كوزموس-2542

(تم التحويل من كوزموس 2542)
كوزموس-2542
Kosmos-2542
المشغلVKS
نوع المهمةاستطلاع
قمرالأرض
العناصر المدارية
الرجيمالمدار المتمركز حول الأرض

كوزموس-2542 (إنگليزية: Kosmos 2542)، هو ساتل استطلاع روسيا ينتمي لمجموعة سواتل كوزموس.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حادث 2020

اقتراب الساتل الروسي كوزموس 2542 من الساتل الأمريكي يوإس‌إيه-245، 27 يوليو 2020. اقتراب الساتل الروسي كوزموس 2542 من الساتل الأمريكي يوإس‌إيه-245، 27 يوليو 2020.
اقتراب الساتل الروسي كوزموس 2542 من الساتل الأمريكي يوإس‌إيه-245، 27 يوليو 2020.

في أواخر يوليو 2020، وجهت قيادة قوات الفضاء الأمريكية اتهاماً لروسيا باختبار سلاح مضاد للسواتل في المدار. خلفية هذا الاتهام هي حادثة وقعت، وفق الرواية الأمريكية، في يناير 2020 حين اقترب ساتل روسي من ساتل أمريكي، وتجددت الهواجس بشأنها في 15 يوليو 2020، حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اطلاق ساتل جديد لمسح السواتل الأخرى من مسافات قريبة.

الساتل المثير للجدل لا يمثل في الواقع تطوّراً جديداً في عالم الفضاء، فهو ينتمي إلى تلك الأقمار التي تُطلق عليها تسمية القمر المفتش أو القمر الماسح، ولها أهداف عدّة، بينها مراقبة السواتل الأخرى، وبحث تأثير عوامل الفضاء المصطنعة والطبيعية عليها، والاسهام في توفير الحماية لها.[1]

وكانت روسيا قد أطلقت في أوقات سابقة سواتل يوكل إليها هذا الدور، من بينها، على سبيل المثال، الساتل كوزموس-2521 الذي تم اطلاقه في يونيو 2017، والمخصص لمراقبة ساتل آخر، وبعده الساتلان كوزموس-2535 وكوزموس-2536 اللذان أعلن عن اطلاقهما نحو المدار الأرضي في أغسطس ونوفمبر 2019.

برغم تأكيد الجانب الروسي على سلمية السواتل المفتشة، وتشديدها على عدم الرغبة في عسكرة الفضاء، إلا أن الولايات المتحدة تصر على أن طبيعة الاختبارات التي قامت بها القوات الفضائية الروسية تتجاوز الغرض المعلن.

الهواجس الأمريكية لا يمكن تبديدها بسهولة، فمن المعروف جيداً أن لكل ساتل، سواء كان أمريكياً أو وروسياً أو غير ذلك، هدفاً مزدوجاً، احدهما مدني (اتصالات، بث فضائي، استكشاف علمي… الخ)، والآخر عسكري، وتلك حقيقة علمية لا جدال فيها، وإن كان يصعب تحديد المهمة العسكرية بشكل دقيق، لا سيما أن تفاصيلها تبقى معروفة فقط لدائرة ضيقة من المختصين، وهو ما يفتح المجال للتخمينات والافتراضات المتعددة.

ومنذ إطلاق أول قمر اصطناعي من قبل السوڤت (سپوتنيك-1) في الرابع من أكتوبر عام 1957، تغير الكثير في الفضاء، وبات عدد السواتل يحسب بالآلاف، حيث تمتلك أكثر من 60 دولة سواتلها الخاصة، وهي كلها أجسام هشة، إذ من غير العملي حمايتها من الهجمات.

لا بد من الإشارة إلى أن أربع دول فقط، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، تمتلك أسلحة مضادة للسواتل من فئة "أرض – مدار"، ويبدو أن هذه الأنظمة تتجه إلى مرحلة جديدة تتمثل في تطوير أسلحة مضادة من فئة "مدار – مدار"، وهو أمر ليس حكراً على الثنائي الروسي والأمريكي، لا سيما أن الصين بدورها تخطو خطوات مهمة في هذا المضمار.

