النمر بن تولب

النمر بن تولب
المهنةشاعر

النمر بن تولب بن زُهير بن أُقَيش بن عبد كعب بن عوف العُكْلي، أبو قيس، وأبو ربيعة، من بني عُكل من مضر.[1]

شاعر مخضرم، عاش عمراً طويلاً في الجاهلية، وكان فيها شاعر (الرباب). وكان من ذوي النعمة والوجاهة، جواداً وهَّاباً لماله. كان يقال له (الكَيِّس) لحسن شعره وجودته. أدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل لرسول الله:

يا قوم إني رجلٌ عندي خبرْ لله من آياته هـذا القمــرْ
إنا أتيناك وقد طـال السفـرْنقود خيلاً ضُمّراً فيها ضرَرْ


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

عاش شطراً كبيراً من حياته في الجاهلية، والآخر في الإسلام، وتقدمت به السن فعُمّر حتى إنه خرِف وأُهتِر. وكان فارساً جواداً من أجواد العرب المذكورين، كثير الأضياف، وهّاباً لماله، جريئاً على المنطق، كان يدّعي أن النبي كتب لقومه كتاباً وأرسله معه.

كان له أخ سيد في قومه فارس مغوار، أغار على بني أسد، فسبى منهم امرأة يقال لها جَمْرة بنت نوفل، فتزوجها النمر، وأنجبت منه أولاداً إلا أنها لم تكن راغبةً فيه، ثم إنها طلبت منه أن تزور أهلها، فوافق بعد أن أعلمها بخشيته من ألا تعود، فوعدته، إلا أنها عندما وصلت إلى أهلها تركته ورجعت إلى زوجها السابق، فقال فيها أشعاراً كثيرة، من ذلك قوله:

جزى اللـهُ عنا جمـرةَ بنةَ نوفـلجزاءَ مُغِـلٍّ بالأمانـة كاذبِ
وصدّت كأن الشمسَ تحت قناعها بدا حاجبٌ منها وضنّت بحاجبِ


وقد حزن عليها حزناً شديداً، ومرت عليه أيام لا ينام فيها ولا يأكل، فخاف عليه قومه، وأتوا يلومونه ويواسونه، وأقنعوه أن يتزوج امرأة من قبيلته، فرضي وتزوج فتاة اسمها دعد، وأحبها وشغلته عن امرأته السابقة، وفيها يقول:

أهيم بدعد ما حييتُ فإن أمُتأُوكّلْ بدعد من يهيمُ بها بعدي


كان شعرُه يُشبّه بشعر حاتم الطائي، لجودته ومعانيه. ولم يمدح أحداً، كما أنه لم يهجُ أحداً، ومن شعره:

ومتى تصبْكَ خصاصة فارجُ الغنىوإلى الذي يعطي الرغائب فارغبِ
لا تغضبـنَّ على امرئ في مالـه وعلى كرائم صُلب مالك فاغضبِ


ومما قاله في رثاء أخيه الحارث:

فـ والله ما أسقي البلادَ لحبّهـا ولكنما أسقيكَ حارِ بن تولبِ
تضمّنتَ أدواء العشيرةِ بينها وأنت على أعواد نعشٍ مُقلَّبِ


وكان كثيرٌ من أبياته يسير بين الناس فيتمثلونه لما يتضمنه من حكمة ومعانٍ عظيمة، ومن ذلك قوله:

تلَبَّسْ لدهــركَ أثوابَـــه فلن يبتني الناسُ ما هُدِّما
وأحبب حبيبـك حبـاً رويداً فليس يَعولك أن تصرِمـا
وأبغض بغيضك بُغضاً رويداً إذا أنت حاولتَ أن تحكما


قد يكون النمر توفي في خلافة أبي بكر الصديق، أو بعده بقليل. وفي المؤرخين من يذكر أنه نزل البصرة (وقد بنيت في أيام عمر) وجمع الدكتور نوري حمودي القيسي في بغداد ما وجدَ من شعره في (ديوان - ط).


قصائده

شديد وهص قليل الرهص معتدل

أتيناك لا من حاجة أجحفت بنا

لقد أصبح البيض الغواني كأنما

أودى الشباب وحب الخالة الخلبة

جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل

أعاذل أن يصبح صداي بقفرة

لا زال صوب من ربيع وصيف

لا تغضبن على امرئ في ماله

راحت مؤملة الغدو صحيحة

أعذني رب من حصر وعي

خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة

لقد غدوت بصهبى وهي ملهبة

أشاقتك أطلال دوارس من دعد

أبقى الحوادث والأيام من نمر

وقال أخو جرم ألا لا هوادة

تصابى وأمسى علاه الكبر

ومدفع ذي فروتين هنأته

صرمتك جمرة واستبد بدارها

لا يعلم اللامعات اللامحات ضحى

ويوم الكلاب رأسنا الجموع

وبوارح الأرواح كل عشية

إنا أتيناك وقد طال السفر

أصبحت لا يحمل بعضي بعضا

قالت لتعذلني من الليل اسمع

دعيني وأمري سأكفيكه

كأن مدامة من أذرعات

بجرو يلقى في سقاء كأنه

وكل خليل عليه الرعاث

فترى النعاج بها تمشى خلفه

تأبد من أطلال جمرة مأسل

قطعت بسمحة كالفحل عجلى

سمونا ليشكر يوم النهاب

لعمري لقد أنكرت نفسي ورابني

ولما عصيت العاذلين ولم أبل

بين البدي وبين برقة ضاحك

ألم تر أن جمرة جاء منها

سلا عن تذكره تكتما

أما خليلي فإني لست معجله

على فاجح هد العشيرة فقده

فأصبحت والليل مستحكم

شطت بجمرة دار بعد إلمام

تبسم ضاحكا لما راني

ألم بصحبتي وهم هجود

بكرت باللوم تلحانا

يريد خيانتي وهب وأرجو

إذا كنت في سعد وأمك منهم

لا يعتري شربنا اللجاء وقد

كانت قناتي لا تلين لغامز

بنات الدهر لا يخشين محلا

أهيم بدعد ما حييت فان أمت

أحار بن عمرو فؤادي خمر

إني بحبلك واصل حبلي

ألثت عليها ديمة بعد وابل

لعمر أبيك ما لحمي برب[2]


المصادر

  1. ^ "النمر بن تَولب".
  2. ^ "معلومات عن النمر بن تولب".