مجلس الشورى الكويتي

مجلس الشورى الكويتي الأول هو مجلس تأسس عام 1921 بعد وفاة حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح تألف من 12 عضوا معينيين يمثلون وجهاء الكويت وأعيانها كانت أختصاصات المجلس تتمثل كاهيئة أستشارية تعطي النصح للأمير وقد حل المجلس تلقائيا بسبب كثرة الخلافات بين أعضائة وأنشغالهم وعدم مواظبتهم على حضور الجلسات ثم انتهى الامر إلى إلى تعذر انعقادة، واعلن عن حل المجلس في يونيو 1921.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

شهدت حقبة حكم الشيخ مبارك الصباح بين 1896 و1915 تحولات مغايرة لما جرت عليه الأمور، منذ تأسيس الكويت، وما اعتادت عليه من تشاور. وكان نمط حكم مبارك خروجاً عما وصفته سابقاً بصيغة "الحكم المشترك"، وقد أفاض في ذلك مؤرخو الكويت القدماء، وفي مقدمتهم عبد العزيز الرشيد المعاصر لتلك الحقبة. ومع أنه يحسب لمبارك الصباح أنه بدأ بذرة تأسيس دولة الكويت الحديثة، وله في السبق، إلا أن اندفاعاته، ومحاولاته العسكرية، وبالذات الهزيمتان المؤلمتان، في معركة الصريف وتابعتها معركة هدية، دفعتاه لتحميل الناس والتجار ما لا طاقة لهم به، بالتزامات مالية وبشرية، لاستعادة مكانته، والتحضير لحروب قادمة، حتى إنه قام بتأجيل موسم الغوص للتحضير للحرب. وعندما اشتدت وطأة ضغوط مبارك، حتى وصلت إلى التهديد، قرر عدد من كبار تاجر اللؤلؤ وجمعها (باللهجة المحلية طواويش) الهجرة من البلاد. إذ "ترتب على إرهاق الشيخ مبارك الصباح للكويتيين مالياً أن تعاظم حجم عدم الرضى والمعارضة له، وتجلى أبرزها في هجرة ٣ من كبار تجار اللؤلؤ، وهم شملان بن علي، وهلال المطيري، وإبراهيم بن مضف، احتجاجاً على تصرفات مبارك، الذي تيقن بعد فوات الأوان عظم وفداحة الخطأ الذي ارتكبه بسماحه لأولئك التجار، وبالتبعية أموالهم ومعارفهم بالهجرة، فكان أن بعث لهم بابنه سالم محملاً إياه اعتذاراً شخصياً منه. تمكن سالم من إقناع اثنين منهم، أما هلال المطيري فقد رفض العودة إلا إذا تعهد مبارك بأنه لن يتعرض له بالأذى ولا لأهله إذا عاد للكويت. وكان هلال يريد تعهداً من مبارك الصباح أمام حاكم البحرين بأن "اللي يرش هلال بماي، نرشه بدم". ومع أن هذا الطلب كان قاسياً على مبارك وجارحاً لهيبته ومكانته ومقللاً لشأنه، إلا أنه غلب عقله السياسي على عاطفته الشخصية، فرضخ لذلك الطلب، وسافر للبحرين وأعطى هلال المطيري جميع العهود والتعهدات والمواثيق التي يريدها بشهادة حاكم البحرين. ولا تكمن أهمية تلك الأزمة لذاتها أو لشخوصها، ولكنها صنعت أداة معارضة وأسلوب احتجاج، لم يكن معهوداً، وربما لم يكن مقصوداً، ولكن أدى إلى تراجع واعتذار حاكم صعب، شديد المراس، كمبارك، بل وإلغاء مشروع متكامل كان قد بدأ تنفيذه لعسكرة المجتمع. تلك الأزمة كانت مدخلاً للعديد من المتغيرات في علاقة الحاكم بالمحكوم، كما أنها كانت مدخلاً لأزمة 1921 وإنشاء مجلس الشورى، والتي سبقها تصاعد اعتراضات مشابهة على الشيخ سالم المبارك، في أتون معركة الجهراء 1920. فما إن توفي الشيخ سالم حتى تحركت مجاميع شعبية وتقدمت بعريضتين مطالبين بإنشاء مجلس للشورى.[1] ويرى عبد الرحمن الابراهيم، أن الحراك الشوروي في عام 1921 كان ثمرة للثورة في العراق على الإنجليز. وهذه اشارة لا يُلتفت لها بالعادة بسبب طبيعة العلاقة الرمادية مع العراق خصوصا في العهد الجمهوري.


نشأة المجلس

وكانت البداية بعد وفاة حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح في فبراير 1921 حيث قرر أعيان الكويت إنهم يجب أن يكون لهم دور في اختيار الحاكم وذلك كي لا تدب الخلافات بين أبناء وأحفاد الشيخ مبارك الصباح على الحكم حيث أن الأعيان لم يرغبوا بأن يكون هناك خلافات على وراثة الحكم، لذلك اجتمع اعيان الكويت مع آل الصباح واتفقوا على أن يكون خليفة الشيخ سالم بين 3 من أبناء الأسره وهم

وبعد هذا الترشيح اختار رجال الأسرة الحاكمه الشيخ أحمد الجابر الصباح كي يكون هو الحاكم ويخلف عمه الشيخ سالم المبارك الصباح خصوصاً انه كان الأكبر سناً من بين الثلاثة المختارين لخلافة الشيخ سالم.

