اليهودي التائه

اليهودي التائه، رسم گوستاڤ دوريه.

اليهودي التائه Wandering Jew، هي شخصية أسطورية لرجل خالد، بدأت أسطورته تنتشر في أوروپا في القرن 13.[1] تدور الأسطورة الأصلية حول إسكافياً يهودياً يدعى أحشويرش رأى المسيح يرتاح وهو يحمل صليبه إلى المكان الذي صلب فيه في جبل الجلجلة، فضربه وأخبره بقسوة بأن يسرع بالذهاب إلى موته فرد عليه بأنه سيقف ويرتاح أما اليهودي سيبقى حتى يرجع المسيح، فظل اليهودي يهيم في الأرض منذ ذلك الحين بعد أن تاب وأصبح يتوق للموت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسمه

النشأة والتطور

في موسوعة اليهودية والصهيونية للمفكر المصري د. عبد الوهاب المسيري جاء أن: اليهودي التائه شخصية أسطورية في التراث الشعبي الغربي، وهو إسكافي يهودي يُدعَى كارتافيلوس، طلب منه المسيح عليه السلام، وهو يحمل صليبه، جرعة ماء ليروي بها عطشه، ولكن الإسكافي ضربه بدلاً من أن يسقيه، وقال له: "فلتسرع يا يسوع، ماذا تنتظر؟، فأجاب المسيح: أنا ذاهب ولكنك ستنتظر حتى أعود"، فحلت على اليهودي لعنة جعلته يجوب بقاع الأرض إلى أن يعود المسيح مرة أخرى، ومن هنا سُمِّي اليهودي التائه.

وقد بدأت الأساطير المستوحاة من هذه الشخصية الغريبة في الظهور في القرن الثالث عشر وتحولت إلى إحدى الصور الإدراكية النمطية التي يدرك العالم الغربي اليهود من خلالها.

ومن الكتب الأولى التي أشارت إليه كتاب زهور التاريخ للراهب الإنگليزي روجر (من وندوفر) عام 1228. وكانت الشائعات تظهر من آونة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، أن اليهودي التائه قد شُوهد يتجول في هذا المكان أو ذاك بلحيته الطويلة البيضاء وعيونه اللامعة الشريرة وعصاه الطويلة. وكانت آخر مرة قيل إنه شُوهد فيها خلال القرن التاسع عشر.

الكتاب المقدس

اليهودي التائه، رسم صمويل هيرزنبرگ، 1899.


JUN 7 حكاية اليهودي التائه Der Ewige Jude The Eternal Jew

من كتاب (حارة اليهود) للكاتبة أسيمة جانو (الكتاب تحت الطبع)

أصل حكاية اليهودي التائه اعتمادا على نظرية الايديولوجية الصهيونية التي ترى أن (عزلة اليهودي في العالم داخل حارات أوجيتوهات ، أدت الى حفاظه على نقاء جنسه ودمه، وبالتالي حركت ضده المجتمعات التي يعيش فيها لتفوقه النوعي عليها .وبالتالي لابد من انقاذه وتجميعه ثانية على جبل صهيون ، وهو ماكرس لفكرة مايسمى ب"اليهودي التائه". التيه اليهودى وجد شكلا ثيوقراطيا دينيا وسياسيا فى سيناء كما ورد فى القرآن الكريم وفي التراث الإسلامي. فقد أوجب على اليهود التيه فى سيناء لمدة أربعين سنة بعد خروجهم من مصر وعودتهم لعبادة العجل ..

ويرى غسان كنفاني انه بوسعنا ملاحقة أوضاع اليهود الاجتماعية عبر ملاحقة شخصية اليهودي التائه: فهومواطن قنوع متدين أحيانا ولكنه متشرد يجلب النحس والدمار حينا آخر. فقير مرة، ويتزنر بالجواهر مرة أخري. راض بالعقاب الذي نزل به، في البدء، ولكنه شكاك متذمر ومتربص فيما بعد، ومتمرد ثائر يهز قبضته في وجه الإله وأخيرا سيقع تحول في مسار اليهودي التائه روائيا .

