خطر الخادمات على تنشئة الاطفال

من الظواهر الخطيرة ما ابتلي به كثير من الناس في هذا الزمان من استقدام الاجانب من الخدم والسائقين من المسلمين وغيرهم وفي هذا اثر كبير على الاسرة والمجتمع ككل في العقيدة والأخلاق السلوك فتأثيرهم على الكبير والصغير والمرأة والرجل وأثرهم على الاطفال تولي الخدم تربية الأطفال هي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي أصبحت مخاطرها تهدد كيان الأسرة وتؤثر سلبياً على تنشئة الجيل المستقبلي في المجتمع الخليجي خاصة و العربي عامة، و مشكلة الاعتماد الكلي على الخادمات في البيوت و الشؤون المنزلية و قيامهن بكافة الأعمال خاصة في تربية الأطفال و التكفل بهم في غياب دور الأمهات الأساسي، و قد انتشرت مؤخراً في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة مشكلات الخدم واعتداءاتهم وأثرهم على تربية الأطفال وسلوكياتهم . وفي ظل انشغال الوالدين وغيابهم عن المنزل للعمل ، فان للخدم تأثير واضح على تربية الأبناء و على المعتقدات الدينية والثقافية التي يجب أن يتربوا عليها ، حيث يكتسبوا عادات وتقاليد الخدم ما يعتبره البعض غزواً ثقافياً لعقول الأطفال.

مصطلحات :

تعريف الطفولة : مرحلة عمرية من دورة حياة الانسان تمتد من ميلاد الى بداية المراهقة , لطفولة هي مرحلة حياتية فريده تتميز بأحداث هامه , ففيها توضع اسس الشحصية المستقبلة للفرد البالغ , لها مطالبها الحياتية والمهارات الخاصة التي ينبغي ان يكتسبها الطفل . اي انها وقت خاص للنماء و التطور والتغير يحتاج فيها الطفل للحماية والرعاية و التربية .

تعريف التنشئة : تعد عملية التنشئة الاجتماعية من اهم العمليات تأثير على الانسان في مختلف مراحلة العمرية , لما له من تشكيل شخصيته وتكاملها فهي احدى عمليات التعلم التي يكتسب عن طريقها الابناء العادات و التقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها .

التنشئة الاجتماعية هي عملية ادماج الطفل في الاطار الثقافي العام المحيط به وهذه العملية قد تتم بشكل مباشر عن طريق تدريب الابناء على نماذج سلوك مقبولة اجتماعيا او قد تتم بشكل غير مباشر عن طريق تقليد الاطفال لسلوك الكبار ومحاكاتهم لتصرفاتهم بحيث يصبح التراث الثقافي جزءا لا يتجزأ من شخصية الفرد .

تعريف الخدم : تعريف الخدم بسيط جدا وهم عباره عن امرأة او رجل غالبا ما يكونوا اجانب يساعدون الاسرة في شؤون البيت من تنظيف وتهيئة الاكل والتربية والعناية بالأطفال .


اسباب الاعتماد على الخدم :

1. كثرة الأعباء المنزلية.

2. كثرة الأبناء.

3. عمل الزوجة.

4. انشغال رب الأسرة.

5. وجود كبار السن داخل الأسرة.

6. سبب زيادة دخل الفرد.

7. عدم التوافق بين العمل والمنزل.

8. المساعدة والإشراف على الأطفال.

العوامل المؤثرة على تربية الأطفال :

العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآة لكل طفل لكي يرى نفسه، و الأسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، و لكنها ليست الوحيدة في أداء هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة و وسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة التي أخذت هذه الوظيفة من الأسرة ؛ لذلك تعددت العوامل التي كان لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية هنالك عوامل اجتماعية، الثروة، و الدخل تملك أقوى تأثير على أساليب تربية الأطفال وتستخدم من قبل والديهم إنّ التربية فنٌ وعلم ولعلّها من أهَم المهام المنوطة بالوالدين و أخطرها. ومع أنها مسؤوليّة كبيرة على كلا الوالدين لما فيها من صعوبات وتعقيدات و مشاكل إلاّ أنها متعةٌ حين يشعران أنّهما يربيان أولادهم ويغدقان عليهم من العطف والحنان والرعاية ما يجعلهم ينطلقون في الحياة بثقة وثبات وصلابة إرادة. إنّ مجموع العوامل الخارجية التي تحيط بالإنسان، والتي تؤثِّر بشكل مباشر أو غير مباشر في تربيته، تُسمّى المحيط. وهذه العوامل المتعدّدة تؤثِّر في الإنسان بأنحاء مختلفة منذ انعقاد النطفة وحتى موته. وأهمّ هذه العوامل المحيطة:

العوامل الداخلية:

1. الدين: يؤثر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية وذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع التي تنبع من كل دين؛ لذلك يحرص كل الإسلام على تنشئة أفراده بالقرآن والسنة والقدوة الصالحة لسلف الأمة ومن تبعهم بإحسان.

2. الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني؛ فهي أول ما يقابل الإنسان، وهي التي تسهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خلال التفاعل والعلاقات بين الأفراد؛ لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ولاسيما في أساليب ممارستها حيث إن تناقص حجم الأسرة يعد عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.

3. نوع العلاقات الأسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية حيث إن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة، مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.

4. الخادمات : فالخادمات لهن أثر في تربية الأولاد، فالخادمة تمكث مع الطفل قدرًا طويلاً من الوقت وفي أي مرحله ,وبذات في مرحلة الطفولة إنها من أخطر مراحل حياة الفرد ، فهي مرحلة البناء الفكري والعقدي والعاطفي. فالخادمة لها أثثير خطير على الطفل حيث إنها تتناول الطفل عند البكاء وتهيئ له وقت الراحة وتهيئ له اللعب وتلبي حاجاته كلها، ولا يراعى أتصلح للتربية أم لا تصلح؟ وبذلك يكون تأثيرها على الطفل اكبر فهي الملجأ )في نظره( الوحيد له في غياب والديه أو في حضورهم، إذن أصبح لها مكانة كبيرة في حياة الطفل، ومن هنا تبدأ تبث فكرها وعقيدتها وعاداتها وميراثها الاجتماعي وتغرسه في عقيدة الطفل وفي سلوكه

العوامل الخارجية:

1. المؤسسات التعليمية: وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة. كالمدرسة والعائلة أيضاً هي عاملٌ مهمٌّ على صعيد تربية الأطفال والأحداث، على الصعيد الجسدي والروحي. وتتكوَّن البيئة المدرسيّة من عناصر مختلفةٍ؛ من المعلّم، إلى المدير والناظر والمسؤول التربويّ والموظّفين والأصدقاء، والزملاء في الصفّ، وغيرهم بحيث يمكن أن يساهموا جميعهم أو بعضهم في تشكيل شخصية الطِّفل، وفي رسم معالم منظومته الفكرية والسلوكية. وربّما اتّخذ الطِّفل أيضاً أحد هذه العناصر قدوة وأسوة له في الحياة. ويُعدّ دور المعلّم في بناء البعد الأخلاقيّ أو هدمه عند الأولاد مهمّاً جدّاً. فالمعلّم، وبسبب نفوذه المعنويّ، يُقدِّم القدوة والأنموذج للتلاميذ من خلال سلوكيّاته. فهم يتأثّرون بشدّة بكافّة الحركات والسكنات والإشارات، وحتى الألفاظ التي يستخدمها المعلّم أثناء قيامه بوظيفته التعليميّة.

2. الرفاق والاصدقاء: حيث الأصدقاء من المدرسة أو الجامعة أو النادي أو الجيران وقاطني المكان نفسه وجماعات الفكر والعقيدة والتنظيمات المختلفة.

3. دور العبادة: مثل المساجد فإنّ الأجواء الدينيّة والمعنويّة الحاكمة على دور العبادة لها تأثير كبير في غرس النواة الأولى للتوجّهات الإيمانيّة والدينيّة في نفوس الأطفال والأحداث؛ كالمراسم الدينية، وجلسات الدعاء، وصلاة الجماعة، وأمثالها، التي توفّر الأرضية اللازمة للتربية الدينيّة والأخلاقيّة والإقبال نحو المعارف الإسلاميّة. ومن البديهيّ أن يؤدّي تواجد الشيوخ والمربّين مع الطلّاب في جلسات ومراسم كهذه إلى زيادة نسبة التأثّر والتأثير.

4. ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد؛ لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة وفي صنع الشخصية القومية.

5. الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث إنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءاً واستقراراً ولديه الكفاية الاقتصادية أسهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كان العكس هو الصحيح.

6. وسائل الإعلام: لعل أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولاسيما التليفزيون، حيث يقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال فضلاً عن تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على الثقافة وانتهاء عصر جدات زمان وحكاياتهن إلى عصر الحكاوي عن طريق الرسوم المتحركة.


الاثر السلبي للخادمات على تربية الطفل :

يتفق معظم التربويين على أن مرحلة الطفولة المبكرة من عمر الإنسان هي المرحلة الأساسية في بناء الشخصية . والطفل في هذه المرحلة يحتاج الى الحنان والحب والدفء الوجداني بحيث أن الخادمة لا توفر ذلك له . حيث ترافقه الخادمة في طفولته المبكرة وتزرع فيه مبادئها وقيمها ومفاهيمها بشكل مباشر أو غير مباشر. ويرى المختصون أن تربية الأبناء على أيدي الخادمات تؤثِّر عليهم ثقافياً ودينياً واجتماعياً لأن الخادمات عادة ما يكن من ذوات التعليم المحدود أو من ذوات التنشئة غير المرضية .

أكدت الدراسات أن وجود المربية والخادمة:

1. يؤثر سلبياً على النمو اللغوي حيث يكتسب الطفل من خلال المربيات مفردات لغوية ركيكة غير متماسكة.

2. ميل الأطفال للانطواء والعزلة .

3. الميول العدوانية لدى الطفل .

4. الخمول والكسل لدى الطفل .

5. يكتسب منها الطفل قيمه وتقاليده وعاداته.

6. تؤثر الخدم على الاطفال بشكل كبير جداً مما يجعلهم خجولين او قليلين الكلام وعدوانيين .

7. تتسبب في إعاقة مستديمة أو موته في بعض الأحيان.

الاضرار على الاسرة :

1. التأثير على لغة الطفل.

2. التأثير سلبا على عادات وتقاليد المجتمع.

3. الاطلاع على أسرار الأسرة.

4. السرقة.

5. انتشار الجريمة.

6. تحمل أعباء مالية كبيرة.

دور الاباء في الحد من اضرار الخادمات على الاطفال :

من طرق القضاء على التأثير السلبي للخادمات على نفسية الطفل اهتمام الآباء والأمهات بتوفير جو من الحب والرعاية والحنان والشفقة والعطف للأطفال؛ تعويض الأطفال عن الفترات التي يتغيبون فيها عن المنزل. الحرص على احتفاظ الآباء والأمهات بأدوارهم داخل الأسرة فيما يتعلق بتربية وتنشئة الأطفال وعدم التخلي عنهم نهائيا. تجنب التهاون في العبارات التي قد تتحدث بها الخادمات أمام الطفل. وضع ضوابط لعمل الخادمات، من حيث مظهرها وأسلوب حديثها وطريقة تعاملها مع الطفل. متابعة دور الخادمة في تربية الطفل والطريقة التي تتعامل بها مع الأطفال للتمكن من الاطمئنان عليه خلال فترات الغياب خارج المنزل.

1. ألا يستقدموا الخدم والسائقين إلا من المسلمين وفي اضيق الحدود وأمسها حاجةً .

2. ان يعاملهم المعاملة الحسنة .

3. عدم ترك الاولاد من بنين وبنات في ايدي الخدم والسائقين.

4. وعدم تكليفهم مالا يطيقون من الاعمال.