هذا ما يثير قلق الأمريكيين إزاء الاختبارات الروسية الأخيرة، حيث يُشتبه في أن روسيا طوّرت نموذجاً لساتل يمكن تشبيهه بدمية الماتريوشكا الروسية الشهيرة، لكونه قادراً على حمل سواتل صغيرة.

ليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها روسيا باختبار سواتل من هذا القبيل، ففي أغسطس 2017، قال الأمريكيون إن جسماً صغيراً أطلق عليه اسم كوزموس-2521 انفصل عن الساتل كوزموس-2519، ثم أطلق ما اعتبره الأمريكيون قذيفة متوسط سرعتها 250 كيلومتر في الساعة.

وبحسب الاتهامات الأمريكية، فإن الحديث يدور عن تجربة عسكرية، وهو ما عبر عنه قائد القوات الفضائية الأمريكية جون ريمون بالقول إن "الساتل الروسي أجرى تجارب أسلحة في المدار، وهو ما دفعنا إلى الإعراب عن قلقنا في وقت سابق من هذا العام عندما كانت روسيا تناور بالقرب من قمر صناعي تابع للحكومة الأمريكية".

يشير جون ريمون في ذلك إلى رصد اقتراب الساتل كوزموس-2542 الروسي، الشبيه بالساتل كوزموس-2519 السابق الذكر، بشكل خطير من ساتل التجسس الأمريكي يوإس‌إيه-245، الذي ينتمي إلى فئة السواتل المعروفة بكاي هول Key hole ويحمل الرمز كي‌إتش-11.

وبحسب المعلومات التي سرّبها الجانب الأمريكي فإنّ روسيا أطلقت الساتل كوزموس-2542 من قاعدة بليسيتسك الفضائية على متن صاروخ سويوز ليحلق على مسافة تتراوح من 250 إلى 550 ميلاً فوق سطح الأرض، وهو مزوّد بأجهزة استشعار تمكّنه من القيام بعمليات مسح ضوئي للسواتل الأخرى، وبالإمكان أيضاً تحويله إلى سلاح يستهدف تدمير سواتل معادية في حال تزويده بمتفجرات أو إمكانات أشعة ليزر.

الأمر المثير هو أن الساتل الروسي كوزموس-2542 اقترب في منتصف يناير من ساتل التجسس الأمريكي يوإس‌إيه-245، وبدلاً من الانحراف بعيداً كما يفعل عادة، نفذ مجموعة من المناورات في الفترة الممتدة بين 20 و23 يناير، قبل أن يدخل مدار الساتل الأمريكي.

هذه المناورة لاحظها هاوٍ متتبع لحركة السواتل يدعى نيكو جانسن، وقد أرسل ملاحظاته إلى طالب الدكتوراه الأمريكي مايكل طومسون الذي كتب عبر تويتر في 30 يناير ما يلي: "يحوم الساتل الروسي كوزموس-2542 خلف الساتل الأمريكي يوإس‌إيه–245، وبينما أكتب ذلك، تتراوح المسافة بينهما بين 150 و300 كيلومتر، بناء على موقعهما في المدار".

وبحسب طومسون فإنّ "المدار النسبي للساتل الروسي صُمم بذكاء بالغ. يمكن للساتل الروسي كوزموس-2542 رصد أحد جانبي الستل كي‌إتش-11 عندما يكون كلا الساتلين في ضوء الشمس، وبمرور الوقت، عند دخول منطقة الكسوف، ينتقل إلى رصد الجانب الآخر".

الجانب الفعلي من حالة الهلع التي تولدها الماتريوشكا الفضائية يكمن في أن الاختبارات الروسية تعزز فرضية أن موسكو وبكين أصبحتا تمثلان تهديداً استراتيجياً للتفوق الأمريكي في الفضاء، وهو ما أورده التقرير الذي كشف النقاب عنه قبل فترة في الولايات المتحدة والذي يحمل عنوان "استراتيجية دفاعية أمريكية جديدة في الفضاء"، وقد جاء فيه أن "الفضاء بات الآن منطقة حرب منفصلة".

