مصطفى ماهر

البروفيسور مصطفى ماهر

مصطفى ماهر (و.19352021) هو أستاذ الأدب الألماني في كلية الألسن جامعة عين شمس ، أول من أنشأ كرسيا للدراسات الألمانية في مصر، حصل على الدكتوراه في الأدب الألماني من ألمانيا عام 1962. مترجم عريق أسهم على مدى خمسين عاماً، في التعريف بكبار المفكرين الألمان مثل كافكا وجوتة وشيللر وهيرمان هيسه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

ولد مصطفى ماهر عام 1936 في أسرة غنية، جذورها تركية، ونشأ في حي شبرا بالقاهرة، عندما كان ذلك الحي يعج بالفيلات والقصور. وتخرج في كلية التربية، متخصصا في اللغة الفرنسية أصلا، لكنه أضاف إليها بعد ذلك اللغة الألمانية، كما أنه نشر بعض الكتب مترجمة عن الفرنسية، ويبدو أن دراسته للفرنسية نفعته كثيرا في دراسة الألمانية.[1]


مسيرته المهنية

في الفترة بين عام 1957 و1958، بدأ مصطفى ماهر التخطيط لتدريس اللغة الألمانية وسافر إلى مدينة ميونيخ وحصل من معهد غوته هناك على "دبلوم" اللغة في عام 1959، ثم ذهب إلى مدينة كولونيا وحصل من جامعتها العريقة على الدكتوراه، متخصصا في "فقه اللغة" (الفيلولوگيا)، عام 1962.

بعد حصوله على الدكتوراه عاد ماهر إلى مصر التي كانت قد أعادت في فترة الخمسينيات فتح "مدرسة الألسن"، التي أصبحت بعد "كلية الألسن" وضُمّت إلى جامعة عين شمس، وكانت حتى سنوات قريبة كلية فريدة من نوعها في مصر، قبل أن تفتتح جامعات كثيرة كليات باسم "كلية الألسن".

في القسم الألماني بكلية الألسن لمع نجم مصطفى ماهر وكان شعلة نشاط بين التدريس والترجمة والتأليف المتعلق باللغة الألمانية وآدابها، وكان مشهورا حتى بين طلبة الأقسام الأخرى، كما عمل لفترة مترجما شخصيا لرئاسة الجمهورية في مصر.

كان مصطفى ماهر عاشقا للأدب واللغة بصفة عامة قبل أن يكون مترجما وأستاذا للأدب ولذلك كثر انتاجه سواء من الترجمات أو الكتب المؤلفة وأشهرها "صفحات خالدة من الأدب الألماني" أو حتى المقالات العلمية التي كان ينشرها خصوصا في مجلة "فصول". وقد ساعده في ذلك كله زوجته الألمانية "إيلزا ماهر"، التي كانت ترافقه كثيرا في ندواته وأسفاره بل وحتى مناقشاته لطلبة الماجستير والدكتوراه، قبل أن يكبر سنها وترحل قبله بسنوات.

وتم تكريم المترجم والأستاذ الراحل من قبل هيئات ألمانية وعربية وأوروبية، وحصل على عدة جوائز.

اسلوبه

تأثر مصطفى ماهر بالثقافة الألمانية عموما، وليس بالأدب فقط، وكان يطبقها في حياته، فمثلا من يرى بيته القريب من ميدان الحجاز في مصر الجديدة يجد أنه مبنى على الطريقة الألمانية في زمانه. ومن ذهب لزيارته هناك كان يراه قد ركن حوالي ثلاثة سيارات "فولكسفاغن" الخنفساء، بعضها "خارج الخدمة" بجوار فيلته، كمظهر لاعتزازه بها. وعلى طريقة مبادرات المواطنين الألمان سعى ماهر لإقامة حديقة صغيرة لسكان المنطقة أمام فيلته، كان يفخر دائما بأنه حولها من مكان لتجمع النفايات إلى حديقة بها نباتات وأشجار كثيرة وكان يتجول مع ضيوفه حتى الألمان بين أشجار الحديقة.

