محيي الدين اللباد

(تم التحويل من محيي اللباد)
محيي الدين اللباد
محيي الدين اللباد.jpg
وُلـِد25 مارس، 1940
القاهرة، مصر
توفي4 سبتمبر، 2010
القاهرة، مصر
المهنةفنان كاريكاتير وجرافيك
الأنجالأحمد اللباد، مصطفى اللباد
محيي الدين اللباد في مرسمه.

محيي الدين اللباد ( 25 مارس 1940 - 4 سبتمبر 2010) رسام مصري وفنان تشكيلي كبير متخصص بالجرافيك. عمل بالعديد من المؤسسات الصحافية و أهمها مجلة روز اليوسف و مجلة صباح الخير.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

ولد الفنان محيي الدين اللباد في القاهرة لأسرة رفيعة الشأن دينا وعلما تتحدر من قرية شباس الشهداء بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ. درس التصوير الزيتى في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1957- 1962.


حياته العملية

02 - Masrytna Watnytna.jpg

عمل بالعديد من المؤسسات الصحفية حيث عمل رساماً للكاريكاتير أثناء دراسته للثانوية، ثم التحق رساماً بمجلة روزاليوسف وصباح الخير قبل أن ينهى دراسته الجامعية.[1]

وعقب تخرجه عمل رساماً ومؤلفاً لكتب الأطفال في دار المعارف، وفى مجلة سندباد التى أصدرتها الدار، وشارك في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة ودور النشر.

صدر له عدد من الكتب في مصر والعالم العربي، ونالت أعماله العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية، ونشر بعضها مترجماً بعدة لغات أجنبية، كما قدم سلسلة من الكتب التى قام بتأليفها وتصميمها "المراهقون فوق سن الحادية عشر"، وأيضًا "الرسم والتلوين الزيتى"، و"كشكول الرسام" والذى حاز جائزة الأكتوجون الفرنسية، وصدرت منه طبعات باللغات الفرنسية والألمانية والهولندية، وهو عبارة عن بعض ذكريات بصرية من طفولة الرسام بوجهها إلى الكبار، وبعض اكتشافاته عندما كبر وصار رساماً محترفاً وصانعاً للكتب، يعود فيوجهها للصغار.

وعمل مديراً فنياً ومصمماً جرافيكياً للعديد من دور النشر؛ وصمم العديد من الصحف والمجلات العربية، والملصقات الثقافية، كما شارك كعضو لجنة تحكيم في عدد من المسابقات المحلية والدولية.

مؤلفاته

غلاف كتاب ملاحظات، محيي الدين اللباد، دار الشروق، 2005.
غلاف كتاب تي شيرت، محيي الدين اللباد.
ألفبائية فلسطين
  • نظر، وهي سلسلة من 4 أجزاء. صدر منه الجزء الأول في 1985 عن دار العربي للنشر و التوزيع
  • أفريقيا ! أفريقيا !: في نفس الموضوع يعدنا المؤلف بأنه سيقدم لنا معرضا آخر مقاما في مدينة تورينو الإيطالية، وعنوانه الرئيسى (القصص المرسومة comic Strpis عن أفريقيا) وهو معرض قد ساهم الفنان فيه باختياره، وإرساله لرسوم رسامين عرب، ومن مجلات أطفال عربية حول موضوع المعرض.
  • معرض ملصقات اليابان:، يقدم لعرض نظمته وزارة الخارجية اليابانية ودار على معظم بلدان أفريقيا تحت عنوان أنقذوا الطبيعة في أفريقيا". وهو معرض للملصقات بالغ الأهمية (فهى ملصقات غير ملصقات الأفلام المصرية، وغير ملصقات الحملات الانتخابية "وهو عندنا ملصقات غير ذلك؟").
  • كاريكاتير:: ومن موضوعاته: بيكاسو والكاريكاتير، الشيوعيون يضحكون، جَمَل (بفتح الجيم والميم) وكمبيوتر، المهرج رئيسا، عبر السميع رساما - العربى القبيح.
  • ثقافة الطفل: ومن موضوعاته: طرزان - هل هو عدو أم صديق؟؛ الفأر القومى؛ المفاتيح مع العيال؛ كتاب مرسوم للأطفال العميان؛ الفرخة لها بيت، والشاذلى القليبى له بيت، والكاتب والرسام ليس لهما بيت.
  • الخط العربى وتصميم الحروف: ومن موضوعاته حروف معبرة - الطغراء قمة الجمال في الخط العربى - الخط مسألة سيادة.
  • حروف معبرة: من موضوعات الكتاب وهى تصميمات الفنان الأمريكى "جون لانجدون" والفكرة الرئيسية فيها تعتمد على اللعب بحرف "أ" في كل تسمية منها (ذلك الحرف الذى يعنى "أنا" باللغة الإنجليزية). وتكتشف - بالصدفة - أن هذا الحرف (أنا) موجود في كل التسميات الثمانية المنشورة فوق هذا الكلام.
  • ثوب الجريدة القشيب:: تصميم فائز بالجائزة الذهبية لتصميم ملاحق الصحف. وهو تصميم لصفحة من ملحق خاص بالرحلات في صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية وكان موضوع الملحق عن بلدنا، وفيه استخدم المصمم منظراً مرسوماً لنخيل مصر. بحيث تكون جذوعه هى الفواصل الرأسية بين أعمدة الصفحة.
  • تراث جرافيكى: ومن موضوعاته: البحث عن أبو زيد في طوكيوا - رسوم لا تشبه غيرها.

