شجرة العابد

شجرة العابد
كتاب شجرة العابد.jpg
المؤلفد. عمار علي حسن
البلدFlag of Egypt.svg مصر
نـُشـِر2014
الصفحات209

شجرة العابد، هو كتاب من تأليف د. عمار علي حسن، صدر في 2014.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نبذة عن الكتاب

ملف:Shagaret elabed.pdf تأخذ هذه الرواية منحى ملحميا في رسم أحداث تمتد بين الأرض والسماء، وتجري وقائعها في أواخر عصر المماليك، والبطلة المتفردة للرواية شجرة عجيبة مقدسة يهفو الجميع إليها، وإن اختلفت مقاصدهم، ومحرك أحداثها رجل كان يسعى في شبابه إلى الثورة على السلطان المملوكي الجائر، فانتهى إلى درب التصوف هاربا من العسس والسجن والشنق الذي ينتظره. صلاح فضل تقدم نموذجًا متفردًا في الرواية العربية، يضاهي أدب أميركا اللاتينية في واقعيته السحرية، لكنه في الحقيقة يناظره من دون أن يأخذ عنه. تخفي الرواية وراءها جهدًا كبيرًا مبذولًا، وذائقة مدربة، صقلها الاطلاع على موروث طويل لا سيما عالم التصوف الرحب. [1]


القصة

قصة الرواية وأحداثها، تدور في أواخر القرن الخامس عشر في عصر المماليك، في لحظة فارقة من الصراع بين الشرق والغرب، حيث استطاع المؤلف أن يصنع عالماً من الفانتازيا والعجائبيات، لكنه غير منقطع عن الواقع، فهو أشبه بأدب الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية، لكنه ينهض على فكرة أن الغيب بيد الله سبحانه وتعالى، وكغيرها من الأعمال التي تستلهم الأدب الروحي الصوفي، فإن الرواية تحتشد بالرموز والدلالات، فتتحدث عن شجرة مباركة، ترمز وتشير إلى الحقيقة، يتطلع الجميع إليها على اختلاف مقاصدهم، لكن معظم الناس يعجزون عن بلوغها والوصول إليها، فيكثر الحديث عن ما تمثله تلك الشجرة العجيبة، التي قد تكون حقيقية، أو ربما متخيلة، فهناك من يعتقد أن هذه الشجرة كنز ثمين من الجواهر عليه أن يغتنمه، مثلما أراد السلطان المملوكي، الذي بذل كل جهده، فقد جاء بالسحرة والدراويش ليساعدوه على بلوغ الشجرة، لكنها أعيتهم، وكذلك فعل شيوخ القبائل البدوية الذين توارثوا أسطورة الشجرة أباً عن جد، فما استطاعوا إليها سبيلاً، واعتقد البعض الآخر أن في الشجرة ترياقاً يشفي الأمراض المستعصية، مثل حاكم «منفلوط»، الذي سعى بكل قوته للوصول إلى الشجرة لينقذ ابنته التي تعاني من مرض عضال، ولكنه فشل، لتبقى الشجرة سراً من الأسرار العصية، لكنها ظلت تمثل رغبة الإنسان الملحة في حلحلة مشاكله التي يتعرض لها من أمراض وعجز وفقر، وكذلك أطماعه التي يريد أن يحققها مثل جمع الثروة والمال.

إلى جانب الشجرة، تبرز شخصية «عاكف»، بطل الرواية ومحرك أحداثها، وهو طالب علم أزهري، وكان ضمن الطلبة الثائرين على السلطان المملوكي الجائر، ولقي في ذلك الطريق عنتاً شديداً إلى أن انتهى به الحال إلى درب التصوف وخوض تجربة روحية هرباً من العسس والسجن والتعذيب ومن ثم الشنق الذي ينتظره، ويستمر عاكف في طريق الزهد، إلى درجة استطاع معها أن يكتشف الطاقة الكامنة بين جوانحه، فوصل إلى ما أراد بالمصالحة بين العقل والروح، خاصة حين اختلى إلى نفسه سنوات طويلة في زاوية صغيرة بناها إلى جانب أحد أديرة الأقباط بصحراء مصر الشرقية ليس معه فيها، إلا كتابين القرآن الكريم وطوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، فروض نفسه وشهواتها، وارتفع فوق التفاصيل الصغيرة والمواقف العابرة، وتوغل في سبر أغوار ذاته حتى وصل إلى قاعها، فاكتشف أن في داخله طاقة جبارة توصل إليها عبر المحبة والسير في طريق الله تعالى، وتجنب الوصول إلى الغايات والأهداف إلا بالتوسل إلى رب العالمين.

العمل يدور حول عالمين، الأول تمثله الشجرة، وهو خيالي يعبر عن رغبة الناس في حدوث المعجزات، والعالم الآخر، هو بطل الرواية، عاكف، الذي يرمز للإنسان نفسه، وما يستطيع أن يحققه، حيث إن الدرس الأساسي المستفاد من رواية شجرة العابد، هو أن بداخل الإنسان قوة كامنة لا يتوصل إليها إلا عبر الصفاء الذهني والروحي، ولئن كان الناس يبحثون عن المعجزات لحل مشاكلهم، فإن الرواية تقودهم إلى أن الحل يكمن في الإقبال على العبادات والاقتراب من الله تعالى.

واللافت في العمل، هو اللغة البديعة من حيث المجاز وتوظيف الاستعارات والتشبيهات، والمقاطع التي تقترب من أقوال الصوفيين في نثرهم وشعرهم وخطبهم، مثل القول الوارد على لسان بطل الرواية: «حين تتلاشى المسافات بين الجوهر والمنظر، بين ما تختزنه الطوايا وما يراه الناس، حينها فقط نكون قد تجردنا تماماً من هوى النفس».[2]

المصادر

  1. ^ "شجرة العابد".
  2. ^ "كتاب شجرة العابد".