امبراطورية موسي

امبراطورية موسـِّي

القرن 11–1896
منطقة امبراطورية الموسي، ح. 1530.
منطقة امبراطورية الموسي، ح. 1530.
العاصمةعواصم متعددة
اللغات الشائعةلغة موسي
الحكومةملكية
الحقبة التاريخيةأفريقيا قبل الاستعمار
• تأسست
القرن 11
1896

امبراطورية موسي، وأحياناً تسمى ممالك موسي، كانت ائتلافاً من ممالك قوية مختلفة في ما هو اليوم بوركينا فاسو التي سيطرت على منطقة أعالي نهر الڤولتا لمئات السنين. تأسست الممالك حين انتقل المقاتلون من منطقة المامپروسي، في ما هو اليوم غانا إلى المنطقة وتزاوجوا مع المحليين. مركزية السلطات السياسية والعسكرية للممالك بدأ في القرن الثالث عشر وأدى إلى نزاعات بين ممالك الموسي وبين الدويلات القوية الأخرى في المنطقة. وفي 1896، استولى الفرنسيون على الممالك وخلقوا ڤولتا العليا الفرنسية التي استخدمت لحدٍ بعيد البنية الادارية للموسي لعقود طويلة لحكم المستعمرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البزوغ والمركزية

فرسان دول الموسي كانوا مهرة في شن الغارات في عمق أراضي العدو، حتى ضد امبراطورية مالي العتيدة. الصورة: بوكاري كوتو Boukary Koutou، ويُعرف أيضاً بإسم ووبغو Wobgho، ملك واگادوگو الموسي، مع موكبه من الفرسان، بوركينا فاسو، 1892.

امبراطورية الموسي Mossi Kingdoms في أراضي فولتا العليا أو الاراضي الداخلية لساحل العاج وهو التعبير الذي كان سائدا على هذه المنطقة قبل التقسيم السياسي وقد اكتشفت مملكة الموسي في آواخر القرن التاسع عشر على يد الفرنسي لوي-گوستاڤ بنجيه Louis-Gustave Binger الذي قام باستكشاف المنطقة عام 1889 وقد صحبه في رحلته كل من الدكتور كروزا ومونيه.

وكان للملكة الموسي تنظيم خاص بها من الناحية السياسية، الملك على رأس السلطة يليه طبقة المنحدرين من سلالة الحكم والنبلاء وتتكون الطبقة الثانية من موظفي الدولة والطبقة الثالثة هي طبقة العاملين.

ويرجع تأسيس امبراطورية الموسي الى القرن الحادي عشر أو الثالث عشر وفقا للروايات الشعبية فان ابنة ملك داگومبا وتدعى يننگا Yennenga تزوجت من أحد الصيادين وأنجبت منه ولدا هو ودراوگو Ouedraogo مؤسس مملكة الموسي.

تمتع ملك الموسي بحقوق كثيرة وكان من عادته تلقي الهدايا من الرعايا وقد كون ملوك الموسي ثروات طائلة منها وكانت تقام احتفالات سنوية اطلق عليها فيليجا في أول العام الجديد ويقوم النبلاء وزعماء القرى باحضار الهدايا للقصر الملكي ولكن عند موت حاكم أي اقليم كان الملك يقوم بمصادرة ممتلكاته وضمها اليه.

واذا كان أغلبية الموسي وثنيين إلا أن البعض منهم اعتنق الاسلام فانشترت بعض المساجد في واگادوگو، ومن الملاحظ بأن الاسلام لم يتغلغل في هذه المنطقة نظرا لوجود الغابات الكثيفة التي شكلت حاجزا طبيعيا حال دون التوغل في المنطقة.

أما النشاط الاقتصادي فقد كانت الزراعة هي الحرفة الرئيسية للسكان وكانت كل أسرة تنتج ما يكفيها من غذاء وفي بعض الأحياء مجموعة من الأسر تتحد فيما بينهما وتنشئ مزارع جماعية ويطلق عليها اسم نام.

وكان للموسي أسواق لبيع منتجاتهم الزراعية وقبل قدوم الفرنسيين كان لهم في ياتنجا ستة أسواق وعندما زار الكاتب نويه المنطقة وجد بأن عدد الأسواق تضاعف عما كان عليه وربما تعليل هذه الظاهرة أن البلاد قبل قدوم الفرنسيين تمتعت بالسلم فنشطت فيها التجارة وبالتالي ازداد عدد الأسواق وقد تولى الكهنة الإشراف على هذه الأسواق. وتعتبر كونج من أهم المراكز التجارية.