تجربته الفنية

وتحدث الأستاذ محيي الدين اللباد في تدخله عن تجربته الفنية، فذكر في البداية أنّ العرب كان لهم دور كبير في نشر الكتاب بفضل اكتشافهم للورق ، و قد تم تصديره إلى أوربا بعد تصنيعه ، و ذكر أن القرآن قد طبع في البداية في أوربا ثمّ خلص إلى الحديث عن القراءة الرشيدة ، و ذكر فيما ذكر أنّ كتب الأطفال هي التي جعلت من نجيب محفوظ كاتبا كبيرا ، و تحدث عن نفسه فقال: " وقعت أسيرا لكتب كامل الكيلاني في طفولتي، وذات مرّة اقتنيت قصة " علي بابا " بخمسة قروش، هذا الكتاب وغيره من كتب كامل الكيلاني جعلتني أختار هذه المهنة". ركز الضيف على تجربته و أطنب في الحديث عنها و لكنّه غيّب تجربته الصحفية و الإبداعية في الكتابة وفي إجابته عن سؤال طرحته " الصباح " بخصوص هذه المسألة ،علّل ذلك بأنه لم يشأ أن يثقل كاهل المتلقّي بكلام قيل في منا سبات عديدة، لهذا السبب أعفاه من ذلك ، كما أكّد على أنّ كتبه التي تمت ترجمتها إلى عدّة لغات لا يعني البتة أنّ قيمتها الفنية رفيعة المستوى .

الصورة و النص

أثناء النقاش تم التعرض إلى مسألة " الصورة و النص"، و رسوم كتب نجيب محفوظ و رسم الحرف العربي. الأستاذ الناصر البقلوطي ذكر أنّ الو اسطي رقّن (بتضعيف القاف) مقامات الحريري بمنمنماته وهو فنّ الترقين، إجابة عن ذلك أشار محيي الدين اللباد إلى أنّ محفوظ لم يتدخّل قطّ في رسوم كتبه و كذلك فيما يخصّ أفلامه ، فلم يكن يهتمّ إلاّ بالنصّ و فيما عدا ذلك كان لا يتحرّك أبدا ، وذكر أنّه لا يتعامل مع الحرف كفنّ ، و يرى أنّ المنمنمات منافية للحقيقة وأبدى احترازا بخصوص هذا الموضوع ، و ذكّر بأنّ ما تم عرضه في القاعة قبل هذا اللقاء من رسوم محاطة ببعض الكتابات هي ليست لوحات إنّما هي صفحات من كتب وليست أعمالا فنية . بقي أن نشير في نهاية المطاف إلى أنّ " رنّات " بعض الهواتف المحمولة أثناء هذا اللقاء قد أقلقت الضيف و المتلقّين على حدّ السواء و شوّشت تفكيرهم ، كان من المفروض إغلاقها أو تركها في حالة صامتة ، و ذلك يتطلّب من البعض التحلّي بالحس ّ المدني.


