محمد رضا المظفر

علاء السعيدي
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
الشيخ محمد رضا المظفر.

الشيخ محمد رضا المظفر (1322 هـ - 1383 هـ)، فقيه وعالم ديني شيعي عراقي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

أسرته

أسرة المظفر من الأسر العلمية في النجف الأشرف، عرفت فيها في أواسط القرن الثاني عشر وقطن بعض رجالها (الجزائر) التابعة للواء البصرة .

وكان الفقيه المجتهد الشيخ محمد بن عبد الله والد الفقيه الشيخ محمد رضا المظفر من علماء النجف ومراجع التقليد فيها، نشأ في النجف وترعرع فيها ، وكان في عنفوان شبابه منقطعا إلى الجد والتحصيل ، مكبا على العبادة والتدريس، إلى أن برع في الفقه وعرف بجودة التحقيق فيه وألف موسوعة فقهية جليلة شرح فيها كتاب (شرائع الإسلام) وسماها (بتوضيح الكلام) وقد استقصى فيها الفقه من مبدأه إلى منتهاه.[1]

ولادته

ولد الشيخ محمد رضا المظفر في اليوم الخامس من شعبان عام 1322 بعد وفاة والده بخمسة أشهر فلم يقدر الله تعالى أن يظفر الطفل الرضيع برؤية والده ولا الوالد أن يظفر برؤية ولده فكفله أخوه الأكبر الشيخ عبد النبي المتوفى سنة 1337 وأولاه من عنايته وعطفه ما أغناه عن عطف الأبوة .

نشأته الفكرية

نشأ الشيخ المظفر في البيئة النجفية ، وتقلب في مجالسها ونواديها وحلقاتها ومحاضرها ومدارسها ، وحضر فيها حلقات الدراسة العالية ، وتخرج على كبار مراجع التقليد والتدريس ، وترعرع في هذا البيت العريق من بيوتات النجف العلمية ، وتعهد رعايته وتربيته أخواه العلمان الشيخ عبد النبي والشيخ محمد حسن.

وتتلمذ على جملة من أفاضل علمائها، نذكر منهم ما يلي:

  • أخوه، الشيخ عبد النبي المظفّر.
  • أخوه، الشيخ محمّد حسن المظفّر.
  • الشيخ محمّد طه الحويزي.
  • الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني.
  • الشيخ ضياء الدين العراقي.
  • الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني، المعروف بالكمباني.
  • السيّد علي القاضي الطباطبائي.
  • السيّد عبد الهادي الشيرازي.
  • السيّد حسن الموسوي البجنوردي.

أما أشهر تلامذته فهم: الشهيد السيّد محمّد الصدر. والشيخ أحمد الوائلي.

شخصيته

وقد عرف عن الشيخ المظفّر بأنّه كان يقظ القلب، مرح الروح، لا يُميِّز بين العدوِّ والصديق لقوّة المجاملة عنده، وقلَّما تراه يهاجم أحداً، وإن أزعجه بالقول الجاف، واللَّهجة اليابسة، وقد كان الشيخ صاحب شخصية اجتماعية كبيرة، بحيث كان يحضر مجالس العامّة والخاصّة، وكان محبوباً من كافّة طبقات المجتمع، وعُرف عنه إجادة النكتة التي يطلقها بوداعته وهدوئه.[2]

إسهاماته الفكرية

سعى الأستاذ المظفر بما يملك من النظرة الانفتاحية في إحداث تجديد وتطوّر في البرامج الدرسية للحوزة العلمية الشيعية وعرض كنوز المعارف المنطقية للشيعة بشكل منظم وأصولي مبتعدا عما ليس له صلة قوية بالمطالب. وأخذ يفكر بتأسيس -جمعية منتدى النشر- في الحوزة العلمية في النجف الأشرف مستعينا بأخيه الشيخ محمد حسين المظفر وسائر مفكري عصره وبعد تحقق أهداف جمعية منتدى النشر أنشأ في سنة 1355 هـ مدرسة عاليه للعلوم الدينية هي كلية الفقه وبعد مرور سنة على ذلك اعترفت وزارة الثقافة في الحكومة العراقية بها واعتبرتها جامعة رسمية. وكانت الدروس المطروحة في كلية الفقه هي ما يلي الفقه الشيعي الاثنا عشري، الفقه التطبيقي، أصول الفقه، التفسير وأصوله، الحديث والدراية، العلوم التربوية وعلم النفس، الآداب والتاريخ، علم الاجتماع، تاريخ الإسلام، الفلسفة الإسلامية، الفلسفة الجديدة، المنطق، التاريخ المعاصر، أصول تدريس النحو والصرف وتعليم اللغات الأجنبية.

وكان الشيخ منشغلا بتدريس الفلسفة فضلا عن رئاسته وإشرافه على هذه الكلية. وكانت الخطوة اللاحقة للأستاذ المظفر تأسيس مدارس منتدى النشر والتي قوبلت بقبول كبير من قبل علماء حوزة النجف وأسرها المشهورة وكان للإقبال العام عليها دور في توسعتها.

