الفلاسفة العقلانيون

(تم التحويل من جماعة الفلاسفة)

الفلاسفة العقلانيون Philosophes أو "جماعة الفلاسفة" الفرنسيون خلال عصر العقل، وهي المدة التاريخية التي امتدت من أواخر القرن السابع عشر الميلادي إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وضمت الفلاسفة العباقرة أمثال الماركيز دو كوندرسيه ودينيس ديدرو، كلود هيلفشيس، وجان جاك روسو، وفولتير، الذين أثرت أفكارهم في الإعداد للثورة الفرنسية.

عمومًا اعتقد الفلاسفة بمبدأ الارتقاء؛ وأرادوا تطبيق التوجه العلمي عند دراسة الحياة الأخلاقية والاجتماعية على أساس أن المعرفة يمكن أن تكتسب من خلال التجربة وفصلوا القيم الأخلاقية عن الاعتبارات الفلسفية والدينية، لأنهم اعتقدوا أن المشاكل الأخلاقية يمكن حلها بشكل مستقل. كان الفلاسفة على العموم، معادين للنصرانية، ذاهبين إلى عدم عقلانيتها وتشبعها بالخرافات، وقد عارضوا، بشكل عام النظام السياسي في فرنسا، وجادلوا من أجل الإصلاحات، وهكذا، أصبحوا مناصرين، وفي بعض الأحيان، مشاركين في الثورة الفرنسية (1789 - 1799م).

طورگو، رئيس الوزراء، تقدم بطلب عضوية في جماعة الفلاسفة.

في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر انضم هذا الحشد الكبير من الفلاسفة الأقل شأناً إلى الهجوم على المسيحية. وعملوا بكل الجد والحماسة اللتين تميز بهما المسيحيون الأوائل في نشر الإنجيل والدين الجديد، أو المسيحيون الأسبان في طرد العرب من بلادهم، ودبجوا فيضاً من المقالات والرسائل. ولما نضب معينهم عمدوا إلى ترجمة كل ما وصلت إليه أيديهم من الكتب المناهضة للدين، من لوكريشيوس إلى هوبز وابتدعوا تقويماً جديداً للقديسين والشهداء، وضموا إلى قائمة القديسين جوليان المرتد وألـَّهوا بومبوناتزي وبرونو وكامبانللا وفانيني وبيل وغيرهم من ضحايا الاضطهاد وأدانوا بني إسرائيل لا لأنهم تقاضوا فوائد على القروض بل لأنهم أنجبوا المسيحية. وأنزلوا "يهوه" عن عرشه باعتباره أقوى رمز للقسوة والوحشية، وإلهاً للحرب، وأول من عمد إلى الإبادة الجماعية. وسخروا من الخطيئة الأولى ومن "الآب" الذي كان عليه أن ينزل إلى الأرض مثل ابنه ويضرب بالسياط ويصلب ليهدئ من غضبه وهو الآب "الذي أثارت امرأة فضوله للفاكهة (التفاح) أو المعرفة. ودمغوا الحروب الصليبية بأنها حملة لاغتصاب الأرض واحتكار التجارة، واحتقروا العصور الوسطى باعتبارها عصوراً مظلمة، ونظروا بازدراء إلى الكاتدرائية القوطية على أنها وحشية بشعة. ولحظ عليه دالمبير "قدراً من التسامي بالأفكار وقلقاً واهتياجاً وفوراناً عاماً في الأذهان اكتسح منه بشيء من العنف كل ما وقف في طريقه".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر