عاطف قبرصي

عاطف قبرصي.

عاطف قبرصي (و. 1942)، هو أستاذ جامعي وباحث اقتصادي لبناني والأمين التنفيذي السابق للإسكوا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ولد عاطف قبرصي عام 1942 في بلدة بتعبورة في الكورة، والده المحامي والسياسي والشاعر عبد الله قبرصي، أما والدته فهي السيدة جورجيت بربر، امرأة مثقفة تحمل إجازة بكالوريوس في الآداب، ترعرعت في عائلة لمع العديد من أفرادها في العلم والثقافة. للدكتور عاطف قبرصي شقيقان، المحامي صباح ورجل الأعمال ضياء وشقيقتان ضحى وحنان.[1]

ترعرع الدكتور عاطف قبرصي في كنف عائلة عريقة بالعلم والثقافة، إلى جانب والدة تعشق العلم والأدب وتحثّ اولادها على التحصيل العلمي ونيل الشهادات العالية، فنما في نفس الطفل الذكي، الطموح والتطور. تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدرسة الـ«أي. سي» وتخرّج فيها بتفوّق، ثم انتسب إلى الجامعة الأميركية في بيروت لمتابعة تحصيله العلمي في العلوم الاقتصادية، وكان في الوقت عينه يتابع دراسة الحقوق في الجامعة اللبنانية. حاز بكالوريوس في الاقتصاد العام 1964، وبعد حصوله على منحة دراسية من جامعة بيرديو، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونال شهادة الماجستير في الاقتصاد العام 1966 والدكتوراه العام 1968 بدرجة ممتاز.

تزوج الدكتور قبرصي مرتين، زوجته الأولى كانت السيدة جيل توماس (أميركية)، ورزق منها ثلاثة أولاد: جنان القاضية في كندا، مروان رئيس مركز استثمارات البنك الكندي، وعمر موظف في رويال بنك في كندا. أما زوجته الثانية فهي السيدة نجاة منار (مغربية الأصل) وله منها ثلاثة أولاد: نزار، أسامة، ونور وهم ما زالوا يتابعون دراستهم الثانوية.


حياته العملية

بعد نيله الدكتوراه بدأ الدكتور قبرصي يشقّ طريق النجاح والتألق، فنشر عدة مقالات في الدوريات الأميركية المتخصصة مثل جورنال أوف بوليتيكال إكونومي وإنترناشونال أوف بابليك فايننس. وانهالت عليه العروض من الجامعات الأميركية، ومنها جامعة نيويورك، جامعة اليونس، جامعة كاليفورنيا وغيرها.

رغب دائماً بأن يعطي ما اختزنه من علم وخبرة لأبناء وطنه لبنان، لكن رغبته لم تتحقق. يقول: «إن الكثير من الدراسات التي أعددتها للمنطقة العربية، كانت بمنزلة تكفير عن ذنب خروجي من هذا الوطن الذي عشت همومه في الخارج، في حين أن بعض من هم في الداخل بعيد كل البعد عن هذه القضية. فالوطن هو قضية انتماء، ذكريات رفاق وآباء وأجداد، تعلو فوق كل القضايا».

إثر وفاة والدته في كندا اضطر إلى مغادرة الولايات المتحدة، وتزامن ذلك مع اندلاع حرب ڤتنام. ومنذ عام 1969 بدأ الدكتور قبرصي رسالته التعليمية في جامعة ماك ماستر في كندا ولم يزل، فهو مسؤول عن البرنامج النخبوي للآداب والعلوم، الذي يضم 65 طالباً (تفوق معدلاتهم الـ93 على المئة). وقد عيّن نائباً لرئيس الجامعة لعدة سنوات.

كما أنه عيّن في تلك الفترة مستشاراً في مكتب وزير المالية في مقاطعة أونتاريو في كندا، حيث نظّم الحسابات القومية وأدخل للمرة الأولى نظام المدخلات والمخرجات على صعيد المقاطعة، وطوّر نموذجاً رياضياً متخصصاً بالتوقعات وتحضير الموازنة.

عام 1974 دعي كأستاذ زائر إلى جامعة كمبردج في بريطانيا، حيث عمل كأستاذ مساعد إلى جانب الدكتور ريتشارد ستون الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد.

عام 1975، دعي من قبل مؤسسة البرامج والتطوير للعمل مع مختلف الخبراء الاقتصاديين العرب الذين تمّ استدعاؤهم من مختلف أنحاء العالم، في خطوة تهدف إلى إعادة الأدمغة وحثّها على المشاركة في عملية التطوير في العراق.

في أثناء عمله مع هذه المؤسسة، استدعته وزارة التخطيط مع عدد من هؤلاء للعمل معها، في تلك الفترة تمّ استعمال الحاسوب للمرة الأولى في التخطيط الاقتصادي والتربوي في العراق. وما بين 1967 و1980 ساهم في تحضير الخطة الخمسية للتنمية التي تهدف إلى ترشيد استعمال الفائض في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

عمله في الأمم المتحدة

بناء على هذا العمل القيّم استدعته الأمم المتحدة للعمل في اللجنة الاقتصادية لغرب آسيا (إكوا)، حيث عمل مستشاراً في الدائرة الاقتصادية التي ترأسها الدكتور يحيى أبو الحاج (فلسطيني الجنسية)، الذي كان زميله في فريق العمل في بغداد. ومنذ ذلك الحين والدكتور قبرصي يعمل مع هذه اللجنة التي تغيّرت تسميتها اعتباراً من العام 1994 لتصبح «إسكوا».


عام 1979، ترأس قبرصي لجنة من الخبراء الاقتصاديين والصناعيين عملت على تحضير المؤتمر الخامس لوزراء الصناعة العرب في الجزائر، بعد زيارة الرئيس السادات إلى تل أبيب، وانتقال مكتب الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس، حيث رفضت القاهرة السماح بسحب الدراسات التي كانت قد أعدّت لهذا المؤتمر. فاضطر قبرصي وزملاؤه إلى إعادة كتابة 21 دراسة قطرية في مدة خمسة أسابيع. ولقد عمل فريق العمل ليلاً ونهاراً من دون انقطاع، وعلى الرغم من الصعاب كلها نجح المؤتمر.

سافر إلى ڤيينا العام 1982 وعمل كمسؤول عن المنطقة العربية في منظمة اليونيدو (منظمة التنمية الصناعية في الأمم المتحدة). ومن أبرز انجازاته في تلك الفترة التعاون الوثيق بين منظمة التنمية الصناعية الدولية (يونيدو) ومنظمة التنمية الصناعية العربية (أيدو). وكان له مؤلفات في تلك الفترة أهمها ما أثبت من خلاله علمياً أن التعاون العربي المشترك في الصناعة من شأنه أن يرفع القيمة المضافة العربية إلى أربعة أضعاف. ولقد استعملت هذه الورقة كأساس في المؤتمر السادس لوزراء الصناعة العرب.

عمل الدكتور قبرصي بين العامين 1985 و1986 كمستشار لمجموعة من الشركات الخاصة تعنى بالبلاستيك وبتوظيف الأموال والمصالح التجارية مع أفريقيا. العام 1989 اشترك مع جامعة هارفورد G.F.K في إعداد عدد كبير من الدراسات (نحو الـ20 دراسة)، لترشيد استعمال المياه في المنطقة العربية. وبقي مستشاراً لها ومحاضراً فيها لمدة عشر سنوات.

وعام 1990 عمل مستشاراً لعدد كبير من الوزارات في كندا منها: البيئة، التجارة الخارجية، المواصلات، السياحة، العمل والفرص الاقتصادية. فحصد بمجهوده هذا وسام الاستحقاق الكندي.

مؤلفاته

نشر الدكتور قبرصي المئات من المقالات في الدوريات الاقتصادية العربية وألقى عشرات المحاضرات حول النفط والاغتراب اللبناني في كندا. وأعدّ عشرات الكتب والمؤلفات، منها:

البرامج التلفزيونية

إلى ذلك يعمل الدكتور قبرصي معلقاً تلفزيونياً في قناة التلفزيون الكندي السابع C.T.V. حيث يتناول القضايا الاقتصادية والسياسية الكندية والدولية والعربية.

أنشطة أخرى

هذا بالإضافة إلى كونه صاحب أهم الشركات للدراسات القياسية والاستشارية في كندا، والتي تضم نحو عشرين موظفاً. كما أنه يرأس اللجنة الوطنية العربية في كندا.

المصادر

  1. ^ "من أميركا إلى كندا وبريطانيا...د. عاطف قبرصي". مجلة الجيش اللبناني. 2008-06-01. Retrieved 2013-02-03.