وتكمن المخاوف الأمريكية في شبهة قيام الروس بتطوير نظام فضائي حاولت الولايات المتحدة القيام به في نهاية خمسينيات القرن العشرين، أي بعد إطلاق الساتل سپوتنيك-1، من خلال برنامج مكافحة السواتل، ومن خلاله تم إطلاق صاروخ بولد أوريون من قاذفة بي-47 من أجل اختبار إمكانية ضرب مركبة فضائية بأسلحة نووية. ومع أن هذا المشروع اعتبر غير فعال وتم تقليصه في وقت لاحق، إلا أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي حاول باستمرار اختبار أنظمة مضادة للسواتل، لا بل أن السوڤيت سعوا في الثمانينيات لتطوير مشروع ساتل انتحاري.

في التسعينيات، تأكدت خسارة روسيا لسباق الفضاء، لا سيما بعد التطورات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوڤيتي، ما جعل الولايات المتحدة تتمتع بالتفوق في هذا المجال، وثمة تقارير تتحدث عن أنها طوّرت بالفعل نماذج من سواتل مماثلة لتلك التي تشكو من قيام روسيا بتطويرها حالياً، ما يعني أن جانباً جوهرياً من الاتهامات الموجهة لروسيا حالياً بعسكرة الفضاء مردّها أن موسكو قد كسرت بالفعل ذلك التفوق الأمريكي، أو على الأقل في طريقها إلى ذلك.

ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن التوجهات الروسية في مجال الفضاء اتخذت منحى جديداً خلال السنوات الماضية، ففي عام 2015، أعادت روسيا تشكيل القوات الفضائية كفرع منفصل في الجيش؛ وفي عام 2019، كان الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن واضحاً في حرص بلاده على تطوير النشاط الفضائي حين شدد على أن "الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والتكافؤ العسكري يستند إلى القدرة على حل المهمات الأمنية في الفضاء بشكل فعال".

ومع ذلك، تنفي روسيا أنها تسعى إلى عسكرة الفضاء، فقبل يومين من إطلاق الساتل الأخير، قال وزير الخارجية سرگي لاڤروڤ: "نحن على استعداد للتحدث مع زملائنا الأمريكيين لإقامة تعاون من أجل الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي"، وهو ما كررته وزارة الخارجية الروسية في منتصف يوليو 2020 حين أكدت أن "التجارب التي أجرتها وزارة الدفاع الروسية في 15 يوليو لم تشكل تهديداً لأجسام فضائية أخرى، والأهم من ذلك، لم تنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي"، واضعة الاتهامات الأمريكية في سياق "حملة إعلامية مستهدفة قامت بها واشنطن لتشويه سمعة الأنشطة الفضائية الروسية ومبادراتنا السلمية لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي".

هذا الموضوع سيحتل حيزاً أساسياً في اجتماع يعقده الجانبان الروسي والأمريكي في ڤيينا. بصرف النظر عن نتائج هذه اللقاءات، فإنّ الأجواء المشحونة على خط موسكو – واشنطن تشي بأنّ العالم مقبل على نسخة جديدة من السباق إلى الفضاء، الذي كان أحد ميادين المواجهة في الحرب الباردة، والذي خسره الاتحاد السوڤيتي لحظة هبوط الأمريكيين على سطح القمر عام 1969. بعد خمسين عاماً على هذا الحدث، يمكن افتراض أن روسيا استخلصت الكثير من العبر، ما يدفع الى الاعتقاد بأنّ السباق الجديد سيكون محكوماً بقواعد مختلفة تماماً عن سلفِه.


المصادر

  1. ^ وسام متى (2020-07-27). "انفجارات إيران: مسؤولون ينفون وقوع انفجار جديد غربي طهران". 180 پوست. Retrieved 2020-07-27.
قائمة سواتل كوزموس