سليم اللوزي

سليم اللوزي
سليم اللوزي.jpg
وُلِدَ1922
توفيح. 4 مارس 1980
الجنسيةلبناني
المهنةصحفي
اللقبمؤسس ورئيس تحرير مجلة الحوادث الأسبوعية

سليم اللوزي (و. 1922 - ت. 4 مارس 1980)، هو صحفي، روائي وناشر لبناني شهير، ومؤسس ورئيس تحرير مجلة الحوادث الأسبوعية.[1] سليم اللوزي، أُختطف في 25 فبراير 1980، وعثر على جثمانه في 4 مارس بعد تعذبيه وقتله. لم يحدد تاريخ الوفاة ولا هوية القتلة. لكن هناك شبهات واسعة حول تورط المخابرات السورية في إغتياله.[2]

للوزي الكثير من المنشورات، من أشهرها مجلة الحوادث اللبنانية التي أصبحت واحدة من أكبر وأبرز المنشورات السياسية العربية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة والتعليم

وُلد اللوزي عام 1920 في طرابلس، لبنان، ودرس في مدرسة السنية في بيروت.

مجلة الحوادث التى كانت تسير على خطي شبيهة بخطى در شپيگل الألمانية من طبيعتها المدققة وراء الأخبار وكأنها وكالة مخابرات أو مركز تجميع معلومات. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان اللوزى إلى جانب الطبيعة الإخبارية له ولمجلته صاحب قلم متميز ورأى له وجاهته ويمكن القول أنه كان هيكل اللبناني في زمانه.

وقد كان معاديا ومنتقدا لمبادرة الرئيس السادات عام 1977 ولهذا فقد رفض الرئيس السادات لقاءه في آخر زيارة له إلى القاهرة عقب المبادرة ثم قام الرئيس السادات بانتقاده علنا واتهمه بأنه يبالغ في تقدير سعر نفسه عندما يتعامل مع دول الخليج.


العمل

سافر اللوزي إلى يافا، فلسطين، في أوائل الأربعينيات بحثاً عن فرص أفضل. عام 1944 أصبح مؤلف مسرحيات في إذاعة الشرق الأدنى. في أواخر الأربعينيات، ترك الإذاعة ليبدأ بالكتابة في روزاليوسف المصرية. عاد إلى بيروت بعد انتقاد رئيس الوزراء المصري، وبدأ في الكتابة بجريدة الصياد الأسبوعية اللبنانية. بعد ثورة 23 يوليو 1952 عمل في الجمهوري الجديد وكان مراسل لإثنتان من أشهر المجلات المصرية المصور والكواكب.

بعد ممارسته الكتابة والصحافة العربية، أسس الحوادث الأسبوعية، بعد شراءه رخصة لمجلة كانت تحمل نفس الاسم. عام 1957، اتخذ جانب المعارضة في فترة حكم الرئيس كميل شمعون، وبسبب إنتقاداته أعتقل وأوقفت مجلته مؤقتاً في مايو 1957. بعد الإفراج عنه عاود طبع جريدته بعد أن أصبحت جريدة عربية أسبوعية.

بقيام حرب لبنان 1975، تصاعدت حدة انتقاداته للدور السوري في لبنان مما عرض حياته لتهديدات خطيرة. تدمر المبنى الرئيسي لمجلة الحوادث أثناء الحرب. خوفاً على حياته، إتخذ اللوزي من لندن منفى إختياري له ومن هناك استمر في إصدار المجلة.[3] وانتقد بقسوة التدخل السوري في لبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

إغتياله

رواية المهاجرون. لقراءة الرواية اضغط على الصورة.

كانت القوات السورية قد دخلت لبنان مع قوات الردع لوضع حد للإقتتال الذي استمر سنوات وراح ضحيته الآلاف، وتم بعد ذلك الانتشار العسكري والمخابراتي السوري في بيروت، وكان اللوزي يشعر بالألم النفسي لما آل إليه حال لبنان، وكان يعبر عن ذلك خلال مقابلاتنا في القاهرة ويقول: إنهم يريدون تخويفنا لنكون موالين لهم.

وانفجرت الأزمة عندما اتهم سليم اللوزي عملاء المخابرات السورية بقتل شقيقه مصطفي بالرصاص في طرابلس، لتصفية الحسابات بسبب تقرير نشر في مجلة الحوادث، التي كانت تصدر وقتها من لندن، عن فساد زعيم حركة الشباب العلوي الموالية لسوريا وكان سليم يشعر بالذنب عن مصرع شقيقه.

