عقيل الأوسي

عقيل الأوسي
عقيل الأوسي

عقيل عبد الرزاق عباس الأوسي (و. 1948 - ت. 3 سبتمبر 2023) رسام وفنان عراقي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

ولد الأوسي عام 1948 في منطقة الشامية قرب الديوانية وتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد، ثم انتقل إلى باريس لأكمال دراسته فحصل على الدبلوم العالي من البوزار، كما حصل على دبلوم آخر في فن الليثوغراف. وبالرغم من أن الأوسي قد فضل الإقامة والعمل في باريس على العروض التي جمعته بعدد من الفنانين العراقيين المكرسين غير أنه ومع الوقت صار يكتفي بعروضه الباريسية والأوروبية.


كتب عنه

من أعمال عقيل الأوسي
من أعمال عقيل الأوسي

ما الذي يعثر عليه الرسام التجريدي في الخط العربي ليسحره ويجعله واقعا تحت تأثيره؟ هذا الأمر لا يقتصر على الرسامين العرب بل يشمل عددا من كبار الرسامين في العالم. الفرنسي أندريه ماسون شغف بأشكال الحروف العربية واستعملها في لوحاته غير أنه لم يصل إلى مرحلة الخط. فالخط نظام عقلي قبل أن يظهر على هيأة صور. من الصعب على الرسام أن يدخل إلى المتاهة التي تتشكل في فراغ هندسي من غير أن يضيع.

عقيل عباس الأوسي فعلها حين حمل الخط معه إلى التجريد. لقد عاش هذا الرسام زمنا طويلا في باريس رساما تجريديا. أما حين قرر الانتقال إلى الخط العربي وجد أن باريس ليست هي المكان المناسب لإنجاز تلك النقلة المصيرية في حياته فانتقل إلى الرياض.

كانت الرياض بمثابة مكان آمن ومطمئن لوقوع ذلك التحول. استبدل عقيل حياة بأخرى مثلما استبدل أسلوبا بصريا بآخر فكان أن عثر على المكان الذي يشكل طوق حماية لتجاربه في الخط والتي ستكون تمهيدا للوصول إلى أسلوبه الخاص في الجمع بين فني الخط والرسم في محاولة بصرية نادرة، من جهة استرسالها في الكشف عن جماليات الفنين في وقت واحد.

ذلك التجريد الصافي هو السطح لحياة تضج بالألم. سيكون من الصعب وصف جمال يتألم. تلك فكرة عن الرسم تقابلها فكرة أن يكون النظر إلى العمل الفني مناسبة للسعادة.

ذلك هو

احدى اعمال عقيل الأوسي
احدى اعمال عقيل الأوسي

ما سعى الأوسي إلى تكريسه. فالرسام بالنسبة إليه يرسم من أجل أن يبقى جمهوره ممسكا بالخيط الذي يصل إلى الإيقاع. يمكنه هناك أن يعترف لهم بفكرته “الجمال كما لو لم يعرفه أحد من قبل” إنه يشرك جمهوره في نبوءة الصلح بين الحواس. أنت ترى وتسمع وتلمس وتشم وتتذوق في الوقت نفسه. ليست الرسوم سطوحا تصويرية بل هي حياة مجاورة. حياة يمكن أن نعيشها بترف ورخاء وهدوء.

إذا ما نظرت إلى تجربة الأوسي في سياق المحترف الفني العربي لا بد أن أشير إلى أن تلك التجربة تعد واحدة من أهم التجارب الفنية التي زاوجت بين المحلية والعالمية، بطريقة بعيدة عن شعارات الهوية والأصالة المفتعلة. إنه فنان أصيل لكن بشروط جماليته الخاصة.

غير أن النظر إلى تجربته الفنية في فضاء المحترف الفني العربي يهبها قدرا من الخصوصية باعتبار تلك التجربة لا تشكل امتدادا لتجارب سبقتها بقدر ما تمثل كيانا قائما بذاته، بعيدا عن تأثيرات المنجز الحداثوي العربي.

فإنه إضافة نوعية إلى ذلك المنجز، من جهة كونه يفتح الآفاق على مناطق بصرية لم يسبق للرسامين العرب أن اقتربوا منها. غالبا ما كان استلهام الحرف العربي جماليا يستند أما على صورة الحرف وإما أثره.

أما لدى الأوسي فقد كان الإيقاع هو الأساس. وهو ما يعني أن الأشكال المجردة صارت تنعم بحرية تستمدها من ارتباطها بالموسيقى وهي ما تبقى من جماليات بصرية لن يكون ضروريا البحث عن معان لها في المحيط اللغوي. ذلك لأنها تمثل في حد ذاتها لغة بصرية مستقلة.

لهذا السبب يمكن اعتبار فن الأوسي ظاهرة استثنائية في تاريخ الحداثة الفنية في العالم العربي. لا لأنه لا يشبه سواه من الفنانين العرب وليس لأنه اخترع مسافة تفصله عن المحترف الفني العربي فحسب بل وأيضا لأنه نجح في ابتكار طريقة جديدة يكشف من خلالها عن اشتباك هويته المحلية بهويته العالمية. إنه فنان عربي يتنفس هواء العالم بحرية وخفة وشعور عظيم بالاطمئنان. ذلك لأن لغته البصرية التي يمكن اعتبارها لغة عالمية تظل محملة بخصوصيتها. تلك لغة تشير إلى أنه فنان من الشرق.

غير أن ذلك الشرق يمر بسلام بسبب انفتاح لغته على العالم. وكما أرى فإن فن عقيل عباس الأوسي يمثل لحظة تحول مهمة في تاريخ الحداثة بالعالم العربي. ذلك لأنه أشبه بالحلم الذي يقود إلى الحقيقة. حين نرى لوحاته نظن أننا نحلمنا في الوقت الذي تقوم فيه تلك اللوحات بتأكيد حقيقة ارتباطنا بالعالم.[1]

وفاته

توفي الفنان عقيل الأوسي في العاصمة العراقية بغداد في 3 سبتمبر 2023 عن عمر ناهز 75 سنة بعد صراع مع مرض السرطان.[2]

المصادر

  1. ^ "عقيل عباس الأوسي عراقي ينتج رسما أشبه بالموسيقى". العرب.
  2. ^ "وزارة الثقافة العراقية". فيسبوك.