عذرنا.. أن في وجهنا نظرا

جماليات الرؤية البصرية عند الجرافيكي المصري محيي الدين اللباد. «ان عشقنا فعذرنا.. ان في وجهنا نظرا»، بهذا البيت الشهير لبشارة الخوري يفتتح الكاتب والرسام المصري محيي الدين اللباد كتابه الجديد ـ أو ألبومه كما يسميه ـ «نظر». ويحتوي الكتاب على ملاحظات بصرية، ونقد فني لرسوم الكاريكاتير العربية، والتصوير الفوتوغرافي والتصميم الجرافيكي واخراج الكتب والصحف وملاحظات حول أداء الرسامين والمجلات والكاريكاتيرات، ويعد هذا الكتاب هو الثالث للمؤلف الذي يحمل نفس العنوان «نظر».

ويقول اللباد ان بريطانيا عرفت فن الكاريكاتير المطبوع لأول مرة في منتصف القرن 18، من بعض رسومه المطبوعة بطريقة الحفر على المعدن، والتي استوردتها الطبقة الارستقراطية في ايطاليا آنذاك، وسرعان ما انتشرت عادة اقتناء مثل تلك الرسوم كتقليعة من تقاليع الارستقراط، وفي الثلث الأول من القرن 19 تعرف الانجليز على مستوى متميز من مجلات الكاريكاتور السياسي حين وصلت اليهم نسخ من مجلة «شاريفاري» الفرنسية، وبعد ذلك بسنوات اصدر الانجليز مجلتهم الكاريكاتورية السياسية الاجتماعية «بانش» لكنهم حرصوا على أن يضعوا الى جوار اسم المجلة عبارة «شاريفاري» اللندنية تمسحا في سمعة المجلة الفرنسية وهو ما ظلت تفعله لمدة مائة عام، وقد حملت المجلة في سنواتها الأولى هجاء عنيفا وجه الى الطبقات العالية البريطانية، بل تجاوز الأمر حدود بريطانيا ليصل الى هجاء ملك فرنسا «لويس فيليب» وامبراطورها «نابليون الثالث» وقياصرة روسيا وبابا الفاتيكان أيضا.

غير ان المجلة كما يوضح اللباد ـ والتي صدرت قبل الاحتلال البريطاني لمصر والسودان بأربعين عاما ـ كانت تتبنى وجهات نظر استعمارية فنرى في اعدادها رسوما تتضمن وجوه احمد عرابي والامام المهدي وسعد زغلول في مناظر تحض على الكراهية والاحتقار، ثم تكثر الرسوم التي تصور عبد الناصر كهمجي غير متحضر، وطاغية من بلد متخلف تجرأ على تأميم قناة السويس وعلى مناطحة الاستعمار.

وينتقل اللباد للحديث عن الكاريكاتور الجزائري والذي يرى انه تميز بخصوصية وبحداثة وبألمعية وبمهارات حرفية وبمعرفة متينة لأصول المهنة وبنجاح في تراسم معقول في هذا الفن كما يتسم بوضوح التأثيرات الأجنبية الفرنسية والبلجيكية وبأن كل الرسوم مازالت تهدر بالرطان الفرنسي وليس باللسان العربي ويرجع ذلك الى الاحوال الثقافية الخاصة المعروفة عن الجزائر، والى ان الرسامين تدربوا في بداياتهم على يد رسام برتغالي لاجئ في بلادهم اسمه «كابيتا» وبمساعدة مخرج سينمائي جزائري هو «الامير مرباح» علمهم اصول وضع السيناريو وتنويع اللقطات وتحويل الأحداث الى مشاهد مرسومة ومقطعة.

ويضيف اللباد بأنه منذ 20 عاما نشر الرسام الجزائري الأشهر بطله «بوزيد» للمرة الأولى كشخصية للاطفال في مجلتهم «مقيدش» لكن معارك ما بعد الاستقلال في الجزائر سرعان ما أودت ببطله الفقير وخطيبته زينة الى طريق آخر تحف به السياسة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع الجديد المتحول، ومنذ دخل البطل هذا الطريق أصبح أغلب قراء الفرنسية يعرفون ما تعني تلك الاشرطة المرسومة التي حملت دائما عنوان «زيد يا بوزيد » ZIDYAZID YA وأصبحوا قادرين بكل يسر على التقاط المعاني الانتقادية الهجائية القاسية في سخريتها والرموز والتلميحات التي اخفيت بمهارة بين خطوط وحوار هذا الهزل المرسوم.

