قصر أندراوس

(تم التحويل من قصر أندوراس)
صورة لواجهة القصر

قصر أندراوس أو قصر توفيق باشا أندراوس هو أحد القصور التي تتمتع بقيمة تاريخية عظيمة، وكان يضم مجموعة من القطع الأثرية التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل حوالي 20 عامًا. يعود تاريخ قصر أندراوس إلى عام 1897، حيث تم إنشاؤه خلف معبد الأقصر، جنوب مصر، وكان يطل على نهر النيل، واستضاف على مدار تاريخيه شخصيات مهمة، من بينها الزعيم سعد زغلول أثناء ثورة 1919.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

قصر توفيق اندراوس.jpg

تعود ملكية القصر في الأساس ليسى باشا أندراوس والد توفيق باشا أحد زعماء حزب الوفد. قام ببنائه عام 1879، عند نزوح عائلته من مدينة قوص، وكان القصر يقبع ملاصقا لمعبد الأقصر من الناحية الشمالية مطلا على نهر النيل، ضم القصر سيارة مطلية بالذهب تعود لجميل بك ابن توفيق باشا، كما أنه احتوى على عدد كثيف من الكنوز والقطع الأثرية النادرة التي نقلت إلى المخازن الأثرية في الأقصر قبل حوالي 20 عامًا، وكان يكون من طابقين بكل طابق العديد من الغرف المبنية على الطراز الإيطالي الفريد حينذاك الوقت

شهد قصر أندراوس على العديد من الأحداث التاريخية البارزة أهمها؛ تحدي توفيق باشا مدير الأمن العام حينئذ بدر الدين بك عام 1921 عندما صادرت الحكومة وسلطاتها حرية سعد زغلول ومنعت الباخرة التي يستقلها من أن ترسو على أي شاطيء من شواطيء المدن بحجة المحافظة علي الأمن العام وقد حاول الأهالي في جرجا وأسيوط وغيرهما أن يستقبلوا السفينة وفشلوا ووقعت إلا أن توفيق باشا لجأ لحيلة شجاعة، على الرغم من قوة بدر الدين بك ومعارضته وتهديداته ورست الباخرة نوبيا أمام قصر توفيق باشا واحتشدت الجماهير بالأقصر لتشهد طلعة الزعيم المحبوب وخلد اسم الأقصر باعتبارها المدينة الوحيدة التي استطاعت استقبال سعد زغلول.

شهد القصر على مجيء الإمبراطور الإثيوبي هايلة سلاسي وطلبه مصاهرة العائلة عبر التقدم لخطبة إحدى بنات توفيق باشا لكن تم رفضه منهن جميعا كما رفضوا الزواج بغير.[2]


مقتل بنتي توفيق باشا

تم العثور على جثتى ابنتى توفيق باشا أندراوس صوفى توفيق أندراوس 82 سنة ولودى توفيق أندراوس 84 سنة على الأرض داخل القصر في 7 يناير 2013، ووجدت جثتهما ملقاة فى كل غرفة منفصلة عن الأخرى واحدة منها مضروبة بالخلف بآلة حادة والأخرى مضروبة من الأمام. وكان الدكتور عماد قديس محاميهما عريان عزيز قد ابلغ يوم 6 يناير بأنهما لا يردان على الهواتف ولا على جرس الباب وبعد الطرق عليه بشدة على مدار يومين ،مما جعل محاميها يطلب من مدير الأمن كسر باب القصر ولكن تم إرجاء ذلك لتالي يوم لانشغال القوة الأمنية فى تأمين الكنائس .وفى تالى يوم تم كسر باب القصر و فى حضور فريق من المباحث الجنائية ووجدتا مقتولتان منذ أكثر من يومين بناء على حالة الجثتان والمعاينة المبدئية.

وتم حضور كافة القيادات الأمنية ومدير الأمن ووكلاء النيابة والمحامى العام ووصول الطبيب الشرعى من قنا وتم معاينة القصر وتم نقلهما بعربتي إسعاف الى المشرحة.[3] وأفادت التحقيقات أنه لم يتم سرقة شيء من القصر، وظلت هوية الجاني مجهولة.

الإهمال والهدم

صورة من داخل القصر
أحد التحف داخل القصر، ونقش عليها "شرفتمونا يا سادتي".

ظل قصر أندراوس باشا المقام على أطلال معبد الأقصر وكورنيش النيل بعاني من الإهمال، خاصة بعد إغلاقه إثر حادثة مقتل بنات توفيق باشا عام 2013 على يد مجهول فعلى الرغم من المكانة التاريخية والأثريةوحلول كثير من الشخصيات التاريخية، ضيوفا عليه، ودوران الكثير من الروايات التي امتزج بعضها بالخيال، كمنع دخوله عامة الناس إليه، وحويه نفقًا تحت الأرض يمر تحت مياه النيل يوصل بين الجهتين الشرقية والغربية من الأقصر، وبقى مهجورًا وحتى اللحظة لم تقم وزارة السياحة والآثار بضم القصر إلى ممتلكاتها، ثم هدمه في أغسطس 2021.

بدأت عام 2009 محاولات هدم القصر، بحسب ما أكده سمير غريب، رئيس جهاز التنسيق الحضاري السابق، الذي أوضح للصحيفة، أنه في تلك الفترة أبدت محافظة الأقصر رغبتها في هدم القصر فتم تشكيل مجموعة عمل لفحصه، من أساتذة متخصصين في العمارة والتراث ذهبت وعاينت القصر من الداخل والخارج، وأوصت بعدم الهدم، بعدها شكّل فاروق حسني وزير الثقافة لجنتين لاتخاذ قرار بشأن القصر أيدتا قرار عدم الهدم، مشيراً إلى أنه "في ظل إصرار المحافظة على الهدم، تم تشكيل لجنة ثالثة لكنها كانت هذه المرة من مهندسين وليس متخصصين في التراث وهي التي اتخذت قراراً بهدم القصر الأول".