وأصل حكاية اليهودي التائه ربما يعود للقرن الثالث عشر وذلك بالإيمان المسيحي بأن اليهود فقدوا وأنهم تشتتوا في الأرض عقابا لهم على قتلهم المسيح، ولهذه القصة تأثيرها الواضح على قصة أخرى هي الهولندي الطائر

أول ذكر لحكاية اليهودي التائه كان بقلم مؤرخ إنكليزي يدعى “روجر اوف واندوفرفي كتاب يدعى زهور التاريخ ( باللغة اللاتينية Flores historiarum) في سنة 1228عن كبير أساقفة أرمني زار انجلترا وسأله رهبان سانت البان حول "يوسف الرامي"الذي يقال أنه تكلم مع السيد المسيح ويقال إنه ما زال حيا، فحكى كبير الأساقفة أنه رأى بوابا ل بيلاطس النبطي يدعى كارتافيلوس ضرب المسيح يوم صلبه، وتم تعميده لاحقا باسم جوزف وعاش صالحا وتمنى أن يغفر له في النهاية.

ماثيو الباريسي، في تكرار لمقطع وندوفر، ذكر بأن أرمنا آخرين أكدوا القصة عند زيارتهم لسانت ألبان عام 1252، واعتبرها برهانا عظيما للدين المسيحي. حكاية مماثلة معطاة في سجلات فيليب موسك (مات 1243).

وهناك حكاية مشابهة لنفس القصة عرفت من قبل جويدوبوناتي وهو فلكي اقتبس منه "دانتي" بعض أفكاره ، وهويدعو بطل الحكاية باسم "ضارب الرب" ( باللغة اللاتينية Butta Deus) (بالإيطالية: Giovanni Buttades) لأنه ضرب السيد المسيح. ويقال بأنه ظهر (تائها) في مودجيللو في 1413 وفي بولونيا في 1415 (في زي راهب فرانسيسكاني من النظام الثالث).

وأعيد إحياء القصة عام 1602 م في كتيب ألماني ذكر فيه وصف ورواية قصيرة عن يهودي يدعى "أحشويرش" الذي لم يعمّد ويقول انه عاش عام 1542 م ويروي كيف التقى بولوس فون اتزن (وهو أسقف لوثري لشليزفيغ مات عام 1598 م) بيهودي عجوز ادعى ضربه للمسيح يوم صلبه، وهذا الاعتقاد على الأغلب أتى من فكرة ظهرت أن المسيح الدجال سيأتي عام 1600 م وسيسانده اليهود ..وهذا الكتيب ترجم وبيع بسرعة في أوروبا البروتستانتية، ويظن أن كاتبه هو خريسوستوموس من وستفاليا وطبعه كريستوف كروتزر، ولكن لا يعرف أي كاتب أو ناشر بهذا الاسم في تلك الفترة. ويظن أن القصة بكاملها خرافة اختلقت لدعم الرأي البروتستانتي حول الشهادة المستمرة عن حقيقة الكتاب المقدس في شخص اليهودي الذي لا يموت كمواجهة للتقاليد البابوية للكنيسة الكاثوليكية (راجع ويكيبيديا).

وقد أدت شهرة الكتيب وترجماته إلى ظور أقوال بأنهم رأوه في العديد من مناطق العالم المتحضرة، فبجانب اللقاء الأصلي بين الأسقف وأحشويرش عام 1542 ومرات أخرى عام 1575 وعام 1599 في فيينا، يقال أيضا انه ظهر في براج(1602) ولوبيك (1603) وبافاريا(1604) وبروكسل (1640) وباريس (1644)

وقيل أنه ظهر في ميونيخ(1721) وألتباخ (1766) وبروكسل (1774) ونيوكاسل (1790) وفي شوارع لندن بين أعوام (1818 – 1830) وحكى البعض أنهم رأوه في سالت ليك سيتي فى يوتا عام 1868 م وكان هذا آخر مكان يقال أنه شوهد فيه حيث قال أنه أحد المورمون ويدعى أوغريدي. ومن الصعب معرفة مدى خيالية القصة والمدى الذي قد يصل إلى إليه أحد المحتالين باستفادته من وجود الأسطورة*(عن ويكيبيديا). وكان أن تحول اليهودي التائه الى اليهودى الازلى :(بالفرنسية le Juif errant وبالالمانية: ewiger Jude ....).