5. وعدم تأخير رواتبهم الشهرية حتى لا يكون ذلك سبباً للانتقام لأنفسهم من هؤلاء الاطفال او معاملتهم معاملة سيئة.

6. لابد ان يحرص الابوان علي ترابط الاسرة ومتابعة اطفالهم متابعة دقيقة وان يكون الخروج والبعد عن البيت ومحيط الاسرة في اضيق الحدود وعند الحاجة.

7. وان يشيع بين افراد الاسرة المصارحة والمحبة وان يعرف كل واحد منهم ما عليه من واجبات وماله من حقوق.

8. ان يكون احضار الخدم والسائقين في اضيق الحدود وعند الحاجة الملحة.

9. وإذا كان لابد من احضارهم ينبغي الحرص على ان يكونوا من المسلمين .

10. وان يكونوا من كبار السن لبعدهم عن السفه والطيش .

تأثير الخادمات غلى نفسية الطفل :

لاشك أن تربية الخادمات للأطفال لها تأثير كبير على نفسية الطفل، فالواقع يؤكد أن وجود الخادمات بالمنزل لفترات طويلة مع الأطفال بدون تواجد الآباء والأمهات يؤثر بالسلب على نفسية الطفل، ويرجع ذلك لخروج الآباء والأمهات لفترات كبيرة خارج المنزل إما للعمل أو السفر.

التأثيرات السلبية للخادمات على الطفل :

والأخلاقية- دينياً: يتسبب وجود الخادمات لفترات طويلة بالبيت في اختلال القيم الدينية لدى الأطفال، نتيجة لاختلاف ديانة وأخلاقيات أغلب الخادمات العاملات بالبيوت عن ديانة ومعتقدات الأطفال.

لغوياً: يكتسب الأطفال مصطلحات ومفاهيم لغوية غير مرغوب فيها؛ نتيجة لكثرة جلوس الأطفال مع الخادمات، وفي كثير من الأحيان تكون هذه المصطلحات غير أخلاقية.

سلوكياً: تسهم الخادمات في إكساب الأطفال أنماطا سلوكية جديدة غير مرغوب فيها؛ نتيجة لاختلاف بيئة الخادمة عن بيئة الطفل، فضلا عن اكتساب الأطفال لأنماط سلوكية جديدة، قد يكون من غير المسموح أن يعرفها الأطفال في هذا السن المبكر، ولكن يتعلم الطفل مثل هذه السلوكيات عن طريق احتكاكه بالخادمة.

نفسياً واجتماعياً: يشكل وجود الخادمات بالبيت عبئاً نفسياً على الأطفال، حيث يتعرض الطفل لمشكلات نفسية نتيجة غياب الوالدين عنه وعن متطلباته واحتياجاته، بجانب شعور الطفل في كثير من الأحيان بعدم الاطمئنان والشعور بالذنب، فهو يجلس كثيرا وحده مع الخادمة وقد تترسب لديه أشياء بالعقل الباطن ويحتفظ بها ولا يخبر والديه عنها. مما يترتب عليه احتمالية تعرض الطفل لانحرافات سلوكية في المستقبل في حالة تراكم الإحباطات والمواقف المؤلمة مع الخادمات. كما أن قد يتعرض الطفل للإيذاء بدني نتيجة لضرب الخادمة له عند رفض الانصياع لأوامر الخادمة.

المصادر :

 http://www.alayam.com/alayam/Variety/505224/%D8%A7%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85-%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1%D9%8B%D8%A7-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84.html  
 في علم نفس الطفل –د.محمد عودة الريماوي – دار الشروق –السنه 1998
 نظرة في علم الاجتماع المعاصر – د.سلوى عبد الحميد الخطيب – جامعة الملك سعود 2009 
 مقال لست وحدك تربي ولدك – مجلة اسرتي – سليمان الرومي – العدد535 مارس – 2010 صفحة 80 

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1

 بحث طالبات جامعة الملك سعود تحت اشراف الدكتورة لطيفة العبداللطيف . 
 http://www.al-jazirah.com/2011/20111227/rj1.htm