ولم تقتصر هذه المدارس على النجف الأشرف بل امتدت إلى مدن البصرة و الكاظمية والحلة وذلك بطلب من علماء الدين الكبار. ويعتبر تأسيس مكتبة عامة بجانب الصحن المطهر لأمير المؤمنين عليه‏ السلام أحد المنجزات المهمة إضافة إلى تأليفه لكتب دراسية بأسلوب جديد كالمنطق و أصول الفقه وعقائد الإمامية وتعدّ هذه الكتب الثلاثة جزءا من البرامج الدراسية في الحوزات العلمية لا سيما حوزة قم المقدسة. لم يقنع آية الله المظفر بأسلوب التبليغ والخطابة المعروف في النجف الأشرف آنذاك حيث كان يعتبر الخطابة الحسينية من أهم وسائل التبليغ وقرر أن يفتتح معهدا لتربية وإعداد الخطباء لتفعيل دور التبليغ وتطويره وكان من أمنياته تأسيس كلية للوعظ والإرشاد. فتأسست جمعية برئاسة الخطيب البارز في العراق الشيخ محمد علي قسّام و بدأت عملها التجريبي بتشكيل أول صف فيها و يدرّس في هذا الصف الفقه و علوم العربية وأصول الدين وأصول الحديث ولم يمض على هذه الخطوة مدة قصيرة حتى عطّل التدريس وكانت أسست بنوايا طيبة وأهداف سامية. وأحدثت نشاطات المظفر ونجاحاته في حركته التجديدية هذه انعطافة كبيرة في الأوساط العلمية وقد سعى آية الله العظمى الحاج آقا حسين البروجردي في دعوة آية الله المظفر للعمل في تنظيم أمور الحوزة العلمية في قم المقدسة وتنظيم برامجها الدرسية وقد أجرى بالفعل آية الله المظفر محادثات مطوّلة مع آية الله العظمى البروجردي تباحثا فيها حول وضع الخطوط العامة في تطوير دروس الحوزة وتنظيم الامتحانات ووضع قوانين لمدارس العلوم الدينية. و باعتراف الكثير من الشخصيات العلمية و الدينية فإن المظفر لو لم يكن قد أوقف نفسه لتطوير الحوزة لكان من دون شك أحد مراجع التقليد. كان آية الله المظفر من المؤلفين المشهورين في هذا


خدماته ونشاطه السياسيّ

عاش الشيخ المظفَّر أدواراً مليئةً بالأحداث والتحولات على الفكر والسياسة، وكان معظمها إيجابياً وفعَّالاً، إلى جانب ما حمل من التغيير والإصلاح في حياة الحوزة العلمية.

كان له دور في تأييد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وشجب العدوان الثلاثي على مصر، وفي تأييد انتفاضة الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني سنة 1383 هـ/ 1963م.

على الصعيد الداخلي، اشتهرت عن الشيخ المظفّر جرأته في طرح بعض القضايا المهمة، وفي هذا الصدد، يذكر الأستاذ جعفر الخليلي ما كان من لقائه مع "ولي العهد"، وكان الخليلي أحد أفراد الوفد، يقول: وأثناء المقابلة تكلم الشيخ، فما عرفت لوماً أفرغ في عتب حلو جميل، ولا نقداً صيغ في عبارة عذبة كالعتب الذي عاتب به المظفر الحكومة، ولم يكذب ولم يداهن، وخرجنا من البلاط، وأنا جازم بأنه قد قال أكثر مما تسمح به الظروف هناك عن الحكومة وطريقة الحكم.

اجه المدَّ الشيوعي في العراق، وأنشأ مع من كان يشاطره الهم ذاته من علماء النجف "جماعة العلماء" التي أخذت على عاتقها مقاومة المدّ الأحمر، والتي عقدت جلساتها في أوائل جمادى الأولى سنة 1378هـ /1958م.

كما وقف مع آخرين من العلماء بقوَّة ضد قانون الأحوال الشخصية الذي أصدره عبد الكريم قاسم، والذي يتعارض مع الأحكام الإسلامية، وأرسلت "كلية الفقه" إلى الحكومة، تقريراً مفصَّلاً عن وجوه الاختلاف بين ذلك القانون والقانون الإسلامي، كما أبرق الشيخ عدة برقيات إلى رجال الحكم في العراق، ينذرهم فيها من مغبة التمادي في مخالفة الإسلام.

من جهة أخرى، مثّل الشيخ المظفَّر النجف الأشرف في احتفالات "كراجي" عام 1377هـ/1957م التي أقيمت بمناسبة مرور 14 قرناً على ولادة الإمام علي (ع)، كما حضر احتفالات جامعة القرويين بفاس عام 1382هـ /1960م بمناسبة مرور أحد عشر قرناً على تأسيسها.

مؤلفاته

العصر وقد امتازت مؤلفاته بجمال التعبير ووضوح النص ومؤلفاته ما يلي: 1 - أحكام اليقظة.
2 - أصول الفقه.
3 - تاريخ الإسلام.
4 - تتمة أحكام اليقظة.
5 - حاشية المكاسب.
6 - حرية الإنسان وارتباطها بقضاء الل.
ه 7 - ديوان شعر.
8 - رسالة عملية في ضوء المنهج الحديث.
9 - الزعيم الموهوب السيد أبو الحسن الأصفهاني.
10 - السقيفة.
11 - على هامش السقيفة.
12 - حياة صدر الدين الشيرازي -الملاّ صدرا-.
13 - حياة الشيخ محمد حسن النجفي.
14 - حياة المولى محمد مهدي النراقي.
15 - الشيخ الطوسي مؤسس جامع النجف.
16 - عقائد الإمامية.
17 - فلسفة ابن سينا.
18 - الفلسفة الإسلامية.
19 - فلسفة الإمام علي عليه‏ السلام.
20 - فلسفة الكندي.
21 - المثل الأفلاطونية عند ابن سينا.
22 - مجموعة رسائل في علم الكلام.
23 - المنطق.
24 - النجف بعد نصف قرن.
25 - مذاكرات الشيخ وهي كتابات حول تطوير الحوزة العلمية وتأسيس منتدى النشر.

وفاته

توفّي الشيخ المظفّر (قدس سره) في السادس عشر من شهر رمضان 1383 هـ، ودفن بمدينة النجف الأشرف

المصادر