وفى موسوعة (اليهودية والصهيونية) للمفكر المصري د.عبد الوهاب المسيري جاء أن :(«اليهودي التائه» شخصية أسطورية في التراث الشعبي الغربي، وهو إسكافي يهودي يُدعَى كارتافيلوس، طلب منه المسيح عليه السلام، وهو يحمل صليبه، جرعة ماء ليروي بها عطشه، ولكن الإسكافي ضربه بدلاً من أن يسقيه، وقال له: « فلتسرع يا يسوع، ماذا تنتظر؟»، فأجاب المسيح: « أنا ذاهب ولكنك ستنتظر حتى أعود »، فحلت على اليهودي لعنة جعلته يجوب بقاع الأرض إلى أن يعود المسيح مرة أخرى، ومن هنا سُمِّي «اليهودي التائه».

وقد بدأت الأساطير المستوحاة من هذه الشخصية الغريبة في الظهور في القرن الثالث عشر وتحولت إلى إحدى الصور الإدراكية النمطية التي يدرك العالم الغربي اليهود من خلالها.

ومن الكتب الأولى التي أشارت إليه كتاب زهور التاريخ للراهب الإنجليزي روجر (من وندوفر) عام 1228. وكانت الشائعات تظهر من آونة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، أن اليهودي التائه قد شُوهد يتجول في هذا المكان أو ذاك بلحيته الطويلة البيضاء وعيونه اللامعة الشريرة وعصاه الطويلة. وكانت آخر مرة قيل إنه شُوهد فيها خلال القرن التاسع عشر.

وقد وجدت هذه الأساطير سنداً لها في سفر متى في كلمات المسيح التي تقول: « الحق أقول إن من القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته» (إنجيل متى 16: 28).

المسيحية المبكرة

وقد انتشرت أسطورة اليهودي التائه عن طريق رجال الفكر والدين . ورغم أن الأسطورة اختفت بعض الوقت، إلا أنها عاودت الظهور في القرن السادس عشر، مع تصاعد الحمى المشيحانية وانتشار العقيدة الألفية أو الاسترجاعية، بعدة أسماء من بينها اسم أهازويروس. وبظهور الرؤية الرومانتيكية للعالم وظهور الفلسفات العبثية والعدمية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وتحوُّل الاغتراب إلى إحدى علامات التميز والتفوق في الخطاب الفلسفي، تحوَّل اليهودي التائه بدوره إلى رمز لهذا الإنسان المغترب الذي يرفضه المجتمع بسبب تميُّزه ويتعاطف معه المثقفون الثائرون على مجتمعاتهم، وهو الأمر الذي أدَّى إلى خلق جوٍّ من التعاطف الرومانسي مع اليهود.

أسطورة العصور الوسطى

تطرح شخصية اليهودي التائه في أوروپا العصور الوسطى صورة أخرى أكثر طرافة عن شخصية اليهودي في الآداب الشعبية وتطورها والعلاقة بين هذا التطور وبين أوضاع اليهود الاجتماعية والمالية والدينية، وكذلك تبرز ملاحقة اليهودي التائه جانباً هاماً من دور التوجيه السياسي العنصري في نقل المعضلة اليهودية من مواقعها المشروعة وحلولها الإنسانية إلى المواقع التعصبية والعنصرية.[2]

لقد كان اليهودي التائه يدور دائماً، في الماضي، خلال الحلقة الدينية التي إستولدته من موقف الخاطئ إلى موقف المعذب، من موقف جالب السوء الطالع إلى موقف علامة الخير، نتيجة للتغيير المضطرد، سلبا وإيجابا، في العلاقات الاجتماعية والدينية بين اليهود وبين الأوربيين. قد ركب اليهودي التائه الموجة نفسها التي ركبتها بطلة ديڤد آلروي وبطل دانييل ديروندا، وهي موجة تحويل العرق والدين، تحت ظل أسطورة التفوق إلى قضية عنصرية. إنهم يعبرون عن شخصية اليهودي التائه: إنه مواطن مسكين قنوع متدين أحيانا ولكنه متشرد يجلب النحس والدمار حينا آخر، راض بالعقاب الذي نزل به، في البدء، ولكنه شكاك متذمر ومتربص.