ورغم تأثره بالثقافة الألمانية وانفتاحه على الثقافات الأوروبية عموما، إلا أنه كان شديد المحافظة في ترجمته، خصوصا ما يتعلق بالأشياء التي تخالف الثقافة الشرقية. فمثلا حظيت ترجمته لرواية "عاشقات" للأديبة النمساوية إلفريده يلنيك بانتقادات لأنه وضع في أماكن كثيرة نقاط (...) بدلا من ترجمة ما كتبته يلنيك من ألفاظ "مكشوفة". وقال في حوار لموقع "قنطرة" أجراه معه تلميذه، المترجم سمير جريس، إنه فعل ذلك "لكي تصبح مناسبة للمجتمع الذي ستقدمها فيه". وأضاف ماهر "هناك أشياء وجدت أنها لا تخدم هدف الترجمة الأساسي، وهو أن يفهم الناس ما هي يلينك، إذا قرأ الناس النص كما هو، سيتصورون أن الكاتبة عاهرة وقوادة وقليلة الأدب! ليست هذه صورة صحيحة. لقد عشت سنوات طويلة في ألمانيا، ورأيت ألمانيا وهي متحفظة، ثم عايشت التطورات التي حدثت".

لقد تمسك ماهر بهذا المبدأ طوال حياته العامرة بالترجمات لأهم أدباء ألمانيا قديما وحديثا، وقد بلغت ترجماته المئات، ما بين رواية وقصة ومقال وغيرها.

ورغم أن ماهر كان ينتقد في محاضراته وندواته مظاهر التدين الشكلي، التي غزت مصر في السبعينيات والثمانينيات إلا أنه كان يرى نفسه "متصوفا"، وحكى أن "سيدنا" (معلم القرآن) كان يأتي إلي بيت والده وهو صغير ليعلمه القرآن. وقد تمكن ماهر بالاشتراك مع زوجته من إنجاز ترجمة للقرآن إلى اللغة الألمانية، طبعها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر.

ابرز اعماله

كتاب القضية لكافكا

كتاب القضية لكافكا ابرز اعماله حيث تجد فى أعمال كافكا الهدوء الذى يدفع بالقارئ الى الثورة، وانك تجد فى أعمال كافكا التشاؤم الذى يحث القارئ على التماس سبيل التفاؤل وانك تجد فى أعمال كافكا تصويراً دائما للظلم والباطل يدفع بالقارئ الى الايمان بالعدل والحق وانك تجد فى أعمال كافكا سلبية تدفع بالقارئ الى الايجابية. لقد خط فرانتس كافكا لنفسه فى الفن خطة تقوم على الايقاظ وتوصل الى ذلك بصور تكلف فيها مبالغة فى أمور لا تأتى فى الواقع على نحو مبالغ فيه -منها المصادفة- ومنها التورط -ومنها الحالات المرضية (فكل شخصيات كافكا تقريبا شخصيات مريضة)- ومنها الظروف المناخية أو الصحية أو الضوئية أو الصوتية أو البصرية غير الملائمة. وايمان كافكا بالاصلاح ايمان لا شك فيه وحديث الاصلاح حديث يتكرر فى أعماله الفنية وفى رسائله ويومياته، وسبيله سبيل الاشتراكية ورواية "القضية" تختص بالدعامة الأولى: العدالة يوزف ك يقوم بمحاولات كثيرة لاصلاح نظام المحكمة التى وقع فى براثنها ويلقى أثناء محاكمته أمام قاضى التحقيق مرافعة هامة يدين فيها الفساد، وان يوزف ك ليصمد أمام الصعوبات الفظيعة التى تعترض سبيله حتى ينهار فلا يستطيع الصمود.

والرواية ذات شهرة عالمية ضخمة، وقد ترجمت الى عدد كبير من اللغات، الى كل اللغات الحية الشهيرة تقريبا، وأكثر من اهتم بكافكا وبأعماله الفرنسيون وعلى رأسهم أصحاب التعبيرية والتأثيرية والسريالية والوجودية. وزاد الاهتمام بكافكا بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن تحولت حياة الناس فى أوروبا وأمريكا خاصة الى حياة يسودها الخوف، وبعد أن تركزاهتمام الناس على تحديد مكان الانسان فى الكون. وقد حول أندريه جيد أديب فرنسا الكبير بالاشتراك مع المخرج والممثل المسرحى الفرنسى الشهير جان لوى بارو الى مسرحية مثلت فى باريس بنجاح كبير عام 1950. كذلك أنشأ بوريس بلاخروهاينتس فون كرامر صيغة أخرى غنائية صاغها موسيقيا الموسيقى النمساوى جوتفريد فون أينم ومثلت فى زالتسبورج عام 1953[2]

وفاته

توفي البروفيسور مصطفى ماهر في 7 أبريل 2021 عن سن تناهز 85 عاما.

المصادر

  1. ^ "رحيل مصطفى ماهر أشهر المترجمين و"أبو الألمانية" في مصر".
  2. ^ "القضية لكافكا". مكتبة النور.