زكي حسن

زكي بن محمد حسن (1326 ـ 1376هـ /1908-1957م)، عالم وبحاثة أثري مصري، ولد في الخرطوم ونشأ وتعلم في القاهرة وتخصص بالآثار الإسلامية، وقد نال شهادة الآثار الإسلامية من مدرسة اللوفر في عام 1934م كما نال شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة باريس، درس اللغــات الفارسية والألمانية والإنكليزية، فضلاً عن تضلعه من اللغة الفرنسية.

عين أميناً لدار الآثار العربية بالقاهرة بين عامي 1935و1939م، ألّف في أثنائها عدة كتب في علم الآثار فضلاً عن دليل محتويات دار الآثار العربية.

كان أستاذاً للآثار والفنون الإسلامية في كلية الآداب بجامعة القاهرة التي أصبح عميداً لها في عام 1948م، أحيل إلى التقاعد في عام 1952م، فذهب إلى بغداد حيث عين مدرساً للتاريخ والآثار في جامعتها.

قام برحلات علمية كثيرة وزار معظم البلاد الأوربية، ومثّل مصر في كثير من المؤتمرات العلمية، وكان من أعضاء مجامع ومجالس علمية متعددة.

توفي في بغداد ودفن في القاهرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتاباته

له مؤلفات علمية كثيرة كتبها في مصر والعراق، وترجم عدداً من الكتب الأجنبية إلى العربية، فضلاً عن أكثر من خمسين مقالاً في مجلات مختلفة.

ومن كتبه: «فنون الإسلام»، «التصوير في الإسلام»، «كنوز الفاطميين»، «التصوير الفارسي»، «الفن الإسلامي في مصر»، «الصين وفنون الإسلام»، «أطلس الفنون الإسلامية والتصاوير الإسلامية»، «التصوير عند العرب» وقد شاركه في تأليفه أحمد تيمور، «تراث الإسلام»، وهو ترجمة للكتاب الذي أعده مجموعة علماء غربيين.


الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي

ومن كتبه المهمة «الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي» ويقع في أربعمئة وخمس صفحات فضلاً عن مئة وستين لوحة تضم أجمل التحف الفنية المعمارية والزخرفية من زجاج ومعادن ونسيج وخشب وغيرها.

يتقدم هذا الكتاب بيان عن الأسر التي حكمت إيران بدءاً من الدولة الكيانية (559ـ331ق.م)، وحتى الأسرة البهلوية (التي بدأت حكمها في إيران عام 1926). يلي ذلك مقام إيران في تاريخ الفنون حيث يذكر المؤلف أن الفن الإيراني هو أوسع الفنون انتشاراً بعد الفن الإغريقي.

ثم انتقل المؤلف بعد هذه المقدمة المهمة إلى الحديث عن الفتح الإسلامي والطرز الإيرانية في الفن الإسلامي كالطراز العباسي والسلجوقي والإيراني التتري والطراز الصفوي، وكان يولي فن العمارة اهتماماً خاصاً فيتحدث عن تخطيط العمائر وزخرفتها وأنواعها، وأنواع العقود والقباب والأقبية، وأنواع المآذن، والمقرنصات، والزخارف الجصية والقاشانية والفسيفساء الخزفية التي استخدمت في زخرفة العمائر وتزيينها.يلي ذلك الحديث عن فن الكتاب وما يتبع ذلك من أنواع الخطوط وأعلام الخطاطين وصناعة الورق والتذهيب وخصوصاً تذهيب المصاحف في العصور السلجوقية والمغولية والتيمورية والصفوية.

ثم يتطرق الباحث للحديث عن فن مهم، وهو فن التصوير، ويناقش مكانته في الإسلام، وازدهار هذا الفن على يد الإيرانيين، وتصوير بعض الموضوعات الدينية كصورة مولد النبي ومقابلة الراهب بحيرا في بلاد الشام، وغير ذلك من الأحداث المهمة في حياة الرسول محمدr، ويذكر المؤلف أن المصورين الإيرانيين لم يتخذوا التصوير وسيلة لشرح عقائد الدين الإسلامي كما هو الحال في الفن المسيحي.

وضم هذا الكتاب فصلاً خاصاً عن السجاد الذي يعد أكثر منتجات الفن الإيراني انتشاراً في العالم، ويتحدث عن قدم هذا الفن وعن اهتمام البلاط والأمراء بإنتاجه.

ومن الموضوعات المهمة التي تناولها هذا الكتاب موضوع الخزف وأنواعه وأنواع زخارفه والمراكز المهمة لصناعته، وفصل عن المنسوجات منذ فجر الإسلام، وعن أنواعها، وعن الأحزمة الحريرية وزخارفها، كما نقرأ فصلاً عن التحف المعدنية، وعن الأسلحة والحلي وأهم الأواني الذهبية والفضية.

ولايهمل المؤلف موضوع الزجاج والخشب، وموضوع عناصر الزخرفة الإيرانية في العصر الإسلامي كالرسوم النباتية والحيوانية، والصور الآدمية، والزخارف الكتابية، فضلاً عن الزخارف الهندسية، وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن تأثير الفن الإيراني الإسلامي في الفنون الأخرى في معظم بلدان العالم، وينهي الكتاب بخاتمة يتحدث فيها عن العظمة والدقة وحسن الذوق في الفن الإسلامي في إيران، وعن اتصاله بالتاريخ القومي، وعن تعضيد الملوك والسلاطين والأمراء وأثره في ازدهار الفنون الإيرانية.

المصادر

عبد الرزاق زقزوق

للاستزادة

  • فريد الشافعي، العمارة الإسلامية.
  • عبد الرحمن زكي وعبد الرحمن العاني، ذكرى صديق وتقدير،مجلة الجزيرة بالرياض (جمادى الثانية ورجب 1381هـ).