الدين

كونها تقع بالقرب من العديد من الدول الإسلامية الرئيسية في غرب إفريقيا ، طورت ممالك موسي نظامًا دينيًا مختلطًا يعترف ببعض السلطة للإسلام مع الاحتفاظ بالعبادة الدينية السابقة التي تركز على الأسلاف. شارك الملك في مهرجانين كبيرين، ركز أحدهما على نسب النسب الملكي (من أجل زيادة "النعم naam") والآخر على التضحيات لـ "تنگا".[1]

بالإضافة إلى ذلك ، على الرغم من أنهم قاوموا في البداية فرض الإسلام واحتفظوا بالاستقلال عن الدول الإسلامية الرئيسية في غرب إفريقيا، بدأ هناك عدد كبير من المسلمين الذين يعيشون في المملكة. في واگادوگو، خلق الملك عقيدة تقديم تلاوة القرآن للأسرة المالكة مقابل الاعتراف بقوى سلف الملك.[1]

الاحتلال الفرنسي

رغم انسحاب فرنسا من مراكزها في ساحل العاج، الا أن النشاط التجاري لم يتوقف في المنطقة بفضل جهود التجار الفرنسي فردييه اذ ظل يعمل لمدة عشرين عاما، بنى خلالها العديد من المنشآت والوكالات وامتد نشاطه التجاري الى المناطق الداخلية. وتذكرنا جهود فردييه بنشاط وكالة ريجي في ساحل العبيد، وبفضل جهود التجار الفرنسيين احتفظت فرنسا بحقها في الادعاء بتبعية هذه المناطق لها، كذلك ظهرت في منطقة ساحل العاج محاولات فردية لاكتشاف المنطقة. فنجح بونات في اكتشاف 280 كم من مجرى نهر فولتا، كما أسس وكالة في سالاجا 1876 وظل بونات يعمل في المنطقة لمدة أربع عشرة عاما وكذلك وقع كرسبن عام 1868 عدة اتفاقيات مع زمعاء مناطق فرسكو وسان بدرو وافقوا بمقتضاها على السماح له باقامة مراكز تجارية في اراضيهم (2).

ومن الأسماء التي لمعت في المنطقة اسم تجار مارسيل 1861-1890، وقد عمل هذا التجار في خدمة فردييه حتى 1883 واكتسب منه الخبرة واستطاع التعرف على عادات وتقاليد السكان وكان لابلين طموحا في وضع اساس مستعمرة ساحل العاج. اذ حول مجموعة الوكالات التجارية الفرنسية الى مستعمرة حقيقية. وقام لابلين ببناء مدرسة في اسيني تولى ادارتها والتدريس فيها، وجعلها نواة لتخريج عملاء سياسييين انجزوا الخدمات العديدة لفرنسا. كما نجم لابلين في مد النفوذ الفرنسي خارج نطاق الوكالات التجارية ، ففي 1884 عقد معاهدة مع زعماء منطقة جران لاهو (3).

وفي 16 يونيو 1886، صدر مرسوم بوضع المنشآت الفرنسية في ساحل العاج تحت ادارة حاكم أنهار الجنوب (1) فأدت هذه الخطوة الى عرقلة جهود لابلين لأنه فقد السيطرة المطلقة، ولكن بايول حاكم أنهار الجنوب أدرك أهمية مركز لابلين وخبرته، وأراد الاستفادة منه للعمل في المنطقة، فكلفه بتفقد أحوالها ومراقبة المناطق الشمالية فيها، وخاصة وأنه تراءى له أن الادارة البريطانية في ساحل الذهب تزمع مد نشاطها الى المناطق الداخلية من ساحل العاج. ولذلك اتجه لابلين في 2 مايو 1887 نحو نهر كوميه، ووصل الى بيتيه وعقد مع زعماء المنطقة معاهدة حماية، كما وقع في 25 يونيو معاهدة وافق بمقتضاها على وضع أراضيه تحت الحماية الفرنسية (2).

وهكذا نجح لابلين حتى يوليو 1887 في توقيع عدة معاهدات في المناطق الواقعة بين وادي نهر كومويه وبيتيه وجران بسام وبذلك منع بريطانيا من الامتداد نحو المناطق الشمالية من ساحل العاج وأغلق الطريق أمامها في هذه الجهة (3).

أما عن رحلة لابلين الشهيرة التي قام بها مع القائد الفرنسي بنجر لاكتشاف المناطق الداخلية لساحل العاج، فقدجلبت هذا الرحلة الشهرة لكليهما، فقد قام بنجر برحلة لمدة عامين لاكتشاف البلاد والمدة الواقعة عند ثنية النيجر وحوض نهر فولتا ووصل الى ساحل العاج عن طريق نهر كوميه (4). وفي خلال هذه الفترة اصدر اوجين ايتيان وكيل وزارة المستعمرات 1887 الى لابلين أمرا بالقيام برحلة من ساحل العاج والالتقاء مع بنجر الذي رحل من باماكو ووصل كونج عام 1888 وكان أول اوروبي يصل هذه المدينة (5). وقد اشتهرت كونج بتجارتها وهي مدينة صغيرة في منطقة السافانا تقع شمال ساحل العاج وقد نمت واتسعت بفضل جهود زعماء الماندنجو الذين سيطروا على بوبو ديولاسو من الشمال حتى الحدود الجنوبية (1). وقد رافق بنجر الى كونج مونييه الذي كتب تقريرا عن كل ما شاهده فيها من صناعة وتجارة. على اعتبار أنها من أ÷م مدن السودان الغربية. وقد أحسن أهالي المنطقة استقبال بنجر وأعرب زعماؤهم عن رغبتهم في توطيد العلاقات التجارية بين كونج والمراكز الفرنسية على الساحل وخاصة وأن المدينة لها تجارة نشطة مع المناطق الشمالية وخاصة تمبكتو (2).

وجدير بالذكر أن مدينة كونج كانت مطمع الدول الاوروبية الأخرى، نظرا لموقعها الهام فحاول الألمان الوصول الياه كذلك البريطانيون غير أن كان أول اوروبي يدخل المدين، ولذلك حققت رحلته نجاحا منقطع النظير (3).

أما لابلين فقد اتجه الى سيكاسو ومنها الى تنجريلا ثم اتجه نحو كونج حيث تقابل مع بنجر ولعل أ÷م النتائج التي حققها لابلين، أن تعرف على أراضي جديدة، كما وقع معاهدة حماية مع ملك أبرون، كذلك أعلن وضع كونج وملحقاتها تحت الحماية الفرنسية (4). ولكن أهم كشف حققه بنجر من رحلته هو اكشتاف امبراطورية الموسى لأول مرة. فلقد كان الاوروبيين يجهلون تماما وجود امبارطورية كبيرة هي امبراطورية الموسي التي تقع في فولتا العليا وقد شملت أهم أقاليمها وجادوجو – دوري – بوبوديولاسو – ياتنجا – تجورما. وقد توحدت هذه الامبراطورية وأصبح لها جيش قوي واشتهرت بتجارة الرقيق فتاجرت مع المناطق الجنوبية ولكنها بقيت على عزلتاه وساعدها على ذلك وجود الغابات الكثيفة التي حالت دون الوصول الياه ، كما ظل أهلما على وثنيتهم حتى أوائل القرل التاسع عشر (5).

وجدير بالذكر أن الرحلات التي قام بها الاوروبيون لقيت تمجيدا كبيرا من قبل دولهم فقد اعتبر الفرنسيون بأن اكتشاف امبراطورية الموسى نصرا كبيرا يدل على عبقرية بنجر ولكنهم تناسوا بأن هذه المناطق اذا كانت مجهولة بالنسبة للاوروبيين الا أن العرب وصلوا الهيا كتجار منذ زمن بعيد فقد وجد في كونج عدد كبير من المسلمين الى جانب الوثنيين.

أعطى بنجر تفاصيل دقيقة عن امبراطورية الموسى ووصفها بأنها أقل تحضرا من البلدان الاسلامية في السودان الغربي ولكنه دعا الى تطويرها، والاستفادة من ثرواتها، وكتب بأن الطريق ممهدا أمام الفرنسيين لغزوها. ولكن على الرغم من زيارة بنجر لهذه المنطقة الا أن ملكها بوكاري رفضا استقباله في وجادوجو كما رفض السماح له بالسفر الى باتنجا لانه تشكك في نواياه، وأعلن له رأيه في الاوروبيين بأنهم يريدن أن يكونوا أسياد السود كذلك رفض الملك بوكاري قبول الحماية الفرنسية وطلب من بنجر مغادرة البلاد (1).