ولم يكتفي الأعيان بهذه المشاركة بل إنهم اجتمعوا في ديوان ناصر البدر واتفقوا على رفع عريضتين للأسرة الحاكمة من خمسة بنود. ونص العريضتين متشابه مع اختلاف في المادة ٣ في إحداهما. وهذا نصهما بأخطائهما اللغوية كما جاءت:

"بسم الله نحن الواضعون (اسمائنا) بذيل هذه الورقة قد اتفقنا واتحدنا على عهد الله وميثاقه على هذه البنود الآتية:

1) اصلاح بيت الصباح كيلا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم؟

2) ان المرشحين لهذا الامر هم الشيخ احمد الجابر والشيخ حمد المبارك والشيخ عبدالله السالم.

3) ان (ارتضى) عائلة الصباح على تعيين واحد من الثلاثة فبها ونعمت، (اختلاف) وان فوضوا الامر للاهالي عيناه وان (ارادة) الحكومة تعيين واحد منهم رضينا به. أما نص المادة ٣ في الوثيقة القديمة فجاء كالتالي "اذا اتفق (رائي) الجماعة على تعيين اي شخص من الثلاثة يرفع الامر الى الحكومة للتصديق عليه".

4) المعين المذكور يكون بصفة رئيس مجلس شورى.

5) ينتخب من آل صباح والاهالي (عددا معلوما) لإدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف."

وكان الموقعون على العريضة الأولى كانوا ثمانية، وهم محمد شملان ومبارك بن محمد بورسلي وجاسم بن محمد بن أحمد وعبدالرحمن بن حسين العسعوسي وصالح بن أحمد النهام وعبد الله بن زايد وسالم بن علي بوقماز. أما الموقعون على العريضة الثانية فكان عددهم 24، وهم ناصر يوسف البدر وحمد عبدالله الصقر وإبراهيم بن مضف وأحمد الحميظي (هكذا وردت) وأحمد الفهد الخالد وعثمان الراشد وخالد المخلد ومحمد شملان ومحمد الزاحم وعبد الرحمن محمد البحر و(مبارك الساير) وسلطان البراهيم الكليب وعبدالله الصميط وفهد عبد اللطيف الفوزان وعبد المحسن الصبيح وفلاح الخرافي وعلي بن إبراهيم الكليب ويوسف بن عيسى وعبد اللطيف الحمد ويوسف الرشيد وحمد الصميط ومسعود بن مشحن الرشيدي وعبيدان المحمد ومحمد بن إبراهيم القلاف.[2]


وما يعيب المجلس انه لم يكن مجلساً منتخباً حيث أن أعضائه جاءوا عن طريق التعيين وكانوا جميعا من أعيان الكويت، وكان المجلس قد انشأ في أبريل 1921، ولكن شكل انتقالاً من حالة معارضة عامة حول قضايا محددة إلى صيغ مؤسسية.[3]

تكوين المجلس

يتكون المجلس من 12 عضواً، وتم اختيار حمد عبد الله الصقر كرئيس للمجلس ويوسف بن عيسى القناعي نائباً للرئيس

أسماء اعضاء مجلس الشورى

أهم الاعمال التي قام بها مجلس الشورى

قرر أن جميع الأحكام بين الرعية في المعاملات والجنايات تكون طبقاً لحكم الشريعة الإسلامية

نهايه مجلس الشورى

لم تكن تنظمه لوائح ولا هيكل تنظيمي، لذا دبت الخلافات بين الأعضاء وفي يونيو 1921 أنهى الشيخ أحمد الجابر الصباح أعمال المجلس، بعد شهرين من نشأته وكان ذلك بسبب إنشغال أعضاء المجلس بأعمالهم وتجارتهم الخاصة. ورغم فشل التجربة، للكن الطريقة التي جاء بها المجلس، ضمن سياق تدريجي، وخلق نموذج للاعتراض السلمي الناجز، لتحريك الأمور الراكدة. شكل بذرة للحياة البرلمانية التي تشكلة لاقاً في الكويت.

كما أن العرائض التي قدمها الوجهاء شكلت مرجع استرشادي أثناء وضع دستور الكويت في 1962.[4]

المصادر

  • تاريخ الكويت، عبدالعزيزالرشيد.
  • من هنا بدأت الكويت، عبدالله الحاتم.
  1. ^ غانم النجار. "أزمة هجرة الطواويش وبداية المجتمع السياسي 2". جريدة الجريدة.
  2. ^ غانم النجار. "أزمة مجلس الشورى 1921 المعنى والمبنى (5)". جريدة الجريدة.
  3. ^ غانم النجار. "أزمة مجلس الشورى 1921... كيف ولماذا؟ (3)". جريدة الجريدة.
  4. ^ غانم النجار. "أزمة مجلس الشورى 1921 (6)". جريدة الجريدة.