سعيد بنجبلي

سعيد بن جبلي (ولد باقليم مدينة الجديدة في 9 ماي 1979) مدون وكاتب رأي وصحفي انترنت وناشط مغربي مهتم بالشأن العام و حقوق الإنسان. عمل مديرا ومحرر أخبار بموقع مغارب كم، وهو أحد مؤسسي حركة 20 فبراير التي أشعلت احتجاجات 2011 في المغرب، ورئيس جمعية المدونين المغاربة التي ترفض السلطات المغربية التصريح لها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده ونشأته

ولد سعيد بن جبلي بتاريخ 9 ماي 1979 بقرية أولاد افرج، وفي سنة 1993 حصل على الشهادة الابتدائية محرزا المرتبة الأولى على مستوى الاقليم وحصل على منحة داخلية، فانتقل إلى مدينة سيدي بنور لمتابعة تعليمه الإعدادي، وفي سنة 1995 التحق بمدينة الجديدة لمتابعة دراسته بمؤسسة ثانوية الرازي التقنية حيث حصل على شهادة البكالوريا في الهندسة الكيميائية سنة 1998


دراسته الجامعية

رغم حصوله على شهادة في التعليم التقني التحق سعيد بن جبلي بكلية آداب جامعة شعيب الدكالي شعبة الدراسات الإسلامية وتخرج منها سنة 2005، بحصوله على الإجازة. وبتواز مع دروسه الجامعية استأنف بنجبلي سنة 2002 دروسا ليلية في المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية من أجل الحصول على دبلوم التقني المتخصص في النظم المعلوماتية إلا أنه تعرض لقرار تأديبي بالطرد في سنته الثانية بسبب مساهمته في احتجاجات قام بها المتدربون بالمعهد، وكان حصل سابقا على شهادتي بكالوريا في التعليم الشرعي الأصيل سجل بإحداها في مدينة فاس بكلية شريعة جامعة القرويين شعبة الشريعة والقانون إلا أنه تعرض للطرد النهائي من الكلية بمقتضى قرار من المجلس التأديبي بسبب قيادته للاحتجاجات الطلابية ضد الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي كان عنوان إصلاح تعليمي بالمغرب، حيث تم اعتقاله من داخل قاعة الامتحانات والحكم عليه بالسجن مدة 5 أشهر قضاها بسجن عين قادوس ذي السمعة السيئة بمدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 31 مارس 2003 إلى 01 سبتمبر 2004، وخلال تلك الفترة التي قضاها بالسجن حصل على شهادة بكالوريا رابعة بميزة مستحسن بينما تم حرمانه من اجتياز امتحان الإجازة في الدراسات الإسلامية التي حصل عليها سنة بعد ذلك.

التزامه الديني ونشاطه الدعوي

عرف سعيد بنجبلي بتدينه المبكر منذ الطفولة، حيث كان يلقي المواعظ في المناسبات الاجتماعية وفي حضور "الطلبة" (حفظة القرآن ومعلميه) الذين كان يرافقهم فيما يسمى بالدور (جولة سنوية)، وبثانوية الرازي التقنية اختاره التلاميذ ليكون مشرفا على مسجد المؤسسة، ينظم المواعد ويسهر على الأنشطة الدعوية، وحلقات حفظ القرآن الكريم.

نشاطه في جماعة العدل والإحسان

التحق سعيد بن جبلي بجماعة العدل والإحسان سنة 1995 وهو بالسنة الأولى من التعليم الثانوي، ونشط داخل قطاعها التلاميذي حيث كان يشارك في المخيمات الصيفية التي كانت تنظمها الجماعة، كما كان عضوا نشيطا نجح في استقطاب عشرات التلاميذ إلى صفوف الجماعة عبر الأنشطة الثقافية والدعوية والترفيهية التي كان يقوم بتأطيرها، وفي الجامعة التحق بنجبلي بفصيل طلبة الجماعة وترقى في مراتبه القيادية كما عين مسؤولا في قطاعها الشبابي بالدائرة السياسية ومسؤولا على القطاع التلاميذي بالجديدة، وفي سنة 2006 انسحب سعيد بنجبلي من جماعة العدل والإحسان.


