توماسو كامپانلا

(تم التحويل من كامبانللا)
توماسو كامپنيلا
توماسو كامپنيلا في ستيلو

توماسو كامپنيلا (5 سبتمبر 1568 – 21 مايو 1639), عمد باسم جيوڤاني دومينيكو كامپنيلا، هو فيلسوف، لاهوتي، فلكس، وشاعر ايطالي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد توماسو كمبانللا، ودم كالابريا الحار يجري في عروقه، وخفف من حرارته لبعض الوقت في دير للدومنيكان، ودرس تلزيو وامبيد وكليس؛ نبذ أرسطو، وتناول بالتحريض والتسخيف "قرار البابا بالحرمان من الكنيسة" فأودع بالسجن بأمر من محكمة التفتيش في نابولي لبضعة شهور (1591-1592) وبعد الإفراج عنه ألقى بعض الدروس والمحاضرات في بادوا، واتهم بالفسق والفجور، وهناك دون أول مؤلف هام له في الفلسفة (1594) نصح فيه المفكرين-كما فعل فرانسيس بيكون بعد ذلك بأحد عشر عاماً-بدراسة الطبيعة، لا دراسة أرسطو-وأعد برنامجاً للعودة إلى العلم والفلسفة. ولما عاد إلى نابلي انضم إلى مؤامرة لتخليصها من نير أسبانيا. ولكن المؤامرة أحبطت، وزج به في سجون الولاية لمدة سبعة وعشرين عاماً (1599-1626) وعذب اثنتي عشرة مرة، استمر التعذيب في إحداها أربعين ساعة(40). وخفف من آلام السجن بالفلسفة والشعر وتصوره للدولة المثالية، وفي قصيدته (السونيت) وعنوانها "الشعب" يعبر عن استيائه عن عجز الأهالي عن مساعدته في ثورته فيقول: الشعب دابة لها مخ مشوش غبي، لا تعرف قوتها، ومن ثم تقف محملة بالخشب والحجارة، وتقودها يدان هزيلتان لمجرد طفل بالشكيمة واللجام، إن رفسة واحدة تكفي لتحطيم القيد، ولكن الدابة تخاف وتجبن، وتفعل ما يطلبه الطفل، ولا تدرك قدرتها على إرهابه، لأن "البعبع" التافه يذهلها ويربكها. وأعجب من هذا أنها تكبل نفسها وتكمم لسانها بيدها-وتجلب على نفسها الموت والحرب مقابل دريهمات (بنسات) يتصدق بها الملوك عليها من خزانتها هي. إنها تملك كل ما بين الأرض والسماء، ولكنها لا تعرف ذلك. وإذا هب إنسان لينطق بهذه الحقيقة لقتلته دون أن تغفر له ذنبه(41).


أفكاره

وأهم إنتاج لكمبانللا في سنوات الشقاء هذه "مدينة الشمس" التي تخيلها قائمة على جبل سيلان، وكل موظفيها صفوة مختارة-وهم قابلون للعزل-عن طريق جمعية وطنية تضم كل من بلغ العشرين من سكان المدينة، وهؤلاء الموظفون المختارون على هذا الأساس، يختارون بدورهم رئيس الحكومة، وهو كاهن يسمونه "هوه Hoh" يفصل هو ومعاونوه في كل المسائل دنيوية أو دينية. ويشرفون كذلك على زواج الجنسين، ليستوثقوا من أن النساء والرجال يتصلون بعضهم ببعض لينجبوا أحسن الذرية. إنهم حقاً يسخرون منا حين نبدي اهتماماً شديداً بنتاج الخيل والكلاب، ونهمل نسل الإنسان(41) ومن ثم ليس هنا مكان للعاهات والتشوهات. والنساء في مدينة الشمس هذه شركة بين الرجال على الشيوع في انضباط صارم، يقتضيهن القيام بتمرينات شاقة، توفر لهن بشرة صافية ومظهراً عاماً طيباً.. فإذا صبغت امرأة وجهها بالمساحيق، أو استخدمت أحذية عالية الكعبين.. كانت عقوبتها الإعدام(43) ويدرب الجنسان كلاهما على الحرب، ويكون جزاء من يهرب من ميدان القتال عند الإمساك به في عرين للأسود والدببة ليلقى حتفه(44). وكل فرد مكلف بالعمل. ولكن لمدة أربع ساعات فقط، يومياً (وينشأ الأطفال تنشئة مشتركة، ويعدون إعداداً نفسياً لاقتسام السلع وفق أسس شيوعية، أما ديانة هؤلاء الناس فهي عبادة الشمس بوصفها "وجه الإله وصورته الحية" "إنهم يؤكدون أن الأرض بأسرها سوف تعيش في التئام تام مع عاداتهم وأعرافهم(45)". ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

وهذا البيان الشيوعي، الذي يردد صدى أفلاطون. كتبه كمبانللا في السجن حوالي 1602، ونشر في فرانكفورت آم مين في 1622. وبما كان البيان يعبر عن آمال المتآمرين النابوليتانيين، وربما كان سبباً في احتجاز كمبانللا في السجن طويلاً، على أنه تصالح مع الكنيسة في الوقت المناسب فأفرج عنه. وقد أدخل السرور على قلب أرمان الثامن بتوكيده، على حق البابوات في حكم الملوك. وفي 1934 أرسله أرمان إلى باريس لينقذه من التورط في ثورة نابوليتانية أخرى ورعاه ريشليو وحماه. ولكن الثائر المنهوك، بعد أن استرد شبابه فارق الحياة وهو في صومعته في دير الدومنيكان (1639)، وكان يقول: "أنا الناقوس-كمبانللا-الذي يؤذن ببزوغ الفجر الجديد(46)".

المصادر

وصلات خارجية