ويشير الكتاب الى ان الصفحات الهزلية قدمت «بوزيد» الفقير الأجير المعدم من كل شيء إلا من عصا طويلة وجلباب قصير وعصبة على رأسه وشارب كبير تحت أنفه الطويل بلا عمل ثابت وبلا مسكن معروف، وهو ما يؤرخ لمسار مرحلة الثورة الزراعية في سنوات الاستقلال الأولى، مستعرضا التناقضات الاجتماعية التي طرحتها تلك المرحلة من فساد عظيم وتفاوت في الدخول وسوء توزيع في الثروة وقمع وشعارات منافقة وسوء الخدمات وخراب الادارة ونقص المواد الضرورية.

وفي حديثه عن الرسام البحريني خالد المعالي يصفه اللباد بأنه يرسم بكل الجدية والبلاغة والتواضع وفي نبرة غير متشنجة ولا زاعقة ويقدم أعماله من دون الاعتماد على كلمات تأخذ شكل الحوار أو التعليق ومخالفة بصرية صافية ورائقة وحديثة أيضا، وبخبرة المعماري يبدع الهاشمي رسوما غير مسطحة، عني فيها بالتجسيم وبالبعد الثالث «عمق الصورة» وبالمنظور «برؤية حديثة معاصرة»، كما عني بأن تكون رسومه بليغة غير ثرثارة مختزلة وقليلة العناصر.

أما الرسام بهجت عثمان فيعتقد اللباد أنه كان يرسم كاريكاتوره ببساطة آسرة وبخطوط اقتصادية أقرب الى التقشف، كما ان رسومه خالية من كل اسراف ولا تتباهى بالمهارة ولا تنوء بجهد مبالغ فيه، ولا بوقت طويل أنفق في ادائها، خطوطا ذات سمك متقارب غير ملتبسة زواياها منفرجة غير خجلى من بساطتها وتندر بينها مساحات اللون الاسود الثقيلة وتميل هذه الخطوط الى الزخرفية ولا تحاول الايهام بالتجسيم ولا الايحاء بالواقعية أو بوجود عمق منظوري في المشهد لكن هذا الكاريكاتور ـ يضيف اللباد ـ عبر وأدى الغرض المطلوب منه بكفاءة نادرة وأوصل الرسالة المقصودة بلغة موجزة وعملية بدلا من البلاغيات المركبة وبمساعدة الطفولة الممتدة.

ويصف اللباد الفنان الفرنسي باي باي توبور بأنه يجعل القارئ يضحك هلعا، فهو يقدم عالمه المرسوم بطرق رسم عتيقة تستخدم سن الريشة المعدني والحبر الاسود وتحيلنا تلك الرسوم واساليبها بسهولة الى عوالم محفورات جيروم بوش الجحيمية التي تغص بالكائنات المسخوطة والى سلسلة أعمال فرانشيسكو جويا المحفورة والمعروفة بعنوان النزوات والحافلة بالكوابيس والشعوذات وامراض الروح، واذا ما فتشنا عن احدث اساليب الرسم في اعمال توبور فربما نجدها في المطبوعات الشائعة في زمن جده.

ويتبنى رسام الكاريكاتير المصري الأشهر حجازي ـ كما يقول اللباد ـ في رسومه مشاكل الفقراء والمهمشين والمتعطلين والاشارة الى من أفقروهم وهمشوهم وسلبوا فرص عملهم، من المستغلين والمترفين والمتسلطين والفاسدين والمفسدين واللصوص ونقد النظام الحاكم ومعاداة اميركا واسرائيل وطرح الشاغل الجنسي تلميحا وتصريحا بدءا من رسم المتسكعين من طلبة مدارس وعجائز يعلقون على طالبات الثانوي الذين خرطهم خراط البنات وانتهاء بالسرير وأخيرا جلسات الحشيش وفيها غالبا ما يعلق الرسام على آخر الموضوعات السياسية الرائجة ويضفي بعض العبث على الأمور الجادة.

أما ريشة الرسام المصري الراحل عبد السميع فيصفها الكتاب بأنها كرباجية قوية وكانت تزدحم بالتحريض والسخرية وذات قدرة فذة على تعبئة النفوس بالغضب والسخط والانشراح، وكان مصطفى النحاس رئيسا للوزراء وزعيما لحزب الاغلبية، إلا ان عبد السميع كان يشتمه على الغلاف وعلى الصفحات الداخلية ويسقط عنه كل هيبة، فحملت الرسوم تلميحات ذكية عن خضوع النحاس للملك فاروق الذي رمز إليه بحذاء ترك رباطه مفكوكا عن عمد بسبب سحنة صاحبه، كما رمز اليه بذراع سمينة مشعرة، وبالاضافة الى تلك التلميحات رسم عبد السميع غولاً أسماه الفساد لكن اغلب الظن انه كان يرمز إليه بشخصية الملك.