ترك لابلين وبنجر كونج 1889 وأثناء عودتهما وقعا معاهدات حماية مع زمعاء يونميني وأنو ثم وصلا جران بسام فزودت بتفاصيل هامة اقتصادية وسياسية عن المناطق التي قاما بزيارتها ولكن بنجر ظل يتمنى توقيع معاهدة حماية مع ملك موسى، ولذلك كتب الى حكومته بالاسراع في توقيع هذه المعاهدة خوفا من منافسة اي دولة اوروبية أخرى (2).

أما ملك موسى وباجو الذي خلف بوكاري – فقد خشى على دولته من النفوذ الفرنسي، وخاصة بعد تدمير الفرنسيين امبراطورية التوكولور وايقن بأنه سيواجه نفس المصير فرأى ضرورة اللجوء الى قوة اوروبية اخرى تتولى حمايته ولذلك وقع معاهدة في 2 يوليو 1894 مع الضابط البريطاني فرجسون الذي ارسلته الادارة البريطانية في ساحل الذهب ولكن السلطات الفرنسية رفضت الاعتراف بالمعاهدة وأرسل القائد الفرنسي دستناف عام 1895 الى واجادوجو لمقابلة الملك الموسى الذي صرح للقائد الفرنسي بأنه يعلم تماما بأن الفرنسيين يريدون قتله لادارة بلاده وأكد له بأنه ليس في حاجة الى التعاون معهم، وأنه يدرك تماما مصلحة بلاده وهدد الملك المبعوث الفرنسي بقطع راسه اذا لم يبادر بالرحيل (1).

وكانت الأوامر الصادرة للمبعوث الفرنسي عدم استخدام القوة ضد الموسى ومحاولة توقيع المعاهدة بالوسائل السلمية ولكن جهود الفرنسيين فشلت، اذ أصر الملك على عدم التفاوض معهم. ولم يعد أمام الفرنسيين سوى استخدام القوة وخاصة وان القائد العسكري المسئول في ذلك الوقت كان أرشيدار الذي عرف بميوله العسكرية ولذلك قرر اتخاذ سياسة أكثر حزما مع الملك، فطلب من المسئولين الفرنسيين ضرورة غزو امبراطورية الموسى، ولذلك ارسل الكابتن فوليه عام 1896 على رأس حملة عسكرية كبيرة نجحت في الاستيلاء على واجادوجو عاصمة الموسى ثم تحرك فولييه بقواته جنوبا واستولى على ساتي عاصمة اقليم جوارنو وأجبر الزعماء الوطنيين على توقيع معاهدة حماية مع فرنسا، وفر الملك وباجو الى ساحل الذهب حيث توفى 1897 وحل محله أخو نورو نابو سوجيري الذي قبل على الفور توقيع المعاهدة مع الفرنسيين، ورغم محاولات وباجو قبل وفاته احياء معاهدة فرجسون التي وقعها مع البريطانيين الا أنه لم ينصت اليه أحد. واصبحت أراضي الموسى تحت السيطرة الفرنسية (2).

وجدير بالذكر أن الادارة البريطانية في ساحل الذهب أدركت أنه من الصعب عليها احياء معاهدة فرجسونوخاصة وأن الفرنسيين دعموا سيطرتهم على المنطقة بتوقيع العديد من معاهدات الحماية.وقد أثيرت الاستفسارات في مجلس العموم البريطاني عن منطقة ساحل العاج وخاصة بلاد الموسى بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية عليها، فخشى الأعضاء بأن تكون واجادوجو أو أراضي الموسى ضمن الأراضي التابعة لانجلترا، ولكن وكيل وزارة المستعمرات البريطانية أكد بأن هذه الأراضي كان بها مركز فرنسي، وأن الفرنسيين لهم سيطرة عليها (1).

أما عن لابلين فقد توجت جهوده باختياره مديرا ومندوبا لفرنسا فيها، اذ أصدر مرسوم 1889 فصل أنهار الجنوب عن ساحل العاج التي أصبحت مستعمرة مستقلة بذاتها وعين لابلين لادارتها (2).

وقد توالت الاكتشافات وانشاء المراكز الفرنسية في المنطقة، ففي 1890 انشأ الكابتن دي تفرنو مركزا في تيساليه وفي 1891 اكتشف الملازم مجرى نهر ساسندرا من مصبه حتى كواتي، كما اكتشف كل من الملازم كينكوريه ودي سوجنزاك الأراضي الداخلية فاغفلت الطريق أمام البعثات الالمانية والبريطانية (4).