نشاطه في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

انطلاقا من عضويته في فصيل جماعة العدل والإحسان انخرط سعيد بنجبلي في هياكل الاتحاد الوطني لطبة المغرب ( أوط م) حيث انتخب سنة 1998 رئيسا للجنة القسم التي تشرف على مساعدة وحل مشاكل الطلبة، كما انتخب في السنة الموالية عضوا بمكتب التعاضدية ومسؤولا إعلاميا في كلية الآداب، ثم كاتبا عاما لمكتب التعاضدية الذي كان يسهر على حل مشاكل طلبة الكلية والدفاع عنهم وتنظيم أنشطة متنوعة لفائدتهم. وفي إطار أنشطة الاتحاد كان بنجبلي يؤطر حلقيات للحوار والنقاش بشكل مستمر، كما كان يؤطر ورشات في التصوير الفوتوغرافي وفن الخط العربي. وقد تزامن نشاطه في الاتحاد مع إدخال جهاز الأمن الجامعي المشهور بلقب "أواكس" إلى جامعة شعيب الدكالي، بهدف محاصرة ومنع الأنشطة الطلابية النقابية والثقافية بالجامعة، وهو ما عرض مجموعة من الطلبة إلى الاعتقال والضرب في سياق حملة من القمع الوحشي الذي شهدته الجامعات المغربية.

بدايته مع التدوين

بدأ سعيد بن جبلي تجربة التدوين سنة 2005 ثم افتتح مدونة تحية نضالية على منصة التدوين العربية التابعة لمكتوب، وساهم في تأسيس اتحاد المدونين العرب رفقة المدون السوري محمد شادي كسكين الملقب بشاعر الغرباء والمدون الجزائري عبد الحق هقي في مبادرة أطلقها هذين المدونين تجاوبا مع نداء الوحدة الذي أطلقه بنجبلي بمناسبة اختلاف المدونين العرب حول الموقف من الاحتفال باليوم العالمي للتدوين الذي أطلقه مدون إسرائيلي، كما أطلق بعد ذلك مبادرة للم شمل المدونين المغاربة توجت بعقد أول اجتماع للمدونين المغاربة باللغة العربية وتأسيس اتحاد المدونين المغاربة الذي تأسس بشكل قانوني تحت مسمىجمعية المدونين المغاربة بتاريخ 4 أبريل 2009 بانتخاب سعيد بنجبلي رئيسا، إلا أن وزارة الداخلية المغربية رفضت التصريح للجمعية رغم تسلمها ملف الإيداع مكتملا.

ممارسته للصحافة

مارس بن جبلي الصحافة كهواية منذ مرحلة الدراسة الثانوية، حيث نشرت أولى مساهماته في ركن القراء بمجلة العالم، كما نشر في عدد من الجرائد المحلية والوطنية مثل الحياة ورسالة الفتوة التي كانت ناطقة بلسان شباب العدل والإحسان. كما عمل محررا صحفيا متعاونا مع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومشرفا تقنيا على موقع المشعل بريس النسخة الالكترونية لأسبوعية المشعل الذي توقف بعد سجن مدير الأسبوعية ادريس شحتان، ومديرا لموقع مغارب كم التابع لمؤسسة صحراميديا، ورغم ذلك استمر في كتابة مقالات الرأي ومواد إخبارية لجريدة المساء و جريدة أخبار اليوم وموقع هسبريس وعدد من الجرائد والمواقع.

مدوناته

في سنة 2006 أطلق سعيد بنجبلي "مدونة تحية نضالية"، معرفا إياها بكونها "مدونة ناطقة بلسان الشعب تتغنى بالحرية وتترنم بمقطوعات العزة، وتنشد لأجل الكرامة والعدل. تحية نضالية لكل الأحرار"، حيث ظلت لفترة سنتين المدونة الأكثر متابعة بين مدونات مكتوب المغربية بعدد زوار يتجاوز الألف زائر يوميا، غير أن محدودية خدمات مدونات مكتوب أدت به إلى الكف عن تحديثها وإنشاء مدونة تحت نطاق خاص، وبسبب بروز اسمه في حركة 20 فبراير تعرض بنجبلي لهجمة مكثفة من قبل قراصنة مؤيدين للحكومة أدت إلى تخريب حساباته وصفحاته على فيسبوك بالإضافة إلى مدونته التي لم يقم باسترجاعها بعد ذلك.