وصلت الأسطورة إلى الغرب عام 1228 على لسان بطريرك أرميني جاء من أرمينيا إلى سانت البانز بإنجلترا ليشارك في أعمال مجمع كهنوتي، ويعتقد جوزيف گايير أن قصص اليهودي التائه قد شاعت في أوروپا مع عودة الفوج الأول من الصليبيين الذين عادوا من القدس حوالي عام 1110، إلا أن أول أثر مسجل لأول ذكر لليهودي التائه هو قصة البطريرك الأرميني التي تلاها في سانت البانز عام 1228 مسجلة في تاريخ سانت البانز لأول مرة، بعد ذلك بحوالي 22 عاماً. وكان البطريرك الأرميني قد سئل، فيما كان مستغرقا بوصف سفينة نوح كما رآها بنفسه راسية على قمة أحد جبال أرمينيا، عما إذا كان قد سمع عن رجل يقال أنه شاهد صلب السيد المسيح، وأنه محكوم عليه من قبل المصلوب بالتجول في العالم إلى يوم القيامة.

وأتى جواب البطرك فريدا حين قال بعد صمت قصير: "إنني أستغرب أن يوجه لي هذا السؤال بالذات، ذلك أنني قبل أن أغادر أرمينيا بوقت قصير كان هذا الرجل، واسمه جوزيف، قد تناول غذاءه على طاولتي". ومضى بطريرك أرمينيا، بعد ذلك يروي القصة كما تعرف إليها بنفسه من الرجل التعيس ذاته، فقال إن هذا الرجل أمضى في التجوال حوالي اثني عشر قرنا وقد كان اسمه أيام المسيح كارتا فيلوس وكان يعمل بوابا على باب المحكمة التي حكمت بصلب المسيح، وفيما كان يسوع خارجا من دار المحكمة بعد صدور الحكم ضربه كارتا فيلوس هذا على ظهره وصاح به: "امضي يا يسوع! لماذا تتلكأ؟" إلا أن المسيح نظر إليه بهدوء وأبلغه: "إنني ماض، ولكن أنت، ستنتظرني إلى أن أعود" ومنذ ذلك اليوم وكارتا فيلوس لم يكف عن التجوال، صامتا حزينا فقيرا متواضعا آملا بالغفران لأنه ارتكب جريمة عن جهل، ولأن المسيح قال وهو على الصليب: يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. وبعد ثلاثة قرون من تسجيل هذه القصة" يظهر اليهودي مرة أخرى في بوهيميا عام 1505 ليساعد رجلا اسمه كوكوت في العثور على كنز كان جده قد خبأه له في مكان ما.

وبعد ذلك بعشرين سنة يظهر اليهودي التائه مرة ثالثة في ألمانيا للدكتور كورنيلوس في ملابس ساحر. ومنذ ذاك بدأ يتوالى ظهوره بغزارة واستمرار في عواصم أوربية مختلفة والملاحظ أن هذه الشخصية محبوبة، لا توحي بغير الشفقة وقد وجدت هذه الشخصية بسبب فظاظتها إزاء يسوع. فإنه من المدهش حقا أن تنقلب إلى شخصية محببة في الذهن الشعبي.


في الأدب

The Wandering Jew (1983), painting by Michael Sgan-Cohen

إن شخصية اليهودي التائه كانت نتاجا لسبب مزدوج: موقف الكنيسة من اليهودي من ناحية، والدور الذي يلعبه اليهود في المجتمع الذي يعيشون فيه، من ناحية أخرى. في بداية القرن السابع عشر يطرأ تحول واضح في الأسطورة ففي غرب أوربا كان يعتقد، خلال القرنين الخامس والسادس عشر، أن اليهودي التائه لا يظهر إلا مع العواصف، وأنه شخصية مخيفة تجلب معها النحس والدمار وفي بعض الأماكن، حيث كانت تهب العواصف، كان الناس يهرعون للتجمع والصلاة لله أن يوفر على بلدتهم زيارة اليهودي التائه، وكان هذا الاعتقاد وليد موقف ديني. ففي بداية القرن السابع عشر تنطلق من أوروبا الوسطى صورة جديدة لليهودي التائه، ويتضح هذا الانطلاق في أغنية شاعت وقتها في بروكسل وترجمت على نطاق واسع، وكان اسم تلك الأغنية "تذمرات اليهودي التائه" ولأول مرة يصبح هذا اليهودي "اسحق لاكيديون" ويدل الاسم على دور العقل اليهودي ذاته في صياغة تلك الأغنية. إن كل هذه الأساطير، في هذا النطاق، كانت انعكاسا لموقف اقتصادي إزاء اليهود الذين، في الفترة تقريبا نفسها قدموا لكاتب كبير هو شكسپير، في إحدى مسرحياته الأكثر شيوعا، شخصية شيلوك.

ففي 1602 كتب كروتزر بالألمانية، كتابا عن اليهودي التائه يحمل العنوان التالي: "وصف موجز وروائي ليهودي اسمه "أها سورس" شاهد شخصيا صلب السيد المسيح وشارك في تظاهرة صلبه، والذي حيل بينه وبين العودة إلى القدس إلى الأبد، ولذلك لم يستطع بعدها أن يشاهد أبناءه وزوجته. إن أهمية هذا الكتيب قد جعل من شخصية اليهودي التائه شخصية شعبية في أوربا محصورة في نطاق ديني. بدأ العقل اليهودي يسهم في صياغة أسطورة أها سورس، وتدخل التعصب مرة أخرى لوضع أها سورس هذا في ميدان البطل وأعطى صوت المتفوق المعصوم المتحدث عن العرق. وفي باريس كتب جاسوس تركي تقريرا للقسطنطينية عام 1644، يروي فيه قصة اليهودي التائه الذي قابله في باريس ويشرح بالتفصيل مواقفه وآراءه وحقيقته، وليس ثمة أي إثبات تركي بالطبع لمثل هذه المزاعم، والأكثر وضوحا أنه كتب لحساب التعصب اليهودي. فقد لعبت هذه الرسالة دورا هاما في نقل "اليهودي الجوال" من حيز الفولكلور الشعبي إلى حيز الرواية التي سيكون أكثرها شيوعا، ذلك العدد الكبير الذي كتب خصوصا بين 1840 و1860 وحمل اليهودي التائه شخصية رومانسية وكانت مسؤولة على ولادته المجددة كرمز. وبدأت تنسلخ أسطورة اليهودي التائه عن مراميها الدينية وتنتزع من نطاقها الشعبي وتضحي ذات علاقة مباشرة بأوضاع اليهود الاجتماعية ومن ثم بأوضاعها السياسة، وما تلبث أن تستخدم في الترويج للدعوة العنصرية والواقع أن الشعر الإنكليزي، وبالتحديد شيللي قد سبق الرواية الإنكليزية إلى طرح مشكلة اليهودي التائه، وفي القرن التاسع عشر يبدأ اليهودي التائه في أوربا يتجول من خاطئ إلى متهـِم ومن مستغفر إلى ثائر، ومن ثمة بدأ عدد كبير من المؤلفين للكتابة عن اليهودي التائه في رحلته الأزلية، حتى انفجر الكاتب اليهودي دافيد بينسكي بلغة اليديش عام 1906 في مسرحية سماها "اليهودي الأزلي" ترجمت إلى الإنجليزية عام 1920 باسم الغريب بواسطة يهودي آخر اسمه اسحق غولدبرغ. يقول علماء الدين اليهود أنه في الواقع يوجد 36 يهوديا تائها لا يموتون، وليس واحدا فقط. وأن رسالة هؤلاء هي المساعدة على الإيمان، مواساة الأرامل والأيتام، ولكن هذه الرسالة الدينية في أوائل القرن العشرين أصبحت رسالة سياسية محضة، بدفع من تيار التعصب اليهودي الذي كان يراهن على الموقع العنصري. إن اليهودي الجوال، أو التائه، أو الأزلي يحمل، بعد عشرين قرن من حياته الدينية المحضة، السلاح وفكرة الغزو في مسرحية "الغريب" التي تبنتها فرقة الـ"هابيما" اليهودية وقدمتها ليهود أوربا الشرقية أولا وفق مخطط ملحاح، ثم أعادت تقديمها بمخطط أوسع في أوساط اليهود في أوربا. يقول اليهودي الجوال في هذه المسرحية: "نعم ! أنا خاطئ، لقد ارتكبت أفدح الخطايا لأنني كنت أحرث حقلي حين كان يتوجب علي أن أشارك في النضال من أجل حرية شعبي... والآن حل عقاب الإله الرهيب فوقي: علي أن أتجول في كل أنحاء العالم... وسأبحث طويلا طويلا عن "المهدي" والآن سأذهب لفعل ما يجب علي أن أفعله... ما يجب علي أن أفعله...". يقول "ريكين بن آري" أحد مؤسسي "هابيما" في كتابه عن نشاط هذه الفرقة المسرحية: "... ومازلت أرى زيماك (الممثل الذي لعب دور اليهودي الأزلي) أمامي يحمل كيسه في نظرة ثاقبة، متسلقا إلى فوق، قائلا بصوت عميق: أنا ذاهب لأفتش عن (المهدي المنتظر) !... ولقد آمن بأن مسرح هابيما باستطاعته أن يضع اليهود أمام عيني العالم. وإن هذا المقطع يلخص بالضبط هذا التوظيف السياسي لقضية دينية، وتبادر الصهيونية فيما بعد إلى تشييع "اليهودي الأزلي" سياسيا فتنتج في يافا فيلما باليديش عام 1933 وفي 1948 يتوظف اليهودي الجوال في المهمة الجديدة وهي تجارة الكارثة النازية على يدي فيتوريو غاسمان في فيلم اسمه "رمال الزمن" يصبح فيه اليهودي الجوال رمزا لصعود الروح اليهودية في معتقلات النازي الرهيبة. وبعدها أتى الكاتب السويدي "بير لاجاكويست"، الحائز على نوبل ليكتب في مطلع التسعينات روايته القصيرة "موت أها سورس" يصل اليهودي الجوال هذا إلى فلسطين ويموت هناك.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الأيديولوجيا (القرن 19 وما بعده)

The wandering eternal Jew (Le Juif Eternel), coloured woodcut, later shown at the Nazi exhibition Der Ewige Jude in Germany and Austria 1937–1938. Shown here is a reproduction at an exhibition at Yad Vashem, 2007.


مزاعم ظهوره

قيل أنه ظهر في ميونيخ (1721) وألتباخ (1766) وبروكسل (1774) ونيوكاسل (1790) وفي شوارع لندن بين أعوام (1818 – 1830) وحكى البعض أنهم رأوه في سالت ليك سيتي بولاية يوتا عام 1868 وكان هذا آخر مكان يقال أنه شوهد فيه حيث قال أنه أحد المورمون ويدعى أوگريدي.

في الثقافة الشعبية

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ as described in the first chapter of Curious Myths of the Middle Ages where Sabine Baring-Gould attributed the earliest extant mention of the myth of the Wandering Jew to Matthew Paris. The chapter began with a reference to Gustave Doré's series of twelve illustrations to the legend, and ended with a sentence remarking that, while the original legend was so 'noble in its severe simplicity' that few could develop it with success in poetry or otherwise, Doré had produced in this series 'at once a poem, a romance, and a chef-d'œuvre of art'. First published in two parts in 1866 and 1868, the work was republished in 1877 and in many other editions.[1]
  2. ^ "من أعماق التاريخ :أسطورة اليهودي التائه بقلم:قوارف رشيد". دنيا الوطن. 19 يونيو 2011. Retrieved 20 يناير 2020.

المراجع

  • Anderson, George K. The Legend of the Wandering Jew. Providence: Brown University Press, 1965. xi, 489 p.; reprint edition ISBN 0-87451-547-5 Collects both literary versions and folk versions.
  • Camilla Rockwood, ed. (2009). Brewer's Dictionary of Phrase and Fable (18th ed.). Edinburgh: Chambers Harrap. p. 1400. ISBN 9780550104113.
  • Hasan-Rokem, Galit and Alan Dundes The Wandering Jew: Essays in the Interpretation of a Christian Legend (Bloomington:Indiana University Press) 1986. 20th-century folkloristic renderings.
  • Manning, Robert Douglas Wandering Jew and Wandering Jewess ISBN 978-1-895507-90-4
  • Gaer, Joseph (Fishman) The Legend of the Wandering Jew New American Library, 1961 (Dore illustrations) popular account.
  • Richard I. Cohen, "The "Wandering Jew" from Medieval Legend to Modern Metaphor," in Barbara Kirshenblatt-Gimblett and Jonathan Karp (eds), The Art of Being Jewish in Modern Times (Philadelphia, University of Pennsylvania Press, 2007) (Jewish Culture and Contexts),

وصلات خارجية