وفي عام 1893 صدر مرسوم بتعيين بنجر حاكما على سواحل العاج فعمل على انشاء الحصون على طول الساحل كذلك عمل على تدعيم سيطرة فرنسا في المناطق الداخلية وأرسل العديد من البعثات (5) وهكذا نجحت فرنسا في وضع الملامح الفرنسية لمستعمرة ساحل العاج ففي الشرق استقر الفرنسيون في كل من أسيني وبوندوكو واندنيه وفي الشمال امتدت السيطرة الفرنسية الى المناطق الداخلية وتوغلت فرنسا في واجادوجو وبوبو ديولاسو (حاليا فولتا العليا ) (6).

وبتعيين أنجولفان حاكما في ساحل العاج عام 1908 انتهج سياسة أكثر حزما تجاه الوطنيين وتركزت خطته في ضرورة دعم السيطرة الفرنسية في المناطق المختلفة والقضاء على المنازعات بين القبائل واستخدام القوة العسكرية من أجل تحقيق هذا الغرض ولاجبار الوطنيين على الاعتراف بالفرنسيين كسادة لهم وكان يتهم الزنوج دائما بأنهم عاجزون عن التفكير ولابد من قيادتهم بشدة (1).

وقد نجح أنجولفان في تدعيم السيطرة الفرنسية في ساحل العاج فقضى على الثورات التي نشبت في المناطق الداخلية من البلاد كذلك في الجنوب وفي شرق اسيني، ولجأ الى العنف في اخماد الاضطرابات في مناطق مان، زيله، دان تونجوم وغيرها من المناطق (2). كما واجه ثورة قبائل أبه التي تقطن في شمال أبيدجان وكان السبب في ثورتها هو مد الخط الحديدي في اراضيها فكانت هذه القبائل تقوم بتدمير الخط والمحطات المقامة وفي 1910 هاجم أفراد القبائل قطارات كانت تحمل ركابا وذبحوا من فيها كما هجموا محطة أجيوفيل ولذلك اسرع الجولفان بارسال حملة عسكرية بقايدة داوم ولكنه فشل في القضاء عليهم واستمرت هذه القبائل تثير الاضطرابات أمام الفرنسيين وامتدت سيطرتهم حتى شمال ديمبروكو وقد حذي حذوهم الاقاليم الأخرى حتى احتدت الثورة في وادي نزي وعند نهر كومويه وأسرعت الفرق الفرنسية لاخمادها (3).

ولكن أنجولفان تمكن من اخماد هذه الثورات واتخذ عدة اجراءات للحيلولة دون نشوب ثورات مماثلة منها ما يلي:

(1) نزع سلاح الوطنيين حتى ولو كان من أجل لاصيد، وكان هدف انجولفان من هذا الاجراء تجريد الوطنيين من أسلحتهم كذلك اجبارهم بعد ذلك على العمل على الزراعة من أجل تنمية اقتصاد المستعمرة واجبارهم على التخلي الصيد في الغابات.

(2) قام لأنجولفان بنفي الزعماء المسئولين عن الثورة وتم نفي عشرين منهم.

(3) عاقب انجولفان الثوار بدفع غرامة حربية كبيرة مع الالتزام بدفع الضرائب.

(4) أجبر انجولفان الأهالي على فتح الطرق.

(5) عمل على انقضاء على تجمعات القرى. فقد كان سكان الغابات يعيشون في تجمعات تضم المنحدرين من عائلة واحدة.

وبفضل هذه الاجراءات التعسفية بدأ الهدوء يسود في المستعمرة نسبيا حتى عام 1916 (1). وفي عام 1919 انفصلت الأراضي الداخلية لمستعمرة ساحل العاج مكونة مستعمرة فولتا والتي أضيف اليها الأراضي المتقطعة من أعالي السنغال والنيجر (2).

وأخيرا يلاحظ مما سبق أن مقاومة الممالك الوثنية للتوسع العسكري الفرنسي في ساحل غينيا اختلف في داهومي عنه في مملكة الموسى. فقد واجه الفرنسيون في داهومي مقاومة عنيفة أما في مملكة الموسى فرغم مقاومة ملوكها للغزو الفرنسي الا أن تلك المقاومة لم تكن بنفس قوة داهومي وذلك أن مملكة الموسى لم تملك جيشا نظاميا بعكس الحال في داهومي التي اشتهر جيشها بالتنظيم القيق والمقدرة القتالية العالية.

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Shifferd