نشاطه على الانترنت

يصنف سعيد بن جبلي ضمن المدونين السياسيين والحقوقيين، وذلك لما عرف عنه من كتاباته المنتقدة للسلطات المغربية وغياب الديمقراطية وتفشي الفساد، حيث كانت جل تدويناته تصب في خانة المطالبة بحقوق الإنسان والحريات العامة وعلى رأسها حرية الإعلام والتعبير، وانطلاقا من موقعه في رآسة جمعية المدونين المغاربة فقد أشرف بنجبلي على عدة حملات الكترونية خاضتها الجمعية ومن أهمها حملة مدونون ضد الفساد الانتخابي والتي تضمنت مبادرة لمراقبة الانتخابات المحلية 2009 بالمغرب، وحملة "حداد على حرية التعبير" نهاية سنة 2009 بسبب المضايقات واعتقال المدونبن على المدونين والصحفيين. وقد شارك بنجبلي أيضا في تنظيم أول احتجاج يخرج من شبكة فايسبوك إلى أرض الواقع، كان موجها ضد وزير الاتصال المغربي حينها خالد الناصري بسبب استغلاله لنفوذه من أجل إفلات ابنه من اعتقال الشرطة، وذلك بتاريخ .... ، حيث قاد مظاهرة احتجاجية أمام البرلمان المغربي بمشاركة بضع عشرات من المدونين ونشطاء الشبكة، وكانت النتيجة أن طرد من عمله بعد ضغط وزارة الاتصال على المؤسسة الصحفية التي كانت تشغله، ونظرا لدفاعه المستمر عن المدونين والصحفيين عبر الفضاء الرقمي فقد أطلق على سعيد بنجبلي لقب المحتج الرقمي، كما صنفته مجلة الأكسبريس الفرنسية ضمن "المائة شخصية الذين يحركون المغرب" في عددها الصادر نهاية سنة 2010.

مساهمته في تأسيس حركة 20 فبراير

على خلاف الشباب الآخرين الذين برزت أسماؤهم في بداية نشأة حركة 20 فبراير بسبب نشرهم لفيديوهات أو بحكم إدارتهم للمجموعات على فيسبوك، اختار سعيد بنجبلي العمل في الظل، وقد بدأت علاقة بنجبلي بحركة 20 فبراير أياما قليلة بعد إطلاق فكرة الاحتجاج من قبل عدد من الشباب، وبالضبط بتاريخ 1 فبراير 2011 حيث قام بنجبلي متخفيا بتأسيس صفحة حركة 20 فبراير الرسمية والتي تعتبر التسمية الرسمية للحركة، وقد عرفت الصفحة نموا كبيرا في مدة قياسية وأصبحت الذراع الإعلامي الأقوى للحركة قبل التاريخ المحدد للاحتجاج، وبتاريخ 18 فبراير 2012، كشف سعيد بنجبلي عن نفسه للرأي العام، ما شكل مفاجأة للممتبعين وخصوصم الحركة الذين كانوا يشتمون مؤسس الحركة بالإلحاد والشذوذ ظنا منهم أنه أحد شباب حركة مالي المدافعة عن الحريات الفردية. إلا أن خلافا حدث بين بنجبلي وبعض مكونات الحركة من التيارات اليسارية الجذرية واتهامه لهم بالرغبة في استغلال الحركة لأهداف سياسية خاصة دفع بأحد معاونيه إلى الاستيلاء على الصفحة التي تم استغلالها في الهجوم عليه بسبب مواقفه داخل حركة 20 فبراير.

خلافه مع مكونات حركة 20 فبراير

يعرف عن سعيد بنجبلي تمسكه بمطلب الملكية البرلمانية كحد أدنى وسقف أعلى لمطالب حركة 20 فبراير، باعتباره الأساس تبلورت جل الأرضيات المؤسسة للحركة، وهو ما عرضه لهجومات حادة من قبل أنصار جماعة العدل والإحسان واليسار الجذري، وذلك على خلفية مطالبته العلنية لهاته التيارات بالالتزام بأرضية الحركة واحترام استقلاليتها. وكان سعيد بنجبلي من أشد المطالبين بوضع آلية للتنسيق الوطني بين نشطاء الحركة منذ بداياتها الأولى، وذلك من أجل رسم روية وخطة موحدة لمواجهة خطط السلطات، وكذا لقطع الطريق على جميع الأطراف الساعية لاستغلال الحركة وتوجيهها من خلف الكواليس، وهو ما جر عليه اتهام رفاقه بكونه يسعى إلى الزعامة. ومن جهة أخرى يؤاخذ عليه رفاقه في الحركة انفتاحه على نقابات يتهمونها بالرجعية وأحزابا يصفونها بالمخزنية، وكان بنجبلي عقد لقاءات حوارية مع بعض هذه الأطراف في سعيه إلى تأسيس ائتلاف وطني لدعم حركة 20 فبراير في الأيام الأولى التي أعقبت احتجاجات 20 فبراير 2011، إلا أن مبادرته لم تكلل بالنجاح بسبب معارضة شباب الحركة، وخطاب 9 مارس الذي وعد بالإصلاحات.



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المراجع

وصلات خارجية


الاحتجاجات المغربية 2011