وأخذ يكشف في مقالاته أوضاع الحكم في سوريا علي صفحات مجلته وكان يستمد معلوماته من أحد أعوان رفعت الأسد وآخرين من الهاربين السوريين في جلسات طويلة في بيته في لندن، وكتب اللوزي المقال الأول تحت عنوان:'.. وغدا إذا ما إغتالتني المخابرات العسكرية (السورية) أكون قد استحققت هذا المصير لإنني أحب بلدي وأخلص لمهنتي'.

وبعدها إلتقي سليم اللوزي في باريس مع صلاح البيطار، الزعيم البعثي السوري المنفي الذي تم إغتياله، وحذره من الخوض في الممنوعات السورية وطلب منه أن يبعد عن الشر.. ولكنه لم يعد يسمع سوي نفسه وكتب مقالا ثانيا عنوانه: 'قال لي صديقي الدمشقي: كنت خائفا عليك من التصفية، فأصبحت خائفا عليك مما هو أشد وأقسي!' ونشر الحوار الذي دار بينه وبين البيطار وقال فيه: هل يمكن تجاهل القمع الدموي؟ هل يمكن المرور بالمجزرة التي وقعت في مدرسة المدفعية في حلب؟ لست وراء إسقاط النظام وأعرف الثمن الذي ستدفعه سوريا إذا استمر الصراع الدموي الدائر!

وكان هجوم اللوزي علي المخابرات السورية مفاجئاً وهو ما جعلها ترسل إليه رسالة إنذار عن طريق مدير مكتب الحوادث في بيروت، وقالوا فيها: قف مكانك.. إننا لم نقتل أخاك.. فلا تفقد عقلك؟! ولكنه لم يصدق رسالتهم واستمر في حملته وكان متأكدا انهم قرروا تصفيته، وفي ذلك الوقت كان غازي كنعان مدير المخابرات السورية في بيروت، هو الحاكم بأمره ويفرض الهيمنة علي الأوضاع السياسية والداخلية اللبنانية بكل الوسائل وكان اسمه يثير الرعب والفزع!

ومضت شهور وفي فبراير 1980، تلقي اللوزي خبر والدته أمه وهو في زيارة خاصة مع زوجته الصحفية أمية في نيويورك، وقرر أن يعود إلي بيروت لتلقي العزاء بنفسه. بالرغم من أن أصدقاؤه المقربون وأقاربه قد نصحوه بعدم الحضور، لكنه رفض الإنصات لهم وقرر العودة إلى لبنان لبضعة أيام.

كان المفروض أن يغادر سليم اللوزي مع زوجته أمية صباح السبت بطائرة الخطوط اللبنانية إلي لندن، ولكنه تلقي رسالة عن طريق النائب رينيه معوض بأن الرئيس اللبناني إلياس سركيس سيقابله السبت ولذلك أجل السفر إلي يوم الأحد. وبكت أمية عندما عرفت بالتأجيل لان قلبها كان يستشعر الخطر علي زوجها خصوصاً بعدما وضعوا حاجزاً عسكرياً أمام البيت، ويبدو أن ذلك كان جزءاً من خطة الإغتيال المدبرة وبقائه يوما آخر لترتيب العملية. وانتظر سليم في البيت تحديد موعد مقابلة الرئيس صباح السبت ولكنه لم يتلق أية مكاملة تليفونية، ولم يطق الانتظار وخرج وحده، وبدون علم زوجته، وتجول في بيروت وذهب إلي جريدة النهار والتقي مع المحررين هناك وعاد متأخراً ورأي حاجزين للجيش السوري في الشارع.

وفي اليوم التالي، 25 فبراير وتم حزم الحقائب، وخرجت زوجته أمية في الصباح الباكر لتسدد الحسابات قبل المغادرة، وعند عودتها فوجئت بإنقطاع الكهرباء عن المبني وكان المسكن في الطابق العاشر وطلبت من الحارس أن يصعد ليطلب من زوجها النزول. وتأخر سليم لأنه كان في انتظار اثنين من زملائه لمرافقته إلي المطار ولم يحضرا.

وعلى حسب رواية زوجته: "إتجهنا إلي المطار في سيارتنا وجلست بجانب سليم في المقعد الخلفي، وتصحبنا سيارة مدير الإعلانات البيجو، وعلي جانبي الطريق إلي مطار بيروت كانت تنتشر قوات الردع، وعند الحاجز الرئيسي أوقفتنا مجموعة ضابط وثلاثة جنود وصوبوا أسلحتهم نحونا وطلب الضابط جوازات السفر وقال سليم: أعتقد أنني المطلوب.

وأمرنا الضابط السوري بالنزول من السيارة، وأمر شقيقتي المرافقة بالعودة في سيارة مدير الإعلانات. وبقيت مع سليم في عرض الطريق حتي جاءت سيارة أخري وداخلها شخصان مسلحان وسائق وأخذوني معهم وأعطاني الضابط جوازات السفر، وبينما أخذوا سليم في سيارته بمفرده بعدما أنزلوا السائق والحارس الخاص، ولاحظت أن السيارة الأخري مزودة بجهاز لاسلكي ويبدو أنها من سيارات المخابرات. وانطلقت السيارة التي تحمل سليم وسيارتنا تتبعها وبها المسلحين، واتجهنا إلي طريق خالدة وإلي الدامور ولم تغب عني سيارة سليم المرسيدس، وأيقنت أنها عملية اختطاف من جانب المخابرات قبل وصولنا إلي مطار بيروت.

وعندما وصلنا إلي الدامور طلب الحارس ايقاف السيارة لشراء علبة سجائر، ولم أتصور أنها خدعة للتعطيل. وعندما عاد بعد فترة كانت سيارة سليم قد اختفت تماما من أنظارنا.. ولم أعرف إلي أين؟

واتجهنا إلي طريق عرمون وكانت حقيبة أوراق سليم مازالت معي، وتوقفنا عند الوادي وأنزلوني في منطقة منعزلة مليئة بالصخور والبرك الراكدة، وخطفوا الحقيبة وفتشوا أوراقها وسألوني: أين الملف؟ وجردوني من مصوغاتي وحقيبة يدي وكنت أرتدي جاكيت من الفراء ووضعوا رباطا علي عيني وفي يدي وبقيت هناك ست ساعات حتي المساء وتخلصت من قيودي ومشيت بلا حذاء وسط الأحراش حتي وصلت طريق عرمون * وكنت أخفيت الملف تحت الجاكيت* وأوقفت سيارة تاكسي متجهة من الجبل إلي بيروت، وجلست بين الركاب وسمعت في الراديو: ان الصحفي سليم اللوزي مازال مخطوفا!".

وعادت أمية اللوزي إلي بيتها في حالة يرثي لها واتصلت بياسر عرفات ولكنها لم تعرف أية أخبار عن زوجها وعن مصيره. ووضع عرفات حراسة فلسطينية علي البيت، وفي الداخل كان هناك عدد كبير من رجال المخابرات والأمن، واقترح عرفات الاتصال بالرئيس سركيس للتدخل حتي لايتعرض اللوزي للتصفية.. وكان الرئيس صائب سلام قد طلب من سليم مغادرة بيروت للتمويه قبل سفره بيوم ولايلغي حجزالاحد بالطائرة ولكنه رفض.. وبعد ثلاثة أيام وجدوا سيارته المرسيدس أمام ملهي ليلي يملكه سركيس شلهوب وازداد الحادث غموضا واتجهت الشبهات إلي ان المختطفين من عملاء المخابرات السورية.

وفي مساء الثلاثاء 4 مارس وجدوا جثة سليم اللوزي في منطقة عرمون واكتشفها راعي غنم شاب وأبلغ مخفر الامن وأبلغ وزير الداخلية مدير مكتب الحوادث بالعثور عليها. وأذاع التلفزيون اللبناني الخبر وعم الحزن مدينة بيروت. وقيدت الجريمة ضد مجهو،. ولكن تقرير المدعي العام يشير إلي الفاعل بدون تحديد وحسب توصيف الحادث:

فإن مجهولين أقدموا علي خطف الصحفي سليم اللوزي صاحب مجلة الحوادث بقوة السلاح يوم 24 فبراير ومن ثم قتله بإطلاق النار عليه من مسدس حربي غير مرخص وتعذيبه جسديا.. وتبين من تقرير الطبيب الشرعي: أنه تم اطلاق الرصاص علي رأسه من الخلف، ووضعوا يده اليمني التي يكتب بها في حامض فتاك لكي تذوب في السائل الحارق وتتآكل العظام والاربطة حتي أطراف الأصابع، وهناك كسور في الاضلاع الصدرية مما يدل علي أنه جري تعذيبه بوحشية علي مدي ثمانية أيام، وفي التقرير اشارة إلي رصاصة غير قاتلة نفذت من الخد الأيمن للتعذيب.

كان الجناة المشتبه بهم هم عملاء المخابرات السورية.[4]

مؤلفاته

انظر ايضاً

المصادر

  1. ^ Ghadbian, Najib (Summer 2001). "Contesting the state media monopoly: Syria on Al Jazira Television" (PDF). Meria. 5 (2). Retrieved 4 October 2013.
  2. ^ Al Mustakbal: الاستخبارات - سورية في دائرة الاتهام منذ اغتيال المتني حتى تويني (بالعربية)
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Ajami1992
  4. ^ Nisan, Mordechai (Spring 2011). "Of Wars and Woes. A Chronicle of Lebanese Violence". The Levantine Review. 1 (1). Retrieved 12 June 2012.