولهذا النبات فوائد أخرى إذ يكون كأسوار لحماية الأراضي من الرياح المتربة كما أنه منظم لجريان المياه والحيلولة دون انتشار حبوب اللقاح في الجو أو السير في اتجاه المياه .

7- جلاب : Jelab (indigafera Sparteale) يعتبر من النباتات القصيرة الهامة في طعام الماشية وهي من النباتات التي تنمو على كل المستويات وفي المناطق السهلية الرسوبية بصفة خاصة .

وبجانب الأعشاب والشجيرات والحشائش السالفة الذكر توجد أنواع غير التي ذكرناها ، وقد أهملنا الحديث عنها أو الإشارة إليها لأنها لا تدخل في غذاء الحيوان .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً