طوب أبو خزامة

مدفع طوب أبو خزامة. جلبه العثمانيون في 1638 لتحرير بغداد من الغزاة الصفويين، وكان ذلك نهاية الحرب العثمانية الصفوية (1623–1639).

طوب أبو خزامة، هو مدفع ثقيل يحكى أنه كان منتصب في بغداد وقت الاحتلال العثماني للعراق.

لخرافات جمالها وروعتها. منها خرافة طوب أبو خزامة. من الأسباب المهمة لقوة الدولة العثمانية أنها أغرت بالرواتب العالية مهندسي المدافع في اوروپا على ترك بلادهم والمجيء إلى إسطنبول وصنع أقوى المدافع للجيش العثماني، تفوقت على مدافع الأوروبيين والفرس ونشرت الذعر في قلوب كل الأعداء، في وقت ضاهت فيه قنابل المدفعية القنابل الذرية في عصرنا هذا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصل

كان الفرس قد احتلوا بغداد واستباحوا أهلها السنة، ونبشوا قبر الأمام أبي حنيفة. أرسل السلطان جيشه لتطهيرها منهم. فجاءوا بمدافعهم العتيدة وعلى رأسها هذا المدفع الهائل الذي قارب طوله المترين. سماه العراقيون طوب أبو خزامة. ألقت قنابله الذعر في قلوب الإيرانيين فلاذوا بالفرار من العراق.

شاعت بين أهل بغداد هذه العقيدة بأن هذا الطوب له مكانته الخاصة عند الله تعالى ويستمع رب العالمين لكلامه وطلباته. قالوا إنه عندما نفدت ذخيرته أخذ يلتهم التراب من الأرض ويضرب به الفرس. وحيثما وجدت حفرة في طرقات باب المعظم، وما أكثرها، قالوا هذه حفرة أخذ منها طوب أبو خزامة قنابله. ولربما منعوا البلدية من دفنها وتسويتها. ولهذا تجد الآن شوارع بغداد مليئة بالحفر والمطبات. لا أحد يجرؤ على دفنها، فهي من صنع طوب أبو خزامة.[1]

وعندما رجع الجيش العثماني من بغداد، التمس أهلها الاحتفاظ به للبركة والثواب وحماية بغداد من الفرس. كنت أراه أمام وزارة الدفاع محاطا بسلسلة أنيقة وكانت النسوة يشدون بها خرقا (شرائط من القماش) للدعاء وتلبية مطالبهن؛ العزباء التي تريد زوجا، العاقر التي تريد طفلا، الزوجة التي تريد استعادة زوجها من زوجته الثانية، الزوجة الثانية التي تريد من الطوب أن تموت ضرتها، الأم التي تريد الشفاء لابنها المسلول، وكلها مطالب مشروعة لم يتردد الطوب في تلبيتها كما سمعت.

شيعة بغداد يذهبون للكاظمية ويوسطون الإمام الكاظم، وسنة بغداد يذهبون لطوب أبو خزامة ويكلمونه. وكانت الأم العراقية حالما تلد طفلا تأخذه للطوب وتضع رأسه في فوهته وتهيب بالطوب أن يجعله قويا شجاعا يرهب الأعداء مثله. ولربما نكتشف أن كل هؤلاء الضباط الذين تآمروا وقاموا بانقلابات عسكرية كانوا ممن وضعتهن أمهاتهم في فوهة طوب أبو خزامة. وهذه نقطة أتركها للسادة المؤرخين العرب ليتحققوا من أمرها.

بعد تنور العراقيين وبناء مستشفيات لمعالجة المسلولين، استغنت الحكومة عن خدمات طوب أبو خزامة، فأمر نوري السعيد بإزالته من باب وزارة الدفاع. وكان قرارا طائشا منه لم يستشر فيه الإنجليز. فما إن تم تنفيذ ذلك حتى وقعت بغداد بيد الفرس على نحو ما نرى اليوم.

طوب أبو خزامة كان ينتصب في ساحة الميدان قبل أن يستفرد به اللصوص والسراق ليهربوا به إلى جهة مجهولة للاستفادة من مادة النحاس التي تؤطره وكذلك البرنج والحديد المصنوع منه.

طوب أبو خزامة حسبما ورد في مصادر تاريخية عديدة، جيء به إلى بغداد عند احتلالها من قبل العثمانيين عام 1638 بقيادة السلطان مراد خان الرابع.[2]

الطوب أو المدفع الثقيل الذي أدى دوراً مهماً في احتلال بغداد بعد ان ضربوا به الإيرانيين الذين كانوا يحتلون العراق قبل 1638 وأخرجوهم منها، وهو مدفع لم يسمع به أهل بغداد من قبل.

في عام 1967 وضع في ساحة الميدان قرب وزارة الدفاع وقبلها كان في المتحف الموضعي للأسلحة بموقع الباب الوسطاني في منطقة الشيخ عمر السهروردي.


الوصف

كان الطوب يقف على قاعدة ارتفاعها متران بواسطة عجلتين كبيرتين ويبلغ طوله 457 سم ومحيط جسمه عند المؤخرة 210سم وعند الوسط 185سم وعند الفوهة 152اسم وقطر الفوهة 51سم وقطر المرمى 21سم وعليه زخارف كثيرة ومتنوعة قوامها أشكال أربع سمكات صغيرة وأربع نجوم سداسية الشكل ومثلثة. وهناك عروتان مقوستان أو ملويتان محيط كل منها 50سم وكتب على ظهر المدفع (الطوب) عمل برسم السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان وفي الجانب الأيسر مما يلي العروة نرى شقاً أو انخفاضاً محيطه 38سم وعمقه 3سم ووراء العروتين يتكرر مشهد الأسماك الأربع مع خمسة نجوم بدلاً من أربعة.

أما سبب الفتحة أو الشق في فوهة المدفع فهنالك أكثر من رواية عنه منهم من يقول ان المدفع توقف عن المسيرة اثناء الحملة العثمانية على العراق فاستفز السلطان وغضب وضربه مما أحدث غوراً أو فتحة وهو ما نسميه (خزامة) ولما استعصى مسيره أمر السلطان نقله من خزامته فتولد ذلك الحزم! ويقال بأن المدفع حين ضربه السلطان غضب ورمى بنفسه في نهر دجلة فرق قلب السلطان ونزل إليه في البحر واسترضاه! وحين خرج المدفع كانت هنالك مجموعة سمكات التصقت بظهره.. ويقال أيضاً عن طوب (أبو خزامة) انه اثناء هجوم الاتراك على بغداد لازاحة الايرانيين لعب دوراً كبيراً في سحقهم بحيث انه عندما نفذ البارود والرصاص كان المدفع يلتهم التراب والحجارة من الأرض ليضرب الاعداء.

حين نصب المدفع في بغداد صار بسطاء الناس يزورون المدفع للتبرك به. إذ كانوا يصدقون الخرافات التي قيلت عن الطوب.. فيذهبون إليه (ولا سيما النسوة) ويحملون الشموع الملونة بانيات مكتظة بالأسى. وقد كتب الصحفي والشاعر عبد الرحمن البناء يصف ذلك في قصيدة مطولة يسخر بها من سذاجة الناس ويصف المدفع بأنه حديدة وآلة قتل ليس إلا.

انظر أيضاً

المصادر