ويقول اللباد ان عبد السميع كان واحدا من زعماء سياسيين شعبيين قلائل اعتبروا مهيجين ومحرضين جماهيريين مهدوا لما جرى منذ صباح 23 يوليو 1952 .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

آراؤه الفنية

الحالة المثلى لاخراج كتاب مصور

"الرسام نفسه كاتب النص: القاهرة ـ (الوطن): في أول وأطول ظهور له على شاشة التلفزيون المصرى قال الفنان محيى الدين اللباد لبرنامج المرايا الذى يعده الشاعر أحمد الشهاوى وتقدمه الشاعرة هند القاضى في قناة النيل الثقافية إنه يعمل عشر ساعات يومياً طوال ستة أيام من الأسبوع، مستمعاً إلى الموسيقى،

وأشار إلى أنه بعيد عن أضواء الإعلام لـ فشله معها وليس اختياراً، وأنه ليس منسحباً من الحياة، مؤكداً أنه حصل على حقه كفنان ورسام للكاريكاتير وصانع للكتب وزيادة.

وقال صاحب (كشكول الرسام، ونظر في جزئيه الأول والثانى، و30 سؤالاً، لغة بدون كلمات، تى شيرت، حكاية الكتاب، 100 رسم وأكثر، ملاحظات: إن رسالته التى يريد إرسالها تصل بشكل مقبول مصرياً وعربياً من خلال إنجازه الفنى، وأكد أنه يشارك في الحياة الثقافية والفنية بأعماله أكثر من حضوره الجسدى أو الإعلامى فيها، على الرغم من أنه متورط في مهنة الصحافة منذ سنوات طويلة.

دراسته للفنون الجميلة

وأشار إلى أن اختياره لدراسة الفنون الجميلة كان فضيحة كبيرة بالنسبة للأسرة ذات الأصول الريفية. لم تشجعنى الأسرة، ولكنها أيضاً لم تقمعنى.

كتب الأطفال

وقال اللباد الذى يوصف بأنه فيلسوف المطابع وصانع الكتب في الحلقة الثامنة من برنامج المرايا - إن بيكار منحنى الفرصة للعمل في مجال كتب الأطفال في دار المعارف. واعترف أن الفضل في تأسيس فن كتب الأطفال المرسومة في مصر يعود إلى الفنان الراحل حسين بيكار الذى بدأه عام 1946 حيث أنجز كتابين في تلك السنة من أجمل الكتب على مستوى العالم وليس مصر فقط (علي بابا و أبو صير وأبو قير، كامل الكيلانى، دار المعارف، 1946).

وأثر هذان الكتابان في الوجدان، وشجع الأجيال الجديدة على الاتجاه إلى هذا المجال. ونحن من جيل اعتمد على مصادر في الفن محلية وعالمية، وإن كنا قد توجهنا إلى المحلية بعد ذلك ولكن في فترة متأخرة إلى حد ما.

وقال اللباد إن الأطفال لا يقبلون الوعظ والإرشاد والرمزيات السياسية التى توجه إليهم من خلال كتب الأطفال ولا يفهمونها. وبدأنا الآن نتنبه إلى هذه السلبية، ونحاول أن نتفاداها قدر الإمكان، ولا أدرى مدى نجاحنا في هذا الشأن.

وقال إن الحالة المثلى لإخراج كتاب مصور أن يكون الرسام نفسه هو كاتب النص، كى لا تكرر النصوص ما تقوله الرسوم، وحتى لا تتحول الرسوم إلى مجرد رسوم مصاحبة للنص، بل يجب أن تشكل النصوص والرسوم كياناً واحداً. وأشار إلى كتب الأطفال ليست قصصاً فقط، ولكنها معارف عديدة ومتنوعة، لكننا نبالغ في وضع المعلومات في شكل حدوته، فالمعرفة ليست دواءً مر يجب أن يشربه الطفل، ولا تحتاج إلى تحايل، فالمسألة ليست مؤامرة، والطفل دائماً مشتاق للمعرفة التى تناسب فئته العمرية.

