فن الواو

فن الواو، هو نوع من الفنون الشعبية المنتشرة في صعيد مصر، ويتميز بنظم الشعر الذي يسمى مربعات، ويستخدم اللغة الشعبية وعادة ما يصاحبه عزف موسيقي على الربابة. معظم مربعات فن الواو لشعراء مجهولون وتتداول شفهياً.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

يستمد فن الواو أهميته من كونه فنا شفاهيا، يتوارثه الشعراء عن الأسلاف، كنمط تعبيري، ويجددون في طرائقه وأشكاله، مع الحفاظ على قالبه الفني. وسمي بهذا الاسم لكثرة واوات العطف به.[2]، كما يعتمد اللغة الشعبية كأداة للتشكيل الفني مع الإيقاع الموسيقي المحدد. وانتشر فن الواو في صعيد مصر، وقد تميزت به محافظة قنا عن غيرها من المحافظات المصرية، وازدهر فن الواو في عصر المماليك والعثمانيين، وكان كثيرا ما يلجأ إلى التورية والكلام غير المباشر، حتى لا يقع فريسة للرقابة الصارمة التي كانت مفروضة على الأهالي في عصور الاستبداد، فكان هذا الفن منحازا للجماهير ضد سيوف الحكام، وقد ظهر على يد أحمد بن عروس المولود في عام 1780 أيام حكم المماليك لمصر، في قرية بمدينة قوص المصرية، عرف عنه أنه كان قاطعاً للطرق في بدايته حياته، وكان مشحون الصدر بالحقد على المماليك الحكام والأغنياء البخلاء، وكان دائم السطو عليهم هو وعصابته، واشتهر بقوة بأسه وصلابته، وقلب كالصخر لا يلين، وكانت الناس تهابه وتخاف من بطشه، لكن ابن عروس لم يستمر كثيرا على هذا الوضع، بل تحول بعد ذلك إلى إنسان زاهد في الدنيا، بعد حادثة عروس الهودج، التي كانت سببا في تسميته بابن عروس. حيث يروى أنه ومعه لصوصه، أغاروا على قافلة في الصحراء، وسلبوا كل ما فيها، إلا هودجا على جمل، كانت به صبية عروس فائقة الجمال، فتن بها ابن عروس، وطلب أن يتزوجها، لكنها اشترطت عليه أن يكف عن السرقة، ويعود للطريق المستقيم، وقد كان لها ما أرادت.[3]

واشتهرت محافظة قنا في صر عن أي مكان آخر باحتضانها لهذا الفن دون غيرها؛ لأنها كانت منذ الفتح العربي الإسلامي لمصر محط الرحال لقبائل عربية نازحة من شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى ظهور أثر اللهجات العربية على اللسان القناوي، فجعله أقرب إلى العربية من غيره من حيث المفردة وطريقة نطقها، فكان لا بد أن تتأثر طرائق القول الشعري بالفنون القولية الواردة، ومنها شكل القصيدة العربية.. ومن أشهر شعراء هذا الفن من قنا على طريقة ابن عروس، علي النابي، عبد الستار سليم، عادل صابر، محمد النوبي، خالد حلمي الطاهر، صفوت البططي، محمد أمين خربوش.


أنواعه

ينقسم فن الواو إلى نوعين:

  • مربعات مفتوحة: ويسهل فهمه وتحليله

مثل قول الشاعر محمد فتحي:

عيونك صحت الأشواق
وقلبى كان خلاص ملك
وبعد الغربة في الأسواق
حنيني لقلبك أتملك

وقول الشاعر عبد الستار سليم:

أول كلامي ح اصّلي
ع اللي الغزاله مشت له
واحكي له ع اللي حصل لي
وارمي همومي ف مشاتله

  • مربع مغلق: صعب فهمه إلا لمن كان يفهم لهجة قائله مثل:

أقول له يقول لا
والقلب مرعوب وخايف
أبقي قولي له يا قلة[4]
حين توردي ع الشفايف

أمثلة فن الواو

من أشهر الأمثلة على فن الواو ما نظمه المتصوف التونسي ابن عروس[5]:

ولابد من يوم معلوم
ترتد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
واسود على كل ظالم

مسكين من يطبخ الفاس
ويريد مرق من حديده
مسكين من يعاشر الناس
ويريد من لا يريده


وللشاعر المعاصر عبده الشنهوري:

إرمي حمولك على الله
خَلَق الخلايق وعالها
دنيا غرورة بلا جاه
والعاقل اللي وّعي لها

يامسحراتي الوطن ليه
طوٌّل وطنا في نومُه
نّبّحت خصومه ولم ليه
زَعقَه تفرٌق خصومه

من شعراء فن الواو

المصادر

  1. ^ فن الواو، ملتلقى الأدباء والمبدعين العرب
  2. ^ "فن الواو شعر من قلب الصعيد". جريدة الأهرام. Retrieved 2013-10-29.
  3. ^ "«فن الواو».. ينعش ذاكرة الربابة في صعيد مصر". جريدة الشرق الأوسط. 2010-07-17. Retrieved 2013-10-29.
  4. ^ قلة = قولا = إناء فخاري يوضع فيه الماء
  5. ^ خالد الشربيني (2012-03-24). "الأبنودي: "ابن عروس" ليس مصرياً". جريدة الأهرام.