وأضاف غريب أنه كان هناك قصران متلاصقان تم هدم الأول بموجب قرار اللجنة الثالثة وبقي القصر الثاني الذي هدم الأحد، وعندما سُئل محافظ الأقصر وقتها عن سبب عدم هدم القصر الثاني قال إنه أبقاه كنموذج للتراث المعماري في تلك الفترة.

هدمقصرأندراوس.jpg
القصر بعد الهدم.

بدورها، أشارت الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة المصرية، إلى أنها كانت عضواً في اللجنتين الأولى والثانية اللتين شُكلتا عام 2009 لمعاينة لقصر، والتقت في ذلك الوقت ابنتي أندراوس اللتين كانتا تعيشان في القصر، وشاهدت ما يحتويه القصر من مقتنيات.

وقالت إن "القصر ذو قيمة تاريخية ومعمارية، لكن المشكلة أنه في هذه الأمور يتم اللجوء لوزارة الآثار، التي تختص بشؤون الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، أما المباني التراثية فهي اختصاص وزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضاري.

وهدمت محافظة الأقصر في 24 أغسطس 2021 القصر بناءً على قرار لجنة أشارت إلى أن القصر أصبح آيلاً للسقوط بسبب أعقاب محاولة لصوص التنقيب عن الآثار أسفل القصر، تم ضبطها العام الماضي، وهو ما أضر بأساسات القصر، على حد قول المسؤولين في المحافظة.

صرح أيضًا العميد طارق لطفى رئيس مجلس مدينة الأقصر، أن القصر تعرض لأضرار جسيمة نتيجةأعمال التنقيب عن الآثار أسفله خلال الفترة الماضية، وأصبح معرضًا للسقوط والانهيار فى أى وقت، نتيجة ظهور شروخ عديدة فى جدران القصر المكون من طابقين وعبارة عن مبنى على 509 أمتار بطراز قديم يعود تاريخه لأكثر من 120 سنة ماضية.

كانت أخر عمليات التنقيب التي جرت تحت القصر، عملية وقعت في أغسطس 2020،وتم إحباطها وتبين أن المسئول عن التنقيب سيدة وابها من ورثة العائلة ورثته واثنين أخرين، وتم التحفظ عليهم والتحقيق معهم فى الواقعة.[4]

لم يكن تعرض القصر لأضرار وشروخ هو السبب الوحيد لهدم القصر، بل كان الهدف من عمليات الهدم كشف بانوراما المعبد وكشف طريق الكباش المنتظر افتتاحه خلال الفترة المقبلة.

معبد روماني

صرح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عقب الضجة التي أثارها خبر هدم القصر أنه فور الإنتهاء من إزالة وهدم القصر بالكامل سيتم البدء فى أعمال الحفر، حيث أنه يوجد أسفله معبد رومانى وسيتم الكشف عنه بالكامل خلال الفترة المقبلة.

وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـصحيفة "اليوم السابع"، أنه توجد أسفل قصر أندراوس باشا التاريخي بقايا وشواهد واضحة لمعبد رومانى، وذلك خلف القصر الذى يتم إزالته حاليا بقرار من لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بمحافظة الأقصر، لكونه يعرض حياة المواطنين للخطر، موضحا أنه سيتم التعامل والكشف عن ذلك المعبد الرومانى عقب نهاية الإزالة بالكامل.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه توجد شواهد واضحة من خلف قصر أندراوس باشا بمحيط معبد الأقصر واضحة تماما من الخلف لوجود معبد رومانى، مشددًا على أنه عقب نهاية هدم القصر سيتم تشكيل فريق من الآثريين ورجال وعمال الحفائر بأيادى مصرية خالصة للبدء فى أعمال الحفائر للكشف عن ذلك المعبد الرومانى وإظهار بقايا هذا المعبد لإعلانه للعالم أجمع.[5]

مرئيات

هدم قصر توفيق باشا أندراوس، 26 أغسطس 2021.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "يعود إلى عام 1897.. هدم قصر أندراوس يثير ضجة في مصر". العربية. 2021-08-24. Retrieved 2021-08-26.
  2. ^ "القصر الغامض.. نائب الأمة استقبل فيه سعد زغول وخان أشهر عوانس الأقصر". الوطن. 2020-02-18. Retrieved 2021-08-26.
  3. ^ "بالصور.... مقتل بنات توفيق بك أندراوس باشا". دنيا الوطن. 2013-01-08. Retrieved 2021-08-26.
  4. ^ "القصة الكاملة لإزالة قصر يسى أندراوس التاريخى.. رئيس مدينة الأقصر: المبنى آيل للسقوط بسبب أعمال التنقيب عن الآثار.. ويؤكد: تشكيل لجنة للتحفظ على المقتنيات داخله وأخرى تنهى الإزالة الجمعة المقبل.. فيديو وصور". اليوم السابع. 2021-08-23. Retrieved 2021-08-26.
  5. ^ ""الأعلى للآثار" يفجر مفاجأة: معبد رومانى أسفل قصر أندراوس باشا بالأقصر". اليوم السابع. 2021-08-25. Retrieved 2021-08-26.