وقال اللباد في حواره إن المسؤولية التى يراها تناسبه الآن هى الحوار مع المهنة ومحاولة المساهمة في التأسيس داخلها، فلدى أمل أن أقوم بلفت النظر إلى أشكال غير نمطية أو مستهلكة، وأحاول أن أقول إن أى شكل نصل إليه ليس نهائياً، وثمة دائماً شكل آخر أحدث وأكثر جدة، فالحياة والإنسان والعمل يتغيرون ويتطورون في احتمالات لا عدد لها.

وأعلن اللباد إن الكتاب في الغرب لم يتراجع أمام الوسائط التقنية الجديدة، إلا أن مصر والوطن العربى حالة خاصة، فالتراجع المستمر وصل لدينا إلى حالة تحتاج إلى إعادة نظر سريع، ومحاولة تشخيص الأزمة. وأشار إلى أن مرجعه الوحيد والدائم كرسام وكاتب للأطفال هو محيى الدين نفسه عندما كان طفلاً. وأنه يعمل بعض ما كان يحبه ويشتاق إليه ويتمناه في طفولته، وقال أنه يعود دائماً إلى هذا الصغير يستفتيه ويسأله.

قيل عنه

جورج البهجوري

وقال الفنان الرسام جورج البهجورى في اتصال هاتفى للبرنامج: كنت أفكر أحيانا أن محيى الدين اللباد تلميذى، لكنه صار الآن أستاذاً لى، لأنه -فعلاً- كبر في الفن وفى الطول أيضاً - إشارة إلى طول قامة اللباد- وأعتبره أستاذاً كبيراً وأحد رواد الفنون بشكل عام، فهو يقود فن الكتاب، وكلنا كرسامين للكتاب نكون تحت قيادته في العمل. واللباد ذو مستوى عال، ويعطيناً دروساً في القيمة الفنية والإنسانية.


خيري شلبي

وقال الكاتب الروائى خيرى شلبى في اتصال هاتفى للبرنامج إننى فرح، حيث إنها المرة الأولى التى أرى فيها محيى الدين اللباد يتحدث في التليفزيون، وكان اللباد قد بدأ مشروع صحافة بصرية - إن صح هذا التعبير- في مجلة صباح الخير، وصدرت هذه المقالات مجموعة في كتاب من جزأين هو نظر!. وهى مقالات تهدف إلى تثقيف البصر وتوعية القارئ بالفنون البصرية. وتساءل الروائى الكبير: لماذا توقف هذا المشروع؟

وقد أجاب اللباد أنه يعمل هذه الأيام في إنجاز الخطوات التقنية الأخيرة في إصدار الجزء الثالث، والذى كان من المفترض أن يصدر خلال معرض القاهرة للكتاب، لكنه سيتأخر قليلاً.

أحمد عز العرب

وفى اتصال من رسام الكاريكاتور والناقد أحمد عز العرب، قال لبرنامج المرايا: إن إنجاز محيى الدين اللباد في مجال كتب الأطفال هو إنجاز مهم وكبير. لقد وضع يده بشكل صحيح على ما يريده الطفل، حيث أثبت أنه ينبغى على الكاتب أو الرسام أن يكون طفلاً عندما يضع كتاباً للأطفال، بمعنى أن يكون صادقاً، وهذا واضح في عمل اللباد، ليس في كتب الأطفال فقط، بل في كاريكاتوره السياسى وتصميماته للكتب وأغلفتها.

مصطفى نبيل

وقال الكاتب مصطفى نبيل رئيس تحرير مجلة الهلال في اتصال هاتفى آخر: أنا سعيد لأننى أرى اللباد للمرة الأولى على التلفزيون، فهو شخصية عظيمة، ولديه رسالة مهمة. رسالته الأساسية هى إنعاش بصرنا وتطوير قدراته، وقد لعب دوراً مهما في تقديم فن مصرى أصيل، فقد حمل راية كتب الأطفال بعد بيكار وكامل كيلانى، واللباد له دور مؤسس في إنشاء مجلة كروان ودار الفتى العربى وأهم من يصمم غلاف الكتاب الآن.

وفاته

توفي محيي الدين اللباد في القاهرة في 4 سبتمبر 2010 بعد صراع قصير مع المرض، حيث كان قد أمضى فترة قصيرة في المستشفى.[2]

المصادر

  1. ^ "محيى الدين اللباد رحيل فنانٌ الحواس والذكريات". جريدة الشرق الأوسط. 2010-09-5. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  2. ^ "وفاة التشكيلي وكاتب الاطفال المصري محيي الدين اللباد". رويترز. 2010-09-5. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)