رحلة بالداسار

رحلة بالداسار  
Balthasar's Odyssey.jpg
المؤلفأمين معلوف
العنوان الأصليLe Périple de Baldassare
المُترجمبابرا براي
النوعرواية تاريخية
الناشرéditions Grasset
تاريخ النشر2000
نُشرت
بالإنگليزية
2002
ISBNISBN 1-55970-702-X
OCLC Number54998107

رحلة بالداسار (فرنسية: Le Périple de Baldassare)، هي رواية لعام 2000، من تأليف الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف. تدور الرواية في القرن السابع عشر في أوروبا والمشرق (الشرق الأوسط حاليا). كتبت الرواية بالفرنسية، وحازت جائزة إمپاك دبلن للأدب عام 2004.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حبكة الرواية

ملف:غلاف رواية رحلة بالداسار.jpg
غلاف رواية رحلة بالداسار.

في رحلة بالداسار نشد الرحال إلى كل الأمكنة وكل الأزمنة، فبينما العالم يتأهب لعام الوحش 1666م نجد عقولنا تتأهب للعودة للعام الخامس قبل الميلاد لاستعارة عقول اليونان والرومان التي عرفت بامتلائها بالنبوءات والخرافات ،التي صيغ حولها إطار يفوق الصورة ذاتها في التفاصيل والمتاهات.

ففي هذا العام 1666م يفترض أن العالم سيفنى ويزول إما بفيضان أو زلزال أو حريق كما حدث في لندن عندما احترقت كل البيوت ليظن الناس أنها بوادر عام الوحش ، وبما أن (بالداسار) شاب مثقف يمتلك محلاًّ لبيع القطع الثمينة والنادرة ومن بينها الكتب فإنه لم يكن يؤمن بما يقال ، لكن حوادث مهمة طرأت عليه جعلته يغير مسار حياته معتمداً على هذه النبوءة الغريبة.

تقتضي النبوءة الحصول على كتاب يدعى (الإسم المئة) للمازندراني، كحل وحيد للخلاص من وطأة هذا العام المخيب.

وهكذا يقضي (بالداسار) حياته في البحث عن هذا الكتاب الذي يتزامن وجوده مع العديد من الحوادث الغريبة والمثيرة التي يسجلها (بالداسار) في يومياته، يوميات كتب عليها التشتت كصاحبها فتضمنتها أربعة دفاتر لم يجتمع بها كاتبها أبداً (الاسم المئة، صوت سابَّاتاي، سماء بلا نجوم وإغواء جنوة) كل دفتر سجل مرحلة مهمة من هذه الرحلة.

يمضي بالداسار في تتبُّع أثر الكتاب الذي اشتراه منه الفارس مارمونتيل، موفَد البلاط الفرنسي، عنوة ونتيجة سوء تقديره؛ إذ ظن أن المبلغ الذي طلبه كفيل بصرف المشتري الذي خيَّب أمله فنقَده ثمنه دون تردد. وبذا فرَّ الكتاب من بين يديه دون أن تتاح له فرصة تصفُّحه. وسوف يُمضي بالداسار رحلته من جبيل، إلى القسطنطينية، إلى إزمير، إلى أرض الأجداد في جنوى؛ ومنها إلى إنكلترا، مروراً بعشرات النكبات والانكسارات، من احتيال رجال السلطان العثماني وابتزاز عملائهم، إلى المطاردة والاعتقال والنفي ملفوفاً بقطعة من الكتان، كما يفعل بالأموات على ظهر سفينة مبحرة إلى جنوى؛ ومنها إلى لندن، حيث يلتقي كتابه الضائع الذي تتلقَّفه العديد من الأيدي المهتمة به والمُلِمَّة بما ينطوي عليه من خطير الأسرار.[1]

لقد آل الكتاب أخيراً إلى كاهن مقيم في نزل فقير بعد أن احترق بيتُه على يد الغوغاء ذات يوم؛ فيستطيع أن يتفق معه على أن يحصل على الكتاب، شريطة أن يترجمه له إلى اللاتينية قبل ذلك. ويوافق بالداسار عن طيب خاطر، دون أن يدري أنه لن يستطيع أبداً أن يترجم الكتاب، أو حتى أن يقرأه! فكلما حاول ذلك غلبتُه غشاوةٌ وظلمةٌ تجلِّل عينيه وتصرفُه عن القراءة، حتى يئس من إمكانية استجلاء محتوياته، وكأن طلسماً يحول دون ذلك – هذا الكتاب الذي كان وراء شتاته وغربته.

وعندما تبدأ الأحداث بالتتابع السريع، وتمر الليلة المشؤومة التي تشكل مفصل النهاية بسنة الوحش، والتي تحسم بمرورها احتمالَ بقاء العالم أو زواله – تلك الليلة التي تتعرض فيها لندن إلى حريق عظيم يوشك أن يأتي على معظم المدينة، وكأن ما كان بالحسبان قد وقع، وأن سنة الوحش قد اختارت لتحقيق وعيدها الساعات الأخيرة من تلك الليلة. إنها ليلة 12 أيلول من العام 1666؛ وهي ليلة النهاية في السنة الروسية.

مع كل هذه الأحداث، ما يزال بالداسار مصراً على تسطير كرَّاسه الرابع، مع علمه بضياع كراريسه الثلاثة السابقة. فكأنه، بهذا الفعل، يعاند فعل الأيام التي تأتي بطوفان النسيان، فلا ينجو من فعلها إلا ما حصَّنته قلاعُ المذكرات وأضاميم الصحائف.

عند هذا الحد، وبعد أن يصبح الكتاب ملكاً له، يقرِّر بالداسار عدم جدوى قراءته، ويرمي به على أحد الرفوف، وكأنه يعلن لنا أنه لا حقيقة كامنة نحن مضطرون للجري خلفها. إنها هنا حيث نعيش، وحيث نمضي، وهي، كالسعادة، تقبع في أعماقنا وفي ثنايا حياتنا، وأن السعي للبحث عنها ما هو إلا ضرب من ضروب السراب الذي لا نجني منه غير الشقاء.

لعل أمين معلوف في روايته هذه أكثر غموضاً مما عرف عنه في رواياته السابقة، بل أنه ينتهج مبدأ اللغزية / العماية (Aporia) الذي يصل بالمتلقي للاشيء، فاللغزية كمصطلح تعني الأبهام والمسار المسدود ، وهذا ما ينتهجه الكاتب من إثارة تساؤلات ضمن أطر مبهمة ومربكة دون تقديم أية حلول لها.

فالرواية في مجملها تعتمد على لغز يطرحه معلوف في أولى صفحات روايته، هو الأسم الذي إن حصل عليه المرء فتحت له أبواب السعادة والأمان، ولن يعود بعدها إلى الخوف من أي شيء حتى وإن كان عام الوحش المزعوم.

لكن معلوف في نهاية الرواية لايفصح عن هذا الاسم أبداً، بل أنه يتجاهله وكأنه لم يجعل (بالداسار) ونحن معه نطوف العالم بحثاً عن الكتاب الذي يحويه، متناسياً مدى الانفعال الذي قد يصيب المتلقي طوال فترة القراءة، وخيبة الأمل التي قد تصيبه عند الوصول للنهاية التي لا تحمل نهاية من الأساس.[2]


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "رحلة بالداسار". معابر. Retrieved 2012-11-05.
  2. ^ "أمين معلوف يتحفنا برائعته في ظل لغزيته المعتادة". ديوان العرب. 2006-03-21. Retrieved 2012-11-05.